الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

أُنثَی العَبِیرِ العابِرَة بقلم الشاعرة سعیدة باشطبجي💐تونس

 🌹《 أُنثَی العَبِیرِ العابِرَة 》🌹


هَذِي الخُزامَی فِي الخَمائل عَاطِرَة

تَختَالُ فِي فَيْء الأصائل نائرَة


وعَلی قُلُوبِ الوَردِ والرَّیحَانِ

والنَّیلوفَرِ الهَیمَانِ

 تَسطُو اَسِرَة


یا رَوعَةَ الرَّوضِ المُعَمَّدِ بالشَّذَا

یا دِفءَهَا..أنثَی العَبیرِ السَّاحِرَة


کُلُّ الأَقَاحِي

 فِي شُعَاعِ بَریقِها الفتّانِ

 تبدُو مِن سَقامٍ فاتِرَة


تَرنُو إلی سِحرِ الخُزامَی 

وَالنَّدَی یَخضَلُّ دَمعًا 

فِي العُیونِ الغائرَة


مَاهَت وتَاهَتْ 

والْتَوَتْ أعنَاقُهَا نَحوَ الثَّرَی..

مِن غَیرةٍ ..مُتاَمِرَة


والجُلُّنارُ مُتیّّمٌ 

قَد ضَاعَ فیضَ حَنِینِهِ 

بِطیُوبِهِ المُتَنَاثِرَة


والنَّرجَسُ المَفتُونُ

 یَسرُدُ عِشقَهُ بِفمِ النَّدَی

 ودُمُوعِهِ المُتقَاطِرَة


وأنا بِمَعقَلِ سِحرِها 

و عَبِیرِها..ودَلالِها 

مَسجُونةٌ ومُحَاصَرَة


مَفتُونةٌ قَد رَفَّ قَلبِي للشَّذَا

أموَاجُ عِشقي 

فِي هَواهَا هَادِرَة


أَجرِی وَرَاءَ طُیُوبِها مَلهُوفَةً

وَمَراکِبي نَحوَ العَبیرِ مُسَافِرَة


فِي أَضلُعِي

 یَهفُو جَناحٌ فائرٌ

وَعَنادِلِي نَحوَ الأقَاصِي طائرَة


             ☆☆☆


یَا فِتنَةَ الأَنفِ المَهُوسِ بِعِطرِها

یَا وَیحَها عَینُ العَمِیدِ الحَائِرَة


مِنْ أینَ أبدَأُ 

رِحلةَ العِطرِ المُخَضَّبِ بالنّدَی

وَحَواسُ نَبضي سَادِرَة؟


مِن أینَ أبدَأُ 

رِحلةَ الحَرفِ الظّمِيءِ

إلَی ضِفافٍ مِن عَبیرٍ غامِرَة؟


مِن أینَ أبدَأ 

 حَفلةَ اللَّحنِ المُمَوْسَقِ بِالشَّذا 

وَالرُّوحُ تلهثُ خَائِرَة؟


یَا لَیتَنِي.. 

أسطِیعُ تَخلِیدَ الجَمَالِ

بِنَبضَةٍ أو نَغمَةٍ أو خَاطِرَة


یا لَیتَ حَرفِي نَحلَةٌ 

تَمتَصُّ نَسغَ رَحِیقِها 

ورُضابَها وسَرَائِرَهْ


فَإذَا القَصیدَةُ فِي دَمِی

تَتَوَضَّأُ العِطرَ الشّذيَّ

عَلی ضِفافٍ طَاهِرَة


یَا وَیلَتِي 

إن لَم أعُبَّ عَبیرَها

و رَجعتُ أحمِلُ وقرَ خُفِّي دَابِرَة


هَذا الشَّذَا أُهزُوجَةٌ..

أرجُوحَةٌ...أو بُهرَةٌ 

أو طَفرَةٌ وَ مُغامَرَة


ومِنَ النّساٸِمِ والنَّدَی 

أُحبُولَةٌ

وعَلَی الرَّتَابةِ والبُرودِ 

مُٶامَرَة


قِنّینةٌ مِن مَنجَمِ  الحُسنِ البَدیعِ

تَرُجُّني 

بطُیوبِ شِعرٍ بَاهِرَة


فأعُبُّ مِن دَنّ النّساٸمِ

خَمرةً..أقداحَ عِطرٍ 

کَالسّلافةِ فَائِرَة


        ☆☆☆


هَذي الخُزَامَی..

لَیتَهَا کالوَشمِ یُنقَشُ فِي المَسَامِ

وفي جِدَارِ الذَّاکِرَة


لَکنَّهَا مِثلَ الوُجُودِ حِکایةٌ

مَوعُودةٌ للانقضَاءِ 

وعَابِرَة


هِيَ لَحظَةٌ مِن فِتنةٍ 

مِثلَ الحَیاةِ..تَجُودُ سِحرًا 

ثَم تَغدِرُ جائِرَة


أو مِثلَ بَرقٍ خُلَّبٍ.. 

وَعدٌ بِفَیضِ غَمائمٍ 

تهمِي وَتَرحَلُ غَائِرَة


وَعدٌ وحُلمٌ... 

والوُعُودُ مواسمٌ ..ونَوارِسٌ 

نحو الحِمامِ مُهاجِرَة 


                 ☆☆☆


 یَا طِفلةَ العطرِ المُخَضَّبِ بالهَوی

والرُّوحُ عِشقًا 

في الطُّیوبِ مُغامِرَة


یا طِفلةَ الحُسنِ الشَّفیفِ 

یُضَمِّخُ الوِجدَانَ فَیضًا 

مِن عَطایَا فَاخِرَة


ظَلّي مَعِي.. 

لنَعُبّ مِن ثَديِ الشَّذَا

أقدَاحَ شَهدٍ بِالمَحبّةِ زاخِرَة


ظَلّي مَعِي.. 

لَا لَا تکُونِي کالسَّرابِ..و کَالصَّدَی 

أُنثَی العَبیرِ العَابِرَة


َلَولَا الشَّذَا..

مَا کَانَ تَضوِیعُ الهَوَی

لَولَا الهَوَی.. 

دَارَت عَلینَا الدَّائِرَة


لَولاَ عَبیرُ الزَّهرِ یَمهُرُ نَبضَتِي

مَاکُنتُ أُنثَی للصّبَابةِ... شَاعِرَةْ


      《سعیدة باشطبجي💐تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق