الاثنين، 24 نوفمبر 2025

'سوء... ونحن سواء' بقلم الأديب المختار المختاري

 'سوء... ونحن سواء'

يمر ّالنّفس من سطر إلى سطر

ويكتب اشتهاء الرّجوع 

إلى صدر الغياب

لا الورق يكفي لرسم الأقنعة

ولا يكفي صبّ الحبر 

على ألواح من تراب

ولا ينبت من الضدّ 

غرس في طين الحكاية

ولا يبتسم للحزن الغامق 

أرقام صفحات كتاب

هذا العذاب وطن

حين تنتفي عناصر الحب 

في وطن العذاب

ويجتمع في جلد الضّحية جرب

من كثرة ما صلى لربّ الأرباب

ثم قاتل الصراصير

وعرّا حتّى عزّا الذّباب

بحكمة الصّمت

وبكلّ أسلحة الفكر

ومعرفة الحقيقة.. والأسباب...

ها هو الآن يجمع أشلاء عمره

وينتدب من أيّامه

ما ينهي كلّ هذا الضّباب

ويمشي سعيدا

يمضي بعيدا

بعد أن أقنع القبر بأنه جنة لجثّته

لا يجتمع فيه مع الكلاب...

24/11/2025

المختار المختاري



**ذَاتَ رَفْرَفَةٍ ** بقلم الأديبة أحلام بن حورية

 **ذَاتَ رَفْرَفَةٍ **

*******************

في بَهْوٍ بِلَا رِئَةٍ،

وَجَدْتُكَ تَلْتَحِفُ وَرَقَةَ خَريفٍ،

تَرتَعِشُ أنَاملُكَ..تَرْتَجِفُ..

لَيْسَ قَرَسًا..ليْس علّةً .. هُوَ جُوعٌ سَكَنَكَ مِنْ أَلْفِ بَعْثٍ وَفَنَاءٍ..

يَوْمَ كُنْتَ تَرَتَعُ في كُلِّ عِيدٍ

تُطارِدُ الْأقمارَ حِينًا

تَلْعَبُ بأَوْسَانِ الشّمْسِ أَحْيَانًا

تتَلَوّنُ كَالْفراشاتِ الْبَهِيَّةِ

تُلاعبُ النّجْمَاتِ عَلى رُقْعَةِ شطْرنجٍ بَيَادِقُهَا مَخْفِيّةٌ..

وَجِيَادُهَا مَشْتُورَةٌ..

وَالْيَوْمَ تَلْفُظُكَ الْمَسَاءَاتُ بِلَا هَدَفٍ..

أَوَتَدْرِي بِأَنَّ الصّبَاَحَاتِ حِينَ تُداعبُ خَدَّكَ،

لَا تُبَاِغِتُ سِوَى نَجْمَةٍ نَامَتْ في حُضْنِ الشَّنْفَرَى؟

ذِي دُوَّامَتِي.. لَا تَدُورُ إلّا مَرَّتَيْنِ..

وَخَيْطُهَا يَلْتفُّ خَانقًا لَا يَأْبَهُ لِوَجَعِنَا الدّفِينِ

خُطْوَتَانِ وَنِصْفُ مُنْعَطَفٍ.. وَتَرْمِينِي عَلَى رَأْسِي..

أَدُورُ ..أَتَسَلَّقُ الْجُدْرَانَ..

مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ قَيْدَ خُطْوَتِكَ منْ ذَاكَ الصَّبَاِح الْمُبَاغِتِ..

يَتَعَوَّجُ مِسْمَارِي،

هَلْ أَصَابَهُ صَدَأٌ..أَمْ تَصَلَّبَ جِدَاِري؟

أَرْضِي مَا تَعِبَتْ مِنْ ثِقَلِ الْكَوَابِيسِ..

مَا زَالَتْ تَبْحَثُ عَنْكَ يَابْنَ الْخَيَالِ

فِي مَخْدَعِ رُؤَى النّجُومِ وبَسْمَاتِ الزّهُورِ،

بَيْنَ الثَّنَايَا ورَفْرَفَاتِ الأَطْيَافِ..

أَتُرَاهَا تَصْدُقُنَا النّجْمَاتُ؟

وَتَسْتَحِيلُ يَا حُلْمِي خَيْطَ شُعَاعٍ ...؟

أحلام بن حورية 

مَجادِل



بين الفكر و الجمال علاقة لا تنتهي بقلم الكاتبة/نادياغلام

 بين الفكر و الجمال

علاقة لا تنتهي

_____________

يقولون ذو العقل 

" يشقى في الحياة بعقله"

و أنا أقول :

"إن العقول المفكرة

 تتأمل في حرم الجمال

أما من لا يعي بجهله

فلا زال غارقا في تخبطه"

من ذا الذي أوقف التفكير ساعة

و لم يحط به الفراغ من كل جانب؟

الجميع يدّعي أنه يفكر

و لا شيء يثبت أننا نحسن التفكير

سوى دقة التحليل و نجاعة الاختيار.

نعانق في أنفسنا قناعاتنا و الأفكار

و يبقى شيء من متى ، كيف ، إلى أين

ما سر هذا الكون المتكامل في أعماقنا ؟

و في أفق السماء جواب لكل سؤال..

هنا يبدأ التأمل و هناك تطمح العقول أن تصل.

كل القلوب المبصرة لها حصتها من التفكر

و من لا يتأمل لا يعرف مفهوم الجمال؛

ألا ترى غناء الأنغام للألوان 

و عناق الإلهام للإبداع ..

و في مساحات التأنق نستوعب عالم الفن

أنا إن كنت أكتب هنا ؛ 

فلأننا نبحث معا 

عن أساليب الجمال في لوحات الفكر

 و كتب البيان

عن صور التناغم من الذرة الى المجرة

 في هذا الكون

و نعشق سحر شروق شمس أفكارنا

 من نوافذ الروح.

نحن لو عشنا لن نعدم رزقا

لكن دون فكر سنعدم أناقة الذوق ، 

جمال التأمل و حلاوة الحياة ،،

فكن ما شئت و اكتسب فنا و أدبا

تبصر عيون عقلك كل شيء جميل .


من_تأملات_قلمي    

الكاتبة/نادياغلام

من المغرب



هذا الكلام شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 _________       هذا الكلام 

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 


زمنٌ البراءة مذ مضى من مدةٍ  لاشيء أشبهنا به أتصوّر

الخوف مما قد يجيء يهُزُنا خلف العيون ضغائنٌ لاتظهر 

كم فكرةٌ خطَرَت وأجهضها الذي بغباءه كالذئب وهو يكشّر 

خلف انحناءات الحروف سواترٌ أكباد منّها أبيضٌ

أو أغبر 

ووراء أشجان القصيدة طغمةٌ 

ودمٌ يراق 

وأنفسٌ تتفطّر

غبّ الخيال وشاحنا كسحابةٍ نندس تحت جناحها 

ونثرثر 

نُضفي على مرضى النفوس قداسةً ونغض عن سوءاتهم ونبرّر

بحدود معرفتي بأحوال الهوى لغة الغرام لوحدها لاتُزهر

ليَ غايةٌ ولدى جنابك عينها يجتاحنا وسواسها ويُخدِّر

فإذا وجدتَ مشاعري مرتابةً وسياج روحي تالفٌ

يتضوّر 

اترك حديثاً لاجَداءُ لنا به فنيَ القطيع ومابقي مايٌعصَر

تتكدّس الرغبات في قنواتنا ونزيحها عن عمد حين نُقدّر   

إيقاع أنّّات النياط كأنه حجر المقالع عندما يتكسّر 

كثبان أحلامي حرائق قيظها غبّ الجوارح والحنايا تجأر 

استخلص من الأجسام من صرخاتها معنى الحياة 

واصطحبني تظفر 

صَدَمَتْ هواجسُك المريضةِ فطرتي 

ولديّ احساسٌ بأني مُجبَر 

مستحضراً منفاي بين تمائمي عطفاً لأي جنازةٍ تتحضر

من أين يأتي القهر من إدماننا أم من مخازينا التي لاتُحصر     ؟

بركان أجوائي بكل فصولها وتشظياتي عالمٌ يتغيّر 

وغدَتْ مجازيفي التي ركضتْ معي شبه النزيف من المواجع تقطر

فقدت معالم صفوها من مدةٍ نفسيّتي وغدتْ كمن يتنمّر 

لا لاشتياقي دون نبذ خطيئتي وعن احتراقي آجلا سأكفّر 

لأخال إنسانيتي في مأزقٍ

خذلانها  

في كل يومٍ يكبُر

كالعتم حالكةً غدتْ سوءاتنا من أسوىء الأخطاء 

مايتكرّر 

ومصيرنا يحتاج في أن نلتقي حتى على المتوحشين نُسيطر

معيار وجداني الجمال إذا الرؤىً عني تشف 

وعن أناي تعبّر

فينا المجازات التي لايرتوي منها الخيال 

ولا تمل الأسطر 

فلتقترن لغتي بوثبتك التي توحي اليَّ بكل ما أتذكّر 

هذا الكلام أنا الذي استأنسته وجعلته طوعاً يعنّ ويخطر 

في الجانب المنكوب تكمن فرصةٌ ليعود معترفاً بحقي الآخر 


__________

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد

لماذا تسألني الرحيل بقلم الكاتب رمضان عبد الباري عبد الكريم

 لماذا تسألني الرحيل 

----------------------

لماذا تسألني الرحيل والسعادة لم تمكث معنا إلا القليل

مازال العمر أمامنا نتمهل فيه حتى يصبح حبنا كثير 

أتت بنا الحياة لكى نجتاز صعابها معا بدون تكدير 

حلمنا مازال بريئا نحافظ عليه بأيدينا من الحقد والعزول

لقد حلمنا معا بأرض بكر نزرع فيها كل ما هو بهيج 

نستقبل الربيع سويا وقلوبنا غضة خضراء كالزهور

وتشرق علينا الشمس بأشعتها الذهبية والنسيم 

ونشرب من خمر نهر الحب حتى نثمل ولا نفيق 

وستكون حديقة حبنا غناء ببهجتنا لا تجدب ولا تشيخ 

والصبح يعطينا الأمل بأن السعادة دائمة لنا وما تزول

والليل يسدل ستاره علينا بنور القمر ولألأة النجوم

لقد تنازلت عن كبريائي من أجلك وللحياة نعيش

حبك لى عرين و مأوي من تقلبات الزمن العصيب

سوف أكون ظلك لا يغادرك أبدا وأمنياتى معك تخليد 

إذا ضللت طريقى عنك فنور عيونك لى قنديل

معك ستتحق أحلامى و أيامى بحنانك الغامر ستدوم 

تعال معى نقطف ثمار الحب من شفاهنا ونمحو كل قبيح

معا لا يوجد يأس ولا بخل فى الحب

وسنكون للعشاق سبيل 

لا تذكر الرحيل معى ودعنا نعيش زمن الحب الجميل 


القاهرة 

23/10/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم



الاشتياق من كتابات فارس سعد

 الاشتياق

اخلعي  حياءَ  شفتيكِ

مشتاقُ  للقبل

واترك ِ الاحساس  

اعرفه

عند هروبكِ  بالمقل

ودعينا  نذوب

نرتوي 

الارض تزهر 

 اذا الماء نزل 

انا احبكِ

حد الجنون

و بعض حبكِ  ماقتل


من كتابات

 فارس سعد



قلبي… عراق بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 قلبي… عراق


أنا وبغدادُ—

منذُ سكنتُ أوّلَ لَيلةٍ في جسدِ الدنيا—

حبيبان،

أنا والعراقُ… نَسغُ أغنيةٍ

تجري،

وتعيدُ للأنهارِ ما ضيّعتْهُ

ليلًا

من تعبٍ وأرقٍ.


يا بغداد…

كم دلّلتِ طفولةَ قلبي،

وكم حملتِ منّي

خشوعَ مَن يدخلُ بابًا من نورٍ

لا يعرفُ لِمَ ارتجف

حين رأى ظلَّهُ

يتحوّلُ إلى نخلةٍ

تتوضّأُ بالعاصفة.


كم ركضتُ في قصورِ بني العبّاس،

والليلُ يفتحُ لي أبوابًا من نارِ الحكمة،

والسيفُ ينقشُ على الهواء

درسًا أولَ

في معنى البقاء.


كم سبحتُ في دجلة،

فعلّمني كيف يتسع الصدرُ

لجراحٍ

لا تُشفى،

وكيف يعود الماءُ

إذا ضلّ طريقه

إلى اسمِه الأوّل.


وكم شربتُ من الفرات،

فذُبتُ فيه كأنّي

آخرُ قطرةٍ

تبحث عن فم الغيم

لتولد من جديد.


مرّتْ بي كلُّ الأزمنةِ،

كأنّي بوّابةٌ فُتِحَتْ للعابرين،

أرى بغدادَ في ربيعها،

وفي انكسارها،

وفي ضوئها الحزين

الذي يحاول أن يعيش،

ولو على رماد نافذةٍ

أُغلقت

قبل أن تُطفئ حلمًا صغيرًا

نام خلف الزجاج.


رأيتُها

تضعُ على كتفيها

صوتَ الفقير،

وتحملُ بيدها

حلمَ العائدين،

وتُربّي في ليلها

ضحكةَ طفلٍ

لا يعرف أن الحروب

سرقت من جيبه

أجنحةً كانت تكفيه

ليلمس القمر.


أحفظُ الجهاد،

أحفظُ أسماءَ الذين وقفوا

مثل وترٍ مشدودٍ

في صدرِ الدنيا،

لا ينقطع،

ولا يلين،

وأحفظُ النساءَ

اللواتي خبّأن مفاتيحَ الغد

في أكمامٍ من صبرٍ

وشموعٍ

لا تطفئها الرياح.


وحبّي لها—

يا صاحبي—

أقوى من موتٍ

يمشي بين الأزقّة،

أقوى من وقتٍ

يحاول أن يسرق

روحَ الذاكرة.


حبّي لها

قمحٌ ينهض في ريحٍ عاتية،

ونهرٌ يعود مهما تكسّر،

وجرحٌ يشع

كأنّه شرفةٌ

تطل على حياةٍ أخرى

لم تولد بعد.


ورغم كل ذلك…

لستُ من العراق،

لكن قلبي—منذ عرف أوّل نبضٍ—

كان يسمع همس دجلة،

ويحمل ظلّ نخلةٍ

لم ألمسها يومًا

إلّا في الحلم.


لستُ من العراق،

لكن أصابعي تتوضأ

كلما كتبت اسمها،

كأنّ الحروف

محراب عشقٍ

لا يُفتح

إلّا لمن أغواه الضوء

فأحبَّ

من قبل أن يعرف كيف يحبّ.


وجهي…

حين يميل للحزن،

يكتسب ملامح بغداد،

وتصير دموعي

مطرًا

واقفًا عند أبواب الكرخ،

يسأل:

هل لي مكان

في هذا الليل؟


أنا لستُ من العراق،

لكن قلبي—

يا من تسأل—

كلّه عراق،

وما الانتماء

إلّا أن تولد

من أرضٍ

لا تعرف جسدك،

لكنها تعرف روحك

من أوّل نظرة.


يا ربَّ بغداد،

يا ربَّ نخيل العراق

إذا ركض في الريح

فصار نشيدًا،

ويا ربَّ ماءٍ

لم يخن يومًا

قلب عاشق.


سعيد إبراهيم زعلوك



والصُّبحُ بقلم الكاتب محمد التوني

 والصُّبحُ

=====


والصُّبحُ مَخمُومٌ يُريدُ مَحَبَّتِي 

            ومَحَبَّتِي تَاهَت بجَوْفِ فُؤَادِي 

لا هِيَ دَارٌ تُعَدُّ لزَائِرٍ

                ولا هِيَ نَارٌ تَضْطَرِمُ لـعَادِي 

فَـيَا مَارِّينَ على قَسَمَاتِ شَمْسِي 

            سَلُوا شَمسِي: أَيْنَ هِيَ أَوْتَادِي؟

أَيْنَ هِيَ صُرُوحُ مَحَبَّةٍ

                  بَنَيْتُهَا في ظِلِّ عُمُرٍ نَادِي؟ 

أَيْنَ هِيَ مَوَاطِنٌ جُبتُهَا 

                والقَلبُ مُحَمَّلٌ بـكُلِّ الزَّادِ

مُنتَظِرٌ مع كُلِّ مَغرِبِ شَمْسٍ

                أَنْ يُفرِغَ مَا بِـهِ مِنْ سُهَادِ؟


                                         محمد التوني


طَلَبُ العِلمِ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 طَلَبُ العِلمِ :

....................................... 

يُؤَدِّبُنِي الزَّمَانُ بِرَغمِ سِنِّي ... 

وَ فِي الدُّنيَا أَرَانِي نَقصَ عَقلِي 

أَرَانِي مِن صُرُوفِ الدَّهرِ صِغرِي ... 

وَ فِيهَا زَادَنِي عِلمًا بِجَهلِي 

فَلَستُ لِأَدَّعِي عِلمًا وَنَقصِي ... 

يُصَاحِبُنِي بِتِرحَالِي وَحِلِّي 

وَ لَا زِلتُ الطَّلُوبَ لِكُلِّ عِلمٍ ... 

وَ لَا حِدتُ الطَّرِيقَ وَلَن أُوَلِّي 

إِلَى اَن تَجلِبَ الآجَالُ مَوتِي ... 

وَيَحضُنُنِي الثَّرَى وَاللَّحدُ ظِلِّي 

....................................... 

... محمد جعيجع من الجزائر - 21 نوفمبر 2025م



رسالة. بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 رسالة 


ليس كل ما في الخلد يباح وليس البوح كله شفيفاً ولا الكلمة العارية للعقول الخاوية وأصله.

ولكن تبقى الكلمة الهادفة رسالة مرسلة والفكرة السديدة وصية وأصله وإن طال الوقت، ولربما تتوه في فضاءات ضبابية المبادئ مختلة القيم والأخلاق متعثرة الخطوات نحو الحقائق الجلية للوجود وكيان الإنسان.

استيقظت صباحا، وقد سيطرت علي فكرة جنونية تساؤل ملح عكر مزاجي. 

هل نحن بخير؟

نحن بنو الإنسان أما زلنا بكامل خصائصنا الإنسانية أم عدنا إلى فطرتنا الأولى للحقب الغابرة مجرد كائنات بشرية في العصور الحجريّة تعيش على مبدأ البقاء للأقوى.

بالطبع أنا مخطئة فلا مجال نهائيا للمقارنة، فأولئك كان صراعهم الأجل البقاء مع الطبيعة الشرسة من حولهم نظامهم المجتمعي البسيط قائم على حماية النفس والأسرة من الوحوش الضارية وقسوة البيئة.

أما اليوم من قلب التحضر، ومن عمق العلم والثقافة والتطور برز التحجر الإنساني والانعزالية الاجتماعية لدى الكثير من الناس كل يعاني بطريقة أو بأخرى نوع من الضبابية في الرؤية وصعوبة في التناغم مع الواقع الاجتماعي الجديد الذي نهشت قلبه المتغيرات، ودبت في أوصاله المتناقضات، فبات الفرد يلهث خلف ذاته الحائرة بين حقيقتها والعالم الافتراضي.

تقريباً أصبحت الفرضيات متسيدة المشهد الحياتي، وقد غيبت الكثير من الحقائق على رأسها الاستثمار الصحي النفسي في الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي الواضح السليم والصداقات الاجتماعية الطبيعية.

فمثلاً أصبح من الطبيعي اقتناء حيوان تكلف رعايته وتغذيته مبالغ من المال هذا غير رفاهيته وتدليله الذي يكلّف ثروة.

في حين لا يكلف صاحب الحيوان نفسه العطف والشفقة وإنفاق اليسير من المال لمساعدة أقرب الناس له أو إنسان فقير.

وقد أصبحت الكثير من البيوت مغلقة على أصحابها لا يدخلها ضيف صديق ولا حتى ذو صلة رحم أو قريب.

خطوة خطوة أمسينا في مهبّ الضياع، نجدنا في عزّ جمعات أنسنا شتات كل غارق في جهازه المحمول بيديه تغزو بصيرته مشاهد وحشية أو سوقية أو مخلة، وفي أحسن الأحوال مواضيع قيمة، غير أنها مبتورة من غايتها ومعناها....

كلها مسوقة بعناية وإتقان عبر مقاطع سريعة ماهرة في تجميد مشاعره والعبث بعقله والأكثر إيلاماً سرقته من ذاته وكل ما حوله.

أما المصيبة الكبرى فهي لا شك في إدمان الأطفال للأجهزة المحمولة وإدمانهم عليها، والتي بكل تأكيد تسلخهم عن طفولتهم والواقع من حوّلهم، فتموت البرآة وتضمحل العواطف ليكبروا بعقول خاوية وأحاسيس متبلدة بالتالي أنفس جوفاء.

يسرى هاني الزاير


نُورِك البَدْر بقلم محمد اخليفه بن عمار

 نُورِك البَدْر

عشِقتُ نورَ البَدْر لِوَجْهِكِ الـحَـوْرِ

فأضاءَ دربَ العُمـرِ مِـن ذاكَ البَهَـرِ


هِمْتُ لَيْلِي بظَـلْمَاءِ الدُّجى طَرَباً

وأنتِ فيهِ نورُ الأدِيم ياقمري


أعُدُّ رَسْمَكِ في الآفاق مُنْسَكِباً

نَجْمـاً يلوحُ لِليلـي العِطْرِ والسُّمَرِ


بَدِّدي يا حبيبتي عَتْمِي فإنَّكِ لي

صَقْعاءُ ضَوْئٍ يَجْلُو الهَمَّ والضَّجَرِ


يا سِراجَ الهَوَى، قد ضِقْتُ مُنْتَظِراً

فالشَّوْقُ يُبعِدُ في أحشائي كلَّ صَبِرِ


أتلاطَمُ اليومَ في دربِ الهوى ولهىً

والحُبُّ قَدْ خُطَّ بالفؤاد قَدَري


ما هِبَّ نَفْحُ الصَّبَا إلّا ذكرتُ لَها

وَجْهاً يُجَمِّلُ أيّامي كَغَيث المَطَرِ


إنْ غابَ ظلّكِ يَبقّى طيفُكِ

إجتِياحاً

والقلبِ يحكي حكاياهُ مع السَّحَرِ


يا زهرةً فاحَ عِطرُ الحُبِّ من نَفَسٍ

تجري بالقلبِ مجرى الماء بين الشَّجَرِ


لو خُيِّروا القلبُ عُمْرٍ يُعادُ لهُ

لأختارَ عُمْراً يَكونُ الوَصلُ في السَّفَرِ

محمد اخليفه بن عمار



يا رفق بقلم الكاتب فلاح مرعي

 يا رفق

يا رفق رفقا بقلبي المعذب 

فإنه بغرامك متيم 

مصاب مت لحظ سهام  

 رميتني بها فاصابت مني

 قلب الذي في هواك معذب

يا رفقا  مهلا لم تعجلت الرحيل 

وازمعت فراق قلبي المتعب

 مهلا رويدك هلا اجلت الموعد

يا بنت قلبي والنبض الذي 

 يسري مني في البطين الأيسر 

يا لهف شوقي واشيتاقي والحنين

 يا من ملكت مني كل جوارحي 

يا اشراقة صبحي عند الصباح 

 كالشمس عند بزوغها من المشرق

لا تكوني كالشمس عند  غروبها

 تغيب عنا بوحهها المشرق 

كوني  مشرقة بلا أفول 

قمر ينير  عتم الليل الحالك

يا رفق مهلا للرحيل لا تتعجلي

فلاح مرعي 

فلسطين


فواصل بقلم ذ بياض أحمد/ المغرب/

 فواصل

****


1

يلوّن الرماد

جثة النخيل

حكايات تقصها الشتاء

بصوت البحر

جزر المرآة

تعانق شهوة الموت

ينفصل جسدك المذبوح

بعرق الرمل

تمشي 

المخيلة فيك

تمشي

على صدر الخريف

شمس باهتة

من ليالي الدخان

وغزوة الأرق 

تنمحي

وهاد

المعلقات

بحر لك

دثر اللغة

بمعصم الحروف

وامشي................

عانق قربان الضوء

وحدك

ستمشي

في تعب الريح

وحدك

ستمشي

في انصهار الطريق

وحدك

والأتي غريقك.....

2

ويكتبنا الليل

في روضة الأسماء

يحمل الآخرون أرضنا / حلمنا/

ونصلي 

لأيتام الحجارة من حولنا

نشيّد قصرا لنسيم الخلاء/وحدنا/

ويحملنا النشيد

على ناصية الحروف

لغة المأساة

على صراط المعاجم

ونمشي

حاملين كفن الغربة

وغياب السبيل

حاملين كهف الغربة 

وغياب السنين 

ونمشي في  سيل الشتات ……

3

لنمشي

برفقة معدن الجوع

وشفرة الظلام

لنمشي

مدننا هياكلنا

نرتدي حجاب الموت

وظلنا 

وجسد ذكرياتنا 

4

تجرعيني قليلا

وانتحبي

تجرعيني قليلا

واصمتي

وفي صمتك

آيات أخرى

على كتاب الجرح

وفي آخر محطة

اسكبي

من منديل الشوق رثائي

تجرعيني قليلا

وأبحري في وداعي

وانتشلي صحرائي

سيطل طيفي

من لقمة الفراغ

ليوقظ شموع الذاكرة

على وجنتيك الراقدة

وترين في حلمك وصالي

****

ذ بياض أحمد/ المغرب/



أتوق إليها بقلم وليد سترالرحمان

 أتوق إليها

...............................................


أتوق إليها بكل صباح 

فيركض يومي يمر و يمضي 

و من دون حاجة 


تبيد همومي

 و حزني الذي قد طغى و استبد 

فلا شيء جد

 و لا ريحها عاد و جاد 


لقد غادرت منذ عام

 و عام تعدى 


و مازلت دوما أحب الجمال 

بعينين ريم يطل فيغوي 


أتوق إليها و أشتاق فعلا 

لضم لطيف يخفف حملي


و حملي ثقيل بحجم الديار 

و داري 

بلا عطرها لا تساوي

كصفر

  و من بعدها غير مجدي


أحدث نفسي

 أحدثها شمس بيتي 

أراها هنا و ها هنا في

 و في كل درب 


و رغم الغياب و رغم الجفاء 

أتوق إليها 

و يركض يومي 

و من دون عيد 

و شيء جديد 

يمر و يمضي


أحن إلى حضنها لست أدري 

أذا الحضن جبر

 و قيد

 و هل كان سحرا 

فقلبي إليها و دوما إليها 


يريد رضاها و شهد هواها 


و لا لست أدري 

متى قد تعود 


فقد غادرت منذ عام و عام تعدى

و مازلت دوما أحب الجمال 

بعينين ريم يطل فيغوي


لعمري أراها بقربي تجول 

تنظم غرفة عشق نما في 

مشارف ركن جميل 


يثير بقلبي مشاعر حب 

علا فوق شعري 


و شعري كلام أنيق 

به ما يداوي 

و حرف جدير عروضه غاوي


أحب المكوث

 في ذا الركن حقا 

لأسبح طوعا

 و أذكر أن 

حبيبة قلبي  هنا صوب عيني 


تحدث روحي 

بهمس  أنيق 


أغوص بكلي و كلي فداها 


و يركض يومي 

يمر و يمضي 

و لا من جديد و لا شيء جد


أتوق إليها بكل صباح 

..............................................


بقلم وليد سترالرحمان



سكونُ الليلِ… بقلم إسماعيل الحلبوسي

 سكونُ الليلِ…

عجيبٌ أمرُ سكونِ الليلِ، والمشاعرُ ملتهبةٌ.

مع كلِّ نبضةِ قلبٍ، ورمشةِ جفنٍ، تخطرُ لي ذكرى.


أحلامٌ وأمانٍ رسمناها على جدارِ الأمل…

زهرةُ البنفسجِ سقيناها فرحًا ودموعًا،

فأينعت عشقًا تتراقصُ حوله الفراشات،

وكان أريجُها شاهدَ حبّنا.


ساكنةُ القلبِ والفؤاد…

يَهواها البحرُ، ويفتقدُها الفراتُ.


أسكنتُها قصائدي، وأودعتُها جفوني،

حلمٌ أخضرُ…

تلعبُ وتلهو كأنها ترقصُ فوق جراحاتِ البُعد.


أهديتُها كلَّ أيّامي، وكانت كلَّ إحساسي.

أشتاقُ للقائها…

وأعلمُ أن حبًّا كهذا لا يتكرّر،

فقد ولّى زمنُ المعجزات.


القدرُ يختارُ لنا،

والقلبُ يسبحُ ضدّ التيار.


اخترتُ قدرًا مستحيلًا،

ولا أنحني إلّا للعذابات.


الحلمُ وحدهُ يواسيني،

والرسائلُ بلسمٌ للآهات.


عجيبٌ أمرُ سكونِ الليل…

الحنينُ في الفؤادِ يغلي،

والنجومُ تشهدُ لوعةَ الأسى،

والنومُ غادرَ المُقَل.


لا أملكُ سوى النجوى…

وفي عرشِها هناك

تَمرحُ وتتسلّى بأملٍ قد يُدفَنُ دون أكفان…

وصلواتٍ.


إسماعيل الحلبوسي

العراق



الغلطة الأولى بقلم أشرف محمودعيسى

 الغلطة الأولى

تظنين أن التسامح ضغف والغفران خزلان.

ألم نكن نرتوي معا من نهر الحب في سابق الزمان.

حتى وان أجرمت في حقك أليس لحبي في قلبك مكان.

سأنتظر منك كلمة سامحتك حتى لو انتظرت لآخر الزمان

 ألم نكن وريدا يجري به دمان.

وكنت من تسنجدين وقت الخطر في أي مكان.

لماذا وقفتي عند الغلطة الأولى وقررتي عدم الغفران.

اسمحي لي ياسيدتي لقد تجاوزت كل الحدود الآن. 

ان تركتني فلن اتركك أن هذا ليس في الإمكان. 

ليس أمرا بل فضلا لا. أستطيع العيش من دونك اني انتظر منك الغفران.

أشرف محمودعيسى



اغتيال طفل وطفلة لمحمد مطر

 اغتيال طفل وطفلة

لمحمد مطر

يا باغي النشوة  مع  الطفل أو الطفلة خبت  فما 


حصلت من وطر ولكن  بقبيح الفعل صابهم ألم


قل لم اغتلت براءتهم مقابل لحظةشذت.  شاب


 لهاالشعر ومجهاوترفع عن ذكرهافي سطره قلم


كيف  تقدم على  فعل مع الاطفال أما مسك من


 توسل الاطفال ومن بكائهم لفعلك يا قاتلا ندم


ما رأيت مثلما تفعل في بني الحيوان فكيف مع 


طفل  او مع طفلة  يا زانيا بالشهوات ستنسجم


يا زانيا كيف تزني بمن لا له حول إلا البكاء  أما


 رأيت  أبناءك  فيهمو ابدا ام على جرم ستعتزم


قل أما بكت عيناك  وانت  ترتكب بالله شانعتك


 وانت  ترى  مستقبل  ضحاياك.  ينهار و ينهدم


قد فعلت فعلة الخسةبصغار لاحول لهم وكممت


 أفواه  البكاء لهم   فلا. صوت بدأ منهم ولا كلم 


عابت عليك الوحش  بالادغال فعلتك  وماهمك


 شيب  بدأ  بالوجه أو  ما مضى من عمرك  رقم


كيف تواجه إلهك قل لي بعدمافعلك ومجتمعك 


بل ما الحال عند  من لك بهم في وصلهم  رحم


اورثتهم  ذلا و عارا بقي لهم  ابدا واهنتهم  وما 


بقي لهم بالناس خاطر يبدى ولاهيبة ولا  عشم


ياولاة الأمر قطعواأجسادهم إربا ليكونواللناس


 معتبرا فماغيركم من الاوباش للاطفال سينتقم


لا تضيعوا  حق  اطفالنا  ابدا  كم بني الآباء في


 خيالهم  لهم  مجدا  فمات المجد وبإثره  الحلم


ياولاةالامر طوفوا بالاوباش أرجاء مصرقاطبة


 وعلى الشاشات ارونامشانقهم فبنا لشنقهم نهم


ياولاةالأمر لن تبرد قلوب آباء اطفالنا ابداإلا إذا


 رأوهم  معلقين  مؤرجحين مشوهين  بهم  نقم


لمحمد  مطر


"أراك قبل أن أراك" بقلم _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 "أراك قبل أن أراك"


أسمع صدى خطواتك في

أروقة قلبي

كأنها مطرٌ متأخر يوقظ

الذكريات النائمة

أرى في ضحكتك انعكاس

الشمس

على مياه لا تهدأ

وفي صمتك سرّ الليل كله

أحنُّ إلى الهواء الذي يمرّ

عبر يديك

يذيب قيود وحدتي

ويترك قلبي يتلوّى بين

شعلة وشعلة

كأنه خيال يتعلّم الطيران

أمشي في غيابك

وأجدك في كل نسمة

تمرّ على وجهي

في كل ظلٍ يتلوّى على

جدران غرفتي

في كل أزقّة الزمن

التي لا تنام

أرغب أن أصنع من

صوتك نبيذاً

أشربه حتى أرتشف

كل لحظة معك

أرغب أن أكون المطر

الذي يغسل كل فجر

أو الريح التي تحضن

أوراقك حين تهبّ

أراك قبل أن أراك

ألمس حضورك قبل

أن يلمسني

وأبتسم لأن العالم كله

يتوقف عند حدود عينيك

كل شعاع ضوء، كل

ارتعاشة قلب

يحدثني عنك…

عن دفء يعانق الروح،

عن شغف لا يعرف نهاية.

وفي النهاية

أظل أنتظر مطرًا آخر

قليلًا منك، كثيرًا مني

كي يروي صحراء أيامي

ويترك أثرًا…

كأثر قدميك على قلبي.


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



دهشة النهاية بقلم الكاتبة اسماء خيدر / المغرب

 دهشة النهاية

.............................. 


على راحتيك المخضبتين بألوان الشفق


أقف 


على شفة الوقت


أتأرجح في الفراغ 


بين بندقتين.


أمام هذه المرايا 


أضحك 


حتى تمطر هاتان الغيمتان 


فأنام على جناح فراشة.


في الحلم


يجف مداد الروح


تحترق الكلمات العالقة في الحلق


يتماوج الدخان في حنايا القلب 


فأرتشف الظلام 


قطرة قطرة


صباحا


أغمس زنابقي 


في كوب ماء


أمسح غبش الأمنيات 


وفنجاني فارغ 


إلا 


. من زبد الأحجيات


هنا 


تحت ظل ضلالي ، أجس نبض اليقين


أتذكر


ما كتب على لوح البداية.، 


وتركتني للريح


أميل وهذا العشب 


أخفي ملحي الغزير . 


بيني وبينك 


هجيج الأمس والحاضر 


أغنيتان ، صمت أرعن 


ودمعتان


وفاءت ظلالك القرمزية 


على جسد، يتفقد نبضه


فأعرج إلي بوجل


وسلم الروح منكسر.


أنا ها هنا 


أطل من جرح الذاكرة 


على هذا الرماد.


بين رصاصتين


قرأت ما خطه الماء


على جبينك العاري


فاحتضنت السراب


تاركة ورائي


دهشة النهاية 


ورجفة وتر


اسماء خيدر / المغرب



((هبةُ الجَمَال..)) بقلم الشاعر /هادي مسلم الهداد/

 ((هبةُ الجَمَال..))

====***====

وإذَا الجَمالُ تَنسَّما

سَحَرَ الطّبيعةَ رقّةً

..وطَلاسما

..فَالغصنُ مالَ معَ 

.. الحسانِ تَعلّلا

والنّفسُ في مَرسىٰ

..الرّحابِ نَوافلا ! 


..البلبلُ الفَتان غَرَّدَ

.. شَادياً مُترنّما

والنّهرُ مَوجٌ هَائجٌ

.. مُتَلاطما ! 

فَرَسَتْ على الشّطآن

..نَوارسٌ وحَمائِما  

والوردُ سَاحَ بعطرهِ

.. وتَبسَّما ! 


فَتَاهَ الفكرُ منّي حتّى  

..أُفحِمَا ! 

...  ... 

هبةُ السّماءِ..مَكارماً

وعَوالما

والخلقُ رَدفٌ للجمالِ

..مُناغما !

حمداً لمَن زَانَ الوجودَ

 وأنعَما

طُوبىٰ لمَن شَكرَ الإله

 وصَلىٰ على الحَبيبِ

 وسَلَّما.. 

.. بقلم 

/هادي مسلم الهداد/



عندما تبهت الأيّام..وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة..حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عندما تبهت الأيّام..وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة..حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي..

الإهداء: ..إلى نورس صاحب الروح زمن الجدب..ورحل دون وداع يترك القلًبَ أعمى..


تصدير:

"بكى طائر العمر في قفصي

مذ رأى مخلب الموت

ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء

(الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب)


-إذا أردتَ ألا تخشى الموت،فإنّ عليك ألاّ تكفّ عن التفكير فيه" (snénèque)


أنا متعَب كزيتونة أحرقها الصقيع..كزهرة لوز تناستها الفصول..كيتيم يسير حافيا على ثلج الدوروب..

أسافر أحيانا عبر الغيوم الماطرة..وأرحل إلى مدن لا رفيق لي فيها ولا صديق وأحطّ رحالي بتلك البقاع القصيّة كطير غريب حطّ على غير سربه..

أحتاج أبي الآن كي ألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالأســى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلوا بظلي في زمن القحط والجدب،لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي..وحروفَ إسمي..

آه أبي كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟!

أمّي التي خاضت تجربة الحياة بمهارة..مازالت ظلالها ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب،مازالت هنا رابضة على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح ومازلت أسمع تراتيلها وصلواتها كلّما مرّت رياح الجنوب بحذوي..

مازلت أرى طيفها في الأيّام الشتائية الماطرة حين السحب تترجّل على الأرض ضبابا أستجدي عطفها أحيانا..فتتسربل بالغيم وتتوارى خلف الهضاب..أبكي قليلا ثم أقتات من مهجة الليل وأنام..

أما أنت يا إبني-يا مهجة الروح:

اقتادتك-الموت من يد روحك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض.ولكن..الأبناء البررة يولدون مصادفة في الزّمن الخطإ،ويرحلون كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضون في الليل كشهاب على عتبات البحر..

إبني ومهجة روحي:

منذ رحيلك وأنا أحاول مجاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..

ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما انبجس-عطرك-من منعطفات الثنايا..

ماذا تعني كلمات أو مفردات: منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟

لا شيء..سوى الفراغ الذي كنت تملأه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..

الآن بعد رحيلك-القَدَري-أعيد النظر في مفاهيم كثيرة،ربما كانت بالأمس قناعات راسخة،الآن تبدو لي الحياة بكل مباهجها كأنّها مهزلة وجودية مفرغة من أي معنى سوى الألم والدموع..

غسان أيا توأم الروح:

الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي.الزمان المفعم بإشراقات القصيد،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة وضربة الأقدار..

تطاوين* الجاثمة على تخوم الجرح ترثيك.فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..

أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان.

نائم هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.

في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..

سيسألني العابرون :إلى أين؟

في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى الجنوب.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-مقبرة تطاوين المدينة-تضيئ القبور بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..

قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول-شارع طارق بن زياد-الذي أحببته،حيث يرثيك أبناء حييك ومجاييلك من الفتيان أمثالك..بدمع حارق يحزّ شغاف القلب..

يسألني العابرون أو أسأل نفسي:هل محاولة إستعادة نبض الحياة الماضية يخفّف من وطأة صدمة الموت؟..لا أعرف شيئا.

عندما تبهت الأيّام،وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي، يتعالى صراخ من هنا، أو نحيب من هناك،وتتوالد حول الأحداق أحزان كثيرة وعابثة الشعور، تذكّر أنّ الإنتهاء قد اقترن بكل شيء.

في عمق-بحيرة ألمانية-مات غسان إبني-بكل حتمية..مات وهو يتوسّد أحلامه وآمانيه..

لقد تجرّأ الموت وسأل -إبني-لماذا يعيش.. ؟! 

ولا بدّ أن يكون المرء سخيفا ليسأل الموت عن علاقته بإبني.غير أنّي صرت سخيفا لحظة من زمن..وفي تلك اللحظة عندما نظرت إليه يستلقي في استقرارة أبدية بلا عيون،سألت لماذا تنكسر البراعم قبل أن تزهر..ولماذا تولَد مصادفة في الزّمن الخطأ،وترحل كومضة في الفجر،كنقطة دم، ثم تومض في الليل كشهاب على عتبات البحر.. ؟!

وأدركت أنّ السؤال قدريّ..وأدركت أيضا أنّ الدموع لا تمسح تراب الأسى..إلا أنّ الألحان العذبة التي عزفها لي إبني عبر رحلة لم تكتمل..ستظل تحلّق في الأقاصي ويتغنى بها القادمون في موكب الآتي الجليل..

وهذا عزائي في المصاب الجلل..


محمد المحسن



هي بدر البدور بقلم هي بدر البدور

 ...........................هي بدر البدور...................

د.صلاح احمد عبده شعلان العريقي
يامنيه النفس
لآخر رمق
وفي سمائي
هي بدر البدور
جمال بالحسن
سبحان من خلق
كم فاق من الحور
جماله والطهور
جمال ظهوره
كما قبل الشفق
واذا اتي الليل
وجهه شع نور
البدر ياناس
من نوره سرق
وظل بدرا
أعوام ودهور
ومن شهده اشرب
ما مثله رحيق
واقوم اصلي
وانا بعده طهور
والروح جنه
ومبسم كم نطق
وريحه النهد
تظل أيام وشهور
عبدت ربي
وقبله ماسبق
ا
اني عبدته
سنين والدهور
فكيف انساه
وبالجنه اثق
الاقي مثله
وحتى لو عشور
اللحن المقترح


(نقش على جدار الزمن) بقلم الإعلامي أيمن الفالوجي

 (نقش على جدار الزمن)

«»»»»»»»»»
تعلَّموا منّا عزفَ
كلّ حَرف جَديد
هلْ علمتم أنَّ إبداعِنا
مُبهجٌ وبهيٌ
كَصباحِ يومِ العيد
أَطالب العلمِ يرتوي عطشاً
وظامئهُ ينادي هلْ منْ مزيد؟
من ادّعى أنّه علم
يُهرولُ خلفَ سرابٍ مديد
فهلْ منْ ينقشُ على رملِ
كمنْ ينقشُ على درعِ منْ حديد
على جدارِ
الزمانِ ننقشُ إبداعنا
ليتعلمهُ كلّ مبدعٍ وليد
لقد شابَ مبهوراً يردده
ويورثهُ لجيلٍ جديد
»»»»»
أيمن الفالوجي


**وافرحتاه** بقلم الشاعر محمد رشدي روبي

 **وافرحتاه**

وافرحتاه إذا نظرتُ حبيبتي
غنىٰ الفؤادُ تراقصت قسماتي
عيناي تفرحُ في حنين ودادها
عشقي يراقصُ حُلوُها الكلماتِ
هاتي ودادك وأجعليه شعارنا
دعي الماضي و بؤس العذاباتِ
قد كنتُ أبكيتُ الحنينَ بقربك
هل تشهدين الحزنَ في دمعاتي
مال الفؤادُ حينَ يسمعُ إسمك
روحي تفيضُ بأعذبِ النغماتِ
قد كنت اخطأت الوداد حبيبتي
هل تغفرين صغائرَ الهفواتِ
ما انتِ الا الروحُ اعلنُ عشقها
قلبي يصارع أطياف المعاناتي
جميلُ طبعك يحكي قصة حسنك
يا صفوة الأوقاتِ ورقة الزهراتِ
هل يصفحُ العذرُ بعد زلة عاشقٍ
من أجل عينيك قد أريق حياتي
بقلمي/محمد رشدي روبي
فلسطين