السبت، 30 أغسطس 2025

على أرصفة الرماد بقلم الكاتبة: هدى حجاجي أحمد

 على أرصفة الرماد


دوائر الوصول… بدايةٌ كيفما كانت المسافة، فهي أن تنتهي إلى رماد.


جلست على مقعدٍ قديم بمحطةٍ مهجورة. كل الطرق كانت تدور بي، وتعيدني إلى ذات النقطة كأنها دائرة مغلقة لا مخرج منها.

أحلامي التي أودعتها على أرصفة السفر ما زالت تطاردني؛ كل حلم كان قطارًا تأخر، وكل قطار صار وعدًا انطفأ في العدم.


نظرتُ إلى يدي المرتجفتين، وكأنهما تحملان رماد العمر، رماد محاولات الوصول إلى حب، إلى وطن، إلى دفء… لكن الدوائر لا تمنح سوى نهايات محترقة.


فجأة، مرّت طفلة تحمل بالونًا أحمر، توقفت أمامي وسألت بعفوية:

– عمّة، لماذا تحدّقين في الأرض وكأنك فقدتِ السماء؟

ابتسمتُ بمرارة، ولم أجب.


لكنني أدركت حينها أن الرماد ليس سوى شكلٍ آخر من أشكال الحياة، وأن الدوائر، مهما ضاقت، قد تخفي في جوفها بداية جديدة.


نهضتُ، ونفضت الرماد عن كفّي.

ولأول مرة لم أبحث عن نهاية الطريق… بل عن بداية، حتى لو وُلدت فوق رماد.


 بقلم: هدى حجاجي أحمد



*إشراقة السراج* بقلم الشاعر محمد الشريف الحسني بطي

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه 


*إشراقة السراج*


لَكَ الحمدُ يا ذا الفَضلِ والجُودِ والإنعامِ

تَفضَّلتَ، فاجتَمعَتْ مَحاسِنُكَ العِظامِ

وأجريتَ في الأكوانِ لُطفَكَ سارياً

لِتُبيدَ ليلَ الشِّركِ والإظلامِ


فَأَطلَعتَ مِن أُمِّ القُرى شَمْسَ هَديِنا

يَتيماً، لِتَكفُلَهُ عيونُ الذي لا يَنامِ

بَدا النُّورُ في بَطنِ الأمينةِ ساطعاً

يَرى القَصرَ في بُصرى ويَجلو دُجى الشَّامِ

وَضَعتهُ فَخَرَّتْ لِلوِلادةِ أَوْجُهٌ

لأصنامِ مَكَّةَ، وَانحَنَتْ هيبةَ الإعظامِ


وَرعاكَ "شَيبةُ الحمدِ"، جَدُّكَ، والهَوى

بِقلبٍ تَعلَّقَ في الحفيدِ الهُمامِ

وَفي رَبعِ "سَعدٍ" قد رَضعتَ طَهارةً

فَأَغنى حَليبُ الطُّهرِ أهلَ الخِيامِ

فَلمَّا بَلغتَ السِّتَّ، غابَت شُموعُها

فذُقتَ المَنايا في حنانِ الوِئامِ


وتَبكي على القبرِ الذي ضَمَّ والدَةً

وعادَ الأسى يَسطو بِفَقدِ الكِرامِ

فجَدُّكَ يَمضي، واليَتيمُ مُضَعَّفٌ

فَضمَّكَ صِدرُ العَمِّ ضَمَّ اهتمامِ

فَأحاطَكَ "الشيخُ" الحَنونُ بِرِفقِهِ

لِيُنسيكَ مُرَّ الفَقدِ والأعوامِ


نَشأتَ "أميناً"، والصِّبا فيكَ صادقٌ

بِأكرمِ أخلاقٍ وأبهى سَلامِ

إذا القَولُ قِيلَ، كانَ قولُكَ فيصَلاً

وإنْ تُؤتَمنْ، كنتَ المَلاذَ لِلذِّمامِ

فَجاءتكَ "طُهرُ" النِّسوةِ الخُلَّصِ التي

رأت فيكَ نورَ الصِّدقِ فوقَ الغَمامِ


فَشَيَّدتَ بيتاً مِن مَوَدَّةِ "أُمِّنا"

على تُقى ربِّ العَرشِ، سامي المَقامِ

تَحنَّثْتَ في الغارِ الأَشَمِّ مُناجياً

إلهاً عَظيماً، مُعرضاً عَن حُطامِ

إلى أنْ أتاكَ الوحيُ فجراً مُبجَّلاً

بِـ"اقرأ"، فَفاضَ النُّورُ بعدَ القَتامِ


فيا سَيِّدي، يا مَن بِحُبِّكَ تَرتوي

شِغافُ الفؤادِ الظامئِ المُستَهامِ

عَلَيكَ اشتياقي، والمَدامعُ شاهِدٌ

فاللهم قُبيلَ الموتِ حُسنَ الخِتامِ

وأكرِمْ فقيراً يرتجيه شفاعةً

بِيومٍ بهِ تُجزى جَميعُ الأنامِ


عَليكَ صلاةُ اللهِ ما هَبَّتِ الصَّبا

وما ناحَ طيرٌ في غُصونِ البَشامِ

وآلِكَ والأصحابِ، مَن سَلَكوا الهُدى

صلاةً وتَسليماً لِمسكِ الخِتامِ.


محمد الشريف الحسني بطي

مراكش



لا أعرف اليأس بقلم الكاتبة ريم العبدلي -ليبيا

 لا أعرف اليأس 


ريم العبدلي -ليبيا 


عبرت ندي بكتاباتها وهي تشق طريقها نحو أحلامها اللا متناهية ،  لتصل  إلى مبتغاها مهما كلفها الوقت ،  أرادت بأن يكون الحلم  واقعاً جميلا ، فى كثير من الأحيان واجهتها  ظروف كادت أن تُدخل فى قلبها اليأس ، لكن إرادتها فى تحقيق ذاتها تنهض مهما كانت الأحمال مثقلة ، 

فقد  صنعت  قلعة لنفسها هي تشغل كافة المناصب فيها ، لكي تواصل مشوارها الذى رسمته فى ليلة مظلمة بقلم رصاص على بقية ورقة ممزقة من خذلان الزمن ، خطت كافة كلماتها دون أن تنتهي بحرف يستغنى على الآخر ، لتكون هى المسئولة عن كلماتها اللا متناهية منذ صغر سنها ، لتواصل المشوار لما تبقي لها من العمر حتى بعد أن حققت نجاحاً، كتبت كلماتها بقلم على صفحات  الكتب والصحف والمجلات وخطت بخط عريض: أنا لا أعرف اليأس.



مُقيَّدة، (2) بقلم الكاتبة عائشة ساكري_من تونس

 مُقيَّدة، (2)

 

بينَ الحنينِ، وبينَ وجعي،

تنهضُ الأساطيرُ في دمي...

تُكبّلُ الأيّامَ في صدري،

وتُسقطني كأنّي زهرةٌ

في قبضةِ المجهولِ أختنقُ.


كلُّ السكونِ وكأنَ مهدي خانَني،

والصوتُ غابَ منّي،

والحرفُ...أضناهُ الغيابُ.


أيا شمسي التي عبرَ التلالِ تلألأتْ،

لا تختفي، وأمدّي شعاعَكِ في وريدي،

لا تَنامي،

كوني يدي...

كوني دمي...

كوني اشتعالي.


ويا نجومي، أن شئتِ

عودي أو لا تعودي بخيطِ اللّيلِ،

واسكنِّي قليلاً في مداركِ،

عودي،

فإنّي من صقيعِ الصمتِ

أرتجفُ ارتجافَ الطفلِ

في غفواتِ داركِ.


لي كونيَ المذبوحَ من قيدٍ قديمٍ،

لي فلكي المنفيُّ في الأعماقِ...

ينساني.

أنا ظلُّ المرافئِ في الرحيلِ،

وغدًا، سأنطفئُ كنجمٍ

خابَ في نسيانِ أغنيةٍ قديمةٍ.


نورُ الفجرِ يوقظني،

وضوءَ القمرُ يطري على حلمي،

وتخدعني طيوفُ الليلِ

تسكنُني وتَسحبُني

لألفِ بدايةٍ أخرى…

لألفِ نهايةٍ،


وأنا التي

من وهجِ عطري كنتُ أزهرُ،

لا أزولُ،

افتحْ لي القلبَ الثقيل،

واسكنْ

كأنّك نبضُ حلمي المستحيل.


بينَ الحنينِ، وبينَ عينيْ،

جئتني...

لكنَّك الآنَ تُقيدني...

فدعني نسغَ حلمٍ ناحلٍ

ينسابُ

في جذعِ انتظاركَ،

ولا تجعلْ من الحبِّ الجميلِ

سجناً يموتُ به النهار.


عائشة ساكري_من تونس 

8 أوت 2025



طلع البدر وأشرق♕♕♕ بقلم. أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿

 طلع البدر وأشرق♕♕♕


بقلمي أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿


طلع البدر وأشرق

بطلّة خير الخلق

نبينا وحبيبنا خاتم الأنبياء

جاء مهاجرا إلى المدينة

يامن إلى نور التقى هدانا

أخرجنا من الظلمات برسالة من السماء

ترك مكة من أذية قريش  ومخططاتهم اللّعينة

سعوا لإطفاء نور الحق

حاربوا الإسلام وتجبروا على الضعفاء

قتلوا سبأوا كلّ من تخلّى عن دينهم  وعبادة الأصنام

جاروا عاثوا فسادا ظنهم الأقوياء

إحتقروا نبي الله كيف يسيدنا من كان راعيا للأغنام

نحن أسياد قومنا نحن الأثرياء

جهلا منهم بعدالة السماء

نصر رسوله وأعز دينه

أعز جنده وهزم الأحزاب وحده

من كان راعيا للغنم قادالأمم

أمر الله جاء 

وحي نزل على خاتم الأنبياء

بترك مكة والهجرة إلى المدينه

فيها ملك لا يظلم عنده أحد

يجد الأمن والأمان والسكينه

 أصحاب النبي ألزموه الحجة

بتلاوة سورة مريم العذراء

بعدما حاول أهل قريش بث 

الفتنة والإغراء

فشلوا في سعيهم وذهبت

 كلّ مكائدهم هباء

الحق دوما المنتصر

مهما كان الظلم جائر

دُبّرت لقتل النبي المكائد 

جاء أمر ربه بترك البلاد

خرج رسول الله ليلا

داعيا ربه عليه متوكلا

 واقفين أمام بيته أربعين شاب

شاحذين سيوفهم أمام الباب

جعل الله من بين أيديهم سدا

ومن خلفهم سدا أغشاهم

 فهم لا يبصرون

مرّ من أماممهم دون أن يشعرون

معجزة الله عمتم أغمضت العيون

 مع أبي بكر الرفيق الأمين

تاركا عليا نائما في فراشه

 بروحه من شرهم يفديه

فشلت محاولتهم

 قوة الله

 أعظم من قوتهم

تعقّبوا آثاره اهتدى بغار حراء

نسجت العنكبوت خيوطها كغطاء

حمامتان نائمتان يحتضنان 

صغارهم بيضاء

معجزة الله لسيد الأنبياء

أبا بكر خائف يهدّئ من روعه

حية داخل الغار تفزعه

الله معنا سيحمينا يردّدها في قوله

سينجينا من قريش وبطشهم

 لا تخف ولا تحزن سيكسرأنوفهم

يجرّون ذيول الخيبة وراءهم

سنبلغ مرادنا مادام الله معنا 

فمن علينا

أضاءت بنور محمد المدينة

حلّت بقدومه البركات والسكينة

وأول مسجد 🕌للمسلمين 

أقيم 

لأداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم

في كل صلاة يرفع الآذان

حول رسول الله متحابين 

والسعي لنشر الإسلام دون

 قيد غير خائفين

بقوة إيمانهم متحدين 

 حاملين راية الإسلام لها ناصرين

الله أكبر زهق الباطل وانتصر الحق  

ويل للمشركين  وبشرى للصابرين



قُوْم وِصَلِّي كلمات الشاعر أحمد شاهين

 قُوْم وِصَلِّي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا اللي خَايِب قُوْم وِصَلِّي

بِالذُّنُوْب هَيْكَفِّنُوْك

عِيْب عَلِيْك تِبْقَى انْتَ شَايِب

وِمَعَ الْمَعَاصِي يِدْفِنُوْك


يَا اللي سَايْب الفَرْض عَمْد

رَاح يِجِيْك وِيْحُطّ فِيْك

مِن جَهَنَّمّ خَدْت نَايِب

وِفْي سَقَر مَبْرُوْك عَلِيْك


لَو حَرِيْقَه تُقُوْم وِتِجْرِي

طَب بِتِعْنِد يَا ابْنِي لِيْه

وِانْتَ عُمْرَك تَاه بِيِجْرِي

وِفَرْض رَبَّك لِيْه نَاسِيْه


عَ الفِلُوْس طَايِر وِمَجَرِي

وِالغِنَى عِيْنَك عَلِيْه

وِالأَدَان أَدِّن مَا سَامِع

هِيَّا الوِدَان جَرَالْهَا إِيْه


سَارِع وِدَاوِم عَ الصَّلاَ

العُمْر يَا ابْنِي مَاعَدْش فِيْه

مَهْمَا هَأَدِّن فِي الْخَلاَ

رَجْع الصَّدَى بَسّ اَلاَقِيْه


إِمْتَى يَا مُذْنِب تِعْتَبِر

خَمْسَه تْنَادِيْك

آه لَو تِلَبِّي لِلْنِّدَا

رَبِّي يْرَاضِيْك


يَا اللي خَايِب قُوْم وِصَلِّي

بِالذُّنُوْب هَيْكَفِّنُوْك

عِيْب عَلِيْك تِبْقَى انْتَ شَايِب

وِمَعَ الْمَعَاصِي يِدْفِنُوْك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات الشاعر أحمد شاهين

------ مصر -- أسيوط ------



أيتها المتجملة بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 أيتها  المتجملة 


جمال المظهر يسر الناظرين

و المتجملة تروق الحاضرين

و جمال الروح  يجعلك  من الخالدين

في الجنان مع سيد المرسلين 


لا يستر الثوب الجميل أخلاق المتعاملين

بشراسة تنسيك قيمة الحلي الثمين

فكم من عزيز قوم لا يروق المتواصلين

و دماثة الخلق تنبئنا بجواهر المتحدثين


المظاهر قشور و لو تعطرت بأذكى رياحين

العالم لن تروقي المتنافسين 

و العفة شرف يدوم للمشرفين

أهلهم و دينهم أبد الآبدين


الحياء أزكى ما به تتعطرين

وخيرهن  المتمسكة بلباس المتسترين

و الحسنات زرع نحن له من الزارعين

فلنختر بذورنا و لا نقتدي بالفاتنين

المفتونين بالمال و الحرير 


نصيحتي لا تكوني كشجرة تظل المتظللين 

لكنها لا تطعم الظامئين الجائعين

ثمرا يسد رمق القاطفين

زمن القحط و البلاء للمبتلين

بالسنين أعاذنا  منه رب العالمين 


اللهم أرنا الحق حقا ينجينا من الجحيم

و الباطل باطلا يجنبنا زلة المذنبين

آمين ببركة سائر النبيين

و خاتمهم  المصطفى  الأمين

عليه و على الآل والصحب أجمعين 

صلاة جامعة مع كل إقامة للمصلين

إلى يوم الدين


رفيقة بن زينب   ***  تونس الخضراء


على هامش ذكرى رحيل نجيب محفوظ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى رحيل نجيب محفوظ


حتى لا ننسى..ذلك الرجل الذي سكن الحارات.. وشرب من نهر النيل..


رحل أديب نوبل نجيب محفوظ في 30/أوت أغسطس 2006،بعد أن وضع الرواية العربية في مصاف العالمية،واستطاع أن يخلّد اسمه في سماء الأدب،ويصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب،الجائزة التي لم ينلها أي كاتب عربي آخر حتى اليوم.

نال نجيب محفوظ العديد من الجوائز والتكريمات،أبرزها جائزة نوبل للآداب عام 1988. تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات،وتُدرّس في جامعات العالم،ولا تزال أعماله حتى اليوم كالمعدن النفيس،كلما تقادم عليها الزمن زادت قيمة،تأثيرًا وتوهجا..

ها هي الذكرى تمر كالحلم الثقيل،ذكرى رحيل ذلك الرجل الذي سكن الحارات وشرب من نهر النيل، وأخرج لنا من بين حروفه عالماً كاملاً،عالماً اسمه "مصر".

لم يكن رحيل نجيب محفوظ مجرد نبأ نقرأه في الصفحات الأخيرة من الجرائد،بل كان انطفاءً لمصباحٍ أضاء الدروب للكثيرين منّا.مصباحٌ لم يشعّ من برج عاجي،بل من مقهى علي بابا،ومن زقاق بين الحارات،ومن همسة تسمعها أذنك خلف أزيز المدينة التي أحبها فأبدعها.

كان محفوظ بحّاراً في بحر اللغة،لم يركب سفناً من خشب،بل صنع من الحروف مراكبَ تنقل القارئ من عالم إلى عالم.من حارة بين السورتين، إلى قصر بين القصور،إلى زنزانة في سجن كبير. كان يكتب بحذر الصيدلي الذي يخلط الأدوية، وبعشق النحات الذي يحرر التمثال من جوف الصخر.كل حرف عنده له وزنه،وكل جملة لها إيقاعها،وكل شخصية هي ابنة بيئتها وابنة فكرها في آن.

والعجيب في أمر هذا الرجل أنه لم يكتب ليفوز، بل كتب لأنه لا يعرف غير الكتابة طريقاً.كانت الجوائز تأتيه وهي في شوق إليه،لا هو الذي يتكالب عليها.وحين أتته نوبل،لم تكن تتويجاً لرواية أو قصة،بل كانت إقراراً من العالم بأن أدباً عربياً بهذا العمق،وبهذه الإنسانية،يستحق أن يُسمع صوته في كل أرض.

لكنّ محفوظ بقي بعد نوبل كما كان قبلها،لم يتغيّر، لم ينتفخ،لم يصبح "عظيماً" في عينيه.بقي ذلك الكاتب الذي يعرف أن الحقيقة في التفاصيل الصغيرة،في نظرة العاشق،في همسة المتآمر،في صرخة الثائر،في صمت المقهور.كان يكتب عن الكبار لكنه لا ينسى الصغار،عن الأبطال ولا يغفل عن الخونة،عن الحب والحرب معاً.

رحل الجسد،لكنّ الحروف باقية.باقية في "أولاد حارتنا" التي أشعلت ناراً لم تختفِ رمادها بعد، وفي "الثلاثية" التي تسرد زمناً لم يذهب،وفي "زقاق المدق" الذي ما زال موجوداً في كل مدينة عربية.

ذكرى الرحيل ليست لإغلاق باب،بل هي لفتح النوافذ من جديد على عالم ذلك الأديب الذي علمنا أن الأدب ليس ترفاً،بل هو ضرورة كالماء والخبز.هو السؤال الذي نوجهه لأنفسنا قبل أن نوجهه للآخرين.هو المرآة التي لا نريد أحياناً أن ننظر فيها خوفاً من أن نرى وجوهنا الحقيقية.

طوبى لمن يموت وتبقى كلماته نوراً يهدي السائرين في الدروب المظلمة.


 محمد المحسن



يأتي الشِّتاءُ بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد مهدي السُّودانُ - الخُرطومُ

 يأتي الشِّتاءُ

 

يأتي الشِّتاءُ بزَمهريرِهِ

حاملاً على جناحَيهِ يأسَ السنينِ

و الفراغُ العريضُ ينخُرُ الذَّاكرةَ

تهتزُّ أركانُ السَّكينةِ

و تتقاذَفُ أنفاسي المُتعبةً

مُفعمةً بالحُزنِ و الأسى

ترتادُ أعتابَ الخيالِ

و الرُّوحُ تذهبُ حيثُ الوُدُّ

ترفُلُ في الحناياتِ الدَّافئةِ

🌼     🌼     🌼

يأتي الشتاءُ بقَسوتِهِ ...

و نسيمُكُ يُداعِبُ

عُويداتِ الياسمينةِ

أكونُ وحدي معَ الليلِ

أجترُّ ذكرياتِنا المكنونةَ

حيثُ كنتُ و كان الزمانُ

يهدينا لياليهِ الميمونةَ

لِمَ الذهابُ في هذا الصقيعِ ؟

تترُكُني بلياليهِ المحزونةِ

ماذا أكونُ بعدَكَ ؟

و أنا أعلنُ ميلادَ أيَّامي الحزينةَ

🌼     🌼     🌼

يأتي الشِّتاءُ ببياضِهِ

تتناقلُني مُدُنُ الأتراحِ

تسدُّ ناظري الممتدَّ غيمةً

أنا في عرضِ بحرِ خواطِري

تأتي و تمدُّ كِلتا يدَيكَ

تنتشِلُني من لسعاتِ الشَّتيمة

تُداري حُزني و تُضحِكُني

تَعِدُني بالأيَّامِ الجميلةِ

و ذهابِ الأيَّامِ الضنينةِ


✍️ زهيدة أبشر سعيد مهدي 

السُّودانُ - الخُرطومُ .


صِرنا نَخاف بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 صِرنا نَخاف

سعيد إبراهيم زعلوك


كُنَّا نُريدُ الكِبَرْ،

نَركُضُ نحوَ الغَدِ المُنتَظَرْ،

فإذا بِنا – حينَ طالَ المَدى –

نَحيا على وَجَلٍ،

ونُداري الخَطَرْ...


الأيّامُ أضْحَتْ قاسيةً،

واللَّيلُ مُرٌّ كَأنَّهُ سَقَرْ،

والسِّنينُ جَفَّتْ جُذورُها،

فأمْحَلَتْ،

وما عادتْ تُنْبِتُ الثَّمَرْ...


الحُبُّ صارَ جافًّا،

والوُدُّ صارَ جافًّا،

والكُلُّ يَبسٌ،

كأرضٍ هَجَرَتْها الغُيومُ،

فَغَشَّاها الجَفافْ...


لَم يَبقَ مِن كَتِفٍ نَميلُ إليهِ،

ولا صَديقٍ نُسَنِّدُ في ظِلِّهِ الوَهَنَ،

ولا هَويَّةً تَضُمُّنا،

ولا هَدَفًا نَسيرُ إليهِ،

فَصرنا على الطُّرُقِ الموحِشاتِ نُعاني،

عُرَاةً بلا غِطاءٍ،

بِلا لحافْ...


رَبّاهُ...

رَحماكَ... ما كُلُّ هذا العَبَثْ؟

وما هذا الرَّجْفُ في الأرواحْ؟

أنتَ الأمَانُ،

ورَبُّ الأمَانِ،

فأرسِلْ لِقُلوبِنا المُتعبةِ

طيورَ أفراحْ...


إنّا نَخافْ،

رَبّاهُ... إنّا نَخافْ.



الرسالة الأخيرة بقلم الكاتب زهير جبر

 الرسالة الأخيرة

زهير جبر


على مقربةٍ من مشاعري تحرّر القلم،

تحرّر الألم،

وتحرّرت حتى القوافي والمشاعرُ من يدي.


صرخةٌ كانت هنا…

كانت هناك…

لا مفرَّ من الوصول إلى المعابر.


هل ما تزال الأم ترتادُ المقابر،

كي ترى صورةَ محبوبٍ مضى، ثم تكابر؟

ويدور في رأسي سؤالٌ ليس عابر:

من يكون الطارق القادم؟


وكل ما في البيت نبضٌ من عوالم،

ذكرياتٌ تسبح في جسمٍ عائم،

لا صباحاتٍ لتأتي،

لا مساءات،

ولا صوتٌ لقائم.


صدئت جدرانُ قافيتي،

واعتلى السطرُ على السطرِ بلا روحٍ

يئنُّ كطيرٍ حائر.


هل تمرُّ جنازةٌ أخرى؟

وتمرُّ أخرى… وأخرى بعدها،

والخَطُّ سائر،

حتى الظلام تعثّر،

والكون أضحى قاتمًا من ظلمٍ جائر.


فمتى تهزّ مضاجعَ الحكّام، آه،

صحوةٌ… أو حلمٌ ثائر؟



كفّ السؤال… ظلّ المعنى بقلم الكاتبة روضة الجبالي

 ✨ كفّ السؤال… ظلّ المعنى ✨


ظننته عبورًا،

ظلًّا يذوب في الريح.


لكنه خريطة خفيّة،

حدودها تنهيدتي،

بابها دمعي،

خطوطها لا تموت.


لغة تعلّمتها من الصمت،

نقشتها بنور مكسور

على جدار وحدتي.


كلما اقتربت من النسيان،

مدّ إليّ جوازًا من رماد،

وقال:

أنتِ أنا…

في كفّ السؤال،

في ظلّ المعنى.


الحزن وطنٌ يقيم فيّ،

وأنا خارطة بلا ملامح،

أبحث عن بيت من ظلّ،

عن سؤال يعيد للخرائط معنى.


لو نطق الوجع،

لارتجّ الليل من هدير الأرواح،

وينسحب الحضور

كما ينسحب الضوء

من شقوق الزمن.


ظلّ السؤال يرافقني،

يجرّني حيث يولد الغياب.


العالم هشّ،

الأرض طين،

الجدران هواء،

والزمن يتعثّر.


نمْ في حياد الأزمنة،

نمْ في كفّ الغياب،

فالظلّ شاهد،

والسؤال طريق.


سنمضي حين يكتمل السؤال

إلى الضفّة نفسها،

حيث ينتهي الفراق،

ويولد المعنى.


كل شيء يتوارى في كفّ السؤال،

ويعود مع كل تنفّس للغياب…


✒️ روضة الجبالي

أوت 2025



قراءة نقدية: "القصيدة بين الألم والأمل" القصيدة: "لم يتعبني الانتظار" الشاعر : طاهر مشي (تونس) الناقدة :جليلة المازني (تونس)

 قراءة نقدية: "القصيدة بين الألم والأمل"

القصيدة: "لم يتعبني الانتظار"

الشاعر : طاهر مشي (تونس)

الناقدة :جليلة المازني (تونس)

القراءة النقدية: "القصيدة بين الألم والأمل"

أ- العنوان:" لم يتعبني الانتظار"

لقد ورد العنوان جملة فعلية منفية بحرف الجزم (لم) فماذا ينفي الشاعر عن نفسه؟ 

ان الشاعر ينفي عن نفسه تعب الانتظار.

والانتظار مشحون بالزمان والمكان فالانتظار يخضع لزمن معين ويقتضي مكانا معينا .وبالتالي:

 هل أن نفي الشاعر لنفسه تعب الانتظار فيه تحدّ للزمان والمكان؟

والشاعر باستخدام حرف الجزم "لم" فهو ينفي عن نفسه تعب الانتظار في الحاضر وقد لا يشمل هذا النفي للمستقبل. ولعل في هذا بصيص من أمل.

فأي انتظار في الزمان والمكان لم يُتعب الشاعر؟

وأي أمل يبثه الشاعر في نفس القارئ؟

ب- التحليل:

استهل الشاعر قصيدته بنفس جملة العنوان(لم يتعبني الانتظار) وهو أسلوب انزياحي ايقاعي قائم على التكرار. ولعل هذا التكرار فيه:

+ تأكيد على نفي تعب الانتظار من ناحية .

+ فيه إيقاع يحلو للشاعر سماعه لعله يحمل له بصيصا من الأمل .

 + فيه إثارة لفضول المتلقي لطرح عدة تساؤلات:

- أي انتظار لم يتعب الشاعر؟

- اي انتظار في الزمان لم يتعب الشاعر؟

- أي انتظار في المكان لم يتعب الشاعر؟

- أي أمل قد يبثّه الشاعر في نفسه من ناحية وفي القارئ من ناحية أخرى؟

إن الشاعر ينفي تعب الانتظار ليستدرك بأن شهقة الروح هي التي ترجو أن تحرره من براثن الشوق وأهازيج الغياب فيقول:

لم يتعبني الانتظار 

بل شهقة الروح

ترجو عتقا من براثن الشوق

وأهازيج الغياب

وشهقة الروح  حسب بعض الدارسين قد تعني حالة من الألم أو الصدمة الشديدة التي تجعل الانسان يلهث أو يتوقف عن التنفس أو تتردد أنفاسه.

ويمكن أن تشير إلى لحظة تحرّر أو تغيير عميق أو تجديد للحياة.

وقد تكون شهقة الروح في لحظة الموت.

لعل القارئ هنا يرجّح أن شهقة الروح هي لحظة تحرّر وانعتاق للشاعر ممّا كبّله به الشوق حتى أن الشاعر قد شخّص الشوق بأن جعل له براثن.

والبراثن تعني مخالب السبع أو الطيور الجارحة للهجوم والانقضاض 

ومجازيا للدلالة على ما يضر من عِللٍ أو ظروف اجتماعية قاسية أو العدوان والشراسة.

وفي هذا الاطار قد يتساءل القارئ:

- هل بلغ الشوق بالشاعر حدّا أصبحت له براثن تهدده بالقتل وتخنقه وتنقض عليه؟

- هل الشوق مؤلم الى هذه الدرجة؟

ان الشوق حسب بعض الدارسين هو "ذاك الألم الجميل , الشوق ليس مجرد إحساس عابر بل هو نار هادئة تشتعل في القلب دون أن تحرق, تأكل من الروح بصمت وتترك خلفها حنينا لا يهدأ".

هل ان الشوق ذاك الألم الجميل قد تحول عند شاعرنا  كما رسمه بشراسته الى نار مشتعلة تحرق القلب وتأكل الروح وتترك حنينا لا يهدأ؟؟؟.

أما أهازيج الغياب فهي حسب بعض الدارسين عبارة تستخدم في سياقات أدبية للتعبير عن مشاعر الحنين والفقدان وفي التأملات الشعرية الوجودية.

في هذا الاطار فان شاعرنا طاهر مشي تتجاذبه  ثلاثة أقطاب:

- صبر على الانتظار في الزمان والمكان.

- شوق بلغ شراسة الحيوانات الجارحة الذي يهدد حياته.

- حنين يهدئ من لوعة الشعور بالشوق المميت ويجعله يتأمل في وجوده:

وهذا ما يجعل صبر شاعرنا(لم يتعبني الانتظار) غير محدود في الزمان والمكان.

- ان الشاعر يعيش صراعا بين صبر وشوق وحنين.

- انه يعيش صراعا بن ألم عنيف وأمل قد يكبح جماح هذا الألم المميت.

وداخل هذا الصراع يستخدم الشاعر المعادل الموضوعي للموت وهي تلك الخرقة البالية التي يلتحف بها كما جلباب .

والجلباب عادة ما يكون مطرزا للزينة لكن جلباب شاعرنا مطرز بالوجع الذي يلفه ويحتويه فيقول:

تلك الخرقة البالية

جلباب يلحفني

مطرز بالوجع

ان الشاعر استوت عنده الحياة بالموت. فالشوق المميت سلبه كل معاني الحياة فشتاته قد تناثر وأوتاره مضمخة بالحزن والأسى بسبب الفقد والحرمان. يقول:

كم من شتات تناثر.

وأوتاري 

مضمخة بأصفاد الفقد والحرمان

كأني بالشاعر يعيش لحظة تأمل وجودي جعلته بين تشخيص لحالته المتأزمة وتحليل لنفسيته المشتتة وتقييم لها ليجعل صبره لا يعدو أن يكون مُسَكِنا مُؤقتا لأوجاعه ليجعله غير واع بها. فيقول:

ها أنا لا أزال 

في غفوة الصبر

أداعب الأحلام

وأشق لهفة شوق

يعاقره الوجع

وكأني بالشاعر( الحبيب) يراجع ما أوْهم به القارئ من صبر في العنوان والاستهلال (لم يتعبني الانتظار) فيُشخّص الصبر ليجعله في غفوة والغفوة هي النوم الخفيف الذي سرعان ما يستفيق منه الشخص وبالتالي :

- هل سيطول صبره على وجع الشوق الى الحبيبة الغائبة  سواء بالفقد أو بالحرمان؟

- هل يستطيع أن يتحدّى لهفة شوق يعاقره الوجع.

ان الشاعر استخدم مفارقة مدهشة بين لهفة الشوق ومعاقرة الوجع

فالمعاقرة في معناها اللغوي هي إدمان على ما يجد فيه المُدْمن متعة كمعاقرة الخمر أو معاقرة النساء. 

أمّا شاعرنا (الحبيب) فلهفة شوقه الى الحبيبة تدمن الوجع والتالي وجعه ليس عابرا ليُشفَى منه بل هو وجع أبديّ ..إنه معاناة وجودية : 

فلا الصبر يرحمه بقصر مدته(غفوة الصبر) .

ولا الشوق يبعث في نفسه الأمل في اللقاء(شوق يعاقره الوجع).

إن الشاعر باستخدام أسلوب انزياحي تركيبي قائم على الاستفهام الاستنكاري يتساءل وهو في قرارة نفسه يحمل الجواب.

ان الشاعر بين سؤال وجواب يشي للقارئ أنه بين يأس وأمل:

- اليأس :ان الشاعر يدرك تماما أن الزمن لن يعود لذلك فهو على يقين أن حنينه سيبقى أطلالا مهجورة ولذلك فحنينه لن يمنحه فرصة الوقوف على الاطلال ككل العاشقين.

- الأمل : إنه يرى بصيصا من الأمل يعيد له الحياة من جديد.

ان هذه الحالة النفسية المتأزمة بين يأس وأمل جعلت الشاعر الحبيب يلتجئ الى طباق لفظي(الليل/ فجر) يعكس مقابلة معنوية تشي للقارئ بحالته النفسية المتعبة 

انه يسعى الى التغلب على الليل بظلامه وقسوته وعنف وِحْدته وغربته في غياب الحبيبة او الفقيدة ليرضى بالقليل الذي يجود به عليه فجر متعب.

ان الشاعر بين ليل ظالم ومظلم وفجر متعب شحيح بنوره.

بيد أن الشاعر(الحبيب) يبدو متفائلا ومُفعما بالأمل حتى لو كان طيفا في حلم.فيقول:

أراقب الليل

يتساقط في قلبي

قطرات من فجر متعب

لعل الأمل يعود

حتى لو كان في حلم بعيد

يداعب أطيافنا في الغياب.

ان الشاعر استخدم ضمير المتكلم المتصل(أطيافنا) طمعا في التلاقي و"لو كان في حلم بعيد".

ان هذا التشبث بالأمل يجعل شاعرنا طاهر مشي يتقاطع في هذا الشعور مع الشاعر فرانز كافكا حين قال:

"الأشياء التي نحبها قد نفقدها يوما ما

ولكن في النهاية سيعود الحب بطريقة أخرى

إنا على يقين أن الحب الذي أهديناه بقلب مخلص لن يضيع

سيعود حتما.

ان هذا الأمل في عودة من نحب هو قاسم مشترك بين الشاعر طاهر مشي وفرانز كافكا.

سلم قلم الشاعر طاهر مشي الذي صور لنا معاناة الوجع بين ألم وأمل.

بتاريخ 30/ 08/ 2025

لم يتعبني الانتظار : القصيدة :طاهر مشي

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

لم يُتعبني الانتظار

بل شهقةُ الروح

ترجُو عتقًا من براثنِ الشوق

وأهازيجِ الغياب

تلك الخرقةُ البالية

جلبابٌ يلحفني

مُطرزٌ بالوجع

كم من شتاتٍ تناثر

وأوتاري

مضمخةٌ بأصفادِ الفقدِ والحرمان

ها أنا لا أزال

في غفوةِ الصبر

أُداعبُ الأحلام

وأشقُّ لهفةَ شوق

يعاقرُه الوجع

فهل يعود الزمان؟

أم يبقى الحنين أطلالًا مهجورة؟

أم أنّ في عينيّ ضوءًا جديدًا

يُعيد رسم الوجوه؟

أراقب الليل

يتساقط في قلبي

قطرات من فجرٍ مُتعب

لعلّ الأمل يعود،

حتى لو كان في حلمٍ بعيد

يُداعب أطيافنا في الغياب

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

طاهر مشي



أغوتني مرآة روحك بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 أغوتني مرآة روحك


 كما مرآة النهر أغوت نرسيس

أغوتني مرآة روحك 

كما مرآة الحقيقة عكست 

على شاشة الوجود نورها

وجهك الوضاح أضاء حياتي

إنها المرآة تشدو لنا

أغاني الحياة

بدفء صوتها 

فلا تستغرب

إنِ المرآةُ حدثتني عنك

عن نبض صراعاتك

عن غصة اختناقاتك

 عن لمعة تأملاتك

تماهيت بك

حتى أمسيت لي

أنا

في حلمي وصحوتي

حتى امسيت لي كتاب معرفة 

ووعي وصدق ونقاء

فيا مرآتي

كوني لي نجمتي التي أحاكيها

فينبلج من وجهي النور والضّياء

كوني لي انعكاسا يسمو بروحي

لأعانق به الحق فتتسع لي الآفاق 


سامية خليفة/ لبنان



لأنني شاعرة.. بقلم الشاعرة نورا العداد

 لأنني شاعرة....       ( المتقارب) 

.

يواعدني البحر عند المساء

يغازلني  بتعاويذ. سحر


فألقي إلى موجه همس روحي

و أملأ منه قوارير عطري


أرى الشمس تصحو و تسقي وريدي

بنور يفيض بقلبي و فكري


فيسكر كل حواسي  مليا

و منه ألملم  مشطا لشعري


إذا ما تحجبت الشمس يوما

و غام الفضاء مخبفا كنسر


تسيح قناديل  روحي سريعا

ظلام يخيم قسرا بصدري


و حين يهادن ليل وقور

و تصبو نجوم حسان لبدر


هدوء يحل رهيبا بأرضي

خيال يرفرف من خلف طير


فأتلو على النجم ٱيات عشق

و منه أرصع عقدا بنحري


و ياتي الخريف كئيبا ملولا

فتذبل أوراق عزمي و صبري


و أما الربيع فيأتي ضحوكا

لتورق أغصان حلمي و نصري


ارى الناس في كذب ينعمون

كما في نفاق مريب و غدر


اثور على الزبف ملتاعة بل

أدك حصون ظلام و فجر


فكيف أكون سؤالا شريدا

جواباته ابرقت كل شبر؟ 


و كيف  أكون  مرايا  لكون

تبوح. بسر  دفين. بجهر


و كيف أصير ملاكا طهورا

تسابيح عشق على الكون تسري؟


نورا العداد

تونس



الجمعة، 29 أغسطس 2025

غجرية الحروف بقلم د. رنيم خالد رجب سورية

 غجرية الحروف 


ماكان  ينطق قلبي الشعر 

أو يرتجي 

لولا  وضأته بالهوى

 على السفح المتنهدي

فكتبت على منضدة المحيا 

قصيدة 

يرشف معانيها بكأس الزمان

 لايرتوي 

تتزاحم أفلاك السماء 

تسابق بعضها 

 بأركان ضلوعي الظمآنة

 تحط رحالها 

كأقصوصة

 كلما أوشكت من نهايتها 

عزفت من جديد

 أنغام عشق

 لاتنتهي 

 سنابل الشوق تأرجحت

 حتى أينعت 

وأصبحت

 بأحضان العمر العنيد

 ترتمي 

الفجر إن ظهر عليها 

 كئيبا ذات مرة

 بدرا صورته

 جعلت أحزانه تستوي 


رنيم خالد رجب سورية

التظاهرات الثقافية العربية ودورها الرائد في إثراء المشهد الثقافي العربي بقلم طاهر مشي

 التظاهرات الثقافية العربية ودورها الرائد في إثراء المشهد الثقافي العربي


ااااااااااااااااا 


على غرار مهرجان شبيب الدولي للثقافة والفنون:


التظاهرات الثقافية العربية ودورها الرائد في إثراء المشهد الثقافي العربي


في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبرز التظاهرات الثقافية العربية كأحد أبرز الأدوات التي تسهم في صون الهوية الثقافية، وتعزيز التبادل المعرفي والفني بين الشعوب العربية، وتقديم صورة ناصعة عن الحضارة العربية للآخر. وتشكل هذه الفعاليات منصة للتفاعل الخلاق بين التراث والحداثة، وبين المحلي والعالمي، مما يجعلها عنصرًا فاعلًا في إثراء المشهد الثقافي العربي.


أولًا: مفهوم التظاهرات الثقافية


تُعرف التظاهرات الثقافية بأنها الفعاليات التي تُنظم بشكل دوري أو موسمي في الدول العربية، بهدف الاحتفاء بمكونات الثقافة العربية المتنوعة، وتشجيع الإبداع، وتيسير الحوار بين المثقفين والفنانين والجمهور. وتتنوع أشكال هذه التظاهرات بين مهرجانات فنية، معارض كتب، ملتقيات شعرية، عروض مسرحية وسينمائية، ومؤتمرات فكرية.


ثانيًا: التظاهرات كحاضنة للهوية الثقافية


تُعد التظاهرات الثقافية أحد أهم مظاهر التعبير عن الهوية الثقافية العربية، حيث تسهم في إبراز التراث العربي الأصيل من شعر وفنون شعبية وموسيقى وأزياء، وتعيد الاعتبار للرموز الثقافية والتاريخية التي تشكل الوعي الجمعي العربي. كما تعمل على مقاومة التحديات الثقافية المعاصرة، لا سيما في ظل العولمة والتغريب الثقافي، من خلال ترسيخ القيم والخصوصية الثقافية للعرب.


ثالثًا: فضاء للحوار والتبادل الثقافي


تلعب هذه التظاهرات دورًا رياديًا في خلق فضاء حيوي للتفاعل بين المثقفين والمبدعين العرب من مختلف الأقطار. فهي تُسهم في تبادل الخبرات والتجارب الأدبية والفنية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي، مما يؤدي إلى تنمية الوعي الثقافي المشترك، ويدفع نحو التكامل الثقافي العربي.


رابعًا: دعم الإبداع والمبدعين


من أبرز أدوار التظاهرات الثقافية توفير منصات لعرض أعمال الكُتّاب والفنانين والشعراء والموسيقيين، خاصة المواهب الشابة. وتُعد هذه الفعاليات فرصة للتعريف بالإنتاج الثقافي العربي على نطاق أوسع، وتقديمه لجمهور واسع محليًا ودوليًا. كما تفتح المجال أمام الجوائز والتكريمات التي تحفّز المبدعين على العطاء والتجديد.


خامسًا: الإشعاع الثقافي العربي عالميًا


تسهم التظاهرات الثقافية أيضًا في تقديم صورة إيجابية عن الثقافة العربية في المحافل الدولية. فمن خلال تنظيم أسابيع ثقافية عربية في الخارج، أو استضافة مثقفين وفنانين من مختلف دول العالم، تتمكن الدول العربية من الانفتاح على الثقافات الأخرى، وعرض منجزاتها الحضارية والإنسانية، وتعزيز مكانتها في الخارطة الثقافية العالمية.


أمثلة بارزة على التظاهرات الثقافية العربية


تزخر الساحة الثقافية العربية بعدد من الفعاليات الرائدة التي باتت تحظى بصيت عالمي، على غرار مهرجان شبيب الدولي للثقافة والفنون ومن أبرزها:


معرض القاهرة الدولي للكتاب (مصر): أقدم وأكبر معارض الكتاب في العالم العربي.


مهرجان قرطاج الدولي (تونس): من أعرق المهرجانات الفنية في إفريقيا والعالم العربي.


الجنادرية (السعودية): مهرجان سنوي يعنى بالتراث والثقافة.


مهرجان جرش للثقافة والفنون (الأردن): منصة للفنون العربية والعالمية.


الشارقة عاصمة الثقافة العربية (الإمارات): تجربة متكاملة في دعم الفعل الثقافي المستدام.


مهرجان مراكش السينمائي الدولي (المغرب): أحد أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة.


خاتمة


تمثل التظاهرات الثقافية العربية ركيزة أساسية في النهوض بالمشهد الثقافي العربي، ليس فقط من خلال المحافظة على التراث والتاريخ، وإنما أيضًا عبر تشجيع التجديد والإبداع والانفتاح على العالم. وفي ظل التحديات المعاصرة، تزداد الحاجة إلى الاستثمار في هذه التظاهرات، وتطويرها، لتظل منارة للفكر والفن والحوار في الوطن العربي.


طاهر مشي 


 المراجع


- أخبار البلد (2024) – إعلان مهرجان شبيب، دورته الثلاثين.


- اليوم السابع، الهيئة الوطنية للإعلام (2025) – تفاصيل معرض القاهرة الدولي للكتاب


- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (المغرب) الموقع الرسمي للدورة 22 (2025) – 


- مهرجان الجنادرية (السعودية) ويكيبيديا (المقال العربي) –


- العين الإخبارية. (2024). قرطاج 2024.. سحر تونس الثقافي يضيء بفعاليات عالمية. العين الإخبارية.


- موجز الأنباء. (2025). الدليل الشامل لفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025



الفِـيلُ والقُبَّرَةُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الفِـيلُ والقُبَّرَةُ

الفِـيلُ:

إنَّنِـي فِـيلٌ عَظِيمٌ

جُـثَّتِي مِـثــلُ الجِبَـــالِ

أَتَهَـادَى فِي مَسِيرِي

بِعَـــدُوِّي لاَ أُبَالِــــــي

لَمْ يُوَاجِهْنِي قَــوِيٌّ

هَيْـبَتِي فِي الغَابِ دَوْمَــا

 القُبَّرَةُ:

أَيُّهَا المُخْتَالُ مَهْـلاً

إِنَّ فِي العُشِّ صِـــغَــارِي

بَـيْنَ أَعْشَابٍ و زَرْعٍ

 لاَ تَطَأْهُـمْ وَ حَـــذَارِ

لاَتَغُـرَّنْكَ قُـــواكَ

إِنَّ لِلظّـالِــمِ يَوْمَــــا

 الفِـيلُ:

سَرَّنِـي هَذاَ التَّحَـدِّي

 أَيُّهَــا العُـصْفُـورُ خُذْهَا

هَـكَذا أَرْفُسُ أَعْشَـا

...شًا أُرِيـحُ الغَـابَ مِنْـهَا

أَرِنِـي التَّهْدِيدَ فِعْـلاً

هَـا أَنَـا أَشْبَــعُ نَـوْمَا

 القُبّرة:

أَيُّـهَاالطَّـيْرُ هَـلُمُّوا

أَدِّبُـوا الفِيلَ الظَّـلُومَا

اِفْقَـؤُوا عَـيْنَيْهِ نَقْـرًا

وأَذِيقُـوهُ الـهُـمُــومَا

إِنَّ فِي الـوِحْدَةِ حَزْمًـا

   بَطْـشُهُ يَنْصُـرُ قَـوْمَــا

 الفِيـلُ:(بَعْدَ أَنْ فَقَأَتْ الطُّيُورُعَيْنَيْهِ)

آهِ مِنْ كَـيْدِ الضِّعَـافِ

قَدْ قُهِـرْتُ اليَوْمَ قَهْــرَا

مَـنْ تُرَى كَـانَ يَظُـنُّ

لِذَوِي الرِّيشِ اقْتِـــدَارَا

قُـوَّتِي دُونَ ذَكَــــــاءِ

 أَصْبَحَتْ لِلطَّيْـرِ هُــزْءًا

 القُبَّرَة :

أَيُّهَا الضِّـفْدَعُ سَـاعِدْ

بِـنَقـــِيقِ ِمُتَــــوَاصِــلْ

اِنْـطَلِقْ لِلْجُرْفِ واصْحَبْ

جَمْعَـكَ الدَّاوِي وَوَاصِـلْ

كَـيْ يَظُنَّ الفِيلُ سَمْعًا

أَنَّ فِي الحُفْـرَةِ مَــاءَ.

 الفِـيل:

إِنَّنِي ظَمْــــآنُ جِـــدًّا

قَدْ عَلِمْـتُ المَاءَ سَمْـعَا

عَلّنِـي أَرْوِي غَلِيلِي

وَأَرَى فِي النَّبْعِ جَمْعَـا

مِنْ بَنِي جِنْسِي فَأثْأرْ

مِنْ طُـيورِ الشُّـؤْمِ ثَأْرَا...


 الطُّـيُورُ وَالضَّفادِع:

سَقَطَ الظَّالِمُ ،تَـبًّــا

فِي تَجَـاوِيـفِ الجِـبَـالْ

وَانْتَهَـى قَهْرُهُ,فَافْهَمْ

لَيْسَ فِي الكَوْنِ مُـحَـالْ

إِنَّ لِلْـوِحْدَةِ دَوْرًا

فِـي انْتِـصَارِ الضَّعْفِ دَوْمَا.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال



أَطْرَافُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 أَطْرَافُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

*فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَائِلُ الأَطْرَافِ، أَيْ مُمْتَدُّهَا.

*وَجَاءَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشْعَرُ الذِّرَاعَيْنِ وَالمَنْكِبَيْنِ وَأَعْلَى الصَّدْرِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبْطُ القَصَبِ، وَالسَّبْطُ أَوِ السَّبِطُ: المُمْتَدُّ الّذِي لَيْسَ فِيهِ تَعَقُّدٌ وَلَا نُتُوءٌ. وَالقَصَبُ: يُرِيدُ بِهَا سَاعِدَيْهِ وَسَاقَيْهِ.

 *وَفِي الحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَخْمَ اليَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. 

*وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَثْنَ القَدَمَيْنِ وَالكَفَّيْنِ. 

*وَقَالَ أَبُو هِلَالٍ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ، أَوْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَخْمَ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ، بَعْدَهُ، شَبَهًا لَهُ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ فَعْمَ الأَوْصَالِ، أَيْ مُمْتَلِئَ الأَعْضَاءِ. الوَاحِدُ: وُصْلٌ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ مَشْبُوحَ الذِّرَاعَيْنِ أَيْ طَوِيلَهُمَا، وَقِيلَ: عَرِيضُهُمَا. 

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَ كَانَ جَلِيلَ المُشَاشِ، أَيْ عَظِيمَ رُؤُوسِ العِظَامِ كَالمِرْفَقَيْنِ وَالكَفَّيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَثْنُ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ: أَيْ أَنَّهُمَا تَمِيلَانِ إِلَى الغِلَظِ وَالقِصَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الّذِي فِي أَنَامِلِهِ غِلَظٌ بِلَا قِصَرٍ، وَيُحْمَدُ ذَلِكَ فِي الرِّجَالِ.

*وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: دَمِيَتْ إِصْبِعُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ تِلْكَ المَشَاهِدِ. فَقَالَ:

هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبِعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ.

*وَحَدَّثَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَارٍ. فنُكِبَتْ إِصْبِعُهُ.

*وَفِي الحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خُمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ، وَإِذَا كَانَ خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لَمْ يَرْتَفِعْ جِدًّا وَلَمْ يَسْتَوِ أَسْفَلُ القَدَمِ جِدًّا فَهْوَ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ. وَالأَخْمَصُ مِنَ القَدَمِ: المَوْضِعُ الّذِي لا يَلْصَقُ بِالأَرْضِ مِنْهَا عِنْدَ المَشْيِ.

*وَعَنْ جَابِرٍ: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَمْصًا شَدِيدًا.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَسِيحُ القَدَمَيْنِ، أَرَادَ أَنَّهُمَا مَلْسَاوَانِ لَيِّنَتَانِ لَيْسَ فِيهِمَا تَكَسُّرٌ وَلَا شُقَاقٌ، إِذَا أَصَابَهُمَا المَاءُ نَبَا عَنْهُمَا.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مَنْخُوصَ الكَعْبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الرِّوَايَةُ: مَنْهُوس وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: رُوِيَ مَنْهُوش وَمَنْخُوص، وَالثَّلَاثَةُ فِي مَعْنَى المَعْرُوقِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مَنْهُوسَ الكَعْبَيْن، أَيْ لَحْمُهُمَا قَلِيلٌ، وَيُرْوَى: مَنْهُوسَ القَدَمَيْنِ وَبِالشِّينِ المُعْجَمَةِ أَيْضًا: كَانَ مَنْهُوشَ القَدَمَيْنِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبْطُ القَصَبِ، وَالسَّبْطُ أَوِ السَّبِطُ: المُمْتَدُّ الّذِي لَيْسَ فِيهِ تَعَقُّدٌ وَلَا نُتُوءٌ. وَالقَصَبُ: يُرِيدُ بِهَا سَاعِدَيْهِ وَسَاقَيْهِ.

 حمدان حمّودة الوصيّف  ... تونس. 

من كتابي : مع الحبيب المصطفى.



فصل البحار بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 ...  فصل البحار

واحدة من خصائص البحار التي اكتشفت مؤخّرًا وأعرب عنها في الآية القرآنيّة على النّحو التالي: 

((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن.))

إنّ خاصّيات البحار هذه ، التي تتلاقى دون أن تمتزج ، لم  تكتشف إلّا في الآونة الأخيرة من قِبَل علماء المحيطات. بسبب وجود قوّة فيزيائيّة تدعى "التّوتّر السّطحي" ، التي تجعل مياه البحار المجاورة لا تمتزج. نظرًا لاختلاف في الكثافة ، ويمنع "التّوتّر السّطحي" البحار من التّمازج (الاختلاط) ، كما لو أنّ جدارًا دقيقًا جِدًّا يفصل بينهما.

وما يثير الإعجاب هو أنّ في الوقت الذي لا توجد فيه أي معرفة بالفيزياء ، أو التّوتّر السّطحي أو علم المحيطات، ذكرت هذه الظّاهرة في القرآن الكريم.

(موجات كبيرة ، وتيّارات قويّة وحركة المدّ والجزر الموجودة في البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسي. تدخل مياه البحر الأبيض المتوسّط إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق. ولكنّ درجة حرارتها و ملوحتها وكثافتها لا تتغيّر بسبب الحاجز الذي يفصل بينهما.)

*الظلام وأمواج البحر الداخلية. 

((أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) النور.))

إنّ الظّلام في أعماق البحار والمحيطات يبدأ من عمق حوالي 200 متر فأكثر. في مثل هذا العمق ،لا يتوفّر أي ضوء(أشعّة) تقريبا. وبداية من 1.000 م ، ينعدم الضّوء(الأشعّة) تمامًا.

ونحن نعرف اليوم ، المكوّنات العامّة للبحار ، وخصائص الكائنات الحيّة التي تعيش فيها، وملوحتها ، وأحجامها ،و مساحاتها وأعماقها، بفضل الغوّاصات البحريّة والمعدّات الخاصّة ، المتوفّرة من خلال التّكنولوجيا الحديثة ، والتي تسمح للعلماء بالحصول على هذه المعلومات.

الرّجال غير قادرين على الغوص أكثر من 70 مترًا بدون مساعدة  المعدّات الخاصّة. إنّهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة في أعماق المحيطات بدون مساعدة ،. ولهذه الأسباب ، توصّل العلماء ،مؤخّرًا، إلى اكتشاف معلومات مفصّلة عن البحار. 

ومن دون شك،إنّها واحدة من معجزات القرآن أنّ هذه المعلومات المقدمّة من القرآن الكريم في وقت لم تتوفّر أيّة معدّات للسّماح للرّجال بالغطس في أعماق المحيطات.

وبالإضافة إلى ذلك ،  التّعبير في الآية40 من سورة النّور: » أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) » يسترعي انتباهنا إلى معجزة أخرى من القرآن الكريم.

واكتشف العلماء حديثًا أن هناك موجات داخليّة  تشكّل على الكثافة البينيّة بين الطّبقات المختلفة من الكثافة. هذه الموجات الدّاخلية تغطّي المياه العميقة للبحار والمحيطات لأنّ عمق المياه كان واقعًا في كثافة أكبر من المياه الواقعة فوقه. وتعمل الموجات الدّاخلية مثل الموجات السّطحيّة. ويمكن أن  تتكسر ، مثل الموجات السّطحيّة. ولا يمكن ملاحظة الأمواج الدّاخلية بالعين البشريّة ولكن يمكن اكتشافها من خلال دراسة التّغيرات في درجات الحرارة أو الملوحة على مستوى معين.

إنّ بيانات القرآن في اتّفاق تامّ مع ما ورد أعلاه من شرح. والحقيقة أن البحوث التي أجريت مؤخرا تظهر مرّة أخرى على أنّ القرآن الكريم هو كلام الله.

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة.



إضاءة العقل: دعوة لإحياء الفلسفة والعلوم الإنسانية في إعلامنا بقلم: د/ آمال بوحرب

 إضاءة العقل: دعوة لإحياء الفلسفة والعلوم الإنسانية في إعلامنا

بقلم: د/ آمال بوحرب

إلى الإخوة المسؤولين المحترمين في المجلات والصحف الثقافية والإعلامية، إننا نعيش في زمن تتقاذفه الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية حيث تزداد الحاجة إلى بوصلة فكرية تعيد للعقل مكانته كأداة لفهم الواقع وتشكيل المستقبل لذلك أوجه إليكم دعوة ملحة لإيلاء الفلسفة والعلوم الإنسانية مثل التاريخ وعلم الاجتماع ما تستحقه من اهتمام بنفس القدر الذي تولونه للقصة والقصيدة فالأدب وحده لا يكتمل إلا بإسناده إلى الفكر والخيال لا يثمر ما لم يعانق أسئلة الفلسفة التي تكشف عن طبيعة الإنسان والمجتمع أو دروس التاريخ التي تعلمنا كيف نتجنب أخطاء الماضي أو تحليلات علم الاجتماع التي تفسر الديناميكيات الاجتماعية المعاصرة بالتالي يصبح الاهتمام بالعلوم الإنسانية ضرورة ملحة لتنوير عقولنا في واقع يعاني من السطحية الرقمية والاستهلاك السريع للمعلومات وهذا التنوير هو وفاء للعقل وللإنسانية جمعاء.

فالتاريخ يشهد على قوة الفلسفة والعلوم الإنسانية في إحداث تغيير جذري فعلى سبيل المثال في عصر التنوير الأوروبي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ساهم مفكرون مثل جون لوك وديفيد هيوم وإيمانويل كانط في ترسيخ أفكار الحرية والحقوق الإنسانية والحكم الديمقراطي مما أدى إلى ثورات مثل الثورة الفرنسية عام 1789 التي أطاحت بالنظام الملكي المطلق وبنت أسس الحريات الحديثة كما ورد في عمل روسو “العقد الاجتماعي” الذي ألهم إعلان حقوق الإنسان والمواطن وفي السياق العربي خلال عصر النهضة في القرنين التاسع عشر والعشرين كان طه حسين وقاسم أمين ومحمد عبده روادًا في استخدام الفلسفة والعلوم الإنسانية للتنوير ففي كتابه “في الشعر الجاهلي” دافع طه حسين عن حرية الفكر والعلم مما ساهم في إصلاح التعليم وحقوق المرأة في مصر والعالم العربي كما أن قاسم أمين في “تحرير المرأة” دعا إلى المساواة مستندًا إلى تحليل اجتماعي عميق أحدث تحولات اجتماعية كبرى علاوة على ذلك ساهم ابن رشد في العصور الوسطى بتفسيراته لأرسطو في نقل المعرفة اليونانية إلى أوروبا مما مهد للنهضة الأوروبية كما يظهر في عمله “فصل المقال” الذي دعا إلى التوفيق بين العقل والدين مما يبرز الوفاء للفكر كقوة محركة للتقدم.

ومن جهة أخرى يتجلى الوفاء كقيمة مركزية في الفلسفة والعلوم الإنسانية إذ يمثل التزام المفكر بقيمه وأفكاره رغم الصعوبات ففي حياة ديفيد هيوم الذي واجه الرفض من الأوساط الأكاديمية بسبب شكه الفلسفي نجد وفاءً للحقيقة العقلية كما في “بحث في الطبيعة البشرية” الذي أكد أن الأخلاق تنبع من العواطف لا العقل المجرد وهذا الوفاء للفكرة يتطلب تثبتًا وتحكمًا عاطفيًا أمام الانفعالات مما قد يجعل البعض يرون المفكرين شبه ملائكة لخروجهم عن المألوف وفي السياق العربي نجد طه حسين في “الأيام” يواجه التحديات الاجتماعية ليظل وفيًا لقيم الحرية والمعرفة مما يؤكد أن الصعوبات التي يمر بها المفكر هي مرحلة من تجربة الوفاء وهذا يعزز دعوتنا لإحياء الفلسفة في صفحاتكم لأنها تمنحنا أدوات فهم هذه التجارب.

لذلك فإن الاهتمام بالعلوم الإنسانية ليس ترفًا بل شرط ضروري لبناء مجتمع متماسك يعرف كيف يوازن بين جمال الكلمة وعمق الفكرة ففي زمن تسود فيه السطحية الرقمية والشعبوية يجب أن تكون صفحاتكم منابر للتنوير تعيد للفكر مكانته وتقاوم الظلامية بالتالي أدعوكم أيها الإخوة المسؤولون المحترمون مرة أخرى إلى جعل مجلاتكم وصحفكم أدوات للتقدم مستلهمين دروس التاريخ لنبني مستقبلًا ينير عقولنا ويحفظ وفاءنا للإنسانية.



الخميس، 28 أغسطس 2025

مقيّدة جزء 1 بقلم الكاتبة عائشة ساكري – تونس

 مقيّدة

جزء 1
بقلم عائشة ساكري – تونس
24 ماي 2025
بين الحين والحين،
أساطيرُ تراودني،
تُقيدني... تُكبّلني...
والأشواقُ تقتلني...
هدوئي، سكينتي،
أحلامُ الهوى، خواطري،
وقوافي الشعرِ تُداعبني،
غابَ كلُّ الكلامِ الذي كانَ يُؤنسني،
وذبلَ كلُّ شيءٍ في أعماقي...
أيا شمسي على التلالِ تلألئي،
وأطلقي شعاعكِ الذهبيَّ
على أوردتي، ولا تتواري،
ويا نجومي،
دَعي همساتِ السمارِ تُؤنسني،
طوفي وارجعي إلى مداري،
فأنا لي كوني، ولي فلكي،
فازهري في أعماقي
كحرفِ الشعرِ، واشتَعلي،
ولا تغربي لهجراني،
إن الهجرَ والرحيلَ
مستوطنانِ في العمق، ويهواني...
أنا اليومَ رفيقةُ درب،
وغدًا سوفَ تنساني...
بهاءُ نورِ الفجرِ والقمرِ يُطربني،
إنّي أرى طيوفًا مسترابةً في حلمي،
وأنا الجميلةُ، لأناقَتي وتعطّري،
فاحتلّ – إن شئت – قلبي...
بين الحينِ والحين،
واستوطن مرفئي، ولا تُقيّدني.
دعني أكون نسغَ الحلمِ في جذعِ انتظارك،
ولا تجعل من حبّي قيدًا لاحتضارك.
Peut être une illustration de 1 personne

مرارة الوقت بقلم الشاعر صادق الهمامي / تونس

 مرارة الوقت

**********
يؤرّقني التفكير
من أدناي إلى أقصاي
يأخذني بعيدا
إلى نوافذ أجهلها
أتجرّع مرارة الوقت
وجهي مليىء بالأسى
أمشي حذرا في مشيي
مشدوها من هول ما أرى ..
ههنا رمت بي الأقدار
بين حوافر واقع مقيت
أتعقّب آثار غد
يكتنفه غموض
رمقي لا يسدّه رغيف
جوعي أكبر منه ..
كمتشرّد أنا ..
خانني الكلّ ..
كلاجىء أنا ..
لا أرض له يقف عليها
ليشمّ رائحة الأوّلين
لا بيت له يأوي إليه
مهجّر من الشّمال إلى الجنوب
و من الجنوب إلى الشّمال
مطارد من الغرب
منبوذ من الشّرق
مشكوك في عروبته
مطعون في هويّته
مباح سفك دمه
آه يا ليلي الطّويل ..
بتّ تأنس ببروق السّماء
أضناك سواد العتمة
طال انتظارك لنور الصّباح ..
آه يا غربتي الموحشة ..
بين خيام أضاعت دفئها
فباتت الأغراب و الأعراب
تتاجر بأهازيج ماضيها ..
فتتهاوى الأجساد عطشا و جوعا
من حولها مفعمة بالكرامة
آه يا جرحي ..
القديم .. الجديد
نازف أنت و ممتدّ..!
من الخليج إلى المحيط
لم نساك صهيل الخيل ؟
آه يا شموخ النّخيل ..
أما كانت تشرئبّ لك الأعناق
تتوق لك الأنفس
أين رحل فرسانك ! ؟
آه .. آه ..
أتعبني عباب التّعب
و جند التّتار في زهوّ
يطمس التّاريخ ..
يصلب الرّجال ..
يغتصب الثكالى ..
قرب أسلاك الحصار
و الزّمن يعزف لحن الدمار
تموت فوق خرابه أجنّة الأمل
يدفئها الخلاء بائسة
يدثّرها الهزال عارية
لا مثوى أشيّعها إليه
فغاب الصّبر عن موكب
و غاب النّعاة و الأحبة
كلّهم طعنوا من الخلف
بحراب العروبة الصّدئة
* صادق الهمامي / تونس *
Peut être une image de 1 personne, sourire et arbre