السبت، 20 يوليو 2024

حين تكتب القصيدة..شاعرها..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين تكتب القصيدة..شاعرها..!


الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي..ينحت من قلبه..

شعره كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة..ولا بدفتر الحضوروالانصراف..


تشعر حين تكون أمام قصائده بأنه متيم بالسير في الطرق غير المألوفة،والدروب غير الممهدة،والسبل التي لم يسر فيها أحد من قبله،وكأنه يخشى إن هو سار في درب سبقه إليه آخرون أن تقع قدمه على أثر قدم شاعر سواه،إنه حريص على أن تكون له طريقة بالغة التميز في رسم الصورة الشعرية،وفى صوغ العبارة الشعرية،وفى ابتكار التنويعة الموسيقية،بل إنك تشعر أنه في تعامله مع المفردات يود لو استطاع أن يبتكر لغة غير اللغة وينطق بألفاظ غير الألفاظ.. .

وإذن؟

حين أحاول إذا،أن أرسم صورة الشعر العربي في القرن الواحد  والعشرين،فإن عينيَّ تقفان في كل مرة أمام هذا الشاعر المدهش الذي أسمح لنفسي بأن ألقبه "شاعر الشعراء"،لا بمعنى أنه -أميرهم- أو كبيرهم أو أولهم،وإنما بمعنى أنه إذا كان هناك شعراء يُطربون القراء،فإن هذا شاعر أول من يطرب له هم الشعراء الآخرون،وكل منهم يتساءل كيف استطاع أن يحفظ لصوته صفاءه وتفرده على هذا النحو الفريد؟!

وفى الوقت ذاته فإني أزعم أنه ليس هناك شاعر،ممن جابلوه أو تبعوه،نجا من التأثر به.

إنه الشاعر التونسي الكبير الطاهر مشي الذي ينحت الشعر بإبداع خلاّق..ويراقص الكلمات ببراعة واقتدار..

وأستسمح من القراء الكرام قراءة قصيدته التالية ولهم حرية التفاعل والتعليق:

شوق..على عتبات الرّوح

تهمى مراكبك الأحلام في السّحر

ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي

قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي

ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي

لولا وفائي لقلت الحب معصية

فالضاد تسكرني والشوق في عتبي

سألته ذات مرّة في لقاء خاطف معه،قبل أن تمارس عليه إحدى قصائده إكراهاتها:

-يتدفق الخيال لدى الشاعر،وينفعل في حدود كلماته وهو في عزلة شديدة الذاتية،فهل اكتشفت مرآة خيالك في لحظات شديدة الكثافة؟

وجاءني الجواب مدهشا مثل قصائده تماما،إذ قال:

"الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة ولا بدفتر الحضور والانصراف،فجأة تتشكل سحائبه وتضربك أينما كنت..بمفردك،بين الناس،أو بين صفحات كتاب.عليك فقط أن تكون متهيئاً ومستحقاً لزيارة هذا الضيف الكبير،فهو لا يزور إلا من يكرمون وفادته.."

ختاما أدعو القارئات الفضليات والقراء الأفاضل إلى الإستمتاع بالقصيدة التالية للشاعر القدير طاهر مشي والرقص على ايقاعات أجراسها الموسيقية..

أنات عتاب

عاد نبضي محملا بأنات عتاب

أترى سنلتقي

سنزيح الحواجز

ونضم اللحظة في تصابي

كأننا الآن خلقنا

لنكون معا

والبسمة مرسومة

بين الشفاه.. أجمل نغم

زيف البوح موصوف

وتقاسيم الغربة ملفوفة

مرمية بين طيات الضباب

وسوسنة الربيع تغني:"

خذني معك بعيدا

دعني أطير فوق السحاب

ونعيد.. للهوى طعم الحب والحنين."

أتراها تشتاق لنبضي!؟..

تسهر مع تلك النجوم؛

وعينها تحوم في السماء

ترفرف أجفانها؛

والبسمة تغمر محياها

يداعبها الحنين

أمن طين خلقت؟

أم من الأشواق

ونور اليقين!؟..

هنا يعزف النبض طويلا

تتعالى صرخة المشتاق

يزداد الأنين..

لقد عاد نبضي محملا؛

والغربة تلحفه

رداءً موشح بالظلمات

ونبضي يقطر دما

مسفوحا على شرفة حلم

وأيقونة البوح تفارقني

تغيب وتغيب

يتلاشى الطيف.

والرداء يتلحف بالغياب

وهذا الزيف المقطر

يسري بدربي

تعاتبه الأقدار كل يوم

ولحظة الحقيقة تمضي

فيعود نبضي

محملا بأنات العذاب

سأبوح وأهزم الزمن

أداعب ظل الحقيقة

سأعود إليك

وقلبي المسلوب يرتجف حياء

فالبوح تمنع

وتلك الأيام التي مضت

تصحرت جداولها

بين ظن ويقين

سنلتقي رغم العراقيل

و رغم الغياب

ليعود الربيع على شاطئ البحر

محمل بأشواقي

ونلتقي..

(طاهر مشي)

لا يستطيع قارئ قصائد شاعرنا المتميز وطنيا وعربيا -طاهر مشي-من الوقوف على شائبة تصويريَّة،أو عثرة تشكيليَّة،أو هجنة إيقاعيَّة؛لهذا تكتمل مثيرات قصائده المدهشة كلها في تعزيز جمالها وتناسق إيقاعاتها،كما لو أنها مُهَنْدَسَة فنيَّة لتأتي غاية في التفاعل،والتضافر،والانسجام،وهذا ما يُحْسَبُ لشعريّة -طاهر مشي-أنها ممتدة امتداد الأفق،تعايش عالمه المفتوح والغني بالمعارف،والمواقف،والإمكانات،والأيديولوجيات،والموروثات الأسطوريَّة المكتسبة.

دمت..لامعَ الحرف..أيها الشاعر الألمعي: الطاهر مشي


محمد المحسن



اِنْطِبَاعَاتٌ حَوْلَ هَدَايَــــــــــــا شَارْلُمَانَ وَالرَّشِيـد ِ (4) بقلم الأديب عَبْدُ الْمَجِيدِ زيْنُ الْعَابِدِينَ

 اِنْطِبَاعَاتٌ حَوْلَ هَدَايَــــــــــــا                                             

                      شَارْلُمَانَ وَالرَّشِيـد ِ (4):

                      الشَّــــرْحُ الُّلغَـــــــــوِيُّ 

 

(1) السَّاعَةُ الْكُبْرَى :هِيَ السَّاعَةُ الْمـَــــــــائِــِيَّةُ  الضَّخْمَةُ الْعِمْلَاقَةُ الَّتِي أَهْدَاهَا هَارُونُ الرَّشِيدُ  إِلَى شَارْلُمَانَ ، وَهْيَ اِخْتِرَاعٌ عَرَبِيٌّ عَظِيمٌ لَمْ يَعْتَدْهُ الْغَرْبُ فِي أَوَاخِرِ الْقَرْنِ الثَّامِنِ الْمِيلَادِيِّ وَتَحْدِيدًا فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائَـةٍ  (793) لِلْمِيلَادِ .

(2) خَلِيفَة ُالْإِسْلَامِ:الْمَقْصوُدُ بِهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ خَامِسُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَالْخَلِيفَةُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِي تَرْتِيبِ الْخُلفَاءِ بَعْدَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . حَكَمَ دَوْلَةَ الْخِلاَفَةِ الْعَبَّاسِيَّةَ مُنْذُ يَوْمِ 15 رَبِيعِ الأوَّلِ 170هـ / 14 سبتمبر 786م حتى وفاته في 30 جمادى الأولى 193هـ / 24 مارس 809م.

(3) نَشَأَ بَيْتُ الْحِكْمَةِ أَوَّلاً كَمَكْتَبَةٍ ثُمَّ أَصْبَحَ مَرْكَزًا لِلتَّرْجَمَةِ، ثُمَّ مَرْكَزًلِلْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَالتَّأْلِيفِ، ثُمَّ أَصْبَحَ دَارًا لِلْعِلْمِ تُقَامُ فِيهِ الدُّرُوسُ وَتُمْنَح ُفِيهِ الْإِجَازَاتُ الْعِلْمِيَّةُ،ظْـَهَرَ فِي عَصْرِ هَارُون الرَّشِيدِ (149-193 للهجرة/ 766-809 للميلاد)،وَاِزْدَهَرَ فِي عَصْرِ الْمَأْمُونِ مِن ْخِلاَلِ تَرْجَمَةِ الْكُتُبِ اليُونَانِيَّةِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَلْسَفَةِ  .

 (4) مَصْنَعُ الْوَرَقِ : شَهِدَتْ بَغْدَادُ ظُهُورَ أَوَّلِ مَصْنَعٍ لِلْوَرَقِ مُسَجَّلٍ وَذَلِكَ بَيْنَ سَنَتَيْ  أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائـَةٍ(794) وَخَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائـَةٍ  (795)   لِلْمِيلَادِ. في العالم، مما يشير إلى 

(5) التَرَاجِمُ: كُلُّ الْكُتُبِ الْأَجْنَبِيَّةِ الَّتِي تُرْجِمَتْ إِلَى اْلعَرَبِيَّةِ وَمِنْهَا خَاصَّةً الْكُتُبَ الْيُونَانِيَّةَ وَالْهِنْدِيَّةَ.. 

(6) مَا  وَرَاءَ النَّهْرِ : هِيَ مِنْطَقَةٌ تـَــارِيخِيَّةٌ وَجُزْءٌ مِنْ آسِيَا الْوُسْطَى  تَشْمَلُ أَرَاضِيهَا أُوزْبَاكِسْتَانَ وَالْجُزْءَ الْجَنُوبَ الْغَرْبِيِّ مِنْ كَازَاخِسْتَانَ وَالْجُزْءَ اْلجَنُوبِيَّ مِنْ قِيرْغِيزِسْتَانَ.أَطْلَقَ تَسْمِيَةَ :"مَا وَرَاءَ النَّهْرِ "الْعَرَبُ الْمُسْلِمُونَ عِنْدَمَا فَتَحُوا تِلْكُمُ الْبُلْدَانَ فِي الْقَرْنِ الْهِجْرِيِّ الْأَوَّلِ ،وَتُعْتَبَرُ هَذِهِ التَّسْمِيَةُ  إِشَارَة ًإِلَى النَّهْرَيْنِ  الْعَظِيمَيْنِ الَّلذَيْنِ  يَحُدَّانِهَا شَرْقًا وَغَرْبًا: نَهْرُ سَيْحُونَ (2212كم)وَنَهْرُ جَيْحُونَ (1415كم)                                                                                

(7)السِّنْدُ :مِنْطَقَةٌ تُطْلَقُ عَلَى الْجُزْءِ الشَّمَالِيِّ الْغَرْبِيِّ  مِنَ الْهِنْدِ ،يَتَوَسَّطُهُ  حَوْضُ  نَهْرِ السِّنْدِ، وَأَكْثَرُهُ الْآنَ  يَقَعُ فِي بَاكِسْتَانَ.

(8)أَرَّانُ : نَقُولُ أَيْضًا آرَانُ وَالْمَقْصُودُ بِهِ : إِيرَانُ .

 

                          عَبْدُ الْمَجِيدِ زيْنُ الْعَابِدِينَ


                         17/07/2024 المُوَافِق 12محرّم 1446 هِجْرِيًّا


لقاء بقلم الكاتبة هاجر العوري.

 لقاء .


- هو : 

أنت نقطة الضوء الوحيدة في عالمي...ونقطة الضوء هذه تستحيل خافتة فأختنق ويرعبني الظّلام....قولي دون عتاب ..دون استرجاع للألم....دون أن يسري لكرامتي الإحساس بالوجع والذّوبان أنّك مازلت لي ...قولي ذلك ولو إدّعاء لم يعد يهمّني إلاّ أن أجد نفسي مرسوما بأعماقك كالوشم الأمازيغيّ...

على امتداد ألف عام كنت أسعى أن أعلّمك ألاّ تكابري في الحبّ وكابرت...فكانت تحلّ بي اللّعنة كلّما غبت أو راودك الشّجن ...دعيني أقول في لحظة اعتراف أخيرة أنّك وحدك من أحبّ ووحدك من أخاف يا دافئة الأعطاف..فحضورك فيح وويح....

- هي : 

يا لحريق الروح لما تقول ....في غيابك ضاقت كلّ أوردتي وتلبّسني حزن غريب...كم موجع أن أعافر وجع الجسد والرّوح فلا أجد كتفك...أكلتني قتامة قانية..فحتّى كوب الشّاي بات بلا أهل ولا عشيرة يا كلّ دمي ..يا سلالة قلبي والآتي...في غيابك لم أحترف غير الجلوس على أكوام الخراب....كم كنت أتمنّى أن أعوّض فتيل الرّوح المحترقة بأحمر شفاهي فأنساك..فوحدك يأخذني غيابك إلى  مدائن الجحيم ...عد ولفّ أناملك على نياط قلبي ...هنا تستشعر دفء حضورك....عد فالعتمة كافرة وعصا قلبي الضرير لا ترتطم بغير فقدك على رصيف الإنتظار...

تهاوى الغياب وكان اللّقاء......

يتبع ..

هاجر العوري.



تُرى هل طلبت المستحيل؟ بقلم الكاتبة فناغرة مسعودة ميــــــــــــــــلة

 تُرى هل طلبت المستحيل؟ 

متى تستريح أفكاري من

 التّجوال في غابة النّفس؟ 

أريد أن أحمل حقائب ظروفي، 

وأعيش في منزل بسيط، بعيدا

عن الفوضى، أريد أن أنعم بالهدوء، 

في مكان معزول بعيييد

عن هذا العالم، أعشق الوحدة، 

والإنطواء، أريد أن أسافر بقلمي، 

إلى أعماااق قلبي وأحرّره من، 

سجن لم يسبق أن استطاع أحدا، 

الهروب منه يوما، 

أريد أن أغفو في حضن كلّ حاجة 

بنفسجيّة، كم أكره القصور، والثّروة،ومتاع الغرور،،،، 

 أبحث عن روح تشبهني، 

تماما، 

لقد أتعبتني الحياة كثيييرا، وفشلت،

 لم أعد قادرة على شيء، 

وأنتِ يا عقارب السّاعة ما بكِ؟ 

لِمَا كلّ هده السّرعة؟ ألا تنتظري، 

خروج قلبي من دوّامة الإنتظار؟ 

توقّفي قليلا، أحتاج إلى القليل، 

من الدّقائق فقط، لأبتسم وأعيش، 

لحظات  جميلة تعادل الحياة

تبقى كذكرى منقوشة فوق 

جبين الأمنيّات،،،،،، 

، إرحمي قلبا مازال، 

يقاوم ،يتوسّل كي يعيش، 

مجدّدا، من يدري قد تخضرّ 

يوما سنابل العمر؟ 

ويأتي قطاري الأخير وأسافر

تاركة لهم قلمي دواتي وممحاتي، 

وصفحتي ستخبر العالم عن، 

ولّادة عاقر أنجبت خواطر 

     ♡بنت الرّيف♡

        بقلمي /فناغرة مسعودة ميــــــــــــــــلة



اني آنست نورا يتلألا بقلم الكاتبة آمال بنعثمان

 اني آنست

نورا

يتلألا

من شجرة الحروف..

 ساتيكم بقبس

منه

   كي تصطلوا به..وتطردوا الظلمات....

كي..تضيئوا به الدروب

فلا تستوحشوا أذن أبدا....

اني آنست نورا

يلمع

اذا.لامس أناملا..مشرقة...بالجمال

شغوفة

    بالكلمات

ستنسج من....بريقه  للحب..باقات

من سحره

         معان تدب في القلوب مشرقات

            توقد بين الضلوع اعذب ما في الدلالات

من  ومضه

         تنشر..مشاتل.....بالهدى زاخرات

من..رقرقته

    قلائد.....   .....لا ترى لها في الكلام مثيلات......


من....سنائه

بساتين......من..رؤى.....شاسعات

من......انهماره

انهار.من.منى......بالآمال.. .صاخبات...

آمال بنعثمان



أبحرت في عينيها بقلم عبير الراوي

 أبحرت في عينيها

أبحرت سيدتي في بحور عينيكِ

فأصابني شغف وحنين

حين أقف أمام جمال عينيكِ

أرتبك وينتابني شعور غريب

أقف بصمت وحيرة

تتوه حروفي...وتضيع كلماتي

يالكِ من سحر فتان عجيب

تذهلني ملامحك الجذابة

وهدوئك الساحر...

ومن بريق عينيك

تفوح أزكى العطور

فارحمي بحالي يا منية الروح

اقبلي واروي سنابل قلبي

بريحان وعطر حبك

انتشليني...من الضياع والغرق

وكفاك تجني وكبرياء وغرور

بقلمي عبير الراوي/١٢/٦/٢٠٢٤



نسمات الليل بقلم الشاعرة ناجية فتح الله

 ــ  نسمات الليل  ــ

ـ ـ ـ 

نَسَماتُ الليلِ تُسامِرُني 

والحُلمُ العابِرُ يُغْريني 

والعَقلُ الشارِدُ يرْحَلُ بي 

يَطْوي الأبْعادَ ويَطْويني

ولِسانُ الحالِ يُخاطِبُني 

ويَمُدُ الكأسَ ليَسْقيني 

بجَميلِ الهَمْسِ يُحَـدِّثُـني 

يَرْوي الأشْعارَ ليُنْسيني 

وأرَى الأيامَ تُعاتِبُني 

عنْ شَكْـلي الباهِتِ عنْ لوْني 

عنْ حُزْنٍ يَسْكُنُ في عُمْقي 

عنْ دَمْعٍ يَنْزِلُ منْ عَـيْني 

عنْ جُرْحي النازف منْ وَجْدي 

عنْ فوضَى الحرفِ المجنونِ

فبِرُغْـمْ الآهِ فباخِرَتي 

أبَدا لنْ تُبْحِرَ منْ دوني 

فأنا الأنْغامُ وألحاني 

أدْنيها اليومَ وتُدْنيني 

أرْنو للقادْمِ يَحْضُنُني 

ما عادَ الماضي ليَعْنيني 


          ناجية فتح الله



الجمعة، 19 يوليو 2024

فلسطين نبغي إليها الرجوع بقلم الشاعر حامد الشاعر

 فلسطين

نبغي إليها الرجوع

فلسطين نبغي إليها    الرجوعا ــــــــ و نهوى جميعا    إليها    النزوعا

نقود و من   أجلها    في  سلام ــــــــ و حتى   تُرَّدَ      إلينا    الجموعا

فلسطين     كل   العيون   تراها ــــــــ ضياء     بهيا    يزيد     نصوعا

تراها القلوب   تنادي    مسيحا ـــــــــ أمام العدى لا  تحب     الخضوعا

إلى  ربها  تستغيث      تنادي ـــــــــ رجالا و في الأسر تأبى    الوقوعا

،،،،،،

و مسكا  وجدنا عليها  و طيبا ـــــــــ و تهوى أزاهيرها أن       تضوعا

تريد  لها  أن تعيش     البلاد ـــــــــ بها لا  تحب    الشعوب    الخنوعا

و بعد الحصار و بعد   الليالي ـــــــــ فشمس فلسطين ترجو      الطلوعا

و حتما لها في التجلي الطلوع ــــــــ و ما في   يديها     يزيد    سطوعا

نحب فلسطين  حتى   النخاع ـــــــــ و من أجلها قد      ذرفنا    الدموعا

،،،،،،

و نهوى بأن ترجع القدس يوما ــــ و  من   أجلها كم نضيء   الشموعا

يحق  لنا    أن   نعود   إليها ــــــــ فلسطين نرجو       إليها   الرجوعا

ندافع عنها   بكل      التفاني ـــــــــ و نهوى بها  أن  نقيم       الدفوعا

نحب الرجوع و تنوي الجموع ــــــــ بهذا     الذي  نبتغيه      الشروعا

من الشرق و الغرب تأتي وفود ــــــــ و تذكر  فيها     جموع     يسوعا

،،،،،،،

و من شدة الروع  حتى العدو ــــــــ بلادي  أحب     بها   أن      يروعا

من الحزن نبكي عليها و   فينا ــــــــ كم الحزن بالنار يكوي    الضلوعا

لغير     الإله     العظيم    رأينا ــــــــ جموعا    بها   لا تحب   الركوعا

رأينا جموعا تموت  و    تفنى  ـــــــ و ذاق الجميع  عناء      و جوعا

و فيها بفعل العدى و    الطغاة ــــــــ فكم تحرق النار   تلك      الزروعا

،،،،،،

تئن   البلاد   تجن    و   فيها ـــــــــ فمن ذا    يحرر   تلك      الربوعا

بها الشعب  حر له      أمنيات ـــــــــ و للخير ما  كان     يوما    منوعا

و للشر يفني   له   حكمة   لا ــــــــ نراه    أمام       الدواهي    هلوعا

و من حولها كي يصد سهاما  ــــــــ و نارا من   الناس يلقي    الدروعا

 و يرضى بما يقسم الله   ربي ــــــــ له   و يعيش     و   يحيا     قنوعا

،،،،،

يخط دروبا و حين   يخوض ــــــــ حروبا     بها    لا    نراه    جزوعا

فلسطين  صارت له قبلة  و ـــــــــ  يؤم    المصلين     فيها     خشوعا

كثيرا إلى المجد  تهوى الوصول ـــ  بها لا   تجافي الأصول     الفروعا

شموسا   فلسطين تعلي و من حو  ـــــ لها  لا تطيق    البدور   هجوعا

على صبره  كم   تجازي الشهيد ــــــــ  الذي قد   أتاها     محبا   ولوعا

،،،،،،،

بقلم الشاعر حامد الشاعر



** بَعد الشّفَقِ .. ** بقلم الأديبة كوثر_بلعابي

 ** بَعد الشّفَقِ .. **


 عِند حُلولِ المساء... 

اتأمّل لونَ الشفق

و سحرَ مَغيبِ الشمسِ

حين تَذوي في الأفق..

اتامّل وجهَ القمرِ

يتبدّى.. يتصدّى

و هو  يخفُرُ بالألق

ثَملى تُشاكسُه النّجومُ

و هي بِأطيافِ الدُّجى

تُغازِل بَوْحَ  الوَرق


عند حُلول المساءِ.. 

أرسُمُ في لُجّة اللّيلِ الطّويلِ

نارنجةَ الوسَنِ العبق

و على بياضٍ يُردِي 

قتامةَ الزّمنِ العليلِ

شَوقي المضَمخَ بالأرق

أرسم.. و الحرفُ كأسي

تُهدهِدُ الرأسَ القلِق

 فيه تظطرِمُ الأماني و الرّؤى

و حنينٌ و انينٌ يَختَنِق.. 


و يظلّ اللّيلُ بُؤسي

و يظلّ الشّوقُ اُنسي

و الكَرى يَأبى عنِيدًا

أن  يُسلّمَ للحَدق

و إذا الدّيْجُ استطال

أو تمادَى.. أملأُ الكأسَ

نبيذًا مِن حُروفٍ و وَرق

ثمّ أخلُد لانتِشَائي

أرصُدُ لَونَ الغَسق....


                  كوثر_بلعابي : ديوان  من جرحها تزهر...

( الصورة ملتقطة بهاتف الأمير أوس  في شاطئ الهواريّة)



آمال مؤجلة..في زمن أخرس بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ومضة منبجسة..من خلف الشغاف


آمال مؤجلة..في زمن أخرس


كل زهور البراري والورود المستحيلة.. 

كل قطعان السحب التائهة..

 كل الطيور اليتيمة التي تسكن قفص السماء..جاءت لتحط فوق قبرك يا مهجة الروح..

نسيت أن أقول لك يا إبني..إن كنت تشعر بالبرد وأنت في مرقدك الأزلي..سأرسل لك قميصا من الصوف كنت أهديته لي ذات زمن منفلت من العقال..

وأيضا..وردة-أظنّها كانت بلون مواجعي-تسقط الآن..وهنا..-أسفل الكرسي المتحرك-الذي أتنقّل عليه..من بين الصفحات الأخيرة لروايتي التي لم تنتهي بعد،وابتدأت فصولها منذ رحيلك..

أيتها الدنيا-الناطقة بلسان عربي في زمن أخرس-،وأنت تأخذينني في مثل هذا الليل الموغل في الدياجير إلى التّلال والحقول والأحراش..وإلى قبر إبني لأختلي بنفسي..لأتصومع في محرابي..وتطعمينني أعشابا وحشائش لها طعم الحرية..ما زال مذاقها في فمي..في دمي..وفي قلمي..

أيها الزمن الأخرس..آمالي مازالت مؤجلة..أما آلامي فهي معجلة..وستارتي لم تنسدل بعد..!


محمد المحسن



كنت في صمتك..تعيدين الصلاةَ عني.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كنت في صمتك..تعيدين الصلاةَ عني..


إلى تلك التي اتتني من غربة الصحو..ألبستني وجعي..ثم توارت عبر ازدحام الصباح..


كنت في غربتي

                 أمزّق أشلاء صمتي..

وأرتق ما تبقى من الأمنيات

وأهيم على جثتي..

                 كأن لا يراني أحد

وكنت أرى الكلمات التي أورثتني

                              عشق الرؤى..

والغرابة

تنأى..

وتدنو..

تعري الستائر

               كي تسكبَ ضوءها..

وتخرّب ضلع الخطايا

وكان القصيد

                  يتجلى..

نورا 

وظلا..

كأن تضيء ظلال الغيوم..

             المرايا

فينهمر الشوق..

        كما العاشقات اللواتي

يهيم الوَجد بهن..

ويوججن من غمرة العشق

               جمرَ العشايا

وكنت أمضي..

      كومضة إثر أخرى

                  والرغبات تمضي

وتسرج للشبق الأبدي

                  أفراسه الجامحات

وكنت في صمتك..

                 تعيدين الصلاةَ عني

عسى أن أعيدَ السؤال :

لمَ خذلتني القصيــــدة

لمَ العنادل تهجر أوكارها

                  وتأوي بها الأحزان

بين أجنحة الرّيح

              وتكفّ عن الأغنيات..؟!

لكن العمر ضاع..

                      سدى في الثنايا

وقد فاتني فرحي بالهديل

              يوم كان الحما

  يغفو بحضني

ومازال قلبي يسقط الدمعَ 

على جثتي..

                يردّد حسرة في الدجى

                ويصلي..

عسى تتطهر الرّوح 

                       من غربة الصحو

وتعيد للذاكرة

                          ألقَ..المفردات..


محمد المحسن



علمتنا غزة..أن كسر الإرادة عسير..وأن النصر ينبثق من دفقات الدم.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 علمتنا غزة..أن كسر الإرادة عسير..وأن النصر ينبثق من دفقات الدم..


غزة.. الله في صفِّ الرجال

الله في صفِّ الرجال

يتقحمون ويستمدُّ سلاحهم

مما بهم من عزّة الإيمان

عزمٌ لا يُطال.

(مظفر النواب)


إن الأمة التي اختارها ربها لحمل أمانة التبليغ والهداية،والشهادة على الأمم،لن تزول،وسيبقى في كل زمان منها مؤمنون صابرون،ومجاهدون صادقون،وكرام باذلون،وغيورون صادقون. -علمتنا غزة أن-لأبي رغال-أحفادا في كل زمان،ينكشفون في الشدائد،وتنزع الأقنعة عن وجوههم المصائب.

جرح مفتوح،وعدالة شائخة،وضمير إنسانيّ كسول وضرير..لا يفعل غير أن يعدّ حصيلة الخراب ويتأفّف من وفرة دماء الموتى!..وأيضا: ينتظر. 

ضجرت ذاكرة التاريخ.ضجر الشهود.ضجرت الأسلحة والقوانين والمذاهب والسماوات،وضجرت أرواح الموتى..لكن-وحدها-شهوة القاتل إلى مزيد من الدم..لم تضجر!..الدّم يشحذ شهية الدّم.

غزة وحدها في عراء الخليقة الدّامي،تقذفها الرّياح الكونية من بيت مهدّم..إلى قتل وحشي على مرآى ومسمع العالم..إلى هواء يتهدّم..إلى أرض تنتفض..إلى عدالة عمياء..إلى قاض أخرس..إلى قناص حافي الضمير..إلى ضمير أعزل وكفيف..وإلى أمل يضيق ولا يتهدّم.. 

وعلى شاشة الملأ الكوني،تترقرق الدّمعة الأكثر إيلاما وسطوعا في تاريخ صناعة العذاب،وتعلو صيحة الضمير الأعزل المعطوب،دون أن تُسمَع..! ودائما: ثمة شهداء يسقطون..ودائما خلف القاتل،ثمة حلفاء وقضاة وجيوش.. وخلف الضحية..العماء والصّمت..وخلف العماء والصّمت..شعب يقيم أعراسه على حواف المقابر: أعراس مجلّلة بالسواد ومبلّلة بالنحيب..أعراس دم.

لكن..ثمة أمل ينبثق من دفقات الدّم ووضوح الموت..أمل يتمطى عبر التخوم.

 وإذن؟!

 إذن،وحدك-يا إبن غزة الصامدة-بإمكانك أن تحمل بين ضلوعك أملا وضّاء ينير عتمات الدروب أمامك..ووحدك بإمكانك أن تقايض سخط الجلاّد الحاقد بكلمة الأمل الغاضب..فقد علّمنا التاريخ-يا إبن غزة الصامدة-أنّه في أحيان كثيرة يمكن للأمل الأعزل أن ينتصر على جنون القوّة المدرّعة..كما علّمنا كذلك،أنّ السفّاح-بما يريقه من دم-يحدّد الثمن النهائي لدمه.

لهذا يمكنك أن تذهب بأحلامك من حافة الموت إلى حافة الحياة حيث سترى خلف دخان الجنون وجلبة القوّة:علمَ فلسطين وشمسها ونخيلها وبساتينها وسماءها..وتحت سمائها تلألأ الرنّة السخيّة لفرح الإنسان..هناك،وعلى التخوم الفاصلة بين البسمة والدّمعة،ستعثر على-فلسطين الصامدة-وقد هيّأت لك مقعدا مريحا ونافذة مفتوحة وسماء صافية وظلا ظليلا..ورغيفا لذيذا..وأنشودة نصر يرقص على ايقاعها أبطال ينشدون الحرية بجسارة من لا يهاب الموت..لتنزل ضيفا جليلا على مائدتها..مائدة الشهداء..والشهداء الأحياء: مائدة التاريخ.

أيا غزة الصابرة.. أنا-كاتب هذه السطور-المقيم في الشمال الإفريقي،أنا الملتحف بمخمل الليل الجريح..أنا المتورّط بوجودي في زمن ملتهب..أعرف أنّ الوجعَ في غزة ربانيّ،كما أعرف أيضا أنّ الفعل هناك رسوليّ،لكنّي لا أملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.وحتى حين يمور الدّم في جسدي باحثا عن مخرج،فإنّي لا أجد سوى الكتابة.

الكتابة عن الشيء تعادل حضوره في الزمن،ووجوده واستمراره في الحياة.ولأنّ الأمر كذلك فإنّي أصوغ هذه الكلمات علّها تصلك عبر شيفرات الحرية،أو لعلّها تصل إلى كل زنزانة محكمة الإغلاق،وإلى كل معتقل عالي الأسوار،وإلى كل منفى داخل الوطن أو وراء البحار.وما عليك -أيّها”الغزاوي” الشامخ في صبرك المذهل-بل أيها الواقف على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة إلا أن تحييّ-الثورة التونسية-التي ألهمت الشعوب العربية المعنى الحقيقي للحرية،ورسمت بحبر الروح على صفحات التاريخ دربا مضيئا يعرف آفاقه جيدا عظماء التاريخ وكل الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أوطانهم من الأبطال والشهداء منذ فجر الإنسانية: صدام حسين،سبارتكوس،عمار بن ياسر،ياسر عرفات،عمر المختار،يوسف العظمة،شهدي عطية،الأيندي،غيفارا وديمتروف..وقد تجلّت في-ثورتنا الخالدة-كما في رفضنا الصارخ بطولة الإستشهاد وتجسّدت في مواقفنا الجاسرة آسمى أشكال الفعل الإنساني النبيل.. 

يا إبن غزة الصامدة.. علمتنا غزة أن لأبي رغال * أحفادا في كل زمان، ينكشفون في الشدائد،وتنزع الأقنعة عن وجوههم المصائب. وعلمتنا غزة أن لله بأعدائه كيدا (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا) (الطارق – 14\15)،فكلما أرادوا إطفاء جذوة الجهاد في نفوس الأمة تأججت من جديد،ومن حيث أرادوا إذلال المسلمين وتشتيتهم اجتمعت قلوب المسلمين حول غزة وأهلها المجاهدين،وأخزى الله الخائنين لأمتهم وازدادوا مهانة وخزيا وبغضا في قلوب المسلمين،ومن حيث أراد العدو إرهاب المسلمين بأسلحته الفتاكة ظهر عجز القوة المادية أمام قوة الإيمان واليقين. علمتنا غزة أن هذه الأمة لم تمت ولن تموت،لأنها خلقت لتبقى حتى يقاتل آخرها الدجال كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. وعلمتنا أن الوهن مهما بلغ بالأمة مبلغه فإنه يزول متى ما تهيأت أسباب زواله.

وعلمنا أبطال غزة معنى قول الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (آل عمران-173\174).

وأختم بالقول :لا شك أن ثبات أهل فلسطين ثبات للأمة،وأن خذلانهم خطر على الأمة في دينها ودنياها،وفي حاضرها ومستقبلها،وأن البخل في مواقف البذل من أسباب الهلاك كما قال تعالى: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) (البقرة -195)،وهذا عتاب ووعيد من الله جل وعلا لمن يبخل: (ها أنتم هٰؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) (محمد – 38). 

صبرا غزة..فإن النصر قادم..

 لست أحلم..لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء..من حسابات المتعجرف نتنياهو..وأوهام-بايدن-


محمد المحسن


*أبو رغال   شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة،حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال.وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج.وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل 571 ميلادية وحتى ظهور الإسلام.



أمنيات لم تكن لنا..تماما بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أمنيات لم تكن لنا..تماما


إلى تلك المنبجسة من اختلاجات العزلة..والمطلة على مهجة القلب..من خلف نوافذ الرّوح..


عتمات الغروب،لها صمتها..

يفيض به الصبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا..

فنبلّل المدى بالصلاة..

نعلن عشقنا للرّيح

والإنتماء..

ونردّد لغة لم تبح بسرّها 

كلّ المرايا..

* *

ها هنا،يمتشق الوجد..

غيمة للهدى

ويرسي على ضفاف المدامع..

فتمضي بنا

                              على غير عادتها..

الأغنيات

آه من الرّيح تنوء بأوجاعنا المبكيات..

وتسأل الغيم..

عسى يغسل رغبتها..بالندى..

                                  عسى ينتشي البدر

ويعزف أغنية

                                     يبتغيها..الصدى

فيضيء الصمتُ البيوتَ..

كي ننام عل ليل أوجاعنا..

نبكي الحصار..

وما أفرزته..الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح..

وما وعدته الرؤى

                          برغيف،لم ينله الحصار..

كم لبثنا هنا..! لست أدري..

وكم أهملتنا الدروب

وتهنا في أقاصي التشرّد

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ في تسابيح العيون..

وكم ألقت علينا المواجع من كفن..

كي نعود إلى اللّه 

           وفي يدينا حبّة من..تراب

وطين يشتعل في ضلوعنا..

ولا يعترينا العويل..

آه من زهرة أهملتها الحقول..

وضاع عطرها

                يتضوّع بين الثنايا..

كما لو ترى،العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

في المساء

تهدهد البحر كي ينام على سرّه

كي تنام النوارس على كفّه

 قبل أن يجمع أفلاكه للرحيل..

* *


ها هنا في هدأة الليل..

  نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوت والصّمت..

      ويمضي بنا الشوق

والأمنيات تمضي..

إلى لجّة الرّوح

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر ووهبت قمحها للرّيح..؟!

لمَ لمْ تجيء الفصول بما وعدتنا به

وظللنا كما الطفل نبكي-حصار المرارة-

                              -حصار الرغيف-

وألغتنا المسافات من وجدها..حتى

                                      احترقنا

وضاع اخضرار العشق من دمنا

                                   فافترقنا..

تركنا زرعنا..

في اليباب

تركنا الرفاق..

ربّما يستمرّ الفراق طويلا

وربّما يعصرنا الحزن والجوع

                         والمبكيات..

ألا أيّتها الأرض..

اطمئني..سينبجس من ضلعك

النّور..  

والنّار

ونعمّق عشقنا في التراب..

فيا أيّها الطير..

يا طائر الخبز تمهّل

ولا تسقط الرّيش

              من سماء الأماني 

  سنبقى هنا..

نسكن الحرفَ..

                 نقتل الخوفَ..

  ونبحث فينا عن الشّعر..

ونبلّل قمحنا

بالعناق

ونرى اللهَ في اخضرار الدروب

   فكم رعشة أجّجتها المواجع

 في الضلوع

وهجعت على غير عادتها..

                          الأمسيات..؟


    محمد المحسن



ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (ومضة.. عابرة)


ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..


أزمنة متراصة مكثّفة..هي ذي فلسطين إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم..سماء تنفتح في وجه الأرض..أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.

هي ذي فلسطين اليوم..مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء:أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..

ثمّة فسحة من أمل..

خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان..

ومن حقّنا أن نواصل الحلم..ولتحيا الحياة..

     

محمد المحسن



حين يسجّل النقد الأدبي حضوره الفعّال..علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يسجّل النقد الأدبي حضوره الفعّال..علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..


“ما على النقد الأدبي –كفكر و فن وعلم – الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..” (الكاتب)


قد لا أجانب الصواب إذا قلت،أنّ الأدب يسبق النقد، فلولا وجود الأدب لما وُجد النقد الأدبي، فالأدب صنعة إبداعية والنقد هو الذوق لذلك الإبداع. الأديب مُطالب بالتعبير الإبداعي والناقد مُطالب بنقد ذلك التعبير بموضوعية وحيادية، وبما أن الأدب إبداع فيفترض أن يكون النقد إبداعاً هو الآخر.

يُعد النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية، وتتم عملية النقد من خلال أربع مراحل، وهي الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم. يتم في المرحلة الأولى قراءة النص الأدبي ومحاولة فهم معناه، ويقوم الناقد في المرحلة الثانية بتحليل النص الأدبي وتفكيكه إلى عناصره الأولية ومعرفة طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض. في المرحلة الثالثة يشرح الناقد العلاقة بين الأجزاء والعناصر ومعرفة ما يود المؤلف قوله، وأخيراً يُصدر حُكمه المبنى على فهمه للنص ككل.

يركز النقد الأدبي على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص، أي أنه لا يقتصر على البحث عن عيوب النص فقط، وتكون هنالك أُسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص الأدبي، إلا أن عملية النقد أحياناً تُعبر عن وجهة نظر القارئ لما يحدث في النص، فقد يرتاح قارئ ما لنص ما وقد لا تعجبه بعض الأشياء في النص نفسه، فما يَعد جيد وجميل لقارئ معين قد يكون غير لائق وغير جميل لقارئ آخر. قد لا يلقى نص ما رواجًا وقبولاً بين مجتمع القُراء في زمن ما، وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.

إن معرفة المعنى الحقيقي للنص والمُراد منه أمرٌ ليس سهلًا، وهذا ما يجعل دراسة الأدب مُعقدة ومُمتعة في الوقت نفسه، ولذلك يُعد النص الأدبي مصدر للتأمل والجدل غير المنتهيين، حيث يتنافس النقاد في تقديم قراءات وتفسيرات مقنعة للنص كما يراها كل منهم من منظوره. قد تكون هذه التفسيرات مستقاه من النص نفسه أو من كل ما يحيط بالنص. هنا يمكننا أن ننوه إلى أن النقد الأدبي مر بتحولات عديدة، فقد كان تركيزه على المؤلف وتحول إلى النص ثم تحول أخيرًا إلى القارئ، وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المناهج النقدية،خاصةً في القرن العشرين ومنها النقد النسوي والماركسي ومدرسة النقد الجديد ونقد استجابة القارئ والنقد البنيوي والنقد التفكيكي.

يُركز النقد البنيوي على التحليل الداخلي للنص؛ وبالمثل تهتم مدرسة النقد الجديد بالنص ولا شيء غير النص، مستبعدة دور المؤلف أو أي تضمينات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو تاريخية أو نفسية. على العكس من ذلك يرى أصحاب النقد التفكيكي أن هناك تفسيرات لا حصر لها للنص وأن المعنى يكمن في القارئ ولا يحدده المؤلف. وبشكل مُشابه يهتم نقد استجابة القارئ بمعرفة استجابات القُراء للنصوص التي يقرؤونها، وكما أنهم يمتلكون شخصيات أيديولوجية وسياسية مختلفة فإن قراءاتهم للنصوص ستختلف حتمًا. أدى ظهور هذه المدرسة إلى ضرورة وجود نظرية نقدية تهتم بتأسيس قواعد عامة تُوضح عمل الأدب والنقد معاً. وهنا يجب أن نفرق بين النظرية النقدية (المرتبطة بمدرسة فرانكفورت) التي تُعنى بدراسة الثقافة والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية وبين النظرية النقدية الأدبية.

إن ما يفضي إليه الرصد المقتضب للخطاب النقدي الحديث استتباعا لما تقدّم هو أن النص النقدي يتموقع في خانة التقصير-التي يعسر الخروج منها بغير السعي الحثيث إلى أن يكون همزة وصل بين نهضتنا والحضارة الحديثة في العالم، وهذا يقتضي منه “النضال” بقدر ما يستطيع في سبيل المشاركة الفعلية في نبض العالم بالإنتاج والعطاء،لا بالإستهلاك أو النقل لاسيما وأن الثقافة لم تنته بعد بانتهاء الحضارة الغربية أو انقطاع العطاء الغربي للحضارة بتعبير أدق .

على أية حال، بقليل من التفاؤل وبمنآى كذلك عن التعسفية أو الإسقاطية الذاتية أقول : إن النقد العربي الحديث قد حقّق بعض النجاحات سوى بتحويل مجموع اجتهاداته إلى “حركة من تيارات” لا مجرد التماعات فردية ، أو بإقترابه الجسور من جوهر التجربة الأدبية المحلية، أو بإلتصاقه الحميم بالطبيعة الخاصة للأدب. و مع ذلك فليست النيات-على طيبتها -هي المقياس أو الحكم في مثل هذه المسألة،بل الفعالية الإجرائية العملية في مقاربة النصوص الأدبية،وهي تتجلى في مدى اتساق المنهج البحثي وملاءمته للعمل الأدبي المتناول،و مدى إقناعه بتماسك طرحه وخصوبة نتائجه .. 

و تظل المفارقة في حالة توالد مع الأصوات النقدية الجديدة التي تنحت دربها في الصخر بالأظافر، حتى أنها ” تؤسس لتحويل نقدنا العربي الحديث الى حركة قومية من ناحية وتخصصات نوعية من ناحية أخرى.. الأمر الذي يشير ببطء شديد إلى إحتمالات نظرية أكثر شمولا في المدى المنظور..

على سبيل الخاتمة :

إن العمل الفني الجدير بصفة الإبداع هو ذاك الذي يصوغ جدلية العلاقة بين الماضي و الحاضر والمستقبل في حوار مجلجل ومساءلة عميقة . 

كما أن النقد المنهجي الجدير بصفة الإبداع هو أيضا ذاك الذي يعتقد في جدلية التطور التاريخي و ينآى عن التضخم النرجسي و الأحكام المسقطة ليستشرف المستقبل بعمق وثبات، و أخيرا،فإن التقصير في النقد العربي الحديث ليس خاصا بالنقاد كأفراد،بل كحركة نقدية عربية معاصرة شهدت إشراقات خلاقة على درب الإبداع ،منذ فجر النهضة إلى مغيبها. 

وكل ما أقصده هنا،أننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديد في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم.

وما على النقد الأدبي-كفكر و فن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..


محمد المحسن



يا سيدة الكون واللّون..ها أنذا على مرمى نبضتين من القلب.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 يا سيدة الكون واللّون..ها أنذا على مرمى نبضتين من القلب..


الإهداء:إلى تلك التي عانقتني تحت شرفة القلب..ثم توارت خلف الغيوم.. 


..في الأفق البعيد،يلوح ضوء باهر

                             يسربله السّحر

ذاك الأفق البهيّ

متشحا بباقات من الحسن

هوذا الحسن..

        يتوهّج في سحر عينيك

وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ

                           على شفتيك..

* * *

يا إمرأة

إنّ فيك لسحر السّماء

وجوع الحياة

         وكون من التيه

والبوح والموج

                 والرغبات..

ياسيدة اليمّ

امنحي كلامي لغات السّفن

امنحي قلبي

                      لغة سافرة..

يا سيدة اللّون

أنيري ضوء الكون المعتّم في أجوائي

علّني أفتح بؤبؤ الرّيح

      وأستوطن الذاكرة


* * *

يا سيدة البحر

"أسندت روحي على وهج العشق فيك"

أستنجد الوجد..

أحتسي لغة الكوثر 

                               في كأس الهديل..

خذيني بقربك.. 

                  "كي أقرأ روح العواصف"

حين يعانق النورس زرقة اليمّ

             ويسرج القلب أفلاكه

للرحيل..

* * *

يا سيدة البحار..

على جدائلك بروق البحر والملح..

وفي سماوات عينيك

                   ذاك الفضاء البدائيّ

أراه متشحا بالغيم

              والصّمت

والنّور 

والنّاره

وأنا..

أغذّ الخطى بين جرح

                             وجرح

           وأقتفي أثرا للمرايا

لكنّ الدرب إليكِ..

غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..

كنت أرى وجهكِ..

                     في المنام

أراه على صفحات البحار..

وكنت أقول: غـدا..

أقول غدا ربّما قد أراها..

إن قدّر اللّه 

               حسن النوايا..

لكنّ السنين تعدو

          والأمنيات تمضي

وكل الرغبات 

تنأى..

والقوافل أسقطتتني

                               في منعطف للثنايا..

* * *

يا سيدة الكون واللّون

ها أنذا على مرمى..نبضتين من القلب..

أتصفّح دفتر عمري..

أكفكف غيمي

أسرج وجدي..

                 إلى جهة في المحال..

وأسري إليك..

 لكأنّي في غمرات  البنفسج..

أولد الآن..

ولا شيء في نشوة الشوق .. 

               يثبت أنّي أحبّك..

غير الكتابة..

ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..

رحل طائر البرق..ولم ينهمر الغيم..

مثلما وعدتني الرؤى..

                      كما وعدتني رؤايَ

ترى..

هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..

وهل..؟

وتظلّ في تضاعيف الرّوح

                محرقة للسؤال..                                   


                                                                                                                                             محمد المحسن



متى كان الحزن..بصغي..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 متى كان الحزن..بصغي..؟!


سأولم الليل نذرا و ألبس أبهى ثيابي..وسأبقي المصابيح موقدة حد الصباح..مصالحة بين صحو الصباح وصحوي..وأبقي رياح الجنوب بوصلتي و دليلي..وأسأل عن إمرأة صاحبت الرّوح في زمن الجدب..يوم كانت المحيطات تنام بحضني..

وما زال ثوبي يخضرّ من مائها..

ياله من زمان مضى بين ألف من السنوات الفتيّة..!

تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري مذ اختطف الموت اللئيم نجلي..وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع..

ولكن متى كان الحزن يصغي..؟!


محمد المحسن



في ذكرى رحيل الشهيد غسان كنفاني بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في ذكرى رحيل الشهيد غسان كنفاني : 


"جئت ألقي نظرة على بيتي،هذا المكان الذي تسكنه هو بيتي أنا، ووجودك فيه مهزلة محزنة ستنتهي ذات يوم بقوّة السلاح. تستطيع،إن شئت،أن تطلق عليّ الرصاص هذه اللحظة،ولكنه بيتي."

غسان كنفاني

(عكا-9 أفريل 1936-بيروت 8 جويلية 1972 )


إلى غسان كنفاني في رحيله القَدَري


“الثوريون الأفذاذ كالأوطان..لا يموتون..”


..من يدقّ باب الرّوح

في خفوت الشمس والضّــــــــــوء

من يطهّر الجسد من دنس الركض

خلف صهيل الـرّوح

من يمنح حبّة قمح

                     تعبق بعطر الأرض

ليمامة تاهت

في رعب السكون الهائم

من يجفّف الدّمع..

والمحزونون

                  في سبات ملء الجفون

أوغلوا في الدّمع في لحظات الوَجْد

فأنطفأ الوجع..

إلى أين تمضي في مثل ليل كهــذا !؟

والكلمات التي تركتها خلف الشغاف

تشعل شرفاتها

منارة

منارة

ولا يكتمل المكان..

تمنيتَ لو كنتَ نورسا على شاطئ غزّة

كي تعيد ارتحالك..

                           كلّ يوم في المياه

تمنيتَ لو تجعل من دموع الثكــــالى

قاربا يجتاز العتمة..

كي يرسي على ضفّة مرهقة

تحتاج يد النهر كي تعبـــــــره

تمنيتَ لو يتوقّف..الزّمان

لحظة أو أقل

كي تعيدَ ترميم الحروف

كي تسير بكل،فجاج الكون

بغير جواز سفر

كي تروح بنوم مفتوح الرّوح..

يفيق على جمرة سقطـت

فوق شغاف القلب..

تمنيتَ لو تبرق للبعداء جميعـــا أن:

عودوا..أعطوا-لغسان*-بعض وطن !!

ها أنتَ تئنّ

وتئنّ

إذا استرجعت غربتك من تيه الضجّة

وعدت بلا وطن

إلى أين تمضي في مثل ليل-عربيّ-كهذا ؟

إلى أين تمضي..بعربات الصّبح المبكــــرة..؟

ها أنّي أراك تلوّح للأمكنة الأمامية

وهي تغيب..

ثمة نورس يتلاشى 

                         في الأفق البعيد

ثمة وجع بحجم الغيم 

                 يتمطى في اتجاهنا

عبر الضفاف

ثمة شيء ما ينكسر

يتهاوى

ولا يصل المكان

ها أنّي أراك في هدأة الصّمـــت

تنبجس من اختلاجات العزلـــــة

تنبثق بياضا ناصع العتمة..

                         من عتبة القلب

نهرا

تجلّله رغوة الإنتظار

أراك..نهرا

تعتعه الرّحيل..فتهاوى

في أفلاج جفّ ماؤهــا

ها أنّي أراك،تعبر ممرّات الذاكرة

تترك حنجرتك زهرةَ بنفســــــج

تلج حجرات الرّوح

تاركا خلفك..

       صهيل الرّيح

كي لا ينهمر..الوجــــــع

ويسطو على ما تبقّى..من مضغة القلب

سخط الزّمان..


محمد المحسن


*المقصود:المناضل الراحل غسان كنفاني



حتى لا نسير..حفاة عراة إلى قبورنا..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش المشهد العربي المترجرج


حتى لا نسير..حفاة عراة إلى قبورنا..!


بعد مضي سبعة قرون على رحيل القائد الأعظم صلاح الدين الأيّوبي، صار عمر الولايات المتحدة الأمريكية قرنين من الزمان لا غير.

هاهي أمريكا اليوم تنتصب منفردة وكأنّها"المنقذ "العالمي، دون أن تنشد مغفرة من أحد.. وها هي قد أضحت قوّة، تُحتذى، تستثير نخوة الدول الكبرى كما كان الإغريق يستثيرون وسطاء الوحي من الكهنة.. وهاهي الرؤوس – هنا وهناك – تنحني لأوامرها مما يكسبها مكانة الأنبياء والمبشرين والحاملين وزر البشرية كلّها!

ونحن؟

ها نحن فوق الصفائح،في مركزية الصدع،نرتجّ ونشعر بأنّنا منزلقون،وخارج السيطرة والتحكّم، مستسلمون-لأقدارنا- ومهدّدون في ذات الآن.

ولكن..ما الذي يجبرنا على ترك الأمور تسير تائهة فوق بحر الظلمات، تسير هكذا، بالعمى الذي سارت به دائما!؟

 أليس هذا ما سرنا إليه..؟!

من السؤال يتناسل السؤال والدّم يرث الدّم،وها هي الأشياء تنقلب رأسا على عقب.. ها هي أمريكا ترفع الغطاء عن الجميع.. وها نحن في قلب اللجّة..إلا أنّني لست متشائما حين أقول انّ مجموعة حقائق كانت متوارية في زحمة القضايا والأحداث الساخنة بدأت تتعرّى كي تعلن: ‘إنّ العرب والمسلمين-مطالبون-أكثر من أيّ وقت مضى بأن يتعلّموا كلّ شيء من جديد (!).. ليس حسن السلوك، بل حسن القبول والطاعة،إنطلاقا من إعادة النظر بالبرامج السياسية، مرورا بالسكوت عن الصراخ من الألم، ووصولا إلى تقديم الإعتذار للولايات المتحدة عن’الإرهاب والعنف والنكوص الحضاري الخارج من الشرق.. شرقنا المتوحّش’(!)..

والأخطر..

أن يأتي يوم نطالَب فيه جميعا بالتعويض لضحايا-كارثة مانهاتن-بقصد تحويلنا إلى مسؤولين عما جرى! بل إنّ الأخطر من ذلك كلّه أن يُطالَب الفلسطينيون بدورهم، بدفع ثمن الرصاص الإسرائيلي الذي حصد رقاب أطفالهم بإعتبارهم حملوا أجسادهم وضربوا بها الرّصاص الصهيوني الهاجع في الرشاشات.. كما أنّهم استفزوا الموت الغافي في الصواريخ والمدافع والقلوب الحاقدة.. !!

وماذا بعد؟

لقد أضحى الأمر جليا ولم يعد في حاجة لتوضيح وهو كما يبدو وحتى الآن،ليس إلا إعدادا لتغيير المنطقة وإعادتها إلى ما قبل مرحلة’سايكس – بيكو’فما تطلبه واشنطن كل يوم عبر التعليمات المتلفزة لا يختلف عن التعليمات والفرامنات السلطانية التي كانت تصدر عن الباب العالي.

والسؤال..

هل سنظلّ هكذا محاصرين بالدياجير والعمى والصّمت،نرنو بعيون الآسى إلى الدّم العراقي مراقا، وإلى الجنائز الفلسطينية وهي تسير خببا في إتجاه المدافن !؟

ألا نخجل من النحيب وحسب، بينما يخجل الفلسطيني وكذا العراقي من الإستسلام فيحوّلان مسيرة الحياة إلى نقمة لا يملكان فيها سوى الرّفض والصّبر والتحدي؟

وبسؤال مغاير أقول: ألسنا جميعا في قارب واحد قد يهوي إلى عمق اللجّة حيث لا شيء غير الموت وصرير الأسنان، لا سيما وأنّ ما نراه الآن.. وهنا قد لا يكون إلا قمّة جبل الثلج.. فما خفي أعظم!؟

وإذن؟

فلنصرخ، إذا، ليس الصراخ عيبا، وسوف لن يسمعنا أحد،إذ لا يجرؤ أحد على الإصغاء إلى صرختنا لئلا يُتَهَم بالخروج عن جدول أمريكا..

ولنصرخ ثانية،لا ليسمعنا أحد، بل لتوقظنا صرختنا مما نحن فيه.

ولنصرخ ثالثة كي ندرك بعد سبات عميق، أنّ مقارعة العدوّ دَيْن في أعناقنا وما علينا والحال هذه،إلا أن نقاوم الإحتلال بوسائل ملائمة لا تشوّه صورة حقّنا وحقيقتنا.

سأصارح:

إنّ أمريكا بإمكانها أن تحقّق ما تشاء طالما أنّها لا تتعامل إلا مع 22 ملكا ورئيسا.. وسواء أكان المقصود من خلال هذه السياسة’الإمبراطورية’ايجاد شرق أوسط بالمفهوم الإسرائيلي، أو إنتاج شرق أوسط يتلاءم مع الرغبة الأمريكية، فإنّ كل المؤشرات توحي بأنّ الكمّاشة الأمريكية ستلتفّ حول رقبة الجميع، مما يعني أنّ مصير النظام العربي وما يرتبط به من منظمات كالجامعة العربية ستبقى فاقدة لقيمتها، كسيحة وعاجزة بالتالي عن ممارسة أي تأثير ايجابي في المشهد السياسي العربي، غير أنّ الأخطر من كل ذلك هو تعرّض المنطقة برمتها إلى نوع من البلقنة قد ينتهي بها إلى تقسيم الدّول العربية إلى دويلات طائفية وعشائرية وإثنية، وهو ما تؤسّس له الإدارة الأمريكية في كواليس البيت الأبيض،وما تخطّط له حكومة-آكلة الموتى-في تل أبيب تحت جنح الظلام.

أقول هذا في الوقت الذي تتعالى فيه صيحات متطرّفة تسعى لتحويل منطقتنا،إلى ميدان حرب طويلة،تارة تحت عنوان حرب الإرهاب والتطرّف،وتارة تحت عنوان صراع الحضارات،وتارة تحت عنوان تدمير أسلحة الدمار الشامل ! ويسعى منظرو هذه الحرب لحشد العالم بأسره في جبهة واحدة ضد العرب والمسلمين.

هل نملك القيام بشيء إزاء كل هذه التحديات؟وهل بإمكاننا والحال هذه حشد الطاقات العربية بشكل بنّاء لمواجهة الأخطار القادمة لا سيما في بعض الإشراقات الخلابة للمشهد العربي؟

الجواب هذه المرّة ساطع كعين الشمس ولا يحتاج إلى إستخارة: إما أن نكون عربا دون زيف أو خداع أو أن نسير حفاة إلى قبورنا كي نتوارى خلف التراب..

هل بقي لديَّ ما أضيف!؟.. قطعا.


محمد المحسن



أشتاق لوجه تسلّل من فجوة للقلب..لا تحرسها الصلوات بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أشتاق لوجه تسلّل من فجوة للقلب..لا تحرسها الصلوات


إلى تلك التي تسللت من فجوة لا تحرسها الصلوات..عانقتني تحت نافذة العشق..ثم تركتني ريشة في مهب الرياح..


على ضفاف نهر ضرير..

ارتديت ثوب الصمـــت

ودفنت الحزنَ..

                 في الحزن

وارتجلت بعض الكلمات..

***

الآن بقيت وحيدا..

رحل الأحبّة

رحلوا جميعا..

وبقى القلب يبكي وحدته 

                 في صمت البراري

امتشقت صهوة الرّيح العقيمة

وغدوت أركض..

خلف السراب..!

***

من هنا مرّوا..

دون وداع يترك القلبَ أعمى

فمن ذا الذي يمنح العمرَ عمرا..؟

ويؤثث مدنا يسكنها الوجع

      وينأى عنها صهيل الزمان..

لا عمر لي الآن..

ولا وطن

وكل المدائن من حولي ترتحل..

صوب الآقاصي

ونوارس الكون ترسم على الجرح

تخوم الفجيعة

وأنا:

 أنا بين المدى والمدى

   أشتاق لوجه ارتحل 

     عبر مخمل الرّيح

تاركا خلفه مرّ المذاق

وأبحث بين ركام الذكريات

وبين الخمائل

        التي عانقتها الظلال

عن زهرة لوز..تناستها الفصـــول

عساها تعود بالرّوح..

إلى الدفء القديم

إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب

                لا تحرسها الصلوات

لعلّي ألامس طيفَ وجد..

توارى خلف الدروب

لعلّي أكتب للقادمين..

         بعض الوصايا

تنبجس من شهقات المرايا

وأنبش في ألق الدجى ما تبقى..

من الذكريات

عساني أستردّ من مهجة اللّيل

              تلك الوجوه القصيّة

وأغسل بماء الصّبح..

           بقايا الأمنيات العتيقة

ليحتفلَ الدّمع في مقلتَيَّ

بأطياف أحبّة مضَوا..

                   دون وداع

وأحمل بين ضلوعي..

ما تبقى من الوَجد

          جرحا عتيقا

وأقتفي أثرَ القوافل التي مضَت في سكون

صوب الزمان

وألج ثوبَ الشهقات في وحدتي

وأشهق وحيدا..

                        بين الثنـــــــايا

عسى تلك النجوم البهيّة

            تحملني على ظهورها

فيحطّ البدر

                 على راحتيَّ


محمد المحسن



دِين الإسلام ـــــــــ ابو بكر الصيعري


 دِين الإسلام

______ النص👇______

بِسم الله الرحمن بدءالكلام
والبسملةتسبق كُل الأقوال

ذِكر الإلَه واجب دائم دوام
على كُل مخلوق بلا جدال

والحمد والشكر لله السلام
في كل وقتٍ على كُل حال

الله اكرمنا بِدين الإسلام
دِين محبة وعدل وإعتدال

دِين ينفي الهجر والخِصام
والظُلم . والنِفاق . والقِتال

دِين جِهاد وتراحُم وسلام
ونُصرةالحق بالنفس والمَال

الله رحمنا .. بسيد الأنام
بين لنا كُلِ حرامٌ وحلال

وجَعل أُمته مِن خير الأُمم
لا شِرك لا صنم ولا تِمثال

حِج وتوحِيد وزكاة وصيام
وإقامة الصلاةخير الأعمال

سُبحان الواحد الذي لاينام
لهُ الولاءوالتسليم والإمتِثال

إنها الجُمعة مِن خيرةالأيام
لا تقطع صَلاتها آي أعمال

اكثروا فِيها الصَلاةوالسَلام
على النَبي والصُحب والآل
____________________
بقلم ابو بكر الصيعري ✍️
18\7\2024م 

صمود الزيتون ـــــــــــ سعيد حمدى محمد


 صمود الزيتون

************
شعر سعيد حمدى محمد
★★★★★
ارضي الحبلى بدم شتيله
وغزه حلفت من دي الليله
لا نثر وافتل من ليل قهري
حبل النصر بألف جديله
★★★★★
وإياك تداري يا زيتون
وتتوه عن غدر نتن صهيون
جابوه وتاريخه الشوم قدامه
وبنوله حصون من اوهامه
كان متهيأله يعيش مأمون
★★★★★
ما هو دان كما ديان
وشارون ابى ايبان
وجولد مائير اخت شامير
كلهم ما عاشوا لحظه امان
★★★★★
يا زيتون سنين وصمودك كده
ياما عدت عليك جنازير العدآ
تعجنك فى تراب رام الله
وبعون من الله
تصبح تبوس الندى
★★★★★
يا شجر واثق من خلوده
عمر القدس من عمر جدوده
جذورك سارحه فى عروق الارض
وإن قطعوا البرعم:
جذرك يقوم بتجديده
★★★★★
ياورق الشجر على الارض تحكي حكايه
كأنك دموع سالت من عيون الصبايا
وإن مات فى حجرك كام ولد
عمرها ما تكون النهايه
★★★★★
ياشجر راضع دم نازف شهيدو
مات الولد وزيتونه طارح فى ايدو
نفض الضحى جنحاته
بدرت بطون الامهات اطفال
حالفين يحيوا الشهيد
بالتار في يوم عيدو
★★★★★
شعر "سعيد حمدى محمد
1/3/2024