الاثنين، 11 مارس 2024

صبْرُ غَزَّةَ بقلم الشاعر محمود بشير

 صبْرُ غَزَّةَ


يا (غزّةَالصَّبْرِ)فاضَ الصّبْرُمانفدَا

   هلْ من صَبُورٍأجادَالصَّبْرَما صمَدَا


كلاَّ وربِّي جُنُودُ الصّبْرِ ما وهَنُوا

  بل أقْرَضُواالصّبْرَصبْراًواغْتَنَوْا رَشَدَا


منهُمْ أُباةٌ أجادُوا الصَّبْرَ ما سكَنُوا

      ساقُوهُ ناراً علَىٰ العُدوانِ فارْتَعَدَا


منهُمْ حرائرُ صَيَّرْنَ الصّغيرَ أباً

      يعتَدُّ بالصَّبْرِ إنْ تقْصِدْهُ مُعْتَمَدَا


أنْتُمْ صبَرْتُمْ وصبْرُ الصَّبْرِ لازَمَكُمْ

  أنتُمْ نصَرْتُمْ بصبْرِ الصّبْرِ مُضْطَهَدَا


يا أهلَ (غزَّةَ) قد صُنْتُمْ كرامَتَنَا

   من ذاقَ فينَا ثِمارَ الصَّبْرِ قد سَعِدَا


أبْهَرْتُمُ الكوْنَ ربُّ الكوْنِ أكرَمَكُمْ

     حُرُّ الضَّميرِ تَصَدَّىٰ جاءَكُمْ مَدَدَا


تلكَ العُروبَةُ قد ذلَّتْ بنا خَضَعَتْ

      لم يبْقَ فيها رُؤوسٌ تُرْتَجَىٰ سَنَداَ


لكنَّ (غزَّةَ) بالصَّبْرِ العنِيدِ غَزَتْ

     قد زَيَّنَتْ بوُرُودِ الصَّبْرِ من مَجَدَا


قد سطَّرَتْ لِبُلُوغِ النَّصْرِ مَلْحَمَةً

        ما قدْ يُخَلَّدُ أو نَرْقَىٰ بهِ الصُعُدا


محمود بشير

2024/3/11



الأحد، 10 مارس 2024

اجيبيني بقلم الكاتبة امال بنعثمان

 اجيبيني

ايتها المكتوبة

على جبيني

كيف انساك وتنسينني؟؟

ومن قلبي اليك ترحل كل النبضات

            وتعود محملة بالشوق...بالحنين . ...؟؟؟؟

اجيبيني

ايتها

المكتوبة

على جبيني

كيف انساك وتسينني.؟؟؟

   كيف  انسى اشتياقي اليك؟؟؟

كيف انسى شجوني......؟؟؟

          كيف اعود قلبي على الصبر الجميل.......؟؟؟؟؟

امال بنعثمان



نوّار الدفلة بقلم الكاتبة هادية آمنة

 نوّار الدفلة


 تحرّك عبد الوهاب منعطفا في صعوبة على جنبه الأيمن فتزحلقت المجلّة وسقطت على الأرض .أسف , أجال بصره في الغرفة المستطيلة الساكنة تحت ضوء أصفر مريض مُرتعش منبعث من مصباح كهربائي صغير مشنوق في السقف,أربعة أسرّة أولها سريره, الذي بجانبه شاغر, حتما قد ودّع نزيله إلى إحدى الدارين وعلى السريرين الآخرين جسدان ساكنان مغموران تحت أغطيّة

باهتة.حرّك عبد الوهاب أصابعه طالقا مطبقا ,هكذا دأبها كلما رغب في الكتابة .يريد قلما وورقة 

, مدّ يده في صعوبة للمحفظة المخبوءة خلف أكياس الفواكه وعلب الياغورت والطناجر الصغيرة, الملفوفة  في مناديل  معقودة على أغطيتها بإحكام وحرص .

 خانته قواه وعظامه المدشدشة فحنق,أسلم نفسه لفكره يقتات منه قبسا يُنيربه الظلمة الثقيلة الزاحفة على كلكله" لماذا لا أجمع أشعاري في كتاب يُخلّد اسمي بعد موتي ؟ لماذا لا أعيد كتابة التاريخ المبتور الذي أدرّسه للتلاميذ ؟ ههه حتما سيكون ذلك الفعل سببا في موتي .

أليست الكتابة هي نبض مشاعري التي امتصت أدقّ التفاصيل التي استشعرتها حواسي الخمسة ؟

الذوق, الشمّ , السمع ,اللمس والنظر,عندما يتلقى منهم دماغك هذا المعلومات, يقوم بتفسيرها

 وإرسالها إلى جسدك هذا,حينها ينتصب قلمك , ممارسا الحبّ دون قيود, بحريّة جامحة على

 صفحات بيضاء عذراء فتولد الأفكار تنمو, تكبر,تتناسل ,تتكاثر, فتمتدُّ أغصاني وتتعالى بعمق جذوري الراسخة في هذه الأرض. بغرور العباقرة الموجوعين إبتسم في نشوة. 

أنّات ونداءات من مرافقيه في الغرفة قطعت عليه حبل أفكاره. دخل الممرض مهرولا. أجال بصره,   حملق في المحفظة السوداء  في ريبة ,ابتسم عبدو وأشار حيث سقطت المجلّة ,التقطها الممرّض ,طواها ووضعها تحت إبطه  ثمّ همّ بالمغادرة

ـ سي …….

ـ نجيب خويا ,إسمي نجيب,تحتاج الحاجة ؟

 طلب منه أن يمدّ له المحفظة, فتحها,أخذ منها كنّشا وقلما ثمّ مدّ له رواية قائلا

ـ يُمكنك قراءتها, تُرجعها فيما بعد.

أخذها الممّرض متردّدا, قلّب صفحاتها, توقّف يتأمل عجيزة منفلقة بخطّ مرسوم بقلم رصاص

 لامرأة ضخمة ملفوفة في ثوب أبيض شفّاف,تطلّ من نافذة .       

ـ ما نعرفش إنفكّ الخط أمّا باش نقراها   

ضحكا, ساعده على الجلوس ثم انصرف    

أخذ عبد الوهاب الكنّش ورّقه , كلّ صفحاته بيضاء .ألقى رقبته على المخدة مغمضا عينيه مستجلبا شيطان الشعر لكنه أبى الحضور" الشيطان لا يحلو له التربّصُ إلا مُحاط بالجمال, أيّ جمال هنا ؟ لم يحضر الشيطان, لا لوم عليه".   

لكن حامت به شخوص خزنتها ذاكرة الطفولة وأخرى درّسها وضرب بالعصى من نسيّها واستهان بنحتها على جدار مُكتسباته التعليميّة فكتب ,التاريخ عالق بذاكرتي مضمّخ بروائح ليالي السّمرالشتويّة الباردة المختبئة في دفء حكايات الرواة من رجال ونساء, خزانة سحريّة تنفتح أسرارها عن مغامرات شخوص وأبطال تسري دمائهم في عروقي, حلقات الحكايات يتغيّر جمهورها ومضمونها بتغيّرالأمكنة . في دارنا كانت في الغرفة القبليّة حيث نسهرُ وحيث أنام. أمّا في مقهى المسيلة المُطلّ على زقاق الفطائريّة كان طعمها مختلفا ,في الحالتين, ما خرجت من لحاف الأساطير, لذلك ما انغلقت مسامعي عنها حتى حين انفتحت عيوني على ذلك الراوي, الكتاب المدرسي الحكومي, الفجوة سحيقة بين المصادر.تبدو المغالطات منطقيّة وحتميّة في التسويف, في طمس الحقائق ,السلطة حاسمة بيدها ناصية المعرفة وكتابة التاريخ, توليد اللغة لا يعوزني فأنا إبن الشعب سارد بالوراثة أنا سأعيد كتابة التاريخ, نعم سأعيد رواية التاريخ,

الجملة الأخيرة قالها بحماسة العازم على أمر فوصلت كلماته إلى سمع نجيب الممرّض المنتظر إلى قطرات البول الشحيحة التي يعتصرها المريض العجوزالمتألم.

ـ آش باش إتعاود 

ـ   التاريخ , التاريخ  يا سي نجيب ,سأعيد كتابة التاريخ

حكّ الممرّض رأسه ثمّ قال ناظرا إلى السطور والتعاريج السوداء التي اكتسحت  الصفحات البيضاء.

ـ ربي يقويك يا إمْعَلِّمْ

 تعب عبد الوهاب من الكتابة , خذلته قواه المنهكة فدعا الممرّض ليساعده على سحب جسده المُقمّط بالجبس, استلقى متوجّعا, حينها بادره نجيب ممازحا

ـ عندك التاريخ ,عندك بولة ؟ 

ـ  نعم عندي بولة , محصور ,الكتابة مثل البول حالة استفراغ لذيذة نحسّ بعدها براحة .

استمع له الممرّض باهتمام المُعجب, الغيرفاهم, ثمّ مدّ له قرصا منوّما وغادر. 

في الخطّ الرفيع لأشعة الشمس المتسلّلة من النافذة العالية تصاعد بخار متراقص لماء ساخن سكبه رجل على جثّة عارية مطروحة على طاولة , لفّها بكفن أبيض ثمّ خرج مستعجلا .

فتح عبد الوهاب عيونه .ضرب بساقه صندوق القصدير البارد الذي يحتويه فانزلق الدرج على الحامل الفولاذي وانفتح ,أطلّ برأسه  ثمّ نطّ . وقف شاخصا في صفوف الصناديق المحيطة به , سمع اسمه, متقطعة حروفه في نداءات رخوة ممدودة ثمّ لاهثة متسارعة صارخة  مستغيثة "عبدو...عبدووووو…عبد الوهاب ...عبد الوهاااااب…"قزقزقت الصناديق ثمّ انفتحت على ضحكات هستيرية يعقبها بكاء وعويل لنساء وأطفال,هبّت رياح عاويّة مُحمّلة برسائل مكتوبة بالدم على ورق البرديّ الباهت,تطايرت ,حامت حوله تمسّه تصفعه تخدشه, دار حول نفسه, خائفا لاهثا, ثمّ أقعى صارّا ركبتيه على جوفه سادا أذنيه مطوّحا بجسده العاري, خمدت الريح والأصوات , بقي ساكنا ,أحسّ بيد تمسّه من كتفة فارتعب وزاد في تقوقعه, سمع صوتا يعرفه يهمس له في أذنه " عبدو تعال اتبعني, لا تخف, أنا شهلة " فتح عيونه غير مصدّق," أجل إنها شهلة " بشعر طويل يغمر كامل جسدها , نظرت له بعيونها الجميلة ومشت فالتحق بها, ثمّ رآها تحلّق صاعدة إلى السماء, لم يدري كيف تمكّن من الطيران خلفها.

بمطرقة خشبية قرع القاضي فصاح الحاجب

ـ محكمة , سكوت 

سكتت كلّ حركة إلا من ذلك الهدير النافخ المتسلل في عناد البليد, قال القاضي مشيرا بإصبعه. 

ـ أنت عبد الوهاب الشرايطي؟ نسبة إلى أمّك أنت الشرايطي وإلى والدك التليلي,عُرْفُ محكمتنا لا يعترف بنسب الأب فهو أمر مشكوك فيه .

ـ اللعنة على صلعتك.أمّي أشرف منك أيّها الحلّوف .

ـ ماذا قالت لك نفسك الأمّارة بالسوء أيضا ؟ أيّها المُعلّم . ألست معلّما للصبية ؟ في نقطة ما من هذا الوطن العزييييز , العريييق ,تكلّم 

ـ ننننعم , سيييدي 

مستمعا إلى شخير المستشار الضخم الجالس في المقعد الثالث على يمينه .غبطه .ثمّ طرح القاضي سؤاله  في حدّة 

ـ " النفس " مذكّر أم مؤنث ؟   

ـ لا لا  أعرف يا سيدي.

علت الضحكات تجوب أرجاء القاعة  الخشبيّة الفخمة , فطرقت المطرقة ثلاث ضربات ثمّ ركنت مزهوّة مستمتعة   .

قال الحاجب بنغمته الطوييييلة 

ـ هدوووء …..هدوووء ….هدوووء

ـ النفس مذكّر أم مؤنّث ؟  أفصح ,أنطق , تكلّم يامعلّم الأجيال 

إثر سماع كلمة أجيال, وقف كلّ من في القاعة ,هيئة المحكمة ,المتّهمون في أقفاصهم والمتفرّجون يغنّون ويتمايلون على أنغام أغنيّة الحلم العربي الشهيرة .

أجيال وراء أجيال هتعيش على حلمنا

 واللي نقوله اليوم , محسوب  لعمرنا  

 جائز ظلام الليل ,يبعدنا يوم إنّما

يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سماء 

دا حلمنا طول عمرنا ,حضن يضمّنا

كلّنا  كلّنا

بعد إنهاء الأغنية تعانق الجميع في ودّ, وعندما اقترب الحاجب لمعانقة رئيس هيئة المحكمة دفعه عنه حانقا وقال في صوت غليظ "محكمة "فأعاد الحاجب القول في ثبات أرجعه إلى حجمه الطبيعي ,سعل القاضي , أعيد طرح سؤالي 

ـ النفس مذكّر أم مؤنّث ؟ يا معلّم  يا متّهم

ـ  ما نعرفش, قلت لا أعرف . 

ضرب سيبويه على كفّه وغادر القاعة مغتاظا فالتحق به أستاذه الذي أخذ عليه علم النحوّوبسّطه

 الخليل بن أحمد الفراهيدي.

 حينها نطّ عقل عبد الوهاب وتدحرج على الأرض محاولا الاعتذار قائلا في نفسه " لم يكتب عالما كتابا في علم النحو مثل سيبويه , أنا مدين له "  لكن سرعة الأرواح فائقة تصعب ملاحقتها من جسم  لزج زاحف ,عاد العقل آسفا, حدّق بعينه الوحيدة في صاحبه ,القابع خلف القضبان الحديديّة , مطّ شفتيه الرقيقة ,أخرج لسانه الورديّ الطويل مرّره على جسده المُبطبط اللّامع ثمّ قال 

ـ النفس مذكّرة ومؤنثة في نفس الوقت.

شقّ صوت اعتاد  صاحبه الحضور يوميّا للمحكمة بقصد التسليّة.  

ـ أبَيِّْ , خنثى  , لا ذكر ولا أنثى .

ـ أخرجوه من القاعة  .أخرجوووووه

 محمول زقفونة على الأكتاف.مانع الشقيّ المشاكس ضاربا بساقيه مدغدغا  كلّ من تصله يده 

صارخا .

ـ عجبتني قضيّة اليوم ,  عجبتني برشة  بااااارشة ,لا أريد الخروج 

عاد الهدوء إلى القاعة فانزلق العقل سريعا, يمنة, يسرة ,للوراء ثمّ للأمام , بسرعة فائقة دار

حول نفسه.

فرح عبدو بعقله الشاب النّشط الذي نطّ ككرة مطاطية ليستقرّعلى طاولة هيئة المحكمة .

أفزع المستشارالنائم فاستفاق ودفعه في قرف قائلا 

ـ لا تتجاوز حدودك أيها الشئ المُقزز.

متوجعا أجاب العقل  

ـ من هنا ,من القاع ,لا أستطيع رؤية طلعتكم البهيّة الموقّرة.

ـ هذا غير مهمّ , يا عقل المتّهم .نحن نراك ونسمعك , تحدّث .

شنقل العقل عينه الوحيدة إلى فوق وقال في ثبات .

ـ  كلمة . نفس, سادتي الكرام. مذكر ومؤنث في نفس الوقت.

 كثرت الغوغاء متسائلة من الخاصة والعامة.

قرعت المطرقة الجدران ثمّ قفزت نحو السّقف العالي المُنتهي بقبّة بلوريّة ملوّنة تَعكِسُ نور شمس الأصيل , تراجعت المطرقة ," المسافة بعيدة لا تستحق العناء" ثمّ ركنت قرب أصابع القاضي الغليظة المكسوة  بالشعر , تنتظر نوبة جديدة من القرع ,سمعت عقل المتهم عبدو يترافع في ثقة ما أعجبتها .

ـ المفهوم  في حدّ ذاته هو مصدر للجدل والغموض .كلمة نفس المذكرة تعني الإنسان كاملاً جسداً وروحاً أما النفس المؤنثة فهي الروح  ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

 وزُبدة القول هي أن النفس لم يعرف لها تعريف دقيق ما هي ؟ ولا أين توجد ؟ لا يوجد يقين عنها ولكن ,أرجح الظن أنها , نعني النفس هي اتصال بين الجسد والروح ,النفس يا سادة ,

تجمع ذلك المبدأ الحيوي الذي هو التنفّس. شهيق , زفير ...شهيق, زفير...شهيق, زفير

ببساطة, التنفّس حركة ينتعش بها الجسد فيحيا وعندما ينقطع يموت 

ـ إن شاء الله في رأسك يا لُكزة

حينها التفت العقل غاضبا باحثا عن المُتكلّم .

ـ خسئتَ يا تافه , أنا لُكزة , أنا لُكزة ؟ 

ـ واااااصل 

 هكذا شخط فيه القاضي فتابع العقل قوله .

ـ مع ذلك تحمل الروح دوما ذلك الأمل في الحياة الأبدية يمكن لهذه الروح مشيرا إلى الجموع أمامه وخلفه أن تذهب بعد ذلك إلى الما بعد. الجنة أو الجحيم. 

ـ اللطف ,اللطف ,اللطف , الجحيم ؟ إن شاء الله في رأسك 

  عادت القاعة للضجيج والمطرقة للدقّ والحاجب للصياح .

ـ سكووووت , سكووووت, سكوووت , سكوووت 

 بصوته الجهوريّ يقول القاضي ناظرا إلى عبد الوهاب مشيرا إليه بيده الطويلة الغارقة في أكمام ثوبه الأسود المتدلي المُدغدغ لوجه المستشار الذي بجانبه .

ـ هناك من المجرمين من يعيشون في هذا الوطن الجميل يأكلون ,يشربون وينامون في أمان.  تحت لواء الزعيم .

تصفبق حار وهتاف يهزّ أرجاء القاعة 

ـ عاش الزعيم عاش عاش عاش …. عاش الزعيم عاش عاش عاش

 ممسكا بخبزة طويلة بيده , يقضم ذيلها المُقرمش قال القاضي 

ـ ماذا يريد الشعب ؟ الخبز والأمان

ـ هذا هو الخبز 

باحثا عن الأمان للإشارة إليه فما وجده

ـ أين ذهب ؟ ولد الحرام

ثمّ واصل حديثه , متأمّلا أثر كلماته على الوجوه أمامه

ـ المجرمون أمثالك يا سي عبد الوهاب, تشعر نفوسهم المريضة بالإقصاء يعتقدون أنّهم على الهامش فيكونون فريسة للأفكارالمظلمة الهدّامة ,كيف ,كيف سمحتَ لروحك المتمرّدة أن تتلاقى في سريّة  تامة بأرواح من جبل بن يونس وجبل عرباطة وجبل آقري وجبل المغيلة  .

ثمّ أردف في عصبيّة 

- لا تهتمّ محكمتنا الموقّرة بالجبال والهضاب والسهول ولا حتى بالبحار والمحيطات ما يهمنا,

هو أنّك اخترقت الأعراف والقوانين,تريد إعادة كتابة التاريخ , يريد إعادة كتابة التاريخ , ها ها ها, إنّها الخيانة العظمى ,إنّها الخيانة العظمى

عاضا على لسانه في غيظ رافعا المطرقة 

ـ والله تَوْ انغفّسك ألا يعجبك هذا المخطوط القيّم وهذه التحفة الفنيّة النادرة , وهذا الكتاب المدرسي , تريد إفساد الأجيال ,

ويعود جمهور القاعة للغناء في متعة بالغة لأغنيّة الحلم العربي التي مطلعها كلمة أجيال ,إحتراما لكلمات الأغنية ومعانيها لم يقاطعهم القاضي بل غنّى معهم ثمّ عاد للمتهم وقال في تهكّم  

 يا أرعن ,يا آبق ,يا فاسق يا زنديق أنت متّهم بالخيانة العظمى 

قفزت المطرقة طربا للكلمات الرنانة وانهمكت في وصلة بديعة من القرع الموزون .

ـ .تؤجّل الجلسة للمداولة والنطق بالحكم  بعد مئة سنة من تاريخ اليوم السابع عشر ديسمبر ألف وتسعمائة و واثنان وسبعون.

ـ واحد وعشرون جرام هو وزنها .

هكذا قال الضابط لمساعده

ثمّ زجوا بروحه المرفرفة المغلولة إلى قاع قارورة صغيرة ,كتبوا عليها بياناته الشخصية 

وضعوها على رفّ حجريّ بين قوارير أخرى علاها غبار أسود ,فتح عبد الوهاب عيونه على عملاق وقزم يُطلاّن عليه من عنق الزجاجة ,يُرجرجانه, فخاف منهما وتصبّب جسده عرقا وصاح بصوت خفيض مستنجدا  

ـ سي عبد الوهاب , سي عبد الوهاب ,فيق , فيق ,إنتَ لابأس؟

 ذهلا ,متعوّذا من الشيطان وأفعاله

ـ  لقد كان كابوسا فظيعا ,شريبة ماء

سكب العوني الماء في كأس وساعده على ارتشافه ,جلس مديره سي النوري على كرسيّ آسفا 

لحالته قائلا

ـ الزملاء والزميلات .كل الإطار التربوي في المظيلة وفي قفصة يسألون عن أحوالك .

ثمّ أضاف حارس المدرسة 

ـ سي عبدوالناس الكلّ تستنى فيك ,الصغار,  توحشوك برشة  

أنعشت كلماتهما روحه العليلة ,فابتسم , تجاذب معهما الحديث مجيبا عن أسئلة مكرّرة عن الحادث وكيفية وقوعه ثمّ غادرا.

ـ الأكل كثير, سيفسد ,خذه يا نجيب

وضع الممرّض الأطعمة في قفة كبيرة من السعف ثمّ دفعها بساقه تحت السرير

ـ  نجيب , ما هذا الأزيز المزعج الذي أسمعه طوال الليل والنهار وحتى في كابوسي,ألا يسكتُ ؟

ـ علاش, إتحبّهم يعوموا ويغطسوا في العرق كيفنا ؟

ـ من  ؟

ـ الأموات, بينك وبينهم هذا الجدار, الصوت هو صوت الثلّاجات 

أحسّ عبدو بقشعريرة تغزو جسده فسأل في حنق  

ـ  متى سأخرج ؟

ـ غدوة الصباح يشوفك الطبيب ويقول .

*********

هادية آمنة 

تونس



اللاجئ الأخير... 📌 شعر: جلال باباي( تونس)

 🚶اللاجئ الأخير...

   

       📌 شعر: جلال باباي( تونس)


🔖 إلى حاتم علي... الشام تبكي رحيله


☜ تصدير:


" في المرفأ الأخير 

كان القارب الأخير 

ينتظر اللاجئ الأخير 

ليقوم بالرحلة الأخيرة "

                ( زين الدين هني)


تغريبة سورية أخرى 

ينتفض من تحت ركامها

نسوة و رجال عزٌل

واطفال عراة 

يتقاسمون الماء والرغيف

 هناك عند المفترق

الباصات الخضراء 

تمشٌط المكان من أهاليه

تزجٌ بلاجئ الحارات القديمة

إلى غرفة خالية الوفاض من الحلم

لا تتعمد ايها الشهيد؛  الغياب!!

 لترى مكانك في قلوبهم المغتربة 

من شيٌعوك إلى مقبرة اللاجئ الاخير باتت تتٌسع  للكثير من الرّكام

 وفيضا دافئا من السعادة  !

 كان غيابك طعنة في شقائهم

من نشبوا حريقا بخيمتك البيضاء

ولم يفطنوا أنها لُعبتك المخادعة 

تُرمٌم جُرحنا الأحادي

وترتق شتاتناٌ 

ثم تفتح جنٌة المَلآذ  الأخِير .


         📌 مارس ٢٠٢٤




قراءة في قصيدة تحت براثن الوجع للشاعرة التونسية سليمى السرايري بقلم الناقد حاتم بوبكر - تونس

 قراءة في قصيدة تحت براثن الوجع

للشاعرة التونسية سليمى السرايري

بقلم الناقد حاتم بوبكر - تونس

في العنونة:

العنوان تحديد وضع مأزقي وإحراجي كساه انزياح دلالي صار معه الوجع بما هو عناء وكدر وكرب جامع للجسدي والروحي، له براثن بمعنى مخالب السّبع الضّاري، دلالة مجازية منحتها للوجع كشفت عن وضعية الشاعرة / الإنسان/ الوطن /الأمّة المُربكة والقصية. بدت الشاعرة تنسج معاناة او بدت كطير ثُبّتت فيه مخالب نسر/ مخالب الوجع وأخذت منه مأخذا عظيما حدّ الانكسار فهل أوفت النثرية بمضامين العنونة؟ أقطعت الشاعرة مع كلّ تجليات الأتراكسيا؟ أتجسّد سيزيف العبثي أم هي ابيميثيوسية تفتّش في قعر جرّة باندورا عن الروح المتبقية او عن البقية الباقية في الجرة عن الأمل حيث الفرح والانتشاء والامتلاء؟ هل وقعت الشاعرة في الدور، حيث بدأت النثرية بالوجع وانتهت به -أم أن الوجع الذي انتهت به النثرية مختلف من حيث الكيف والنوع، فبعد أن كان جاثيا صار متحرّكا، لعلّ تفكيك النثرية كفيل بإجلاء مقاصد القصيد وأبعاده.

تستهل النثرية بتحديد وضع الأنا وموقفها من انتظار امتدّ مواسم بمعنى طال وهنا مبالغة لتعيّين حقيقة معاناتها من الانتظار، انتظار تنظر إليه كانتظار أي على حقيقته دون تزويق أو مساحيق وكأني بها تدرك مُسبقا كنهه وما ينتظرها من وجع ورغم ذلك مازالت محمّلة ببعض الانفتاحات التي تترقب ولوج الامل أو النور، إذن انتظار موسوم بالترقب غير انه مغموس في الوجع أو في غمغمات وجع تكابده وحيدة، وجع على غيرية غادرت وظلت محبوسة في رسم علّق على الجدار وكأني بالشاعرة تشكو وجعا من فقد عزيز أو قريب أو وطن أو أمة، لم يبق من الغائب سوى رسم على الحائط حضور في ذاكرة الشاعرة رغم ان هذه الذاكرة في ديناميكية مستمرة إذ تقول عنها أنها تنمو باستمرار.

هنا تمنح شاعرتنا صبغة انتروبومورفية على الذاكرة لتؤكد حيويتها وإستمراريتها وكأني بها تقر بأنها شبه كرة ثلج كلّما تدحرجت إلا وازدادت أحمالا وأثقالا، ذاكرة نامية ولكنها مثقلة بما حوته، بغرقها بمعنى بمعاناتها وكأنها شاهد على فعل الغيرية في الانية كما أن قلْبها لم يعد يحلم بما سيأتي بل اكتفى بما حواه أو بما كان من أحلام، أو حلم مثقوب. هنا تلوح جمالية الانزياحات الدلالالية وبالتالي قدرة الشاعرة على تأثيث الصور وعلى قدّ الرموز والإيغال في تزويقها ومنحها صبغة الجدّة الاستيطيقية فكانت كمن ترسم أو كمن تقدّ ثوب الحياة. هنا يلوح اجتماع الذوق وصناعة اللغة وابتكار الرمز، اذن قلب مثقوب يهرب والخذلان يسكنه من غيرية أو من وجود آثم وهو يمتطي عربات ريح معطوبة ترمي هنا وهناك، لا تملك قدرة على الحركة أو السكون، تمضي إلى حيث تمضي والشاعرة لا تعرف إلى أين تمضي فقط الأمر الثابت أن الوجع سكِر وخلد فيها فبات ينهش سكونها، يمزّق القلب ويسكن الذاكرة.

في الشطر الثالث تُخاتلك الشاعرة سليمى السرايري بصورة شعرية مغرقة في الجمال والغرابة حيث تستحضر صورة آلات لغة الروح تكف الشاعرة بمقتضاه على أن تكون عازفة للقيثارة او الربابة، منتجة للأنغام وتصير "مفاتيح الشجن تبكيها على سلم موسيقي". هنا يحضر الحقل الدلالي الموسيقي كالمفاتيح والسلم لا ليجسد نغما موسيقيا وإنما ليكون كشفا عن شجن الشاعرة، عن أوجاعها وإرباكاتها ورغم هذه الصورة القاتمة وهذا الكدر يسكن الشاعرة عزم وإصرار على الصمود والاستقامة مؤكدة أن المارّين أو أن الغيرية القريبة أو لعلها البعيدة التي جاءت بثقلها أو بسيوفها من الفراغ أي خارج أوقات الامتلاء، او في اوقات الوهن والضعف وولجت إلى عمق الأنا بدت أو ظلت لديها غريبة أو هاذية وبالتالي تؤكد الشاعرة امتلاكها لاستقلاليتها وقدرتها على الإغفال والاستغفار أو الإهمال ذلك أنها مازالت تتشوف الأمل وتأمل في النور أو في بالونات مضيئة لتخبرنا انها مازالت طفلة تناوئ الكبر وتتابع خيالات وافتراضات حسبتها حقيقة، تترصد ملائكة السماء حيث الضياء والأمل والنور، ملائكة تقول عنها أنها تأتي آخر الليل.

في الشطر الخامس تتبجح صورة مستمدة من حقل الفرح والبهجة تحضر فيها مفاهيم فنية مستمدة من آلات الروح، آلات لم تعد معزوفة بل صارت باكية ، مفتاح السلم صار يتكلم بشجن الشاعرة وكأن القيثارة باتت تصغي إليها وتترجم احساساتها ومشاعرها لتبلغ الصورة أوج الجمال والتخيل ورغم هذا الشجن والوجع تقر الشاعرة بأن الغيرية سواء البعيدة أو القريبة التي فتحت بسيوفها حديقتها السرية ولجت من أمكنة الفراغ واستوطنت في أزمنة الفراغ مرت وظلت الشاعرة تحافظ على استقامتها بمعنى أن غياب الغيرية لم يفعل في الشاعرة إذ ظلت صامدة ومازالت "تقرض" او قادرة على إنارة السماء في ليلة حاكة وكأني بها تقول أني ما زلت كالقمر رغم المحن، ما زلت شبه الوعي رغم محدوديته أضيء السواد المنتشي بل بدت لي طفلة حالمة بملائكة السماء التي كنا نتخيلها ونحن أطفالا صغارا، ملائكة ظنناها تسبح وترقبنا ومنها تُضاء السماء... الشاعرة باتت مصدرا للإضاءة والنور رغم ما تعانيه من وجع. إنها تؤكد إصرارها على المُضي رغم ذاكرتها المنكوبة أو لعلّها تقول إني نفذت إلى جرة باندورا وسرقت الروح المتبقية فيها أي الأمل وأضأت الوجود بها وكسوته سكينة وفرحا.

تصوغ الشاعرة فيما بعد صورة جمالية مبهرة إذ تجعل للصمت مجرة ممتدة وبعيدة ربما هي تشيدها في أعمق أعماقها فتجعل للغياب وطنا قصيا في عمقها مستحضرة صورة الوطن الدامع لتتماثل هنا والوطن وتغادر الذاتية نحو الموضوعية وهو ما صادفته في مستوى تغير الضمائر من الأنا إلى النحن وكأن الوضعية القصية صارت جامعة للكل، غيابا صاهلا يرتق الفتوق يصير معها أسطورة تنبعث من الرماد او من الوجع، تنتشل نفسها من براثن الوجع كحضارة تحيا من "صواري" او من رماد سابقتها، كوطن يحيا من غرقه أو من ثورة أبقته بقايا. هنا يمّحي الخط الفاصل بين الذاتي والموضوعي، بين الأنا والغير، بين الذات والوطن، التقاء في الآمال ولعل الشاعرة عثرت على الروح المتبقية في جرة باندورا أي الأمل فأنقذتها من عبثية الوجود وأكسبتها روحا غير روح سيزيف، ربما كانت روح ميارى التي تراءت لغيلان السد.

في الأسطر الموالية تكشف عن غموض يلف الكينونة يشبه الجنون، غموضا يشعل قناديل أحلامنا الطفولية تلك التي احتواها الشعر وظل يستحضرها مثيرا للماضي، ماضي خلد في الذاكرة وأمسى كليل نحرته الكوابيس والأوجاع والآلام. ليل كسته المتناقضات فكان تراوحا بين العدم والحياة بين الأخذ والعطاء بين اليبس والخصوبة وكأنثى تتمنى النور، وضفائر الحياة والانبعاث للارتواء والامتلاء ولكن تتبدى في المقطع قبل الأخير لام النفي وكأنها تعارض الأماني وتقف حاجزا أمام الامتلاء إذ تنفي الشاعرة بمقتضاها أحلامها أو أحلام طفولتها أو شِعرها مسجدة لصورة ظلام لم يعد فيه شمع راقص ولا نور ولا ماء منه تنبت الحياة بعد الجفاف بل تقر بأن الأفكار احتجبت خلف غابات تشابكت وقتلت معها الغاية وربما الرغبة في الحياة وكل أمل متسائلة في آخر المطاف عن الإنسان الذي تلهّى عن الإنساني أو عن الغير الذي لم يعد يُلقي بالا لغيره ومعاناته ومآسيه لكن لا يجب ان نفهم من هذا أن الشاعرة مغرقة في السوداوية واليأس والبؤس إذ تظل الفكرة مطلبها وضوء ملائكة الطفولة غايتها، طفولة لا تمّحي ذلك الإنسان طفل على الدوام وكذلك الإنسانية، إنها لا تهرم أبدا قادرة على منح السلام والضياء والسكينة، على تدوير الوجع في عجل

فتظفر بالمعنى وتتخطى اللاّمعنى فتتجاوزه أملا في استرجاع طفولة الأنا او طفولة الإنساني او طفولة وطن حيث السعادة والفرح وهكذا يكون وجع البداية الجاثم غير وجع النهاية المُدوّر ويكون التغاير وهنا تفلت الشاعرة من الوقوع في الدور مما يجعل قياسها منطقيا.

بالفعل صافحت نصا تحلّى بفسيفساء الانزياح والمجاز والاستعارة فكنت بمحضر حفلة رمزية صاحبتها الموسيقى ورافقها الرسم بالكلمات. -

الأديب والناقد حاتم بوبكر تونس

~~~~~~~~~~~~&~~~~~~~~~~~~~

القصيدة

تحت براثن الوجع

ا.............................ا

أنا لم أجمّل يوما مواسم الانتظار،

ولا أغمضتْ شبابيكي على الشمس

كلّ ما هنالك أنّي حُملتُ وحدي في غمغمات الوجع

إلى بعض الذين غادروا مأسورين في رسم على الجدار

لي ذاكرة تنمو كلّ يوم

تنوء بما خلّفوه من غرق

لي قلب ينام في حلم مثقوب

يفرّ مخذولا فوق عربات الريح المعطوبة.

أنا لا أعزف القيثارة أو الرّبابة

وإنّما تبكيني مفاتيحُ الشّجن على سلّم موسيقيّ.

لا أنحني للذين جاؤوا بسيوفهم من بوّابات الفراغ

مشحونين بالغرابة والهذيان

ما زلت هنا أُقرض السماء بالونات مضيئة

أسمّيها ملائكةَ أخرِ الليل.

سأعلّق صرختي بمجرّة الصمت البعيدة

وأبتكر حنجرة للوطن الدامع …للغياب

كي يصيح. ويرتق الأرض بصهيل

يعبر أسطورة تنهض من خلف الصواري

ثمّة غموض يفوح رهبة

ثمّة أرق يسافر بنا بكلّ الجنون

ويحمل أحلامنا المؤجّلة َ طائراتٍ ورقية ً

تتصوّف فوق ظلال طويلة ِالعزلة

كانت يوما تحية لراية العبور

لا شعرَ يهجر معنـًى للطفولة

يمتحن قدرتنا على الذكرى

فالليل مسجّـًى على أصابعَ تتيمّم بالكوابيس

يرسم حلكته على مرمر الوقيعة

ويخبّئ الطوفان على زاوية المبكى

ضفائرَ ضوء تطلّ من خلف الورود

شفاهً تلثم التوابيت.

لا شمع ترقص تيجانُه في الجهة المقابلة

لا ماء يغمر حفرا داكنة في تراب الحقيقة

لا فكرة تتراءى بعريها خلف لاجئة الغايات

كلُّ المدائن أعدّت أرصفتها لطوابير المبعدين

تحتجز الصبايا العائدات منْ خلف المرايا

حجارةً هُيّئت مِدفأةً للخطيئة

أهناك من يلمح موتنا راكضا في هذا الضيق؟ ...

يحتضن دمنا وفكرةً نادمة تعودُ بلا مهلةٍ

لتمنحَ الضوْءَ لملائكةٍ صغارٍ

يلعبون بهالاتِ الكواكبِ

فيدورُ الوجعُ على عجلٍ

ونعبرُ ذاكَ الصراطْ.

-

من الديوان الثاني للشاعرة التونسية سليمى السرايري

"صمتٌ...كصلواتٍ مفقودةٍ"



رمضانُ أقبلَ، بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 رمضانُ أقبلَ، مسلمونَ تواصَلوا

أطفالُ غزّةَ في العَرا …….وَرِياحا 


لأ البيتُ ظلّ لِيحتموا مِن بردهمْ

لا الأهلُ ظلّوا….. يعانِقُوا  الأرواحا


رَمضانُ هلَّ  فَكبِّروهُ  وَهلِّلوا

وَصِلُوا  الجميعَ  وأوجِدُوا  الأفراحا


رمضانُ أقبلَ حامِلاً..آمالَناَ

وَيُميطُ حيْفاً للوَرى …….وَجِراحا!


ويُقيمُ  خَيْمَةَ للمُشرّدِ بعدَما

ذهبَ العدوُّ  بِبيتِهمْ  …….وأطاحا


ويُهدّئُ الرّوعَ الذي لعِبتْ بِهِ

أصداءُ حرْبٍ قد علتْهُ……..وَطاحا


والحُزنُ يرحلُ  والكآبةُ تمّحي

لا وقتَ باقٍ كَيْ يَضيعَ ……..مِلاحا


قولوا لِغزّةَ سامحينَا حبيبتي

فَرِضاكِ عنّا للهُدى………مِفتاحا


فالقلبُ يَشرعُ  بابَهُ  لِتَعبُّدٍ

صَفُّوا النّفوسَ وأشبِعوهَا صَلاحا


رَمضانُ عِتقٌ مَنْ جهنّمَ أُمّتي

عِطْرُ الجِنانِ على الورى …فوّاحا


صوموا وَقوموا للإلهِ ، تصدّقوا

بِرّوا وكونوا لليتيمِ …………جَناحا


وَصِلوا بِرَحٍمٍ واصْدُقوا وتواصَلوا

صُدّوا العدُوَّ وأنقِذُوا …….الأرواحَا


أخلاقُ مسلِمِ هذهِ في جَمِْعها

لا الصّوْمُ يُغني ..لاالهَوانُ   مُباحا


أقصَى يناشدُكَ التّحرُّرَ  رَبَّنا

صهيونُ حوّلَ ……….فرْحَنا أتراحا  


ياربِّ قُلْ  للتّائبينَ  بليْلَةٍ

للقَدرِ: عِتْقاً يا عِبادِي ……سَماحا


لا الأسرُ باقٍ  ِ، لا احتلالُكَ باقياً

فْلِسطينُ حرّةُ فاصْدُقوهَا  كِفاحا!


عزيزة بشير

 




السبت، 9 مارس 2024

حبل الغياب بقلم الشاعرة منجية الحاجي

 حبل الغياب


احمل راسي بين كتفيّ

اجوب الشوارع خاوية

أبحث عنك ..

عن وجهي المخفيّ

 بين طيات فؤادك

 اتشبّث بحبل الغياب

أرقص على الطّرف الآخر

الحفلة راقصة ..

الحضور سراب

 المزامير قصبيّة

وذراعيك تلفّني شغفا

اتحسسني ..

يغمرني عطرك ..طيفك

ورغيف شفاهك 

البسمة كاذبة

والعيون رغيف جائع

 يتسلّق جدار الوهم 

تسيح سيول كحلي 

النّازل على ادراج دموعي

تتخلل اصابعك ضفائري 

الموزّعة 

على كتف الخيبات 

تنبض شفاهك في وريدي

اسحبني الي ..اليك

 بكفّك الأجوف

وترحل الى المجهول.


منجية الحاجي

خذلْتَ ليْلَى بقلم الشاعرة. نَوّارة الوصيّف (أمّ ندى)

 خذلْتَ ليْلَى


وٱتَمنْتُ منَ الصّبابةِ أرْقَما

ومن الدُّجى ليلاً تناثر أنجُمَا

صوْلاتُ كُبْرٍ في مدائني تُنبِتُ

سُلافَ عِزٍّ إذْ ربَا ما أحجَمَا

ألْتذُّ فيَّ الصّلْدَ والقَلبُ ٱرْتضَى

خامَ الجفاءُ على دِيارِكَ آلَمَا

ثأْيِي تَذَامَرَ حين لاذَ بِعرْشِهِ

وَهلْ يُلَامُ اليَمُّ  أجْيافًا رَمَى !؟

إنّي زرَعْتُ المِلْحَ في جَرْحٍ أبَى

مَضْغَ ٱنْكِسارٍ..بالقَطيعةِ دَمْدَما

رقَّقْتُ حِسّي والجُسورَ وَصَلْتُها

صَدَدْتَ لينًا حين نبضي تكلّمَا

مَددْتُ كفّي ما ظَلِمْتُ بَياضَهُ

كَفَفْتَ جودًا صار لَيْلُكَ أقْتَمَا

حملتُ ثِقْلًا ما شكوْتُ وزْرَهُ

كَسْرُ القُيودِ باتَ حلًّا ألْزَمَا

طَيْرَ العُقابِ بالرّحيلِ تاركًا

بِيدَ الرّوابي فيها زَرْعُكَ أُعْدِمَا

لَجَّ الغليظُ كِبرياءً غَرّهُ

سَابَ النّفيسَ والخسِيسَ عَظَّمَا

خذَلْتَ ليْلى ...قَدْ رَأتْكَ قَيْسَهَا

وَالطَّلُّ نَشَّ إذْ بكَ قدْ أعْصَمَا


. نَوّارة الوصيّف (أمّ ندى)



الجمعة، 8 مارس 2024

لن انساك بقلم مصطفى محمد علي

 لن انساك

لو طال
الدهر
وتراكمت
حولنا
الايام
والذكريات
ستبقين
حبيبتي
منذ
التقت
عيناي بعينيك
حتى الممات
*****
اعاهدك
ياملاك الحب
اني
لن انساك
رغم احزاني
واهاتي
رغم كل
المغريات
*******
احبك
وانت
تتوحدين
مع قطرات
الدم
والدمع
والذكريات
******
من لهيب
شفتيك
اكتويت؟!
وبت أذوب
احتراقا
وشوقا
اليك يا أجمل
الملكات
******
حنيني
اليك
يغتال ايامي
مهما طال
غيابي
لحضن حبك
وريح
عطرك
سوف اعود
والفظ
الآآهات
******
أنت
ساحرتي
وقصيدتي
فرحة قلبي
عطر حروفي
واعظم
الكلمات..!!
بقلمي مصطفى محمد علي
Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎thaers في دستور الكبرياء الإهتمام بمن لا يهتم بك إهانه کلام من ياسمين‎’‎‎

(انثى) بقلم محمد علي حسين أحمد القهوجي

 بمناسبة عيد المراءة اهدي قصيدتي

(انثى)/محمد علي حسين أحمد القهوجي العراق الموصل بقلمي
انت خلقت كي تكوني انثى...
جميلة بيدك الحب والقمر...
وبين اصداف خدودك ...
ضحكة لاتنسى..
تكونين كسله ازهار...
فيها بعض من شذى روحنا...
ودفتر اشعار وقلم...
وفيها طفلة لا تقسو..
فيها عيون يغار عليها الهوى...
واشرعة سفينة في مهب الريح...
تاهت في بحر من النسيان...
فحنت الى مرسى...
احبك كيف تكونين ...
كفراشة او تفاحة في شجر...
او حبيبة فوق صدري تتعشى..
احبك ولم ارى حتى بسمتك...
او ارى الشعر او الجيد
او غمزة عين او رمشى..
احبك فاضت بياالدنيا قهرا...
صعودا ونزولا
حتى وصلت قبري...
فصرت اليه اتمشى...
mohammed ali hussein
Peut être une image de 1 personne et sourire

الشاعر العربي الكبير طارق فايز العجاوي . بقلم الدكتور الشاعر طارق فايز العجاوي

 (( . . . طود الحرف _الطارق_ ))

الدكتور الشاعر طارق فايز العجاوي
على . .
بوابة الذكرى
رسمت . .
الحرف والفكره
يعالجني . .
حفيف الغار
وينذرني . .
الى بكره
تدغدغني . .
بسحر الحرف
وتذهلني . .
بلا فطره
وترسلني . .
كخيط الوهم
بلا . . فيض
بلا . . قطره
سلاما . .
لا يغادرني
ويلفحني . .
شذا عطره
رياض . .
لفها ود
وغادرها . .
بلا سطره
اذا . .
كنت
دواوين نزاريه
فطود الحرف
كل . .
البيت بل شطره .
الشاعر العربي الكبير طارق فايز العجاوي .
Peut être une image de 1 personne

شهود بقلم فريد دركوش

 ....شهود...

كيف حال العطر في حيكم والورد هل جفاه الندى...
والمساء ماذا دهاه نغمة الناي أأثرت فيم إدعى
ماذنب مغرم جفاه
الجمال وتواصل فيم اشتهى
هيا الى حانة العشق وسلم الامر تهتدى
لك كلي وهبته برضى
ولك الامر سنام ورجى
....
تحياتي
وعلى حب نلتقي
فريد دركوش

تاء التأنيث الناعمة الحالمة بقلم الكاتبة وحيدة الدلالي

 تاء التأنيث الناعمة الحالمة

يا من تخطين التاريخ بقلب
توقعين المسيرة بقبلة
تنحتين الجغرافيا بحرف برفش بدمعه .
تعالي عليسة ، مراكبك تصادق الإقلاع
على مرمى أمل تنشئ القلاع .
جاءت بلقيس ، أودعتنا ظلالا فيحاء
ملأت سلالا تينا ، أعنابا دهاقا
حلقت آمال في خيلاء .
يا من تحضنين الكون ، تضمدين آهاته
تؤثثين الحلم بأكرم بمحمد وسلمى .
ما كان عالم ، ما كانت دنا
دون رنين الجدائل وعزف الأساور
ما كان .. ولن يكون ، ولن..
دون عبير القرنفل
دون حزمة حطب وحلفاء
دون رقة هتافات في شوارع جريحه
دون حرف يغرد بالشدو المباح
وغير المباح
إلى استفاقة الكون ،
إلى إشراقة الصباح ،
في ليل شهرزاد الرواية ،
مع مسك الهمسات وصقيل المرايا
دون زيتون ورمان وتفاح
الشمس والأرض والسماء
والنجمة الحالمة
تيجان فضة لسيدة الكون وما حوى ،
حاضنة البلاد .
ثابتة الاوتاد .
مقدسية غزاوية ،
ايقونة الثبات والحرية .
يا رجلا ،
قف جلالا وإجلالا
لهاتيك الحرائر ، لتاء التأنيث الجميلة
وما تحاور ،
قبل الترب الذي سقين
عرقا أحمر أخضر فستقي المذاق ،
ينمو حبا إشراقا وبهاء .
احن الهامة
لجباه صافحها الضياء .
احفظ قلوبا ،
كنزها الايثار والعطاء .
وحيدة الدلالي