الثلاثاء، 14 مارس 2023

دعني أستمطر ـــــــــ الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.


 .....دعني أستمطر...

🌹❤️🪴
دعني أستمطر
ما بقي من خمر
من كأس العمر.
رشفات
من خمر الحياة
ولى لها المد
إنعطفت للجزر.
حياة
لها الآن الطبيعة
نديمٱ
مع سبحة
و أوراد ذكر.
خلوة
في غيهب الغسق
لها رشفة
من نبيذ الكون
و كروم الفجر.
عصرت
من أنفاسه
بأزكى عطر.
ثملة بها
في رقص صوفي
غجري
أمواج البحر .
لا يردها
لرشدها
إلا تصفيق
من كف الصخر.
و رذاذ
يرش عليها
بأريج زهر.
و هتاف
بقصيد غزل
عذري
من ثغر البدر.
رشفة الصبح
شحنة للحياة
أمل و بشر.
قداس ديني
غذاء لليقين
حلقة سماع
لكسب الأجر.
زخم روحاني
رباني
يعين على
تكاليف الدهر.
و يستمر اليوم
غيثٱ
وقع مطر
ينعش الوجدان
والفكر.
حتى يدركه
بألق شفق
وردي
وجنة غادة بكر.
نودع اليوم
كما نودع
شمسٱ
لها بالأفق
بقية أثر و سحر.
ثم يرمي الدجى
سدوله
و تنتهي للصفر .
كذلك نحن
في رحلتنا
سلالة البشر
آخر محطة
القبر.
دعني أستقطر
من العمر سعادة
كأنغام وتر
فالمآسي حولي
وفي وطني
تلهب كالجمر.
بقلم: السفير الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
آسفي... المملكة المغربية...........🇲🇦..14..3..2023

آلةٌ طاعنة في النّواح ـــــــ سامية خليفة / لبنان


 آلةٌ طاعنة في النّواح

سامية خليفة / لبنان
هو ذا العازفُ يقطرُ من روحِه الأنين
أمطارُ الحبّ كانت وما تزال
مؤنسةَ المقهورين
في اللّيالي الكئيبة
هو ذا يعزفُ لهم سيمفونياتِ الأمل
لعلّها تصلُ إليهم دفئًا
بيوتُ البائسين اعتادتْ
أن تتدفّأَ على جمرِ الدّموع
أمطار الحب تبرّدُ مقلَ السّاهدين
وحينما الظلال تبحثُ عن أجسادِها
ذلك العازفُ يتقوقع في صومعتِه
ظلّهُ آلةٌ عتيقة
مقطعةُ الأوتار
طاعنةٌ في النّواح
عصفتْ بها رياحُ النّكبات
فكيف تُشلّ الرياحُ ويتوقّفُ النّزق؟
كيف تتوقّفُ العواصفُ
عن العبثِ بظلّهِ الصّامت ؟
هكذا نحنُ شعوبٌ فقدتْ ذاتَها
عبثتْ بنا الرّياحُ
ابتلعتْ أجسادَنا الحيتانُ
تركتْنا ظلالًا بلا أجساد
نحن ظلالٌ كئيبة
اغتربْنا عن أنفسِنا
أشواطًا وأشواطا
حتى فقدناها.
سامية خليفة/ لبنان

اللّيلُ يَسترُ عيوبَ مَن عَيبٌ فيهِ/د.عامر آل سيد علي المرسومي


 اللّيلُ يَسترُ عيوبَ مَن عَيبٌ فيهِ

وَوَجهكِ في حالِكِ اللّيلِ بَدرٌ أِكتَملا
أَهواكِ كَقيّسٍ لِليلى وَأِن لَم يُدانيهِ
وَلولا قَيسٌ وَلَيلى لَذهبَ هَوانا مَثَلا
وَلا جَميلٌ وَبُثيّنةَ في الهَوى يُجاريهِ
وَمالهُ بَينَ العاشِقينَ مِن قَبلِ عَدَلا
يامَن شَغَفَني حُبّهُ لَستُ بناسيهِ
فَلولا الدَمع ما فِراقهُ أحتُمِلا
نَموتُ أِذا أِنقَطعَ الوَصلُ بَينَنا
وَالشوقُ يَجمعُنا اذا قُطِعت بنا السُبلا
د.عامر آل سيد علي المرسومي

حديثي للقمر !! ـــــ صلاح الورتاني // تونس


 حديثي للقمر !!

وأنا مشغول بدفاتري
أبحث في أغوار الزمان
فجأة رفعت رأسي
أتأمل سحر السماء
لاح لي هلال بالضياء
بعده ببرهة بان لي القمر
بدأت في حديثي معه :
نورك ساطع يملأ الكون
عيناي تحدٌقان فيك
وما تحمله لنا
فكري تاه لماض قريب
لما كنت أتسامر مع قمري
أرقب قمر السماء
وأرقب قمري ..
ترى أي منهما جلبني إليه ؟
غصت في السؤال
أبحث عن جواب
فجأة غطاه سحاب خفيف
قمر السماء !
أما قمري كلٌه ضياء !
وجه صبوح كنور الفجر
عاد الضياء لقمر السماء
رحت أناجيه هل اختفيت
خوفا من قمري بجانبي ؟
هو ليس مثلك ولن يكون
أنت من تضيء الكون
وهو يضيء قلبي
شتان بين ذا وذاك
أيقنت أني لا أستغني عن الإثنين
هذا يملؤني دفئا وحنانا
وذاك راحة واطمئنانا
حديثي عنهما لا ينتهي
دوٌنت هذا بدفتري
ورسمته على لوحتي
صورة لن أنساها
تبعث في روحي انتشاء
صلاح الورتاني // تونس

يا انت ِ...!! ــــــــــ سعاد محمودي


 يا انت ِ...!!

لا تسأمي...انتظاراي..
ساحات الوغى..
مستقري.....
رويت لكل معاركي..
قصة عشقنا..
و دونت على صفحات انتصاري..
كلمات ترنّ
على شذا اوتاري..
بالامس عانقت..فيك
اهازيج الروابي..
و دسست عند المغيب..
في خمائلك اشعاري..
و اغتسلنا سويا..
من نور القمر..
و سافرنا على كوكبنا السيار..
ماذا لو اعترفت!!
انك كل الحروب..
وان حماك قدري..
فيا خيبتي...و يا لوعتي..
لو خسرت...سيكون اندثاري..
علقتك تميمة على صدري..
و نقشت اسمك وشما..
ناحية اليسار..
و اكاليل الورد..
من الربيع سرقتها..
لانثر على حجرك..
عبقي و ازهاري..
فانتظري...انتظريني..
ساكون هناك...
وان مت دونك..
ف..رايتك ...دثاري...
سعاد محمودي.

سالتقطك رغم السجون ــــــــــــــــ أشرف محمودعيسى


 سالتقطك رغم السجون.

سالتقطك رغم الشجون.
لقد عصفت بي المقادير وظلمتني الظنون.
وطال بي العمر في سجن العمر تحوطني اتهامات الجنون .
دئبت على حب الشرف ومحارم الأخلاق والبعد على المجون.
وسجنت نفسي بنفسي فس كهف القراءة اجيب عمايسئلون.
ولم أجد يدا تساعدني ولم أجد بين الناس قلبا حنون.
حتى رأيت زهرة تناديني أن الحق بماضاع فكذبت أذني واتهمت عقلي بالجنون.
حتى تأكد لي أن النداء حقيقة وإن الحب يتمثل في زهرة تطل عليها خلف قضبان السجون..
وهي فرصتي الاخيرة ليروي الحب قلبا عطشانا لسحر العيون
ساعافر حتى تمسكها يدي وأعوض مافاتني في ماضي السنون..
أشرف محمودعيسى

لمحه تحليليه ـــــــــــــ الشاعره نجاه فتحي

 


بقلم

الشاعره نجاه فتحي
(لمحه تحليليه )
عند أستطدام الأفكار
ومقابلة المشكلات أو تراكمها
يلجأ بعض الأشخاص
لأختلاق الحيل التى بها
إما حل المشكلات أو التمكين منه.........

الأفكار نوعان.
سلبيه وااا إجابيه ويعود الأثنان
للأسس التى أنشأ عليها الشخص والطباع والعقائد وغيره من تكوين الشخصيه.
فداخل كل أحد منا الكثير من الأشياء منها ما أكتشف ومنها متخفي
نتعامل به ولا نفهمه
نعتقده هيين وهو يُعظم منا.
ردود الأفعال والأنفعال أثناء المشكل المفتعله تتنوع ويعود جميعها
للأتزان العقلي والثبات الأنفعالي
فهناك أشخاص يجيدون التحكم بكل شئ ويتحلون بالتركيز.

وهناك اخرون
تأتي اشد الكلمات وردود الأفعال
بعد الأنتهاء منها
ويقولون لو كنا فعلنا كذا وكذا.
أذا أستطعنا تحجيم الغضب وقمعه نستطيع أن نتحكم فى كل شئ
دون الوقوع تحت طائلة
الوقوع بالخطأ.

(الأفكار والأتزان)
وحسن أستحسان العقل
يحتاج الى تمرير طفيف
بين العقل والعقيده
والأعتقاد فيما أنشأناعليه
ــــــــــــــــ ـ ـ 🐎
❉্᭄͜͡ ✍️ ͜℘
چؤؤ ۦٰۦۧﮧ ℡­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­-:
‏ ◥ٰٰٰٖٜٖٖٜ۬⃟◣ ◥ٰٰٰٖٜٖٖٜ۬⃟◣⑅⃝♥️

ۦٰٰٰٰٰٰ ۦٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ


كبــريآءآنثـى_مـزاچيه࿐

كلهم أرباب إلا أنا ! ــــــــ زهيرة بن عيشاوية


 كلهم أرباب إلا أنا !

وقفت بالباب خاشعة أنتظر أن يفتح لي أحدهم البحر على مصراعيه
أن يبعثني رسولا للكلمات
أن يرسل الوحي على رأس قصيدتي
أن يمنحني معجزة القافية
أو أن يكتبني بحبر تتخطفه الأقلام
كلهم أرباب إلا أنا !
يتنزل ملائكة الشعر على جوانب محاريبهم
و تتوب على شفا سطورهم شياطين الحروف
يقف على جنانهم حراس غلاظ
لا يلج الباب إلا من ناله الرضوان
أرباب النثر يغلقون السماء في وجه الدعاء الصاعد نحو النجوم
لا يحبون البحر ولا يؤمنون بألوان الفراشات و قوس قزح
يمتعضون من القمر والشمس والنهر والزهر
و يلعنون الموج والبحر والشاطئ والسفن و المرافئ والمغيب
يفتحون الأرض ليخرجوا ما في بطون المدينة من أزقة وحكايا
يقتلعون من فك الحقيقة المسامير الصدئة ومن الجدران طلاء الضمائر المزيفة
يقتفون أخبار النساء من حبل الغسيل و بقايا علكة على منفضة سجائر تعج باحتراق الصدور
يلقون التحية على المتسولين الذين "يزرعون أيديهم على الرصيف"
يقتفون أثر الباعة المتجولين
ويرافقون زبائن الحانات والمقاهي
يلاحقون بنات الليل
يتغزلون بخطوات الفتيات ،
بأزرار قميصهن ، بفرار شعرهن من الريح برخام أقدامهن ..
يرمون ظهر الخديعة بحجر ولا يهربون
يعضّون على أصابع حفاة المشاعر
يقتلعون عين الحقيقة من وجهها
و يقرعون جرس الإنذار بحزم وينتظرون
قد حان وقت الحساب ..
حضر أرباب الشعر
واصطف الشعراء
وغابت القصيدة ...
كلهم أرباب
كلهم أرباب
إلا أنا !!!
زهيرة بن عيشاوية 🇹🇳

أرشيف حبّي ــــــــــــ جمال الشوشي


 ...✍️أرشيف حبّي ❤️🌹

يا معشر الأحباب أين وصالكم

حضـوركم سكـن لنا و أمـــان

فـاق العشـق فيـح خصـــالكم

فالقلب ليس عليــه من سلطــان

القلب يعشـق صدقكـم و دلالكم

أنتم حُمـاتي ما خـابت الأزمان

لمّا تحـطّ في سمـائي رحــالكم

أمتلـك شعـورا بـراحة و أمــان

إمتزج الصّفاء بحسنكم و جمالكم

لستم ك باقي دواعـي الخــلان

أعجب في من تظاهروا بمودّتي

يبيعون حبّا و يستقسطوا الميزان

يتطيّرون بالأزلام و طمس مغبتي 

فأرشيف حبّي في طيّة النّسيان

دعواتهم ممزوجة برجفة و نفاق 

عند المــزاد بأبخـس الأثمــان

عويل الذّئاب لا أتّخذ منها قدوتي

فأهل الكرام لا موضع الأوثان

مهما تمرّدوا تلقوا عبارات حِدَّتي

أقابل أزلامهم بالنّذر و العصيان

ثقتـي باللّه يشفـــع غــــربتي

هو إلّهـي الواحــــد المنّــــــــان.

بقلم ✍️ جمال الشوشي 🇹🇳

الاثنين، 13 مارس 2023

بَدَوِيُّ الهَوَى بقلم الشاعر عزالدين الهمامي بوكريم / تونس

 بَدَوِيُّ الهَوَى

***
شَاعِر بَدَوِيٌّ سَكَنَنِي الهَوَى
رَفِيقِي حُبّي وَالهُيَامُ زَادِي
العِشقُ رُوحِي وَالوَفَاءُ يَقِينِي
سَرَى بَينِي وَبَينَهَا حَبلٌ خَفِيٌّ
حَتّى صَارَ هَوَاهَا وُجُودِي
***
فَتَنَتنِي غَزَالةٌ قَدَّرَ اللهُ غَرَامَهَا
عَرَبِيّة هِي أيَا سَائِلِي عَن أصْلِهَا
مَا بَينَ النَّبضِ وَالشّغَاف هَوَاهَا
وَفِي خَلايَا القلبِ يَسكُنُ حُبّهَا
كَرَوضَةٍ حَسنَاءُ أيْنَعَت زُهُورَهَا
***
وَردَةٌ ذَهَبِيّةٌ أحْبَبتُهَا تَجَلَّتْ بِكُلِّ حَنَانٍ
إعصَارُ حُبٍّ أبْقى فُؤادِي سَاهِدًا وسَهرَان
يَستَفِزّ صَبَابَتِي وَبِدَمْعِ الحَنِين يُثِيرُ شُجُونِي
فَحُبِّي عَنِيفٌ وَطَعمُ النَّعِيم بِشَفَّتِي مَدفُونٌ
***
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس

الأمّ بين إكراهات الواقع وطموحات الذّات في " عند غروبها أشرقت " للكاتبة جميلة بلطي عطوي بقلم الكاتب العمّ لاتّحاد الكتّاب التّونسيّين الشاعر والقاصّ والناقد بوراوي بعرون

 الأمّ بين إكراهات الواقع وطموحات الذّات في " عند غروبها أشرقت " للكاتبة جميلة بلطي عطوي

" فلا معنى، إذن، للإنسان إلاّ بالسّرد حيث ينتظم اللّا ـ منتظم. كما لا سرد إلاّ بحدوث الحياة واقعا وافتراضا، حسّا وتخييلا. لذا لا يكون للسّرد، أيّ سرد، وجود إلاّ بالوقوع فيضا لأحداث يليه فيض، وحتّى الفراغ قبل البدء وعقب الانتهاء هو إمكان لامتلاء، لسرْد، بل لسرود أخرى في تمثّل السّارد كما في تمثّل متلقّي المسرود. " مصطفى الكيلاني، فتنة السّرد ـ بهجة التّلقّي، الطّبعة الأولى 2021، ص10.
" عند غروبها أشرقت " هو العنوان الذي اختارته الكاتبة جميلة بلطي عطوي لروايتها البكر الصّادرة عن دار الوطن العربيّ للنّشر و التّوزيع، الطّبعة الأولى سنة 2022 في أربعين و مائتي صفحة من الحجم المتوسّط، تتضمّن إهداء وتصديرا وشكرا و خمسة وعشرين فصلا وإشارة إلى أنّ الرّواية هي الجزء الأوّل في الصّفحة الثّانية من الغلاف ومقتطفا من مطلع الرّواية من الفصل الأوّل في نفس الصّفحة. هذا التّنوّع في المؤشّرات ذات العلاقة بالرّواية دفعنا إلى اختيار المقاربة السّيميائيّة في نسختها السّيميوطيقيّة كما وضع أسسها " بيرس " والمحتفية بالعلامات من ذوات البنية الثّلاثيّة ( ماثول / مؤوّل / موضوع ) حيث يحيل كلّ ماثول على موضوع عبر مؤوّل والماثول هو الدّالّ في المقاربة السّوسريّة والمؤوّل هو المدلول والموضوع هو الشّيء في ذاته. وتُنوّع السّيميوطيقا العلامات فهي تعتبر العلامة التي تكون العلاقة فيها بين الدّالّ والمدلول اعتباطيّة رمزا فالرّمز لا علاقة له بالعلامة مثال غصن الزّيتون والسّلام، وتعتبر العلامة التي تكون العلاقة فيها بين الدّال والمدلول سببيّة مؤشّرا مثال النّار والدّخان وتعتبر العلامة التي تكون فيها العلاقة بين الدّالّ والمدلول تطابقيّة إيقونة مثال الصّورة وصاحبها ... فما هي العلاقات بين الدّوالّ والمدلولات في الرّواية؟ هل هي من قبيل الرّموز من الصّنف الأوّل أم هي من المؤشّرات من الصّنف الثّاني أم تراها إيقونات تتطابق فيها الدّوالّ مع المدلولات أم هي علاقات متنوّعة من الأصناف الثّلاثة؟ للتّفاعل مع هذه التّساؤلات سيميوطيقيّا ارتأينا اعتماد التّمشّي التّحليلي التّالي:
1 ) النّظر في المفاتيح السّيميائيّة للرّواية
2 ) النّظر في سيمياء ملامح السّرد فيها
3 ) النّظر في سيمياء الدّلالة و التّدلال
4 ) صوغ ملاحظات على سبيل الخاتمة
المفاتيح السّيميائيّة للرّواية
العنوان هو العلامة المفتاح، هو العتبة الأهمّ للولوج إلى عوالم المقروء فهو الآخر وهو الأوّل، الآخر بما أنّه آخر ما يكتبه الكاتب، وهو الأوّل بما أنّه أوّل ما يقرأه القارئ، هو أوّل عتبة يتوقّف عندها القارئ. " عند غروبها أشرقت " هو العنوان الذي اختارته الكاتبة جميلة بلطي عطوي لروايتها البكر، في هذا العنوان مخاتلة، الكاتبة تختار عنوانا فيه مفارقة " عند غروبها أشرقت "، الظّاهر في العبارة هو أنّ الشّمس أشرقت عند الغروب وفي ذلك مفارقة لافتة إذ كيف تشرق الشّمس عند الغروب؟ كيف تشرق الشّمس وهي تغيب؟ أليس الغروب هو نقيض الشّروق؟ عندما نحاول فكّ الشّفرة نتساءل عن _ الها _ التي ربّما تعود على الشّمس، من المقصود بها؟ ننظر في الرّسم فإذا نحن إزاء صورة لامرأة هي صورة تكاد تكون ملتقطة بأداة تصوير لكنّنا نجد في الصّفحة عدد7 في باب الشّكر " شكرا بلا ضفاف للصّديقة الفنّانة التّشكيليّة والشّاعرة لطيفة محمّد الجلاصي على تطوّعها لرسم لوحة الغلاف " نحن إزاء رسم لملامح امرأة هي شبيهة عند التدقيق لصورة الكاتبة في الصّفحة الثّانية من الغلاف. الرّسم إذا لامرأة هي التي تشبّهها الكاتبة بالشّمس وتفيد بأنّها أشرقت عند غروبها، هل تشرق الشّمس عند الغروب؟ بالتّأكيد الغروب والشّروق لحظتان متزامنتان فالشّمس وهي تغرب عن فضاء عند انتهاء النّهار تشرق على فضاء آخر يستقبل نهاره الجديد، فهل تقصد الكاتبة ذلك؟ بالطّبع لا إلاّ إذا أردنا الإشارة إلى اتّحاد الضّدّين في ذات الحين من قبيل الثّنائيّات المتعدّدة... عندما ننظر في المقتطف المميّز على قفا الغلاف وهو مقتطف من مطلع الرّواية من الفصل الأوّل منها صص 11-12. نلمس أنّنا إزاء امرأة " سبعينيّة هي أو تكاد " أرملة ابتعد عنها أولادها وتركوها في وحدة جعلتها في علاقة حميميّة برنين الهاتف الذي يشقّ الصّمت ... نحن إزاء سبعينيّة أرملة في خريف العمر أليست هي المشبّهة بالشّمس؟ فماذا تقصد الكاتبة بالعبارة " عند غروبها أشرقت "؟ هل تقصد أنّ الأمّ السّبعينيّة وهي تتجه صوب الغروب أشرقت؟... في ذلك تشويق ودفع بالقارئ لولوج متن الرّواية وسبر أغوارها ... التصدير يذهب بنا في نفس الاتّجاه " سرّ العبقريّة هو أن تحتفظ بروح الطّفولة إلى سنّ الشّيخوخة. ما يعني ألاّ تفقد حماسك أبدا "ص6. إذن نحن إزاء ارتباط بين طفولة وشيخوخة، نحن إزاء أمّ تتعلّق بالهاتف أيّما تعلّق هي في وحدة ووحشة كبيرتين، رنين الهاتف مزّق الصّمت وكسر جدار القلق، الرّواية تبدأ بذلك الحدث " رنّ الهاتف، حثّت الخطى تطلبه ... " رنين الهاتف حرّك الجسد فحثّت الأمّ الخطى ... المؤشّرات / المفاتيح توحي بأنّ الأحداث تدور في حيّز زمنيّ وجيز جزء من الشّيخوخة ذلك ما تشير إليه التّوطئة صص8-9 حيث تشير الكاتبة إلى التّعالق الظّاهر بين أدب الرّواية و أدب القصّة القصيرة، إذ تقول: " فهذه الرّواية بدأت كتابتها مشروعا لقصّة قصيرة فإذا بها تتمرّد عليّ وتغازل القلم فيتبعها مطواعا وقد انتشى بطريق التّجريب والاكتشاف لينساق في غمار الأحداث التي تنفتح أمامه تباعا. " ص9 فهل نحن إزاء رواية تحتفي بالإيجاز والتّكثيف والإدهاش؟
سيمياء ملامح السّرد
توظف الكاتبة في هذه الرّواية ضمير الغائب " هي " وتتخذ مسافة من الأحداث والشّخصيّات، معتمدة رؤية سرديّة من الخلف، تجعلها مطّلعة على الأحداث وعارفة بالشّخصيّات، هذه الرّؤية ساعدت الكاتبة على بناء الشّخصيّات و الأحداث فهي عارفة بميزات شخصيّاتها وأحوالهم فالأمّ أرملة كانت تحبّ زوجها بل تهيم به وتهيم الآن بذكراه، تستحضر أمجاده باعتزاز كبير وتستمدّ منه قوّتها و صبرها وصمودها، والكاتبة عارفة بخاصّيات الجارة نجاة وعارفة بتفاصيل التّفاصيل عنها، والإبن سمير شخصيّة مكشوفة الأسرار عند الكاتبة، يحبّ أمّه كما يتعلّق بعائلته أيّما تعلّق. كذلك الشّأن بالنّسبة لسوسن ومشاكلها مع زوجها ومع عائلتها. التّعرّف على هذه الشّخصيّات يجعل الكاتبة عالمة بأهمّ الأحداث المؤثّرة في الرّواية، يُتم الأمّ ووكالة العمّ وقسوته نحوها وحرمانها من الذّهاب إلى المدرسة، ثمّ الحدث الهامّ في حياتها وهو الزّواج بمن أحبّها ووفّر لها أسباب الحياة الهنيئة، وفاته كانت حدثا فارقا في حياتها فهو سندها الوحيد، هجرة أبنائها وبقاؤها في وحدة قاسية، عودة الإبن وما صاحب ذلك من صدمات قاسية. دار المسنّين والعلاقة بالمديرة. الخ ... الرّؤية السّرديّة من الخلف تجعل الكاتبة بمثابة الإلاه، يعرف كلّ شيء عن الشّخصيّات و الأحداث. هذه الرّؤية من ناحية والرّحم القصصيّ القصير من ناحية ثانية ساعدا الكاتبة على تخيّر البنية السّرديّة المناسبة وهي هنا وإن بدت خطّيّة ( بداية / وسط / نهاية ) إلاّ أنّها مليئة بالمفارقات السّرديّة من قبيل الاسترجاع ( الومضات الورائيّة ) و الاستباق، التّوقّع، التّنبّؤ ( الاستشراف ). وهي بالأحرى بنية خماسيّة فيما ذهب إليه " بول لاريفاي " الذي يُقسّم سياق التّحوّل إلى ثلاثة أقسام فتكون البنية على النّحو التّالي: زمن ما قبل التّحوّل ( وضع أوّلي أو توازن أوّلي )، زمن التّحوّل ( قدح الفعل، صميم الفعل، مآل التّحوّل )، زمن ما بعد التّحوّل ( وضع نهائيّ أو توازن ثان ). رنين الهاتف وما أدخله من غبطة على شعور الأمّ " رنّ الهاتف، حثّت الخطى تطلبه وهي التي تعوّدت أن تضعه إلى جانبها على أهبة الاستعداد للرّدّ لكنّها هذه المرّة نسيت أو تناست وقد طال انتظارها دون أن تسمع الرّنين. " الرّواية ص11 ثمّ " أمسكت الهاتف بيدين مرتعشتين وهي تسارع في فتح الخطّ خشية أن تنقطع المكالمة. " نحن هنا إزاء وضع البداية، الأمّ والهاتف والعلاقة الحميمة به. اكتشاف الأمّ أنّ ابنها وعائلته غادرا بيتها خلسة للإقامة بعيدا عنها هو قدح الفعل " لقد تحرّج سمير فلم يستطع أن يخيرك بنفسه بعد أن رأى الفرحة التي كنت عليها عند استقبالهم ومن أجل ذلك كلّفني بهذا الأمر... " الرّواية ص22. صميم الفعل يتمثّل في قرار الأمّ بالإقامة في دار المسنّين. ويتمثّل مآل الفعل في تدخّل الإبن وحرصه على مغادرة أمّه لدار المسنّين والقدوم للعيش معهم، وفي اتّخاذ الأمّ القرار بقضاء النّهار في الدّار لمساعدة المسنّين والعودة في اللّيل للإقامة في بيتها حتّى لا تتعكّر العلاقة بين الإبن وزوجته أكثر فأكثر. أمّا وضع النّهاية أو التّوازن الثاني فيتمثّل في نجاح الأمّ في مساعدة زوجة ابنها على تجاوز مخاوفها ومساعدة الابن على تفهّم الزّوجة واستعادة الاستقرار داخل العائلة، كما أنّ نجاح الأمّ في إنجاز مشروعها التّربوي داخل دار المسنّين يُعدُّ توازنا جديدا يتضمّن فتحا للآفاق من خلال التّمهيد للجزء الثّاني الذي سوف يوظّف العلاقة الجديدة بين الأمّ والمعلّم الذي عرفته مبكّرا في صباها ولم تره منذ تلك السّنوات. أمّا في مستوى مكوّنات السّرد في هذه الرّواية فإنّ الأمكنة تبدو واضحة نسبيّا، تدور الأحداث في تونس، حيث تمّت الإشارة إلى سيدي بوسعيد مثلا، وإلى حديقة البلفيدير وهي تدور بين بيت الأمّ ودار المسنّين والبيت الذي يسكن فيه الابن وعائلته، وأماكن أخرى، أمّا الزّمان فهو غير محدّد، فقط توجد إشارة إلى عمر الأمّ " سبعينيّة هي أو تكاد " الرّواية ص11كما تمّت الإشارة إلى تعلّق الزّوج بالوطن ( الدّولة الحديثة ) تدور، إذن، الأحداث في الفترة الحاليّة. تجعل الكاتبة مختلف عناصر السّرد في خدمة الشّخصيّة الرّئيسيّة، الأمّ ( تونس )، نحن إزاء رواية تحتفي بالشّخصيّة في ما يطلق عليه المهتمّون بالكتابة الرّوائيّة رواية الشّخصيّة على غرار " الأمّ " لمكسيم غوركي و " زينب " لمحمّد حسين هيكل و " حليمة " لمحمّد العروسي المطوي و " الطّلياني " لشكري المبخوت، لو نظرنا في هذه الشّخصيّة ( الأمّ ) من خلال التّحليل العاملي لغريماس لتوصّلنا إلى المعطيات التّالية: العامل الذّات ( الأمّ ) ترغب في التّخلّص من الوحدة والعيش في أنس ( العامل الموضوع )، والدّافع إلى الرّغبة في ذلك هو الوَحشة التي تعيش فيها من جرّاء الوحدة ( العامل المرسِل ) وتعتبر الأمّ هي العامل المرسَل إليه. أمّا العامل المساعد فيضمّ الجارة والابن في فترات لاحقة من الرّواية ودار المسنّين ورؤى... ويشتمل العامل المعطّل أو المعارض على الأمّ الفرنسيّة وابنتها كاترين ( الكنّة ) والعمّ وزوجته قبل زواج الأمّ الخ ... هذه العوامل ترتبط فيما بينها بعلاقات على نحو علاقة الرغبة التي تربط بين العامل الذّات والعامل الموضوع وعلاقة التّواصل بين العامل المرسِل والعامل المرسّل إليه وعلاقة الصّراع بين العامل المساعد والعامل المعطّل. كلّ هذه العلاقات تدور في فلك الشّخصيّة الرّئيسيّة في الرّواية ألا وهي الأمّ.
سيمياء الدّلالة والتّدلال
المربّع السّيميائي لغريماس يتمثّل في مربّع زاويتاه العلويّتان تتضمّنان الشّيء وضدّه والزّاويتان السّفليّتان تتضمّنان نفي الشّيء في الزّاوية اليسرى المقابلة قطريّا للشّيء ونفي ضدّ الشّيء في الزّاوية اليمنى المقابلة قطريّا لضدّ الشيء. وإذا كانت العلاقة بين الشّيء وضدّه علاقة تضادّ مثلما هو الحال بالنّسبة للعلاقة بين النّفيين ( نفي الشّيء ونفي ضدّه ) فإنّ العلاقة بين الشّيء ونفيه من ناحية والعلاقة بين ضدّ الشّيء ونفيه من ناحية ثانية فهي علاقة تناقض، بينما تتمثّل العلاقة بين الشّيء ونفي ضدّ الشّيء والعلاقة بين ضدّ الشّيء ونفي الشّيء علاقة اقتضاء. فإذا حاولنا توظيف هذا المربّع السّيميائيّ في رواية الكاتبة جميلة بلطي عطوي " عند غروبها أشرقت " المليئة بالثّنائيّات الدّالة، مثل ثنائيّة الأنس / الوَحشة، وثنائيّة الفرح / الحزن، وثنائيّة، الاقتراب / الابتعاد ... فإنّنا نرى أنّ ثنائيّة الخير و الشّرّ تكاد تحوصل الثّنائياّت الأخرى وتكاد تجمع بينها. فالخير في هذه الثّنائيّة هو الشّيء في المربّع الدّلالي والشّرّ هو ضدّ الشّيء في نفس المربّع ويكون بالتّالي اللّاخير هو نفي الشّيء في الزّاوية السّفلى اليسرى واللّا شرّ هو نفي ضدّ الشّيء في الزّاوية السّفلى اليمنى. وتكون العلاقات على النّحو التّالي: يتحرّك الخير باتّجاه الشّرّ لاحتوائه وتحييده، وتمثّل الأمّ هذا الخير فهي تستعدّ لاستقبال كنّتها التي تشترط مسبقا العيش بعيدا عن حماتها لأنّها تحمل أفكارا سيّئة عن الحماوات عموما وبالأخصّ الشّرقيّات من خلال ما رسّخته أمّها في ذهنها، فأمّ الحماة هي التي تجسّد الشّرّ حسب الكاتبة وهي تمرّره في الرّواية عبر ابنتها، العلاقة بين الخير / الأمّ والشّرّ / كاترين هي علاقة تضادّ تتمظهر في الرّواية في ذلك التّصادم والنّفور بينهما. فالامّ تتنازل عن غرفتها وفراشها لفائدة حماتها صحبة ابنها طبعا وتختار غرفة المعينة المنزليّة وفي ذلك حسب الكاتبة مدّ لجسور المودّة والحبّ في الوقت الذي اتفقت فيه كاترين الحماة مع زوجها متأثّرة بنصائح أمّها على الإقامة بعيدا عن الأمّ، ووافق الابن على ذلك فكان إلى جانب الشّرّ الذي لحق بالأمّ وأودى بها إلى حالة من الحزن والقهر والاكتئاب أفضت بها إلى الإقامة في المستشفى " رافقتها الجارة إلى المستشفى أين تمّ فحصها فحصا شاملا وأمر الأطبّاء بإبقائها في غرفة العناية المركّزة لمراقبة الضّغط ودقّات القلب. " (الرّواية ص24 ) ساعدت الجارة الأمّ ووقفت إلى جانبها وفي ذلك دعم بيّن للخير، تطوّر الأحداث سيؤُّثر في العلاقات بين مكوّنات المربّع السّيميائيّ، الابن يصطدم بقسوة الموقف الذي اتّخذه صحبة زوجته فيتراجع ويصير داعما للأمّ وهذا السّلوك يفيد في مستوى العلاقات داخل المربّع أنّ الشّرّ او جزءا منه قد يتّجه نحو الخير ويدعمه، مثلما قد يتّجه الخير نحو اللّاخير أو ما شابهه فالأمّ تضطرّ إلى ترك البيت والذّهاب الى دار المسنّين دون إعلام أحد وفي ذلك إلحاق ضرر بالابن خاصّة " حاول أن يلحق بها لكنّ الحركة لم تسعفه، فتح فمه ليناديها فمات الصّوت في حلقه وارتمى على الكرسيّ منتحبا، ... " ( الرّواية ص42 ) مثلما كان للأمّ موقف معارض لسوسن فيه امتعاض منها يصل احيانا إلى ما يشبه الكره. أمّا الابن سمير فإنّه باتّخاذه موقفا معارضا لرغبات أمّه عندما قرّر صحبة زوجته الابتعاد عنها و العيش بعيدا فقد ألحق بها ضررا كبيرا واقترب بذلك من الشّرّ لكنّه بمراجعته ذلك الموقف بالاقتراب من الأمّ ( فعل الخير ) حسب الكاتبة، والابتعاد عن رغبة الزّوجة ألحق الضّرر بها ممّا جعلها تمعن في الارتباط بوصايا أمّها ( الشّرّ المطلق ) حسب سياقات الرّواية. ثمّ تتراجع إثر تدخّل الخالة، وبالأخصّ إثر تدخّل الأمّ وتبيّن حرصها على الدفاع عن وحدة عائلة ابنها والتقريب بينه وبينها " أمام الباب أمسكت تونس بيد كنّتها باسمة: ـ من اليوم نحن صديقتان. تخلّصي من الأفكار المسبقة فأنت ابنتي ولست زوجة ابني وأنا إن شئت اعتبريني في مقام أمّك وربّما أقرب إليك منها. " ( الرّواية صص216_217 ) في هذه الوضعيّة يتّجه الشّرّ ممثّلا في موقف الزّوجة المتأثّر بموقف الأمّ ( الإصرار على الفرار من تونس صحبة ابنيها ) صوب اللّا شر أوّلا عند مراجعة الموقف، والسّعي إلى تغييره ثمّ إدراك الخير بالعدول عن الفرار بالابنين والاقتناع بموقف الأمّ والخالة. كما يتّجه الشّرّ المتمثّل في موقف سوسن المتمثّل في الكره المطلق للجميع وخاصّة تونس إلى الخير إثر تدخّل الطبيبة النّفسيّة والكشف عن الوضعيّة الاستثنائيّة التي تعيشها ... وينفتح الخير على الخير في آخر الرّواية عندما تلمّح الكاتبة إلى إمكانيّة بداية علاقة جديدة بين تونس والمعلّم / الفتى الذي عرفته في صباها وأحبّته في تلك السّنوات التي قاست خلالها من ظلم العمّ وزوجته " بقيت تتابع المشهد في سعادة غامرة ولسان حالها يردّد: لقد عاد الرّبيع يا تونس لقد عاد. هذا ربيعك تنجزينه كما تشتهين ولن يقدر أحد على حرمانك مجدّدا. اليوم لا رقيب ولا حسيب. لا ظلم ولا ظالمين. أنت سيّدة نفسك تفعلين ما يروقك وتختارين الأصلح كما كنت دائما " ( الرّواية ص237 ) ومع هذه الانعطافة في نهاية الرّواية أو بالأحرى الجزء الأوّل تنفتح الآفاق صوب الجزء الثّاني فتكون الخاتمة مفتوحة على آفاق أخرى...
على سبيل الخاتمة
في باكورة رواياتها انطلقت جميلة بلطي عطوي من القصّة القصيرة ( الإيجاز والتّكثيف والإدهاش ) إلى القصّة الطّويلة، واتبعت مسارا سرديّا خطّيّا أو يكاد ونظرت في عوالم الرّواية من الخلف ووظّفت الرّموز من خلال التّسميات تونس الأمّ تحيل على الوطن، وهي متعلّقة بأبنائها وبزوجها الذي تقدّمه الكاتبة بمثابة الوطنيّ المحبّ لتونس حدّ الهيام، أنقذها بالزّواج منها من براثن الظّلم والقهر والطّغيان، وتخوض تونس في الرّواية مواجهة مع الأمّ الفرنسيّة التي تحيل على فرنسا ( الاستعمار و التّكبّر والتّمييز ... ) كما نجحت الكاتبة في بناء شخصيّة الأمّ التي جعلتها قويّة في مواجهة صعوبات الواقع الذي تعيش فيه وجعلتها صبورة، وبالأخصّ مرنة في التّعامل مع الأحداث وحكيمة عند اتّخاذ القرارات الحاسمة. فهل ستكون الكاتبة جريئة في الجزء الثّاني من الرّواية المشار إليه في الصّفحة الثّانية من الغلاف بالسّماح للأمّ بالارتباط في علاقة حبّ آسرة مع الحبيب الأوّل مستعيدة قول أبي تمّام " نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى / ما الحبّ إلاّ للحبيب الأوّل " تستدعي هذه الرّواية المزيد من القراءة فبالقراءة تلو القراءة تتطوّر الكتابة وبالقراءة تلو القراءة يشتدّ عودها وتشقّ المدى.
بوراوي بعرون
الكاتب العمّ لاتّحاد الكتّاب التّونسيّين
شاعر وقاصّ وناقد




تلاميذ حفوز( القيروان) يترشحون لبطولة العالم للذكاء الاصطناعي بأمريكا بقلم الكاتب محمد علي حسين العباسي

 تلاميذ حفوز( القيروان) يترشحون لبطولة العالم للذكاء الاصطناعي بأمريكا

كتب: محمد علي حسين العباسي
تمكن مؤخرا خماسي من تلاميذ المعهد الثانوي فرحات حشاد بحفوز من ولاية القيروان التونسية من التتويج بالبطولة الوطنيةللذكاء الاصطناعي تحت اشراف أستاذ الاعلامية المربي الفاضل صلاح سعدلاوي ومؤطر الخماسي المتألق في هذه المسابقة ليترشح كل من عمر ضية،ريان عياشي،جاسر عبداوي،ياسين جويني،امين القاسمي الي البطولة العالمية للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة الأمريكية من 19 الي22 أفريل 2023 والي البطولة العربية للذكاء الاصطناعي بقطر من6 الي9 ماي2023 هذا ولقد أفادنا الأستاذ صلاح السعداوي بأن الخماسي المتألق نجح في تصميم طاولة التحدي عبر انجاز روبوت في وقت زمني محدد ونجح الروبوت في انجاز وتنفيذ المهمات المطلوبة منه عبر التميز في التصميم والبرمجة ومنها توفير مخزن للطاقة والشبكة الذكية والسيادة الهجينة هذا ولقد أنجز الخماسي المتوج تطبيقة لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز لمنطقة الوسلاتية لغاية ارشاد استهلاك الكهرباء والتواصل مع الحرفاء..
هذا ولقد سبق للمدرب السعدلاوي التالق في مجال الروبوتيك والذكاء الاصطناعي والتتويج في هذا الميدان الابداعي بعمان أين كان يعمل أستاذا للاعلامية هناك علي مدار 10 سنوات.وهنا وجب التأكيد علي أهمية المسابقات في مجال الروبوتيك في التعليم الحديث وتطوير المهارات وحل المشكلات من خلال العمل الجماعي للتغلب وتخطي العقبات وتحقيق النجاح



تضاعف الحب بقلم الكاتب عبد الله النجار

 تضاعف الحب
من أجلك يا رفيقة الندى
وكل الأغصان تراقصت
يا حبيبة الفؤاد وكل جوارحي
ضعي على فمي سكر من بعضك
هلمي لأشعر بالرضا
كتبت على دفاتري قصيدة
ومشيت بين الدروب أحكي قصتي
أعزفها على ربابتي وشاهدى
سحابة بيضاء فى الفضا
عودك المرمري وجود
وعطرك المخملى ليس له حدود
أراك بين أضلعي على طول المدى
ما ظننت أن الحصار سر سعادتى
فقد أوفى لي بعد التلطف بمطلبي
أسكنني في ظل وطنك الراشد
ظل ظليل تبسمت لأنعم به
أغفو بالوصال ممجدا
ياشوق أبدا لا تنقضي فإن حبيبتى
سوسن فريد من نوعه ذات جمال
مع كل قمر لنفسه مجددا
// عبدالله النجار

 


الأحد، 12 مارس 2023

إستحياء ــــــــــــ جمال الشوشي


 ====="إستحياء"=====

عظّم اللّه أجر العالمين بفقده
ذهب الحياء لا للمـرّد سبيل
شُيِّعَ جثمانه إلى سماوات عُلا
مات شهيـدا مقيـد و عليـل
ذرفت دمعي حرقة بعد فقده
ألمـا و حـزنا فيم أراه بديــل
خيمت في شـوارعنا نِجَـاس
لا تستحي الأحضـان و التقبيـل
قيل عنها بين الشعـوب حضـارة
و البعض يشهد ما يراه جميـل
في أمّة الإسلام غاب حيـائها
إتبعـوا طريق الغـرب بالتّضليل
عمّ الفساد في البرّ و البحر عنوة
كلّ المبادئ في قوارب الترحيل
ليـس لنا غيــر اللّه حــــافظا
ما خاب من اتخذ الحياء سبيل.
بقلم ✍️ جمال الشوشي 🇹🇳