الخميس، 21 أغسطس 2025

قصة قصيرة لقاء تحت الأرض للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

لقاء تحت الأرض 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


في نهايه الدراسة الجامعية علمت من زملائي أبناء  القاهرة أبدء تشغيل  نوع جديد من المواصلات يدعي مترو الأنفاق تم تشغيله مؤخراً يوفر الوقت و مريح و بسعر متميز 

حينها قررت أن أجرب  هذه النوعية من المواصلات بعد أن كرهت إستخدام    أتوبيسات النقل العام المزدحمة و التي يختلط فيها الحابل بالنابل و تكثر بها المشاكل و السرقات .

كم كانت فرحتي عندما دخلت المحطة  و قطعت التذكرة ووجدت عالم جديد يعج بالحياة  تحت الأرض ، لم أستطع تحديد المترو المتجه إلي الجامعة و كلما سألت شخص لا أجد  أجابة شافية ، بعضهم تركني و أسرع عدوأ ليلحق بالمترو الذي ينتظره  والبعض يرفض مجرد الرد ،في خضم تلك الأحداث و التوهان الذي أصابني و جدت  فتاة تجلس في هدوء لا تهتم بما يدور حولها و كأنها في عالم آخر ،أتجهت إليها متسائلاً في خجل عن المترو  المتجه إلي الجامعة و علمت منها أنها مثلي ليست من أهل القاهرة و أنها لا تعلم شئ و أنها متواجدة في المترو كنوع من تجربة  تلك الوسيلة التي سمعت عنها من زملائها في كلية الآداب التي تدرس بها 

و من حسن الطالع أنها من نفسي المدينه التي أتيت منها . وقررت أن تركب معي المترو إلي الجامعة و أن نخوض التجربة معأ و خلال رحلة المترو  تبادلنا أرقام الهواتف 

و أصبح لقائي بها  تحت الارض في إنتظار المترو للذهاب إلي الجامعة  عاده يومية و طقس من طقوس الدراسة  لم نخلفها طوال العام الدراسي 

و مع الوقت تطورت علاقتي بها و نما الحب بيننا  و أصبحنا نتمني إلا تنتهي السنة الدراسية  حتي نستطيع اللقاء دون أنقطاع و بمجرد أن أنتهت السنة  ألتحقت بالعمل في أحدي الشركات الكبري بالعاصمة وهي  عادت  إلي المدينه .و لكن كل أسبوع نلتقي في محطة  المترو و نقطع تذكرة ذهاب و اياب من أول الخط إلي آخره  و أصبحت المحطة مكان للقاء و خط المترو بكل محطاته شاهد علي حبنا .

 في النهايه قررت أن ارتبط بها رسميا بعد أن سرنا معأ الآلاف الأميال عبر سنوات الحب 

و بالفعل تواصلت مع والدها تليفونيا و الذي رفض زواجي منها رفضاً قطعياً و منعها من الخروج من البيت و علمت برغبته في زواجها من طبيب حاصل علي الماجستير و له مستقبل واعد .

مرت الأيام و أنقطع التواصل بيننا ، الهاتف خرج عن نطاق الخدمة و لم تعد هناك وسيلة لمعرفة اخبارها  ، من فترة لأخرى أذهب إلي المحطة  في نفس الوقت الذي اعتدت علي لقاءها   علي أمل أن تحدث المفاجأة و أجدها في المحطة و لكن هيهات .


و بمرور الوقت بدأت في رسم لوحة لها في محطة المترو 

و بعد أن انتهيت من تلك اللوحة أصبحت مقيم في المحطه بصفة مستمرة لا ارغب في الخروج ،اجلس أمام اللوحة اتذكر كل الكلمات و الهمسات و أتكلم بهمهمات لا يفهم مرتادي المحطه 

و مع مرور السنين أصبح الإسم الشائع الذي أطلقه الركاب علي المحطه "مجنون سلوي "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق