الأحد، 22 أكتوبر 2023

ماكثون وإن تحرٌكت الجبال بقلم الكاتب جلال باباي (تونس)

  ماكثون وإن تحرٌكت الجبال

جلال باباي (تونس)
اُثْبتُوا في الأرض كالجذور
تمسكوا بالسماء
شمسا لن تشحٌ يوما من النور
نريدكم ثابتين
مثل حلم مشاغب
يشاكس أطياف الفقير
مرابطون كشجر الزيتون
لن يرحل في قاموس الأمجاد
أهل الدٌير
يخلد الشٌهيد ضاحكا
وجهه في السماء مع عين الحور
أنتم هنا ماكثون وإن تحركت الجبال
من القمقم نخرج رصاصات متمرٌدة
حتى وإن أمسك الغيم عنكم الماء القليل
فلتروي ظمأنا بملح الصبابة
وإن اجدبَتِ الأرض وهاجر الشحرور
تماهِ يا عشب الزعتر
وانتشر عطر الزبتون على تلالنا
وإن شيْدوا الجدار
فانتم كل الغضب الساخن
فوق السور
قابعون على صدورهم
حتى يرحل آخر طرطور
لملموا اشيائكم وغادروا
سلالة ابي لهب المسعور
هل سمعتم يوما أن الأرض
فارقت أرضها وتركتها للدخيل الضرير؟
الماء ماءكم والهواء هوائكم
ورغيف شذيٌ الطٌعمِ
داعبته ايادي أمٌ الأسير
فلسطيني لن يهاب دبابة الغبار
فلسطيني يلبسه الصهيل
منذ الولادة حتى آخر المسير
إذن..! ارحلوا أيها العابرون
إلى شتاتكم
مثلما اتيتم عُراةََ تعودون
نحن هنا الباقون ، الصامدون،
لن يمرٌ هذا الرخيص
و لو على جثْثنا إن خرْ النبض الأخير
نحن رخام البيت البررة
لِيرحل سماسرة الخونة
و لتتنحٌى من امامنا عربدة الأجير
ماكثون وإن تحرٌكت الجبال
فلسطيني يُرابط ،
صامدا ، مزمجرا ، باسلا
فوق التراب بلا سرير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق