الثلاثاء، 11 يناير 2022

كذبة بحجم كرة الثلج / قصة لـــ نجوى العريبي /جريدة الوجدان الثقافية


 ===== قصة قصيرة====

كذبة بحجم كرة الثلج
السماء الفيروزية، والماء اللّجين، يلتقيان في امتداد أزرق هادئ، أفقه بلا نهاية، والمصطافون بين لذة السّباحة ، والتمدّد على الرّمال، تنعما بأشعّة الشّمس، فيما انشغلت بتتبّع أخدود محفور في الرّمل، كيف نسجته الطّبيعة بكلّ تلك التعرّجات والمهارة !!
الآن كلّ ما أدريه أن لا رغبة لي في السّباحة ، أو الاستلقاء للحملقة في السّماء، أو مرتادي الشاطئ، أو إتيان عمل نافع.. تلك الحالة التي تنتابني فأضرب عن كلّ شيء.. عدت إلى الأخدود أتبع ازوراره كما لو كان حُبابا يترصّدني، ابتسمت لخاطر مرق بفكري، وقفت، سمّرت نظري في الأخدود وسرعان ما قرفصت وشرعت أنكش داخله بكلّ اهتمام، مرّت بي صديقة سألتني ماذا أفعل؟ ولست أدري لمَ ادعيت أنّي أضعت ساعتي اليدوية، مباشرة انكبّت تبحث عنها معي، ثمّ انضمّ إلينا آخرون، وصدّقت أمر البحث عن ساعتي ، ونسيت كذبتي التي اختلقتها لتسلية نفسي... كثرت الأيادي والمشاركون،
توسّعت دائرة البحث، ومعها ازداد عدد المساعدين، حتّى غصّ أحدهم :
وجدتها، وجدتها، هاهي؟
أحقّا ساعتك من الألماس؟
فيما حنجرتي ظلت تصرخ بالصمت مبحوحة:
لم تكن ساعتك مفقودة، إنّها ساعة أخرى..
نجوى العريبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق