السبت، 15 يناير 2022

نشعر بقيمة الجمال عند افتقاده/عمر أحمد العلوش/جريدة الوجدان الثقافية


 مقالة

(نشعر بقيمة الجمال عند افتقاده)
فالبعد يفتق مشاعر دفينة ، نحن لا نشعر بقيمة الاشياء الجميلات إلا عند إفتقادها وعندما تحتضن اليد اليد الأخرى (عند المرة الأولى ) والتي من خلالها احتضنت كوناً بأسره ولامست شغاف القلب من اليد الأخرى ، وتنسل اليد من اليد ينسل وينحسب معها قلب قتله الوجع حتى البكاء ..فتضيع الكلمات وينفصل العقل عن اللسان وتتوه العبارات(ونحن من نعلم يقيناً أن الامتناع عن الفعل فعل )- وكذا عدم القيام بفعل انقاذ الغريق هو فعل - لنشعر بأن هذا الكون أصبح كخرم إبرة .
عندما يبتعد ويغادرنت شخصاً عزيزاً ألفناهٍ وعشقناه يعترينا شعوراًغريباً.
استطيع ان اشبهه بسفينة تغادرالشاطئ
على مهل .
سفينة كلما بعدت عن موطنها وبدأت تغيب وتتلاشى ملامح ذلك الموطن بالافق ..... و تغرب تفاصيل ذلك الوجه ترانا ينبجس في وجداننا ويُخلق فينا حباً اخر كان دفيناً ربما كنا نجهل مكمنه
فجأة يستيقظ ويكبر ويكبر كلما ابتعدنا .
ونُسقط على ذلك الحب جمالاً من هوانا يزيده بريقاً وروعة كلما ازدات مسافة البعد وطالة الغربة وبالوقت ذاته ينسحب من ارواحنا وضمائرنا مشاعر آخرى تركناه هناك قبل ان يغادر وكأن
اجزاء منه تركها هنا قبل مغادرته يقتله الحنين اليها ....وأخذ أجزاءً منا معه يقتلنا الحنين اليها .
لتبقى الموجة تتلهوج وراء الموجة تركض لتطالها وتشتكي لكن عبثاً كل المحاولات ، ليذوب القلب ، ويستبد الشوق وهو يحتضن جمراً ويحصد وجعاً ، بأشواكه.... وآلامه .......لنمسي على قيد جمر نحترق و نتصدع ونحن ببقايا نفس ......ونبل العذاب نحن له أبٌ وأم .
المكان والوجه سقيناهُ ودادا ورعيناه وفاءً ، وهمنا به شوقاً فهل سيذبل ذلك القلب يوماً وتموت أوراقه ..ويبرد العطر البريء المنسوج في خلايانا ....... وتتساقط النجوم نجمة وراء نجمة والأمس يصير عمراً من وجع .
ومازالت السفينة تمخر عباب البحر......... في إبتعاد والموجة تركض وراء الموجة .....ومازال القلب يعارك السماء وقدعرفنا نبل العذاب و ام كلثوم تصدح ودليلها محتاراً قائلاً :
قريب مني تناجيني وطيف بعدك يخايلني
بعيد عني تناديني ومين يقدر يوصلني
وأخيراً :
أتُرى القلوب عند بعضها ؟ هكذا قالوا
أن نشعر بقيمة الجمال عند افتقاده
هذه خيبة في الروح وفي سلم القيم والمعاني السامية نحن مسؤولون عنها دون سوانا .
بقلمي : عمر أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق