تهنئة
كل عام وأنتم بخير
وهانحن على مشارف اَخر الدرج نودع زمنا من العمر ...
وليس غريبا فقد أنهينا سنوات من حياتنا...ومازالت النهاية تحيا على جسر العمر...تقطف الأيام بيننا زهورا أحيانا...وتكسر فينا الأغصان بلا مواعيد ولا استئذان....
سنة الحياة...تكوين وولادة ثم رحلة نحو الفناء...
هكذا هي الأعوام...لابد لها من نهاية في أرذلها....لكي تعيد تكوينها ثانية وثالثة إلى مالا ندركه...ذاك هو الغيب الذي لاسلطة لنا فيه ولا عليه...
ولكن لنا أن نتوقف ونتأمل ونتسائل حتى نقوم ما يستوجب التقويم...
ماذا أنجزنا خلال هذا العام؟ وماذا ربحنا وبالمقابل ما حجم الخسائر؟
ماهي الأشياء التي أفرحتنا...وبمن التقينا وماهي أجمل الخطوات إلى بر الأمان والسلام...
بمن جمعتنا الدنيا وهل من أعمال خير... ؟وماذا قدمنا لبعضينا وللوطن وللإنسانية جمعاء؟
ماهي أخطاؤنا؟ وهفواتنا؟
هي أسئلة عدة لابد أن نتوقف عندها لندرك أننا أحياء...وأننا لانعيش عبثا ولا للعبث بالقيم والنعم وبكل ما أوتينا من جمال كوني...
وليسأل كل واحد نفسه ...دون محاسبة أوعقاب...فالإنسان بطبعه خطاء وخير الخطائين التوابون...
أما عنا فنقر ...رغم الفقد والوجع ...والمتاعب...فإنا ربحنا محبتكم...وربحناكم إخوانا وأخوات..أحبتنا في الله....نتعاون...نتبادل الحديث في شؤون الأدب والثقافة ...وشؤون مجتمعاتنا...وقضايانا الهامة وعن مجموع الإرهاصات والمتاعب التي تنهك شعوبنا...دون نسيان الوباء الذي أخذمنا جل تفكيرناودمر معنوياتنا واقتصادنا وأنهك شبابنا بطالةوسوء تدبير...
هي أموركثيرة جعلتنا نعرف كيف نقدر الكاتب والشاعر والفنان الرسام والمسرحي....وكيف لعب الرواد عبر وسائل التواصل دورها المهم في التقريب بين الشعوب ونشر ثقافة السلم والسلام ... والعمل على الرقي بالثقافة والأدب...وتشجيع الإبداع....
كما قدرنا دور الممرض والطبيب.ودور المعلم وكل رجال ونساء التربية...ووقفنا تحية للمرابطين على الحدود...ولرجال السلطة في محنتنا مع الوباء...بل شجعنا كل المبدعين كل حسب هويته وهوايته...
أدركنا أن الأدب والثقافة سبيلان للتعرف على كل أقطارنا بميولاتها الثقافية والإجتماعية والإقتصادية...فرقتنا ألوان الأعلام ولكن التقينا على الوحدة والتضامن والملة واللغة...فلم نفرط في بعضينا رغم المعاناة وما خلفته كورونا على كل المستويات ... ولكن أدركنا أنه بالمحبة والتضامن والتحلي بالمبادئ والقيم المثلى يمكن أن ننتصر على كل ما يحل بنا.... وأن ننبذ العنف والحقد والحروب نحو سلام شامل وعادل ...
كان أروع حب وتضامن ووحدة بين الأدباء والمثقفين الأحرار على طول خط المنتديات والمجلات بمدرائها وأعضائها ومشرفيها ومسؤوليها المبدعين.. الذين يرفعون القبعة للأقلام الراقية الهادفة...وبالتالي نرفع لهم شارة النصر...
كل عام ونحن إخوة بلا حدود نؤسس وطننا العربي الكبير ونحافظ على لبناته وركائزه الضاربة في عمق التاريخ والحضارة
نعيمة سارة الياقوت ناجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق