الجمعة، 15 أكتوبر 2021

زوجة خيّاط سراويل "الدُّوقْ" بقلم محمد جيد القيروان

 زوجة خيّاط سراويل "الدُّوقْ"

وقد لاذَ الحياء بالفرار من وجهها القصديريّ المتمَعِّرِ وهي تصيحُ على البقّال العجوز قائلة :
"أنا التي أطّتِ السّماءُ و بُسّتِ الجبالُ لذِكري فاحذر أن أسخط عليك فقد ولجتُ بيت الكرام و جاورتُ النبيل ابن النبيل" وهي تغرس يدها الصفراء في كيس بذور الصنوبر وتميل برأسها وكأنّه ابريق شاي ذاب تحته الجمر فمال فانسكب القليل منه وكذا ينسكب الكلام العطِنُ من فيه تلك النتنة . هنا غضب العجوز سرّا وأبْدى ابتسامة عريضة كابتسامة صغير الضبع ووزن لها بعضا من تلك البذور ثمّ دلّها بخبث على جاره بيّاع" اللوز الأمريكي " وهو في الأصل غريمه و عدوَّ جيبه
فأراد أن ينتقم منه بهذه اللئيمة ...على الأقل يعوض بعضا من خسارته بانتشاء صدره وهو يرى جاره يَنْمَعِسُ غيضا من زوجة خيّاط الدوق .... فجأة يقلب الجار الطاولة ويسبّها فقد ظهر بعد ذالك أنّهُ أكرم زوجة الدوق نفسهُ فكان أقوى منها قربا و أعزَّ منها جنبا لسيد القوم فمن زاد قربه زال خوفه وكأنّ ذالك الدوق المأبون سفينة نجاة ... وهو مثل ديك روميّ غبيّ لا يصلح للأكل لبشاعة رأسه المقززة.
ما هذا المستنقع ؟؟!
اللعنة !
...
بقلم
محمد جيد
القيروان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق