فصل الزهايمر
دفعت دفتي النافذة فانطلقت الشمس بكل وهجها ، حتى أنها وضعت يدها تحمي عينيها من أشعتها ، ثم أحالتها أعلى جبينها ، جعلت منها ساترا بين مد بصرها و الأشعة المتساقطة عموديا على وجهها . الطقس يشجع على الانطلاق خارج تلك الجدران الباردة ، لكنها لن تستطيع ، أشغال كثيرة بانتظار لمساتها . حنقت على حياتها و سيرها الرتيب البالي . نفضت عنها غبار الغضب و سارعت كالنحلة إلى عملها قالت " لا شيء يزعجني " ثم أخذت ترتب البيت على ذائقتها ، تعد الطعام كما تشتهي ، ترتدي شتى موديلات بين الغرف و المطبخ ، لا شيء يزعجها . يفتح الباب الزوج عند باب الصالون ، تغسل يديها بليمونة فوق المغسل تنظر إلى وجهها في بلور الفرن المعلق ، ترسم ابتسامة عريضة ذابلة و لا شيء يزعجها.تدفع دفتي النافذة ، الطقس غائم الشمس تطل فقط بشق عين واحدة، إنه الخريف ،الجو مرتبك لا يهدأ على حال . الغبار يعلو في الحديقة و أوراق الشجرة الوحيدة تحشر أنفها في كل مكان . تغلق النافذة ، تأخذ مرهم التهاب المفاصل تهون وجعها تتناول حبوب الزهايمر و تعود فتفتح النافذة من جديد.
مريم الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق