وقفة: ____عايدة_____( من الأرشيف)
وأسألها : هل أنت موجعةٌ ياسيدةَ الغروب » بعياءٍْ بادٍ تلتفتُ نحوي لتقول :«... ورغم ذلك- أنا- عائدة...
عائدة الى زمن الملحِ والعرقِ المرِّ... زمن الجرح أرتِّقه
بباقٍ من شراييني....أيها الغريب : لقد ادمنتُ فتات الدمع أجمعه في أحداقي....أدمنتُ آهاتي الملوثة أعتقها خمرةً ترحل بلا رحمة في شراييني فتزهر - صبَّارا وعوسجا...
سيدي : عايدةٌ- أنا- الى حيث العلقم اشربهُ حدَّ الإحتراق... الى حيث الحنينٍ أركِّزهُ بركانًا يقذفني شظايا.....أيها الغريب : - رغم الوجع ...انا عائدة اليه....».....
قاطعتها : « إلى من ؟!!!!» أرسلت بصرها بعيدا ورفعت يدها إلى خدها تتقي وابلا كاد ان يغرقنا ....و
لم ترد...
احترمت نزْفها....وبصمت مضيتُ ، وحينها فقط ادركتُ معنى :
لكلِّ شيءٍ آفةٌ من جنسه
حتى الحديد سطا عليه المبردُ
....لقد فاجأها ماهو اقوى منها ، وعصفت بها العواصف والأنواءُ فمزقتْ أشرعة قلبها ، وألقت الامواج العاتيةُ بقاربِ حياتها على صخور الليالي المنزويةِ في أودية التِّيهٍ والنسيان...فجلستْ تستقرئ
تاريخ انكساراتها....وتبكي ضعفها وقلةَ حيلتها......
بكتْ - عايدة- حتى أبكتْ النوارس حولها...وابكتني معها...
- بعد أيام ٱنحصر الموجُ فإذا في القاع : جثتها..
________________________ هارون قراوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق