زبد البحر 9
بقلم الإعلامية والصحفية السورية رنا قلفه
أنا لست بخير
قالها الظلم فأنا كالظلام أسير بمفردي في طرقات الوطن الضيقة أمسك الظالم بي ضربني وإبتلع أصابع يدي السوداء فاسود وجهه
فالظلم أصبح أرحم من الظالم فهو يبحث عن الأيامى أيامى الوطن
كل شخص يتفاخر بوطنه وهؤلاء الأيامى لا يملكون وطن
فمن يعوضهم عن حنان وطنهم
من يعوضهم عن لمسة يد جدتهم العجوز و إبتسامة جدتهم العجوز التي كانت عندما تبتسم تزداد تجاعيد وجهها
هؤلاء سافروا وركبوا غيمة بيضاء لا يعرفون إلى أين ستتجه تلك الغيمة فالرياح تدفعها إلى المجهول ومنهم من قرر ألا يغادر ويزرع على أرض هذا الوطن لو غرسة واحدة في كل يوم يعتني بها ينتظر أن تنمو تلك الغرسة ويستظل تحت ظلها
في كل يوم تتسارع ضربات القلب تتمنى أن يتوقف الزمن للحظة لترتاح قليلا ثم تطلب منه ان يتابع سيره
واليوم نسأل من هو المخطئ ؟
هل هم أيامى الوطن أم الشر أم الوطن؟
الوطن بريء
فالمخطئ إذا إما الأيامى أو الشر
هؤلاء الأيامى إرتدوا الملابس الملونة بدلا من ملابس الحداد فالحداد بعد ثلاتة أيام لا يجوز
ومن يعيش هنا رفض أن يرتدي اللون الأسود فالوطن لم يمت فهو حي يرزق وهو بخير
ولكن من قال أنا بخير هو ليس بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق