/// تخثِّرُ الكلامِ ..
شعر : مصطفى الحاج حسين .
تخثَّرَ الكلامُ
وهاجَ الصَّمتُ
وحطَّ الليلُ
على دمعتي
وتعثَّرَ القمرُ في نجواهُ
تجعَّدَ وجهُ الوقتِ
الدربُ يمشي بِلا مُسافرينَ
الهواءُ تقيَّأَ نسائِمَهُ
وارتمى الندى بأحضانِ الجمرِ
إنِّي أتتبَّعُ مراكبي المحطَّمةَ
أتمسَّكُ بثوبِ الدهشةِ
أتملَّقُ صعودَ رؤاي
وأُنادي على شيءٍ لا أعرفُهُ
ولا أُبصِرُهُ
ولا أؤْمِنُ بِهِ
لكنَّ الزمنَ يتداركُ جدرانَ وحشتي
اللَّيلُ يحتلُّ جسدي
الماءُ يغمرُني بالعطشِ
والسماءُ تعتمِرُ بهواجسي
الأرضُ أنزلتني عن ظهرِها وولَّتْ من دوني
البحرُ هاجمَ أشرعتي وأبادَ لهفتي للرحيلِ
والجهاتُ تراكضَتْ وأنكرتْني
قال الكونُ :
- لا مكانَ للسوريِّ .. إرحلْ
قالتِ المعارضةُ :
- سنطردُكَ .. أيْنما حللتَ
وقال الموتُ :
- وحدي الذي يشفِقُ عليك
فاطمئِنْ .. لنْ أتخلَّى عنكَ
وكان لابدَّ لي أنْ أقبِّلَ يدَ الموتِ
على روعةِ الاهتمامِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق