//رجع أمسي//
عَلَى قَلقٍ يغيمُ الأمسُ مِنِّي
وتُمْطِرُنِي مَجَازًا ذكرَياتِي
فتُوقِظُ حَاضِري حِبْرًا ظَمِيئا
وَسُقْياه السَنَابلُ مُفْرَدَاتِي
عَلى أرَقٍ يُقَلِّبُنِي نَشِيجِي
فَتَنْدَلِقُ الرُّؤَى مَطَرَ اللّغَاتِ
وَتُنْبِتُنِي حُرُوفِي كالدّوَالِي
تُظَلِّلُ مَا غَفَا مِنْ أمْنِياتِي
وكنت ألوذُ في صمتي لذاتي
إذا سَقَطتْ بكَفِّي كالفُتاتِ
أمانٍ من ثُرَيّا في هُتافي
خَبَتْ يوم النّعيقِ بتمتماتي
وكنتُ اغافلُ الأفواهَ تهذي
بأنِّي بالخيالِ لَفِي سُبات
وأنّي مذْ لَقِيتُ الشعرَ نبْضا
أنادِم حِبْر بحرٍ منْ لِداتي
وأرشُفُ خمرَ حرفٍ من جنونٍ
بإبريق الطيوفِ الباسقاتِ
وأنشِدُ بينهم نغَمًا غريبًا
كسجعٍ في الليالي الآفلاتِ
وأنِّي لستُ منهم في المراسي
كنبعٍ في العيون النَّاضِحات
وأهوى ريحَ قفرٍ في ثقوبٍ
لناي في صُروفي النائحات
شَقَتْ روحٌ بعزفي حينَ مَرّت
ولم يدْروا بحزنِ العالقات
كغُصن قاب إثمار تهاوى
فكفّ التيه قطف الجائعات
ومازال اصطباري رجعَ أمْسِي
لأنثر ثرَّ جرحي..... كالفرات
(مفيدة السياري تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق