... تسابيح ...
إفتتاحيّة ...
عندما أنتمي
لوطني
ووطني ينتمي لي
ينتهي موسم الأحرف الفاترة
ينتهي وجع الذّاكرة .
... نكهة ...
تعلّمت أن آكل الآن – خبزي لوحدي
وأن أشرب – الآن – كأسي لوحدي
وأن أحرس – الآن – عينيكِ وحدي
لانّ إنتظار التحوّل في غابةٍ من مرايا التّردّد
فاتحة للتّردّي
وأنّ الرّفاق القدامى
يُغَطُّونَ من اليثور الكريهة جلدي
وأنّ دمي يقرأ – الآن – كُلَّ الوجوه
ويرتَدُّ للبحر لحظةَ بدءِ الحصار
ليحمل عبءَ التّحدي
... البداية ...
أبدأ من حلم يأخذ حجم الأرض
من قلب ينبض بالرّفض
من بحر يغمد فيخاصرتي خنجر
من مرآة تعكس أحزان الفقراء
وآلام السّجناء
وأضرحة الشّهداء
من دَمٍ ياخذ شكل الماء
من ذنب أبدأ لا يغفر
أَقْرَاُ
من وطني أبدأُ
... أم العرائس ...
آتيكِ بازهار النَّدَى
وطيورَ النّورسِ
رؤوس الإخوة الأعداء
لكن .
معذرة يا مولاي
لا تدخل هذه القرية
فالقرية فيها ما فيها
يكفيها موتًا
يكفيها ما أمتدّت إليها من ذلك
... النّخلة ...
نخلة واحدةٌ
أصلها ثابتٌ
فرعها في الصّحراء
والسّماء الّتي تحتويها معبّأَةً بالنّخيل
لا أريد معاقرة الحرف
فالحرف ينبض فيّ وأنبض فيه
ولكنّني
كنت أعلم مذّ فكّ الطّلاسم
أنّ الإلاه يحدّق في الشّيء
يصرخ
كن
فيكون
وها أنا مثل الحجارة والصّوت والضّوء
انشقّ نصفين
نصف لهذا الإلاه ، ونصف لذاك الإلاه
وما زلت أحلم
ليت الطّيور الّتي راودتني عن الحُلمِ
تحمل أعشاشها وتعود
وليت هذا الّذي بين هذا الإلاه وذاك الإلاه
غُمامة صيف
إنّني أستعير التّعاويذ من كلّ صنف
وأحملها
أصلُها ثابت في يدِي
فرعها في الصّحراء .
.. تعب ...
وطني يتحوّل في كفّي ورودًا
أزرعها في عينيْ الطِّفلِ الآتي من آفاق الغيب
وجودًا
يحملُهُ في اوقات الشّدّة ذاكرةً
في إوقات الجزر حُضُورًا
وأنا أتنقّل بين الفعل وبين الضِّدِّ
أحمله
أًثقَلُ من دمي وطني
أثقل من وطني زمني
نافذة الرُّؤْيَا
من يحمل عَنِّي هذا الْعْبْءَ قليلاً
... وصيّة ...
للّذينَ يجيؤون من بعْدُ
ألفُ سلامِ
وبعضُ الكَلامِ وبَعْدُ
أيّها الرٍّفاقُ الباحثونَ عن الكنزِ
والجاهِ والعِزِّ
لا مجدَ في أرضنا
لا تشُقٌّوا الثّياب علينا
ولا تَظْرِبوا ظِلّنا بالعصى الغليظةَ
لا تَبْصِقُوا خلفنا
أقِّلُّوا من اللّوِمِ
فاللّومُ داءٌ تغلغل فينا في جسمنا واساء لنا
وابدِؤُوا من جديد
كلّ آتٍ سعيدٌ
لا تقولوا إنتحرنا على دين أباءِنا
... علي السعيدي شاعرمن المناجم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق