مواسم الشتات و الجفاف
********************
أيُّها الحزنُ، سلْها:
كم مضى من عمري؟
وما زلتُ أجوبُ الدروبَ والأزقّةَ القديمة،
وأنا أسألُ عنها الشواطئَ والقرى،
والزجاجاتِ الملقاةَ على الساحلِ تتنكّرُ لي.
أسألُها عن رسائلي المفقودة،
تلك التي حملتْها الرياحُ يومًا
في غفلةٍ من نافذتي المواربة،
لتنثرها رمالًا في صحراءِ القلق.
وعينايَ تحدّقان في المجهول،
ذاك الذي يحملُ اليأسَ والفأسَ بيدٍ...
أيّتها الأشجارُ المشاكسةُ،
ستنامينَ نومتَكِ الأبديّة،
وترحلين عن ذاكرتي
كما أوراقُكِ الخضراءُ
في مواسمِ الشتاتِ والجفاف،
لأنّي سئمتُ السؤال.
أيُّها العنبرُ العالقُ في الأناملِ والحروف،
رفقًا، عُدْ بنا
لنرتوي من رحيقِ الصبابة.
وبكلّ اللغات ننادي:
أيّتُها الرسائلُ المموسقةُ المنمّقةُ،
ما زلتُ أحلم بالإيابِ،
وأسألُ عنكِ النوارسَ والمغيبَ...
ليتَهُ يجيبُني الشروقُ،
وينزاحُ عن غدي الظلام.
**********
محمد شداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق