"زهر الرُّؤى في. صمت اللّيالي"
غريبُ الحلمِ يَصحو في دُجايا
ويَزرعُ في المدى وجعي وخَفَايـا
تُناديني الرُّؤى وجعي القديمُ
وتسقيني المرارةَ في رُؤايا
أُحاورُ ظلَّ قلبي كلَّ ليلٍ
فَيَصمُتُ ثمَّ يُفشي لي شكايا
أُبعثرُني على أعتابِ صمتٍ
فَيَجمعني الحنينُ إلى بقايا
أنا البوحُ الذي خافَ الكلاما
وصرخَ ولم يجدْ صَوتاً سِوايا
أنا زهرٌ نما في أرضِ قَحطٍ
أحِنُّ إلى السحائبِ والهَوايا
أنا الطَرقاتُ تُوقِظُني وحيداً
وتُسقِطُ في طريقي ألفَ آيا
أنا أملٌ يراودُني صباحاً
ويخذلني المساءُ مع العَشايا
أنا صوتُ المآذنِ في ليالي
تُنادينا فتوقِظُ فينـا الحَيايا
أنا نبضُ الخيولِ إذا تمادت
جراحُ الأرضِ تستصرخُ رُعايا
أنا وجهُ الطفولةِ إذ يُغنّي
بأحلامٍ تَخطّتها المَنايا
أنا جذرٌ تشبّثَ في رُباها
ولو جارَت عليها الريحُ عَيايا
أنا النهرُ الذي عطِشَت ضفافٌ
فأروتها الدموعُ مع الرجايا
أنا القُدسُ التي صَلّت بدمعٍ
فأوقدت النجومُ لها سَنايا
أنا أمٌّ حملتْ بين الضلوعِ
حكايا الأرضِ، أورثت الحكايا
إذا ما الليلُ غطّى كلَّ فجرٍ
فإنَّ الشمسَ تَنهضُ من خفايا
فإنْ هبَّ الرّبيعُ على رُبانا
سَتُزهرُ في المدى كلُّ الرُؤايا
فاطمة بنعمار / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق