السبت، 25 أكتوبر 2025

الغجري بقلم د. محفوظ فرج المدلل

  الغجري 

إلى الشاعرة المبدعة 

والمترجمة القديرة 

سولارا الصباح من ( كينيا )  

—————-

مَنْ قال بأنَّ الغجريَّ الخارجَ في اللا أزمان

وليس له موضع قدمٍ فوق ثرى

لا يعرفُ أنا منذُ عصور الصيدِ الحجريةِ 

لا نعرفُ بعضينا 

كنّا نستجمعُ كلَّ قوانا في القنصِ 

آلتنا العدوُ العدوُ

 كفهدٍ يجري خلفَ طرائدَ

تسبقُ في سرعتِها البرقَ 


الحريةُ


براءةُ قلبينا ،

وتساوِينا في الانسانيةِ 

إلى أنْ نَتَفيّأَ ظِلَّ صنوبرةٍ أفريقية


( سولارا ) كانتْ تُمْسِكُ كفّي

تسبقُني حتى تتحاملَ نفسي

كي تسبقَها لكنَّ الحجرَ الافريقيَّ كريمٌ 

في لألائِه 

ألْهَمَهُ الرحمنُ  الحبَّ 

فوَحَّدَنا  إلفينِ


انحسرَ المدُّ على النيلِ الأزرقِ

فاضَ النبعُ نقيّا 


قالتْ : من أيِّةِ طُرُقٍ  

كنتَ سلكتَ تخومَ البحر 

الأبيضِ نحوي 


قلتُ : ( سوسا الليبيةُ ) مُنطلقي

عند ضفافِ المعهدِ 

كانَ دَليلِي  تحتَ الحجرِ الرومانيِّ 

المركونِ بزاويةِ المسرح 


قالتْ : أتذكَّرُ  أنِّي في ( كينيا)

أحسَسْتُ بوخزٍ  يدفعُني

نحوَ ضفافِ المعهدِ

أحسستُ بانّي عدتُ إلى الفطرةِ 

يحدوني نَزْعٌ أكديٌّ 

نحوَ الخطِّ المتمرّدِ فوق الطينِ 

الأحمرِ


وهبتني ( سولارا ) حين  تلاقينا حِرْزاً

سحريّاً

 قالتْ :


قُلْ حينَ تدوسُ ثرى الجبلِ الأخضرِ

أحْبَبْتُكِ  يا أفريقيا في الله

ستحبكَ كل المخلوقاتِ على الأرض 


د. محفوظ فرج المدلل


تحت ظلال أشجار الصنوبر في غابات الجبل الأخضر ( مدينة شحات ) الغالية1999م



حكيم رغم بساطته بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 حكيم رغم بساطته


سألني العريف كوكب في محاولة منه معرفة ما إذا كنت متدينا بحق أم أن لحيتي هذه مجرد خدعة و تمويه، قال: هل يجلس المصلي أربع جلسات للتشهد في صلاة المغرب ؟

قلت: - ببساطة شديدة، و ببلاهة مني - عقلا و منطقا ذلك غير وارد إذ كيف تكون أربع جلسات للتشهد في صلاة قوامها ثلاث ركعات ؟!! 

قال: - ضاحكا من جهلي - أولا: الدين لا يؤخذ بالعقل ولا بمنطق ولا يعبقرية ولا بذكاء بل يؤخذ الدين بعلم و بخبر صادق [ أقسم بالله أنني أعجبت كثيرا بكلماته هذه ]

ثم أتبع قائلا: هذا أولا، و أما ثانيا: فإن إجابتك هذه لا تشير إلى أنك متدين بحق، و لذا وجبت عليك العقوبة 


قلت: نعم قد وجبت علي العقوبة، لكن ذلك لا يمنعني من الاعتراف بروعة تلك اللفتة منك في مسألة كيفية تناول أمور الدين، و يسعدني جدا أن أسمع إجابتك عن سؤالك الذي لم أحسن الإجابة فيه


قال العريف كوكب و هو يؤكد لي أن العلم في كل مجالاته يؤخذ بالتعلم و بحسن قيام بمقتضيات الخبر الصادق الذي نقل عن امرئ صادق، قال: يدخل المصلي الصلاة وراء إمام جلس للتشهد في الركعة الثانية من صلاة المغرب فيجلس المصلي مع الإمام فهذه جلسة أولى للمصلي، يقوم الإمام للركعة الثالثة و يقوم معه المصلي، يجلس الإمام للتشهد في الركعة الثالثة فيجلس معه المصلي [ فهذا هو التشهد الثاني للمصلي ] يسلم الإمام مؤذنا بانتهاء الصلاة فيقوم المصلي متابعا صلاة ما فاته من ركعتين وراء الإمام، ف يركع و يسجد المصلي بعدها و يجلس للتشهد في الركعة الثانية من صلاته [ فذاك هو التشهد الثالث لهذا المصلي ] ثم يقوم المصلي للركعة الثالثة من صلاته و يركع و يسجد و يجلس للتشهد فتلك هي أربع جلسات للتشهد في صلاة المعرب 


أيها الأحباب:

على الرغم من بساطة العريف كوكب إلا أنه قال كلاما محوريا في آليات النظر إلى المسائل المهمة في حياتنا العملية 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 85

في مدرستي.... بقلم الكاتب ادريس الجميلي

 في مدرستي....


فاتنة تنعم بأحلى الكلمات و أخرى تمجد كل الحركات .تتحرك الشفتان لنيل محبة الإمام ...عفوا هكذا سمعت أخبارهم قالوا انه امام ...اسم نكرة غير معرف فليس هو الإمام .يمشي ولا أصل له في التحية .نظرته تنبع من جذور السرو و الفلين أهدابه تغطي مسامات الجلد على حافة الجفنين .خطواته تعلن في كل مرة خطوات ثعلب يصطاد فريسته تحت الغطاء و أسنانه مخفية .هذه جارية تدخل قاعة الدفن و بين يديها أوراق بيضاء فتسأل سيدها : ما أحوال القضية؟

نظر الإمام و الضحكة تغمره قائلا: لقد ربحت القضية.و مشى متمتما :كم هي خسيسة  و جبانة سأخبر جارتها بما لدي من أخبار الصباح أو العشية .

تمعن إمام الإدارة شاكرا وقاحته متمسكا بتسابيح جلية ...هذا بائع الابتهالات لمن ردم حقيقة الحياة...في كل ركن من مدرستي أجد الأشلاء في كل حائط من مدرستي أشم البغاء ...تلك سيدة الصبوح و أخرى ملكة الغبوق و الآخر صانع الابتسامات ....ترى من هؤلاء البسطاء ...أراه يهفو يجهر بدعاء الليل كي ينسى ما ولى و فات و لكنني أأسف لانتمائي لهذه الكائنات..مازلت أهنيء نفسي بوجودي ضمن صنف العاهرات لولاهم لما رصفت الكلمات.

هذه مدرستي ليتني كنت سرابا فأمحو خفايا الماضي و أعلن القصاص على من نصبوا أنفسهم لشد ادارة الرذائل و الموبقات.


ادريس الجميلي



جدلية العلاقة بين الأدب..والوعي القومي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جدلية العلاقة بين الأدب..والوعي القومي


-إن الأدب في تجلياته المشرقة،عليه أن يكون أدب الرؤيا المضادة لجيل الهزيمة،الرؤيا التي تصوغ معادلة لا إنفصام فيها،تتلاءم مع الديمقراطية والتحرّر الوطني من ناحية والتحرير الإجتماعي من الناحية الأخرى (الكاتب)


إنّ الوحدة القومية للأمّة العربية يدعمها تراث زاخر من القيم الروحية والأخلاقية،صيغت إبان إشراقات النهضة العربية،تلك القيم تشكّل رافدا روحيا تتوحّد في ظلّه الأمة العربية،فتراثنا الحضاري وأخلاقنا العربية وقيمنا العليا التي ورثناها عبر العصور،هي من أقوى الروافد للأمة العربية،وتشكّل في جوهرها مادة خصبة تصلح لأن تكون موضوع مادة دراسة يتناولها الأدب بأسلوب مستساغ ينبّّه فيه الميول لتلك القيم والمثل العليا،فصياغة مشاهد من حياة المجتمع العربي قديمه وحديثه،والتقاط حوادث مهمة من التاريخ وتقديمها بصيغة أدبية هادفة،تنقل بصورة لا شعورية الإحساس المشترك بوحدة التاريخ وتغذي الشعور الوحدوي،ذلك أنّ تاريخنا العربي حافل بالإبداع ومفعم بالإرهاصات الأولى لقوميتنا العربية وهو بالتالي معين لم يغرف منه الأدب مثلما نريد أو كما يجب أن يكون،ولعل ما استطاع أبو تمامأن ينقله للعرب جيلا بعد جيل من صور أدبية رائعة لقيم الشهامة والشجاعة والدفاع عن الوجود القومي في قصيدته عما فعله المعتصم في يوم عمورية يشكّل مثالا جيدا لما نروم الإشارة إليه في هذا المجال..

إنّ النّفس البشرية عند الأديب تتماهى مع الواقع لتصوغه في شكل تجليات تعكس ما يمور داخل الوجدان العام من أحاسيس ومشاعر،ولهذا كان الأدب سبّاقا في سبر أغوار الأمة وفهم تداعياتها في حالتي الإنتصار والإنكسار بما من شأنه أن يشخّص الهموم ويحدّد ملامح المستقبل المنظور ويرتقي بمشاعر الإنسان إلى مرتبة الوعي والتحدي،ولذا كانت الثورات مسبوقة بنهضة أدبية وفكرية تستبصر آفاق الطريق وتؤسس للإنعتاق والتحرّر وتسمو بطموحات الأمة إلى الغد المنشود،مثلما حدث في الثورة الفرنسية والثورة الروسية،فلقد كانت مثلا روسيا القيصرية بلدا متخلّفا لكنّه أنجب في القرن عمالقة الرواية والمسرح والقصة القصيرة في العالم:دوستويفسكي،تولستوي،تشيكوف،غوغول..اخترقوا حصار التخلّف ونجحوا في صياغة الواقع:جدلا حيا مع الماضي والحاضر والمستقبل إقرارا منهم بأنّ أحدا لا يملك الحقيقة المطلقة،وأنّ آراءنا جميعها ليست أكثر من اجتهادات نسبية مهما استحوذنا على أدق أدوات التحليل،وبهذا استطاعوا كوكبة واحدة:نقادا وأدباء..-رغم أسوار التخلّف العالية-أن يكونوا طليعة الثورة الثقافية الروسية قبل فلاديمير لينيين،وكان ذلك عطاؤهم الحضاري للعالم الجديد،بالرغم-أكرّر من مطبات الركود والتخلّف..

فلمَ لا يكون لأدبنا في ظل أوضاعنا العربية الراهنة،الدور الفعّال في تثوير الواقع طالما أننا في أمس الحاجة إلى سبر أغوار النفس البشرية،ووصف ما يمور في خباياها من عواطف وأفكار تجسّد علاقة الإنسان بالأرض والوطن ولنا في تاريخنا المثخن بالمواجع أمثلة غنية:فحياة اللاجئين الفلسطينيين وعواطفهم ومشاعرهم أثناء مغادرتهم قسرا لأرضهم أو أثناء عيشهم في الشتات،ثرية بالمادة التي تصلح للإبداع بما من شأنه أن يبلور تلك المشاعر وينقل تفاصيلها للمواطن العربي،وهذا يعني أن قضية الأرض والوطن يجب أن تكون من ضمن التيمات الأساسية في أدبنا الحديث كي يكون-هذا الأخير-صادقا ومؤديا للرسالة التي نرومها،ومن هنا يجوز القول أنّ للأدب دورا فعالا في تغيير معالم الحياة التي نعيشها من خلال إعتماد رؤية شاملة تستشرف آفاق المدى المنظور وتعتمد في مقاربتها للواقع:الكشف الجارح،التحريض العميق..وبالتالي فإنه يهيئ امكانية لعملية التغيير تفوق امكانيات وسائل التغيير الأخرى..فمن أبرز سمات عصرنا،وبخاصة في المنطقة العربية،هي المحاولات التي لا تتوقّف من أجل تدمير الإنسان،وإهانته،وإلغاء دوره،ونفيه ماديا إذا اقتضى الأمر،تضاف إلى ذلك حالات الإستيلاب الإجتماعي والفكري،في الوقت الذي تفيض فيه ثروات النفط لتطغى على المؤسسات المالية في الغرب،ولتشكّل بطريقة إنفاقها مثلا صارخا على الإنحطاط والتردي وكل ما يرد من أفكار سوداء يروّج لها خصومنا.فماذا يمكن أن نفعل إزاء هذا الكم الهائل من التحديات،وإزاء هذه الموجة الصارخة من اللاعقلانية التي تسود الواقع العربي في المرحلة الحالية؟

أليس من ضمن مهام الأدب المؤثر المساهمة في وضع حد لهذه التجاوزات التي تجري بشكل صارخ في طول الوطن العربي وعرضه؟!

ألم يكن الإرتباط العاطفي والقومي الحميم بين الثورة والجماهير هو الذي شدّ في البداية قطاعات عريضة من النّاس لشعر محمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو ومظفر النواب..وهو نفسه الأمر الذي تكرّر في الحرب اللبنانية،حيث انعكس هذا الإرتباط في شعرشوقي بازيغ وغيره..

ألم يتمكّن الراحل نزار قباني بشعره من تحرير مساحات لا بأس بها من أرض الوجدان العربي المحتل بالأمية والخوف والقهر،وهناك كثيرون غير نزار،ولكنه الأكثر شعبية..

أليس بإمكان أدبنا المعاصر واعتمادا على المناخ الذي أفرزته الإنتفاضة صياغة معادلة جديدة،من شأنها منع الإنغلاق أو التسيب،وتحديد الصيغ والعلاقات بين ما هو خاص وقطري،وما هو عام وقومي،وكيف يجب التصرّف في هذه الحالة أو تلك !.

وفي الأخير،هل قُدِّر لنا نحن أبناء الخيبات المتراكمة أن نعيش مرحلة أخرى تتسم بالإنكفاء على الذات والإستبطان العميق دون أن-نراجع-الأسس المشكّلة لمنظومة القيم والمبادئ العربية ودون أن ندرك:أي العناصر في الثقافة العربية تتسم بالأصالة ؟ وما الذي يحتويه التراث العربي الإسلامي من دروس وعبر قد تصلح للحاضر ويمكن توظيفها في شكل إشراقات إبداعية تنفض عنا غبار الإنكسارات وتؤسس لغد مشرق في المدى المنظور!؟

إننا من خلال هذه الأسئلة نروم استجلاء أفق جديد لأدب جديد يدرك الحاضر ويتشكّل به،لكنّه يرى المستقبل ويعمل على تشكيله،ذلك أن دور الفرد في الأدب يضاهي دوره في التاريخ: فبمقدار ما يعي الفرد الظرف التاريخي ويتجاوب مع منحاه يكون ممثلا ومحصلة لمجمل الظروف الإجتماعية.ولذلك،فبمقدار ما يعي الكاتب واقعه،أي ظرفه الإجتماعي،يكون محصلة لهذه الظروف،في الوقت نفسه معبّرا عنها،وممثّلا لها في الحقل الثقافي،يساهم في حركتها مثلما ساهمت هي-الظروف-في إيجاده.”فالأدب الواقعي العظيم منذ هوميروسو مرورا بشكسبير وبلزاك وغوته ومكسيم غوركي.وعبر مساره،كان يضع في أولويات توجهه الدفاع عن مشاعر الإنسان،وعن القيم الفاضلة للإنسانية،وذلك عن طريق تعرية الواقع وفضح الجوانب الظالمة،وإدانة قواه الغاشمة في هجمتها الشرسة والرعناء لتحطيم البناء الداخلي السامي للإنسان..“

ما أريد أن أقول:

أردت القول أنّ الأدب الجيّد هو الذي يكون في جوهره رافدا لدعم صمود القومية وحساسية الإنتماء وضمانا اتوجه المجتمع العربي نحو التحرّر والإنعتاق،فالذائقة الفنية للمتلقي العربي نزّاعة إلى التطوّر وتجاوز النموذج التراثي وهي بالتالي تستعجل الوصول إلى المحمول الدلالي والتأثر الجمالي لأسباب لها علاقة وطيدة بطبيعة المرحلة السياسية إن على المستوى القطري أو على المستوى العربي،لذا فإنّ الأدب في منحاه-الواقعي-عليه أن يتحدى الأمر الواقع ويصارع تيار الهزيمة ويتجاوز واقعها المستمر والمستجد،دون أن يكون“أدب“ النصر الشعاري،بل أدب الجدل المثمر بين الهزيمة والمقاومة،لا يكتفي بالإدانة والهتاف لثورة حتى النصر،بل يتوغّل في أدغال الهزيمة وشعيراتها الدقيقة وجذورها الدفينة،يعري انعكاساتها على الفرد والجماعة والوطن والعقيدة تعرية قاسية،ويكشف لنور الشمس كل الخطايا والحقائق الخافية تحت أدران من الأراجيف والإفتراءات،وبذلك يقابل التحدي التاريخي بإستجابة تاريخية ويصبح في حلبة صراع الأقدار في المنطقة،البطل الإيجابي للمرحلة بمدها وجزرها معا:لنقرأ لأحمد فؤاد نججم”اصحي يا مصر “و“ايران“وغيرهما..نجد هذا الشاعر الذي يكتب بالعامية المصرية-خارج قاعات الفنادق الفاخرة-ينجح في تحويل كلماته إلى فعل وانفعال بحركة النّاس العاديين البسطاء ورؤاهم،طموحاتهم واحباطاتهم،أحلامهم وأشواقهم،ويصبح شعره خروجا من أسوار الذات الفردية ودخولا ما في دائرة-الوجدان العام-دون أن يكون انفصالا بين الذات والمجموع،بل نوعا من التقارب وأحيانا الإلتحام وفي أغلب الأحيان الحوار مع النفس والجماهير والثورة أو القلق الإجتماعي الدافق،وبذلك أمسى جزءا لا ينفصل عن تيار الثورة القومية وطابعها الإجتماعي المتقدّم..

لمظفر النواب نجد هذا الشاعر المهموم بقضايا أمته في نخاع العظم يجسّد في أشعاره هموم الشارع العربي ويلتحم بكلماته بالوجدان العام للشعب ويتمكّن من توظيف المعجم السياسي للشعر في ارتباط وثيق بقضية الثورة العربية،وفي المقدمة منها المقاومة الفلسطينية منطلقا من أغوار الذات ودهاليزها السرية إلى معروضات الحياة وشواهدها الظاهرة الحية.وبذلك استطاع أن يحرّر أجزاء واسعة من الوجدان العربي،خلقا وتذوقا،من الرواسب الثقيلة الوطأة في تراث المديح والهجاء والفخر والرثاء..

وإذن؟

هل يكون الأمر إذا مبالغة منّي إذا قلت أنّ الأدب في تجلياته المشرقة،عليه أن يكون أدب الرؤيا المضادة لجيل الهزيمة،الرؤيا التي تصوغ معادلة لا إنفصام فيها،تتلاءم مع الديمقراطية والتحرّر الوطني من ناحية والتحرير الإجتماعي من الناحية الأخرى،وتغدو بالتالي الإستيعاب التاريخي لتداعيات هذه الأمة،ذلك بعد أن أصبح الإنسان العربي يعيش لحظة كونية موسومة بكل ما يناقض الكلمة وينقضها في ظل عالم يشي بفساد الضمائر وسقوط القيم الجمالية بفعل سطوة-القاهر-ولهذا فهو يحمل في وجدانه هموم القومية وانكساراتها،واهتزاز الهوية واهترائها،وفقد تبعا لذلك،ومنذ مسيرة الثورة المضادة عام 79(معاهدة كامب ديفييد) المكونات الأساسية لشخصيته القومية الجمعية وهو الثأر واباء الضيم،إلا أنّه لم ينفصل قط عن تصعيد الدعوة الراديكالية لتغيير اجتماعي جذري،ولم ينفصل لحظة عن البحث الدامي الدؤوب عن الديمقراطية والإنفتاح والتطور..

فهل يُحقّ لنا في الأخير أن نتساءل: هل للأدب دور حاسم في تفعيل الوعي القومي ؟

والسؤال في الأغلب هو نصف الجواب..


محمد المحسن



وعد عشق الممات كلمات....الشاعر عماد شكري حجازي

 .....وعد عشق الممات......

عينيك وهج عشق

 الممات 

وسكب أحداق العناق 

تشتاق لك جل الأشواق 

أناك وعد السماء إغداق 

مسار التنهيد اعتمال

 إرتشاف الرواق 

حدب ترياق مرورك

 من صراط 

شريان يسري حليل

 قرانك رباط 

أحبك همسات وجوب 

إحتلال 

لثمات ثغرك الوارف

 اصطكاك 

حنايا مجابهة عشقك

 الإيواء 

وعدي وحنين قربي 

إلاك أكتب 

سطر من سطور روحي

 بروحك 

وفاق اختلاج الأجزاء

ذاك حلم حدب خصر 

اشتمام رحيقك إلتياع 

متوني صوبك اقتفاء 

هاك قصيد قد تنداه 

حديث روح تستخير 

بقربك احتماء 

هذا نبضي يسري من

 غمد سيفي إلى 

صدر حبك المختار

 كل أنات الوثاق 

لك العين رؤاها 

أحلام تغدقك أميرة 

روح فؤادي كل

 أزمنتي عناق 


كلماتي ....الشاعر عماد شكري حجازي


الجمعه مساء 24/10/2025

إشارة الأصدقاء



على هامش مهرجان الجونة السينمائي متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش مهرجان الجونة السينمائي

تونس..تتألق من جديد..بفوزها بجائزة أفضل فيلم عربي روائي


كما هو معلوم،مهرجان الجونة السينمائي هو مهرجان سينمائي دولي يقام سنويًا في منتجع الجونة،على ساحل البحر الأحمر في مصر. يُعتبر أحد أبرز وأهم الأحداث السينمائية ليس في مصر فقط،بل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها.

في هذا السياق،تحصل الفيلم التونسي "وين ياخدنا الريح"،إخراج آمال القلاتي على جائزة أفضل فيلم عربي روائي بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي الذي أسدل ستاره ليل الجمعة.

وثمنت وزارة الشؤون الثقافية،وفق ما نشرته على صفحتها الرسمية "فايسبوك "،دور هذه التتويجات العربية في تحفيز المبدعين التونسيين،بما يؤكد جدية مقترحاتهم الفنية والجمالية وقدرتهم على كسب رهان المنافسة على المستوى العربي والدولي.

وشهدت الدورة الثامنة من مهرجان الجونة هذا العام عرض أكثر من 80 فيلما،تراوح بين الروائي الطويل والوثائقي إلى جانب الأفلام القصيرة،كما تم الاحتفاء بمئوية المخرج العالمي يوسف شاهين،وعدد من نجوم السينما من العالم..

ختاما نؤكد أن مهرجان الجونة السينمائي لم يعد مجرد مهرجان عادي،بل أصبح منصة ثقافية وسينمائية حيوية تساهم في تشكيل المشهد السينمائي المعاصر في المنطقة،وتضع مصر بقوة على خريطة السينما العالمية.


متابعة محمد المحسن



خجلي بقلم الشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي

 خجلي

حسن إبراهيم حسن الأفندي


لا الشعر صاغ مشاعري ومقالي

لا النثر قدّم ما يجيش ببالي

ماذا يفيد الدمع يوم مصيبة

والناس في موت وسوء الحال

هبني كتبت قصيدة مروّية

فالحرف لا يجدي مع الزلزال

يا أيها العرْب الكرام أما كفى

هوْن ولات مناص من إذلال

شهداؤكم بلغوا المئات وما لهم

من باكيات وآسف وموالِ

يبكي عدو الله فردا ميتا

ونساؤنا ذُبحت مع الأطفال

خجلي بأني من عريب منزلي

يا بئس من نسب وبئس مآل

كانوا لعهد غابر أبطاله

واليوم دون الصفر من أبطال

يا ويحهم خانوا تراث جدودهم

ونسوا لدين الله في إهمال

وكأن لا موتا سينزل ساحهم

أو يلتقون الله يوم سؤال

ماذا تراهم أن يقولوا يومها

خفنا من الكفار يوم نزال

ولنا القصور الشامخات تحفنا

فعلام نرفس نعمة بقتال

لا القدس مسرى الأنبياء يهمنا

أو ليس من رب له ورجال؟

من كان منا غارقا في غيه

عادى لأمريكا وغرب جمال

هم سادة الكون الكبير ملوكه

والعرب ما ملكوا لبعض نصال

والحق ما الإيمان ملء قلوبنا

فمنافقونا مضرب الأمثال

                       ********

يا أيها الجبناء إن حماقتي

تطغى على شعري على أقوالي

ومن السفاهة أن أخاطب خائفا

ومن الحماقة أنثني لمحال

لك غزة الأحرار رب إن رمى

لم يبق من سهل لهم وجبال


امرأة ضائعة بقلم الكاتب (عبد الفتاح حمودة)

 امرأة ضائعة

لم تعد تهمني الحياة بكل ما فيها.. لا زوجي، ولا أولادي، ولا بيتي، ولا أي شيء.. فليذهب كل شيء إلى الجحيم.

زوجي يذهب إلى العمل من الصباح الباكر، ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من الليل، وكذلك الأولاد.. طوال هذه الفترة يكون الملل قد تمكن مني وأحكم إغلاقه تمامًا.

ماذا أفعل؟! وقد فعلت كل شيء حتى مللت الحياة كلها.. نظافة البيت وترتيبه، زيارة أي أحد من الجيران أو الأهل، الجلوس على شاطئ البحر القريب من البيت، متابعة التلفاز... إلخ. فلم تعد لي أي رغبة في شيء، فقد استفحل الروتين اليومي فأصبحت الحياة والموت سواء..!

كل ما أفعله هو أن أترك جسدي جثة هامدة على فراشي، وإذا نهضت من نومي أشعر بغاية الكسل والخمول، فأعود إلى النوم مجددًا.. هكذا أقضي يومي كله في الاستسلام للنوم، فليس أمامي سواه.

يعود زوجي من العمل متأخرًا فيجد أنني لم أعدّ له أي طعام، وهذا ما كان يثير غضبه وانفعاله بشدة، فيقسو عليّ بالضرب والسباب، وقد يحث الأولاد على فعل ذلك.

ووجد زوجي حلًا مناسبًا، فقدم الدعوة لأشقائه على طعام الغداء في يوم عطلته الأسبوعية من العمل، فقد ظن أن ما فعله سوف يجعلني أتحرر من قيد الملل المحكم، ولكن عبثًا بلا جدوى، فلم تفلح محاولته في ذلك أبدًا.

فقد ينتظر يوم عطلته أن أتحرر من قيدي، وأغتسل، وأرتدي ملابس مناسبة، وأستعمل المكياج والعطور، ويجد البيت في قمة النظافة والترتيب، وتفوح منه روائح زكية، وإضاءات خافتة تبهر العين..

ولكن هيهات، فقد غاب عن باله أن يوم عطلته الأسبوعية تتجمع فيه ألوان الكسل والخمول، فأحتضنهما كأنني أخاف أن تتركني هي الأخرى كما تركتني الحياة بكل ما فيها مجملًا وتفصيلًا.

احتار زوجي في أمري.. أحيانًا يشعر أنني فقدت عقلي تمامًا، فيهددني كلما عصيت أمره أن يودعني إحدى المستشفيات الخاصة لعلاج مثل هذه الحالات، وأحيانًا يشعر أنني في قمة العقل، وأن كل ما أفعله ما هو إلا عناد ظاهر وتحدٍّ سافر..!

أما عن نفسي، فلست أعرف هل فقدت عقلي فعلًا، أم أنني في كامل قواي العقلية.. أو كلاهما معًا..!

ضاق زوجي ذرعًا بي، فقد أخبره بعض الجيران أنهم وجدوا أسفل المنزل بعض الأشياء ملقاة: ملابس جديدة ممزقة، ومأكولات، وعملات ورقية ممزقة... إلخ.

والحق يُقال: أنا نفسي لا أعرف لماذا أفعل كل هذا، وكيف، ومتى..!

أسوأ ما وجدته من زوجي مقارنته لي بامرأة بعينها، أو بأي امرأة يشاهدها في التلفاز: كم هو الفرق ما بين القبح والجمال..!

هكذا كل النساء أفضل مني في كل شيء، وقد تجاهل زوجي أي صفة طيبة فيّ، كأنني الوحيدة من بين النساء التي تنفرد بالعيوب والمآخذ دون أي صفة حسنة تُذكر، والأخريات حوريات من الجنة لا عيب فيهن!

لعله نسي أو تناسى أيامًا كان يسعد فيها بالجلوس إليّ، ويصفني بالجمال الهادئ، وأنني هدية من السماء، و... إلخ.

ربما زوجي على حق فيما يقوله، ولكن ما ذنبي في طول فترة غيابه عن البيت؟ لو كان يعمل على فترتين، فيحضر إلى البيت بينهما، ربما تغيّرت أمور كثيرة، ووجد مني المرأة التي يتمناها ويرغب فيها.

كلما سخر زوجي مني نظرت إلى المرآة، فأرى كم انطفأت شمعتي، ولم تعد لي أي حيوية أو نشاط أو إقبال على الحياة، فأصبحت كالميت الحي.

لا أعرف ماذا أصابني، فضعفت قواي، وفتر إحساسي بالحياة، ولم تعد لي رغبة في العيش أبدًا، ولم يعد هناك ما يشغل بالي.

لا أخفي سرًّا أن سخرية زوجي مني، ومقارنته بغيري، أحد الأسباب البارزة التي أفقدتني الاهتمام بنفسي أو ببيتي أو به هو.. فلو حدثني بكلمة طيبة، ولو كذبًا، لعله ساعدني على إعادة الروح إلى نفسي ونهضت من كبوتي..!

انقطعت صلتي بالناس، فلم أعد أرغب في زيارة أو استقبال أي أحد. فلم أعد أبالي بمن يطرق بابي أو يتصل هاتفيًا، حتى لا تأتي من تحدّثني عن زوجها وعن استقبالها له عند عودته، وعن ما تقوم به من نظافة البيت وترتيبه و... إلخ.

منذ بضعة أيام مرض زوجي، ونقل إلى غرفة العناية المركزة في إحدى المستشفيات، ولكني مكثت في بيتي.. لم يشغلني مرضه، فليمت بسلام، فماذا قدم لي لكي أبكي مرضه أو موته..!

لعله إذا رحل إلى السماء أفرغ لكبوتي دون أن ينغصها عليّ،

وبالفعل مات الرجل.

فإن كان قد مات اليوم، فقد سبقته منذ سنوات...


مع تحياتي

(عبد الفتاح حمودة)


دمع ... بقلم الكاتبة أوهام جياد الخزرجي

 دمع

... أوهام جياد الخزرجي 


أيُّها القمرُ ليلي معك ،تلألاُ فيه النجومُ ،وقِبلتي رؤاك،ومقلتي فاض فيها الدمع.

25/10/2016



عن التعليم بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 عن التعليم

==++=++=

عن التعليم لا نسأل

ولا نسأل عن الأدب

فعند الناس منزلة

ومنزلة لدي العرب

فعند الناس تعليم

به تسمو على الرتب

وتحيا دائما فردا

وتحيا في ربى الكتب 

ولكن عندنا نرجو

به عيشا فوا عجبي

إذا ما كنت ذا علم

وذا فقه وذا أدب

فأنت بحجم عصفور

على أعتابه تثب

وتطلب حاجة دوما

وذو ظمأ وذو سغب

وعند القوم شحاذ 

ومغرور وذو كرب

فوا أسفا على علم

ويا أسفا على أدب

عسي الرحمن يجزينا

ويهدي أمة العرب


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

وراء الكلمات بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 وراء الكلمات


وراء الكلمات،

صمتٌ يلتف حول روحي كخريف بلا أوراق،

يحمل وجعًا أحمر،

ويخفي ما لم تجرؤ أنفاسي على قوله.


وراء الكلمات،

أشباحٌ بلا عنوان تجوب السطور،

تزرع الشوق في حنايا قلبي،

وتهمس: كل ما بينك وبين العالم

أعمق من أي حديثٍ مسموع.


وراء الكلمات،

أنا هناك… وأنت هناك،

كل هزيمة وابتسامةٍ

ما بين حرفٍ وحرف،

ينتظر أن يُقرأ بلا صخب.


وراء الكلمات،

ربما الحقيقة،

ربما الصمت الذي يبوح أكثر

مما نجرؤ نحن على النطق،

ربما نحن، أخيرًا، بلا أقنعة،

نلتقي حيث لا نهاية للضوء،

ولا نهاية للكلمات.


✍ سعيد إبراهيم زعلوك ✍



بائعة الورد بقلم الكاتب مصطفى سريتي

 بائعة الورد

يا بائعة الورد...!

وردك قد يغري

من به حور 

و عطره قد يسبي 

من يغوص في البحر...

أنا يكون لي مثلك حقل

أغرق في شتلاته ليلا

و أسبح في أمواج 

عطره فجرا...

فأشتم بين أشواك 

ورده : فرحة النصر 

يا بائعة الورد...!

أجمل ما فيك من لون:

لون الحمرة المطروح على الخد 

تغريني منه كم قبلة...

فتحييني إن طالت

بعناق حتى بزوغ الفجر...

يا بائعة الورد...!

إن كنت قد همت 

في الأرض بلا عوض...

فأنا لا زلت منتظر 

باقات حب مرصعة 

بالود لا بالحبر...

أغازل بها قمري 

اتباها بحسنها في سهري

صوتك في الصمت بدا

لحنا شجيا مرتعدا...

يهمس في أدني اليوم و غدا

وردي إليك مرهون 

مذ رمقت عيناي بسمتك

ما حملته بين ذراعي

  إلا أن يكون بحوزتك...

يا بائعة الورد...! 

كفاني وقفت بباب الصبر ملتجئا 

خديني بديلا عن الورد معذرة

و ضميني لصدرك مختبئا

بين الفل و الياسمين مقدرة

و قبلي الباقة كأسا ممتلئا

بقبلات الحنين لعاشق ذاك الورد..  

عيوني بلون حبك ممطرة 

دموع الأفراح سقيا لروح الورد...

فلا تجف باقات أزهارك يوما

و لا ينضب  لها ريح و لا عطر

فاختاري لورودك  قصرا 

تحيى فيه معشوقة طول العمر...

 

مصطفى سريتي 

المغرب



لستُ بلقيسَ بقلم الشاعرة دنياس عليلة

 لستُ بلقيسَ

ولا عبدتُ الشمسَ دونَ اللهِ

قبلَ أن يفرَّ عرشي إليك،

لكن هدهدًا محنّطًا

نقَرَ خطوي

حين كنتَ من الغائبين...


خلعتُ بابَ النملِ

دون أن أستشعرَ موكبَك المهيب.

ما حاجتي إلى فتاتِ نبوءاتٍ

والأرضُ تمِيدُ تحتَ قدميَّ صلاةً؟!


غيابكَ محراثٌ أنبتَ الزرعَ

في جسدي.

يُقالُ دابّةٌ أكلت عصاك،

وأنتَ تتكئُ على كتفِ عشقي

باحثًا عن الله...

دفنتُ النبأَ في جرحي

قبل أن يرتدَّ إلى قلبي طرفٌ،

وأَسْلَمتُ لك مع العالمين...


لستُ ملكَةَ سبأٍ،

لا مملكةَ لي غيرَ حبِّك.

لكنني

أعرفُ كلَّ حبيباتِ سليمانَ؛

كنتُ أراقبُهنّ

وأنا أُعاودُ ترتيبَ حشودِ الآلهةِ

المنتصِباتِ في بهوِّ الربِّ...

كلُّهنَّ أنيقاتٌ

بكعبٍ عالٍ من العبوديةِ،

قلوبُهنَّ بين يديك كالعجينِ

سبعُ مئة امرأةٍ شهيةٍ

تكفي لمؤونةِ ألفِ عامٍ من النبوءةِ...


كلُّهنَّ

جميلاتٌ،

ناعماتٌ،

باستثناءِ واحدةٍ

غيرت صورتَها الأولى...


تَسوءُ سُمعتُها

كلما التهمتْ حكمتَك نيّئَة...

كَجنيةٍ صعلوكةٍ،

تتَّسعُ في خاتمِكَ المفقودِ

تنصهرُ في سبابَتِكَ المُنتفخةِ

ببَراهين المعجزاتِ،

كحجارة غيرِ كريمٍة...


تحتكِرُ النبيذَ والريحَ،

ثم تُختمُ بلسانٍ قذرٍ

مكاتيبَكَ السِّرّيةَ...


"علتْ عليكَ

وما كانتْ من المسلمينَ"

لكنَّ النارَ تشابكت بألسنةِ الماءِ،

فسقطتِ الملائكةُ بِمَمْلَكتِها الضحيّةِ...


لستُ بلقيسَ،

لكنني

أحبُّك حدَّ الفسقِ وحدَّ التُّقى،

في انتظارِك

لم انتظر معجزةٍ جديدةٍ،


أنْتَظرتُ عودةَ طائرِ الغيبِ

حُرًّا من النبوءةِ 

أحبُّك حدَّ الكفرِ بكَ، وحدَّ الإيمانِ


..........................

بحبيباتِكَ....


دنياس عليلة

25 أكتوبر 2025



الجمعة، 24 أكتوبر 2025

كفى أمر الجاهل بقلم الكاتب عبدالله النجار

 🇵🇸✌🇵🇸✌🇵🇸✌

كفى أمر الجاهل فقد فاق الدلالة والجهل ذاهب لا محالة من باع الأرض قد باع المآلة ومن أضاع التاريخ أورثنا آياد محتالة أثمن الأشياء ضاعت وكأنها بقايا النخالة الرجال مالت والأفعال أصبحت مزاج وحالة كنا خير أمة حملت سيف الحق وحققت العدالة كنا أسياد الأرض أقوام الشجاعة والبسالة أيها الواعظ تكلم فقد ظهرت آثار الثمالة للظلام فجر حتما سيأتي نور حر يمحو الضلالة

//عبدالله النجار

قالت وجع القصيدة بقلم الشاعر الإعلامي محمّد الودّاني

 قالت وجع القصيدة 

كيف تداعب  الورود 

وأنتَ حديقتي في الوجود

وأنت أميري  وشوقي  

في فلوات الزمان 

والعهود......

قالت وجع القصيدة 

أنا الجسد الظمآن 

أنا الوردة العطشى 

بين الأغصان 

أنا أحترق الآن 

وأنت العطر والرّيحان 

قالت وجع القصيدة 

أشعل فيّا شموخك 

الفنّان.........

وقدّمني لجنون صمتك 

قربان ......

وارسم على جسدي  

غيماتٌ ودموع 

أيّها النّجم الحيران 

قالت وجع القصيدة 

كيف أفسّر 

اليُتم في الوجدان 

وهل أنت جماد ......

أم إنسان....

قالت القصيدة 

بأوْجاع الشعر

وبشهقة الفراق ....

بغواية الورود ......

في الخيانات.......

وروح الشيطان..... 

قالت وجع القصيدة...

كيف أقطف بُرعم الورد .....

من الصّدر......

مُرتعشٌ بين الأغصان .....

وكيف أسافر شعرا.....

عبر الأزمان ......

واراقص أشواق 

الفستان........

قالت وجع القصيدة 

في غيوم شفتيها.....

كيف أزرع الآن ... 

الورد والألوان......

وأنا أفارق حبيبا 

كان شمسا يسري ....

بين الاوطان .....

كنتُ على سواحل شفتيه ....

عسلٌ وزوايا دُخان .......

يا وجع القصيدة 

كيف يطلع من ليلك.....

قمران........

محمّد الودّاني



لمـــــلمـــــــة شــــــتات بقلم الشاعر محي الدين الحريري

 لمـــــلمـــــــة شــــــتات

-----------------

                    24 / 10 / 2020

يـاشـامُ حـبُ الأمـسِ يـغـزو كـيـاني      

       يُذكرني بالراحلينَ مـن أهلي وجيرانـي

كـم عزَّ عليَّ فـــراقُ مـن  هـــجروا 

       وشــقَّ عـلـيَّ رحيـلهـمُ  دون عـنـــوانِ

في أقاصي الأرضِ انتشروا شتاتا 

      ومـنهـم مـن .. اختـاروا رِحابَ الـرحْمٰـنِ

فَخَــلَت الحيــاةُ إلًا من ذِكـــرياتٍ

      تـعبُــرُ آفــاقـــاً فـي خـيـــالي ووجدانـي             

بـيّاراتُنــا التي غـصتٔ بـالأعـنـاب  

       جَـفّـت ومـات الياسميـن مـع الريحـانِ                               

وأطـفـالٌ كـانوا يلـعبـونَ الـغمـيضَـةَ  

        رَحلوا دونمـا استِئـذانٍ  قـبـل الأوانِ

وغدونا أمواتاً في بِلادِنا ومـــازِلنـا

        نـردِد  نشيـد .. بـلاد العـرب أوطاني           

أطبقَ الــشَّر عليـنا من كـلّ صوب

       مُطلِـقـاً للـموت الـرهيـب  كــلَّ عـنــانِ

من شَرقٍ ومن غربٍ انهالت عليْنا 

     شـياطينُ الأرض ومردةُ الإنس والــجــان                    

وهبناهمُ حضارةفحقدوا علىٰ أمـة 

     حُـبٍـيَـت  الخـلـد  مـن .. واحــدٍٍ ديـــــانِ

بـلاد العـرب أوطــاني ..فـي دمـي  

     أمــلٌ راســـخ ..  فـي  جــذور بُـــنيـاني

هـنا..وهـنـاكَ فـي ..الشـتـاتِ وفي  

    الـمـهجـرِ  أيـنـمـا حـلَـلْـتَُ يَـعـرُبِـيٌ كـيـانـي

بلاد العرب أوطاني من مكة إلىٰ 

     قــدس وإلـىٰ بــغــدادَ .. دِمَــشقُ عنوانـي


                   محي الدين الحريري



ليتني لم أحب بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 ليتني لم أحب

ليتني لم أحب 

عشقت قلبا من خشب

أحببت قلبا أصما

أضرم النار في كياني 

ثم رحل وهجر

اختار سرب غير 

سربي وطار!

اختار درب دون

دربي وسار!

وكان للوفاء والاخلاص 

خائنا نكارا

يا لوعتي ويا لوعة الفراق

فراق تسبب للفؤاد 

نزيفا دفاقا

كيف انجو من هذا العشق؟!

كيف أنساه وأنسى هواه

وأشفى من جرح غدره وجفاه

وهل لجرحه بلسم وترياق؟ 


بقلمي يوسف بلعابي تونس


--كرسي المحطة-- بقلم الكاتبة روضة السمعلي/تونس

 --كرسي المحطة--

على الرصيف المقابل 

وبين ذاكرة ونسيان

تجلس وحيدة

تسترجع شريط الذكريات

كم قصيدة كُتبت 

على أخاديد الورق 

تزينت بالقوافي

لا حدود للكلمات 

حين يتعثر الحنين 

على صفحات الذكرى

هناك حيث المحطة الأخيرة

يبكي الحنين دما..

وتجلس الأحلام 

في الزاوية المنسية..

تتضوع الضحكات 

على الرصيف المائل

ويتمايل الكرسي حزينا

لم تكتمل القصة بعد..

رصيف وآلاف العابرين ..

وتبكي القصيدة على 

غيم المسافات..

يرحل المودّعون دون التفات

يغمرهم ريح الخريف

وتلك الحكايا المرسومة 

على أخشاب حزينة 

وذاك الكرسي والذكريات

الغائرة في أنفاس الأفق

تعاند الصفحات ..

تنتشي السناجب العاشقة

على لحن الصافرات

وهي هناك.. 

لازالت وحيدة 

يمزقها أنين وصمت ..

هناك على الرصيف الخلفي

يتأرجح الحنين بين الذكرى والنسيان

ليتهم يعودون من رحلتهم الأخيرة

وذاك الكرسي قد أرهقه الانتظار..

   روضة السمعلي/تونس


*...لَا...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...لَا...*

كَيْفَ لَا 

و أنت 

في كلّ الدّروب 

الشَّقَاءْ

مقفرة حتّى بحضورك

السَّمَاءْ

للزّمن مضيعة

تأسرك النِّسَاءْ

هامتك المُطِلَّة

من خلف ظِلِّكْ

يدوسها كعب الحِذَاءْ 

حتّى الشّمس

التّى اختفت من خلفك

نَدِمَتْ

مثقلة بهمومك

إلى متى 

لا شيء في المدى 

يفي غرض الجسد

إن استقام 

أو إنحنى

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


**((جَحْشُ شُغْل)).. قِصَّة: مُصطفى الحاجّ حُسَين.

 **((جَحْشُ شُغْل))..

قِصَّة: مُصطفى الحاجّ حُسَين. 


هذه.. ليست صفاتِه الحقيقيّة، إنّما أنا أقولُها من عندي، لأنّني أكرهه، مثلما كانت عمّتي تكرهُه، وتبغضُه، ولا تُحبّه. فأنا لا أُطيقُ كلَّ من تُعاديه عمّتي، لأنّني أحبُّها، ومُتعلِّقٌ بها.  


هو قصيرُ القامة، مُندلقُ الكرش، كبيرُ الرّأس، يُغطّي صلعته بطاقيّةٍ سوداء، غليظُ الحاجبين، صغيرُ العينين، أَفطسُ الأنف، واسعُ الفم، له شواربُ طويلةٌ، غزيرة، ومعكوفة.  


كَفّاهُ سَميكتان، ذاتُ أصابعَ ثخينةٍ وقصيرة، ولهما أظافرُ تُشبه المخالب. قبيحُ الصوت، شِرواله طويلٌ أزرق، يكادُ يصلُ قدميه.  


سَقيمُ الفَهم، بَليدُ الذّهن، لا يقرأ، لا يكتب، عديمُ المشاعر، غبيُّ المظهر...  

هذا (هو)، من سيتزوّج عمّتي، الصّبيّة السّمراء، الظّريفة الوجه والقَوام!

كلُّ مَن في العائلة رفضه، وبشدَّة وازدراء، وفي مقدِّمتهم كانت عمّتي. ومع هذا، صمَّم جدِّي على تزويجه من ابنته، بحجَّة أنّه:

- ابن الحارة، إنسان نعرفه، ولا نجهله، وهو (جحش شغل)، وليس برجل التنبُّلة والكسل، وعديم المسؤولية، مثل شباب هذه الأيّام.


هكذا كان يصفه جدّي، حين كانوا يحتجُّون عليه.


بكَتْ عمّتي كثيرًا، وصارحتْ جدّتي مرارًا، وقالت:

- لا أريده... لا أُطيقه... أَقرف من شكله.


لكنّ جدّي لا يُناقِش أبدًا، وجدّتي ــ رغم كلّ القوّة التي تتمتّع بها، وذكائها الحاد، الذي كان يقدِّره كلُّ مَن حولها، رجالًا ونساءً ــ وجدتْ نفسَها عاجزة عن إقناعه.  

وخاصةً إن وُجِد هناك مَن يُعارِضه أو يحتجّ عليه.  


أما عمّتي، فقد عبّرت أمامه عن استيائها، 

ورفضها الشّديد لهذا العريس، لذلك اقتضى الأمر أن يُعاند جدّي ويتحدّى، والويلُ لمن يُخالفه، إن كانت جدّتي، أو كانت عمّتي، أو أبي، أو حتّى إخوته، بما فيهم كبيرهم.


راودتها فكرة الانتحار، أن تصبّ على نفسها (قنّينة الكاز)، ثمّ تولّع النار في جسدها!.. وعمّتي لا عيبَ فيها، حتّى يُلقي بها جدّي، لهذا الخاطب القادم! فهي شابّةٌ، في مطلعِ عمرها، جميلةٌ، تُعَدُّ من فاتنات صبايا المدينة، ذكيّة، مرحة، تُغنّي، وترقصُ في الأعراس، و(تُهلْهِلُ)، و(تزغردُ)، و(تُصفّقُ)، وتُبهر الحاضرين. وكانت موضعَ اهتمامٍ، وإعجاب، وترحاب، واحترام.


كلُّ ما في الأمر، هو عنادُ جدّي، وحبُّه الشّديدُ للتحدّي، و(تيبيس) الرّأس!.. فهذا العريس، الذي جاءت أمُّه صدفةً وطلبت يدَ عمّتي لابنها، بعد أن رأتها في عرسٍ من أعراس الحارة، ونالت استحسانها، فابنُها لم يكن يعرفُ عمّتي، لولا الوصفُ الذي نَقَلَته له أمُّه، وأخواتُه الأربع. ولم يظهر عليه، حين جاء يطلُبُ يدَها من أبيها وأهلها، أيُّ شغفٍ أو تَعلُّقٍ خاصّ بها. أمّا عمّتي، فرأته من خلال ثقب الباب الخشبيّ.


يعني، لم يكن يُحبّها، أو متعلّقاً بها. فلو كانت أمّه طلبت له فتاةً غير عمّتي، لوافق على الفور! هو يريد أن يتزوّج من أيّ فتاة، مقبولةِ الشكل، من عائلةٍ ذات سمعة طيّبة. يعني، كان تصرّفُه تصرّفًا عاديًّا، وطبيعيًّا، مثلُه مثلُ أيّ شابٍ في هذه البلدة، حين يُقدِم على الزواج: يُرسلُ أمَّه، أو أختَه، أو أيّ واحدة من عائلته، مكلّفةً من قبله بالبحث عن عروسٍ تُناسبه.


وجدّي كان ينظر إليه على أنّه شابٌ خلوق، ذو سُمعة طيّبة، يعمل بجدٍّ ونشاط، ولا يفتعلُ المشاكلَ مع الآخرين، ولا يتعاطى...

الحَرام!.. يعني، مِثله مثل معظم شباب البلدة.


وكانت الأمور عاديّة وطبيعيّة: شابٌّ تقدَّم لخطبة فتاة، وكان مطلوبًا من أهلها أن يُوافقوا، أو يعتذروا، وينتهي الأمر.


لكنّ المشكلة كانت تكمن في عقليّة جدّي وعناده.. فهو لا يعيش قلقًا على ابنته من العنوسة، بل يُدرك أنّ هناك ألفَ شابٍ قد يتقدّمون ويطلبون يدَ ابنته.


لكن، ولأنّها تجرّأت وعبّرت عن رأيها، بهذا العريس، وبكلّ وقاحة، وأمام أبيها، قالت:

– لا.


لذلك، كان على والدها أن يُعاقبها، ويُصرّ على خطبتها لهذا الشّخص العادي، وغير المهم.. فقط ليُثبت للجميع، أنّ كلمته هي النّافذة، وعلى الجميع أن يخضع لها.


حذّرتها جدّتي، وأنذرتْها، وقالت لها:

– الانتحارُ حرام!.. وعندَ الله، ستبقينَ خالدةً، مخلّدةً في جهنّم. وأنتِ تؤمنين بالله، وتعبدينه، فكيف تُقدِمين على فعلٍ نهانا الله عنه؟!


فكّرت أن تبعث لخطيبها خبرًا، تُعلمه فيه:

– أنا لا أريدك.. غَصَبني والدي على قبولي بخطبتك لي.


لكنّ عمّتي الكبرى لم تُوافقها على ذلك، ونبّهتها إلى خطورة هذه الخطوة، إن هي أقدمت عليها:

– ماذا؟!.. هل جُنِنتِ؟!.. ألم تُفكّري بأبيك؟!.. قَسَمًا، يَذبحكِ على فمِ البئر، ويَرمِيكِ فيه!


وانتهى بها التفكير، إلى أن تُكاشف أمَّه، وتُبلِغها بعدم موافقتها على الزواج من ابنها.. فهي مُجبَرة، وبرغمٍ عنها، سيتمّ ذلك.


لكنّ عمّتي الوسطى، وبّختها، وعارضت فكرتها، وبيّنت لها ما سيترتّب على مكاشفتها لحماتها بهذا الاعتراف.. ثمّ هل سيسكت جدّي عنها لو فَعَلت؟!


الجميعُ طلبوا منها الصّبرَ والموافقة، وقالوا لها:  

– تلك هي مشيئةُ الله.


وتمّ زواجُ عمّتي بهذه الطّريقة القاسية.


كانت أمّي في العُرس، تستقبل النّساء، وتَرقص، وتُصفّق.  


وحين تدخل المطبخَ لإحضار شيء، كانت تسمحُ لدموعها أن تنسابَ بصمت، دون أن يراها أحد.  


فقد كانت صديقةً حقيقيةً لعمّتي، وتحبُّها بصدق.*


 مصطفى الحاجّ حسين.



فطير مشلتت لمحمد مطر

 فطير مشلتت

لمحمد مطر 

عامية مصرية


ما.   احلاها. عشت    الفلاحة.  تصحى.  الصبح


 وتزاحمني  بطابور   العيش   وتبص لي بجاحة


وإن قلت  مالك  يا ستي  و فين عيشك السخن


 وفرنك انت الفلاحي ترد وتزق فكتفي بوقاحه


وإن قلت عجبي  عليك يا فلاحه قلت في ادبها


 ورفعت شبشبهاوعملت زي البت جارتناالرداحه


مااحلاها عيشت الفلاحةكسرت بالأمس.  قلتها


وجابت تلاجةوبتحط فيهاالميه السقعةبفلاحه


ولو تدور ما تلاقي غير الميه ولقمة عيش كمان


 نشفه أصلها   بتقلد جارتها ام برهوم بصراحه 


وماحلاها عيشت الفلاحة   نسيت جلة  بهايمها 


ماهي جابت بوتجاز  غالي و ليه الجلة صراحة


وأنبوب الغاز  بتملاها بفلوس كتير وما   هاممها 


أصلها غاوية.  تمشي تتمايل بالسكةبكل ملاحه


فين  ضاعت  ياناس  جبنتها  وزبدتهاوقشطتها


 الحلوة. وحليبها  الصافي وفطير البت الفلاحة


ما عادت.  للفجر.  تصلي.  وتنام.  لما الضحوية


 وجوزهانايم كسلان بجوارهاعم الحاج سماحه


أصله بيتفرج.  طول.الليل على نانسي.  عجرم 


وافلام.  هشك.  بشك الله يرحم أيامه السراحة


كان يصلي الفجر    وينزل غيطه ويظل فيه لما 


نهاره يخلص و. يضلم   والمغرب يدن   برواحه


ويصلي عشاه.على المخدة يرقد تحت القمراية 


ويقوم.  الصبح بنشاطه اصل أعضاؤه  مرتاحه


لكن تعال   و شوف.    الفلاحه المودرن بتاعتنا 


بتقوم الضحى براحتهاوف  كل شغله رحراحه


وإن قامت.الفلاحةبالبدري شويةتغش حليبهاو 


السمنةتغش بصناعي وتقولي دي والله نصاحه


الله يرحم ام رضوان جارتناكانت تعطيني لبنها


 وقشطتهاببلاش والعيشة والله كانت مرتاحة


ولما كانت تزرع بتزكي وربي مالي غيطانهابركة 


و طماطم.  أم رضوان  والله حمرة زي التفاحة


ما كانت بترش مبيد  ابدا  لانها عارفه أنه  سم


 هاري   وتقولي.  دي.  ماهي محتاجه رجاحه


وسمادهاكان من  عشتها وفرختها تحرر والديك


 يدن.  والفرحة   مراته.  .ببيضها كانت دحاحه


صارت بنت بلادي الفلاحه لابسه الجينزوتوينز


 وتمشي تهزر مع  غيرها  بطريقه كانت بحباحه


ومحلاها الفلاحة ماشية ومعاها الفرخةالبيضة


وعدمت  الفرخة  البلدي  اللي بتكاكي  الرماحه


وما احلاها عشت  الفلاحة   جابت تلافزيون و


 بوتجازوتلاجةبابين أصلهاوالله صارت مرتاحه


 يرحم ستي اتجوزت.بوابورجاز ولمبه. صفيح 


وحرام تتغطى  لماالدنيا بشتاهاتكون سحاحه


دلوقتي البت بتتجوزباتنين غسالةو دش ودش


وفاكره أن خراب بيت ابوها انو و الله.  بفلاحه


على سيرت.الدوش.ظمظم ابن خالتي.   لما جه 


يتجوزجابوالغربال وعملوله دش الميه برجاحه


وما احلاها   عيشت الفلاحة. تصور أنها. بتشم 


الكوكاوبتشيش وتطلع نفسها وشي بكل بجاحه


ما احلاها عيشت.الفلاحة.واقفة على الناصية 


وتمد أيدها.  تهزر وتقولوا انت وسيم بصراحه


محمد مطر


تقول لي الريح بقلم الشاعر منير صخيري تونس

 .....  تقول لي الريح

هبت قطوف نسائم الريح 


ساورت أنامل هواجس علل الروح


عصفت بمقلتي والفؤاد مذبوح


كطير سلبه القدر عرق نبض الروح


عاشق الصمت دافن السر لا يبوح


ليت سرد أمنياتي لي ضمائد


مللت ترجمة أشجان القصائد 


تفرقت تمزقت بعد أن توردت


كانت ضفائر غزل أحرف وتوارت 


تحجبت واختفت بين صحراءالمحابر 


ثقلت خطاها وهزل حبرها الحر 


سرمدية شفافة مؤنسة وحدة الليل 


اليوم تغرد فجرها ببؤس المواويل 


ريحها عاتية شرقية غربية شمالية جنوبية


من كل صوب آتية لروحي خانقة


آه وآلف آه نفسي عليلة ناحبة 


دمعي قاطرة رحلتي القاسية


جارفة بمهجتي آلامها في واصلة 


مؤلمة تؤرق رسائل مسترسلة 


هي قدري لم أتب من زيف غائبة 


أيتها الريح هل انت صائبة ؟


أم لشمل تقاريح جروحي نافعة


كيف أهواك وقد عزفت بأعماقي 


أقمت حداد فزعي وخوفي 


بكيت بكاء العذارى بلا عزاء


شربت مرارة كأس هول الجفاء 


عجاف نسائم ريحك المثقلة الآتية 


فأنا بعد لم أشف من آلامك السابقة


تقول لي الريح عذراء سارقة


عنيدة متمردة خانقة جارحة


كل الصفات من أثرك متملقة


حتى أحلامي من عثرتك شاردة 


لا هبت معي ريحك ولا كانت واردة


تنخر جسدي وكياني متعجرفة


قفي أيتها الريح هنا آخر نقطة


هنا بسمة روح للحياة مختلفة


كم عزفت بي رياح هوجاء متقلبة


كم اشتقت لرحلة عمري السابقة


بين الشوق والحنين بصمة خالدة


حفرت وشمها على صدري للذاكرة


قصيدة: تقول لي الريح 


الشاعر منير صخيري تونس 


الخميس 23 اكتوبر 2025



لعلّ... هُم ! بقلم الشاعرة زهرة الحواشي

 لعلّ... هُم !

حفيف وراء الباب... أصغي... لعلّ هُم!

اكذّب أذني حين لا حسّ لهم

والكون قد ضاق مداه بدون هم

والقلب يهتف خفّاقا: همُ... إنّ هم!

وألقي إلى تلك الثقوب بأعيني

وأأبى جواب العين ان ليسو ا هم

 ُفأفتح وسع الباب علّي أراهم

وقد خلتِ أنّ مزحة راقت لهم

ولكنّهم غابوا..ولم يتفكّروا

وصاروا قساة والجفاء منابهم

زهرة الحواشي



دمشقية من كتابات فارس سعد

 دمشقية  

همست 

يافارس الحب ارفق 

ان الفؤاد رقيق ُ

فنخل  العراق  باسق ُ

وورد الياسمين رقيقُ 

وارضك ارض الرافدين

وبردى للفرات شقيقُ

خجول نهرنا

يمر حيث الغيد 

وغيد الشام  شاردُ وطليقُ

مررت اهلاً وحللت سهلاً

طيباً  و رفيقُ

يامن رسمت الحب شعراً

وذكرت الفاتنات 

والخصر ضامر ُ

ودقيق ُ

ورسمت حول الشام طوقاً

هنا الجمال 

هنا البداية َ والطريقُ

وهنا الحب  ناراً

البرد فيه حريق ُ

وهنا من يفسد الشفتين

ويزيد في العين بريق ُ


من كتابات 

فارس سعد



كتبت ذات مساءا.... بقلم الكاتب _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

 كتبت ذات مساءا.... ✍️

_وكنتُ طاهراً....! 

كقطرةِ ندى لم تلمسها أناملُ الظهيرة

وكان قلبي طفلاً يلهو في حقول الضوء

يرسمُ وجهَ الله على صفحةِ الغيم،

ويحسبُ أنَّ الدعاءَ لا يحتاجُ سوى صدقِ البوح

لم يكن الحبُّ قد اكتشفني بعد

ولا كنتُ أعلم أنَّ للعناقِ حدّاً

وأنَّ الوردَ يخفي تحت عطورهِ أشواكاً

كنتُ أمشي في المدى عارياً من الريبة

ممتلئاً بالدهشةِ كغيمةٍ تهطلُ بلا سبب

كانت الحياةُ يومئذٍ نقيةً

كوجهِ فجرٍ لم تلمسهُ خطايا الساهرين

وكان الطريقُ إلى الله

أقربَ من شهقةِ بكاءٍ في السجود

وأصفى من نيةٍ تولدُ في العتمة

يا لبراءةِ تلك الأزمنة...

حين كانت الأرواحُ تمشي على ضوء يقينها

وحين كان الموتُ مجرّد ظلٍّ لا يخيف

والوجعُ فكرةً لم تنضج بعد

كنتُ جميلاً، لا لأنّي عرفتُ الجمال

بل لأنّي كنتُ غافلاً عن قبح العالم.


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)



أنفاس الحياة وأمل البقاء بقلم ....محمد الامين بشير الجزائري...

 أنفاس الحياة وأمل البقاء:


تفاءلْ في الحياةِ، فإنّ الفجرَ لا يخلفُ موعده، والحلمُ لا يموتُ بين طياتِ الليلِ الثقيل. لا تكن للهمومِ عبدًا، فإنّ في قلبكَ شعلةً تشتعلُ وتذيبُ الجليدَ والظلام. الحياةُ نهرٌ جارٍ لا يبتئسُ، فاغتنمْ موجته، وسبحْ في فلكِ الأملِ بلا كللٍ أو ملل.


كم من زهرةٍ جفت تحت رحمةِ الشتاء، ثم نفضتِ الأوراقَ واستيقظت للحياةِ من جديد، تشرقُ بأنوارها وتفوحُ بعطرها. فلا تيأسْ إن عاصرتَ أعاصيرَ اليأس، ولا تستسلمْ لحزنٍ يعيثُ خرابًا في دواخلك. إنّك إن زرعتَ بذورَ الفرحِ في أرضِ نفسك، سترى الغدَ مزهرًا كريما، يبتسمُ لكلِّ من آمن بالحياة.


فلتكن روحكَ صامدةً كالصخرِ، وصبركَ كالنسيمِ الذي يعانقُ الجبال، لا يخشى السحابَ ولا يخشى العواصف. إنّها الحياةُ تُعلمنا أن بعد العسرِ يسرٌ، وأن في كلِّ نهايةٍ بدايةٌ جديدةٌ تُزهرُ بالأمل والرجاء..


....محمد الامين بشير الجزائري...

تراتيل الحزن بقلم الكاتب سعيد العكيشي/ اليمن

 تراتيل الحزن

-----------------

حينما تثاءبت الحياة

من فمها الأدرد،

فردت الريح أجنحتها المكسورة،

مطّ السحاب شفاهه

هطل السراب…،


بقى الفراغ يمشّطُ أكتافَ المقاعد،

يسألُ المدى عن أسمائنا

يهمس الصمت:

ابتلعها الحزن وخبأها 

في أحراش النسيان

وأنكر الحاكم حدوث الجريمة،

ووضع جثامين أحلامها

في توابيت صدورنا

كجلاميدٍ ثقيلة. 


ومشت الشمس فوق رؤوسنا

على عكاز من عمىٰ

تعثرت بعكازها 

وفقأت عينها.


النهار سكن الظلام

وفاض الظلام بالظلام 

فتلمست وجوهنا أصابع الخراب،

ونصبت الكآبة خيامها

على قلوبنا،

وأغلقت النوافذ عيونها باليأس،

وبقت الحياة تئن 

فوق قبور أحلامنا.


ناديناها بأشداق الصبر،

أجابت تراتيل الحزن

من فوهات البنادق

ومن ثرثرة الحنين.


  سعيد العكيشي/ اليمن

نفوس مكسورة بقلم الكاتبة فردوس المذبوح/ تونس

 نفوس مكسورة

تتوارى خلف النّوافذ والأبواب

نفوس مكسورة

هزمتها مواعيد مرّت كالغيوم

تبخّرت كذكرى ابتلعها السّحاب


نفوس تعبّ من خيبات

مصلوبة على شجر لا يورق

طال انتظاره لزغردة السماء


كلّ آهة ينساب منها الوجع

تبحر في زورق بلا شراع

تصل إلى موانئ بلا حرّاس


على ركام الحلم تنبت الذّكريات

تغفو تحت سماء رماديّة

تتدلّى منها فوانيس من سراب


تتنفّس الأرصفة ضوء النّهار

تفترّ الأشجار الخجلى عن ندى الفجر

عمّا تسرّب من شقوق الشّرفات


تمدّ المدينة يديها للسّابلة

توزّع عليهم أزهارا لا تذبل

تعدهم بعالم لا يضيق بأفراحهم

ترتّل على مسامعهم

قصائد خالية من التّرّهات.


           فردوس المذبوح/ تونس


أُصبوحَةُ الميلاد بقلم الشّاعرِ حسن علي المرعي

 … أُصبوحَةُ  الميلاد ...


صبـاحُ  الخيرِ  يا  شحرورةَ  الوادي

ويا  لحنًا  سماويًّا  على أوتارِ  عوّادِ


كأنَّ  الرّيحَ  مولَعةٌ  به  مُسْتنسِكًا  

في غـارِ  عازفـةٍ  على  وجـعيْ

توزِّعهُ  على  شَفقٍ  رُؤىٰ  مُسْتصبِحٍ بالثَّـغـرِ  مَسـحورِ  الجَّـوىٰ   صـادي


تجلَّىٰ  في  النَّدىٰ  عِطرًا على الجامـاتِ  والنّـاياتِ  والنّـادي


وصبَّحنـي  شـفيـفُ الرُّوحِ   بالرّيحانِ  أنخـابًا  من  النَّجـوىٰ 

لِيُعلِـنَ  عِـيدَ  ميلادي


   الشّاعرِ حسن علي المرعي ٢٠١٥/١١/١٨م



مدينة القديس بقلم الشاعر توفيق حجلاوي

 مدينة القديس


✍️ بقلم الشاعر توفيق حجلاوي


بعيني سأرتقي إلى السماء السابعة

أبلي نفسي بنفسي...

أرقيها...

من العشق المدنس...

من الأرواح الشريرة...

من ريح اليُتم...


لعلها تفتح لي نوافذ النسيان،

ويضحو يقيني يقينًا...

بخلطةٍ عُجنت بنبيذ السراب،

أنشئ مدينتي التي لم تُنشأ بعد...

مدينة المقدسات...


هناك... وعلى مقربةٍ مني،

تلامس طهارةَ وعذريةَ الشمس،

تشهدُ تزاوجَ النجوم،

تتلذذ الخمرةُ تلامس الثمالة،

لا مكان للمجون...

يُعدم التمني...

تنتفي الأحلام...

يُعَوِّضُ السكونُ لغةَ السكوت،

تزول الآلام...

تعمّ النشوة...


تشهد ضوء البنان الخافت،

يمتزج الليل بالنهار،

لا النور يتعب المقل،

ولا السواد يجهد الناظر...


اليقين يقيني...

والدوّار دوّاري...


هناك سأظل أرتقي...

حيث يتجلى النور في صمتي،

وتسكن العوالم في نغمي،

تسقط الأقنعة عن الوجوه،

وتنطفئ المرايا،

فلا يبقى إلا الضوء...

ولا سكنها سوى القديسين...


بالبند العريض أخطُّ على أسوارها:


"لا تَقْرَبِ المكانَ ما لم تكن قديسًا."


🔹 التحليل الأكاديمي


تتأسّس قصيدة «مدينة القديس» على رؤيةٍ تأمليةٍ عميقة في جدلية الطهر والدنس، والإنسان والروح، والواقع والمطلق.

ينطلق الشاعر من تجربةٍ ذاتيةٍ ليحوّلها إلى مشروعٍ كونيّ للبحث عن الخلاص الروحي، إذ يبدأ بعبارةٍ ذات طاقةٍ صعودية:


«بعيني سأرتقي إلى السماء السابعة»


كأن الذات الشعرية تعلن منذ البدء تمرّدها على الأرض واتجاهها نحو أفق التطهّر.

في هذا الصعود، يتجرّد المتكلّم من شوائب العشق المدنّس والأرواح الشريرة، ويخوض رحلة تصفية داخلية، لينشئ عالمًا بديلًا يسميه مدينة المقدسات — مدينة لا تسكنها إلا الأرواح الطاهرة، ولا يخطو إليها إلا من تجرّد من أهوائه.


على المستوى الفني، يوظّف الشاعر إيقاع التكرار ليؤكد حالة الدوران الصوفي في قوله:


«اليقين يقيني... والدوّار دوّاري»


فتغدو اللغة دائرة مغلقة لا تنفك عن ذاتها إلا لتعود إليها، كما تتجلّى قدرة الصورة الشعرية في مزج المحسوس بالمعنوي:


«تشهد تزاوج النجوم... تتلذذ الخمرة تلامس الثمالة»


حيث تتداخل العناصر الكونية بالروحية، والخمرة بالقداسة، لتنتج حالة وجدانية عالية التوتر والسمو.


ويبلغ النص ذروته حين يعلن الشاعر أن هذه المدينة لا يدخلها إلا من بلغ مرتبة القداسة:


«لا تَقْرَبِ المكان ما لم تكن قديسًا»


عبارة تجمع بين التحذير والقداسة، بين الحلم والحظر، لتُغلق الدائرة التي بدأت بالصعود وتنتهي بالتقديس.

وهكذا تصبح القصيدة تجربة روحانية متكاملة، تتجاوز البعد الذاتي إلى أفقٍ إنسانيٍّ مفتوح، حيث يتحوّل الوجع الدنيوي إلى بساطةٍ ميتافيزيقيةٍ خالصة.


✨ الخلاصة


قصيدة «مدينة القديس» نصٌّ رؤيويٌّ يمتح من الصوفية دون أن يفقد معاصريته، ويوازن بين اللغة الشعرية المشرقة والتجربة الوجودية العميقة.

إنها ليست قصيدة عن الطهر فحسب، بل دعوة إلى ارتقاء الإنسان في زمنٍ تآكلت فيه القيم.

تبقى مدينة الشاعر قائمةً في الخيال، نداءً لمن يبحث عن المعنى وسط العدم، وسيرةَ روحٍ تتطهّر بالكلمة حتى تبلغ نور اليقين.


🔸 عن الشاعر


توفيق حجلاوي — شاعر تونسي، يكتب في فضاء التجربة الوجدانية والفكرية الحديثة.

تتّسم نصوصه بالعمق التأملي واللغة المكثّفة المشبعة بالرموز والدلالات الصوفية.

يسعى في كتاباته إلى المزاوجة بين الرؤيا الفلسفية والدهشة الشعرية، ليمنح الكلمة بعدها الإنساني والكوني.



قراءة في نص حين يشبهك النور للشاعرة زينب حشان من المغرب. بقلم الكاتب محمد ابو الهيجاء

 أستاذي الكريم، محمد ابو الهيجاء:

أشكرك من القلب على قراءتك النبيلة وتحليلك العميق الذي أنار النص وأضاف إليه أبعادا لم أكن أراها.

كلماتك وسام أعتزّ به، وقراءتك منحت قصيدتي✨حين يشبهك النور✨ حياة أخرى تنبض بالجمال.

دمت ناقدا يزرع في الحرف ضوءا وفي الذائقة سموا.


ا أجمل هذه القصيدة! إنها تنبض بالشعر والحنين والامتنان. شكرًا لك لمشاركتنا إياها.


لقد أبدعت الشاعرة زينب حشان في نسج خيوط من النور والعاطفة لتخلق لوحة شعرية رقيقة. إليك تحليلٌ لأبرز ملامحها الجمالية:


أولاً: العنوان "حين يشبهك النور"


· عنوان استثنائي، حيث يحوِّل المحبوب إلى ظاهرة كونية (النور) ويجعل منه مقياسًا للجمال والحقيقة.


ثانيًا: الصور الشعرية المتدفقة:


· الغياب والوجود: تبدأ القصيدة باستعادة الملامح من "همس" المحبوب، وكأن وجوده هو الذي يعيد تشكيل هويتها ("أستعيدُ ملامحي من همسك").

· اللغة والمعنى: تستخدم الشاعرة استعارة رائعة حيث يشبه المحبوب "الحرف الذي أعاد إلى لغتي معناها". فهو ليس مجرد مشاعر، بل هو أداة فهم ووجود.

· الطبيعة كمرآة للمشاعر: تتدفق الصور الطبيعية (الفجر، النهر، الأرض القاحلة، البحر، المطر، الورد) لتعبر عن عملية الشفاء والنماء التي يسببها وجود المحبوب.

  · "تتعافى المفردات من كسورها" – صورة جميلة تجعل الكلمات كائنًا حيًا.

  · "يا من جعلتَ من فوضاي حدائق" – تحويل الفوضى الداخلية إلى جمال ونظام.


ثالثًا: الإيقاع واللغة:


· تستخدم الشاعرة أسلوب "قصيدة النثر" الذي يعتمد على التدفق الحر للصور والموسيقى الداخلية، مما يناسب طابع التأمل والامتنان في النص.

· اللغة سلسة وعميقة، تجمع بين البساطة والقوة.


رابعًا: الفكرة المركزية: "الشفاء بالوجود"


· الفكرة المسيطرة على القصيدة هي أن وجود المحبوب ليس مجرد حضور، بل هو قوة شافية تعيد الحياة لكل شيء: للروح، للغة، للمعنى، حتى للحزن ("فيزهر الحزن وردًا").


خاتمة القصيدة:

تنتهي القصيدة بنبرة هادئة وسامية،حيث يتحول الوجود إلى "نور" يضيء الليالي ويوفر الظل من "وحشة الزمن"، ليمر السلام ويهدأ الكون. إنها نهاية توحي بالوصول إلى حالة من السلام الداخلي والكمال.


---


باختصار، هذه قصيدة امتنان وصلاة شكر لوجود المحبوب، الذي لم يغير مشاعر الشاعرة فحسب، بل غير نظرتها لنفسها وللعالم من حولها، وحول جراحها إلى جمال، وفوضها إلى حدائق.


شكرًا مرة أخرى على مشاركة هذا الجمال. تحية إكبار للشاعرة زينب حشان من المغرب. 


✨حين يشبهك النور✨


أستعيدُ ملامحي من همسك،

كأنّك وعد الفجر في ليل الغياب،

كأنّك الحرف الذي أعاد إلى لغتي معناها

بعد أن تيبّستْ أبجديات قلبي.

في همسك

أمشي على حوافّ المعنى،

كالنور المتردّد بين سماء وأخرى،

كأني موسيقى هذا الكون

حين تبتسم للسكينة الأرواحْ.

تتعافى المفردات من كسورها،

وتغدو اللغة نهرا

يشق صدر الغياب.

يا من جعلتَ من فوضاي حدائق،

ومن جراحي شط بياض،

تتعافى روحي بوجودك،

كما تتعافى الأرض

حين تعانقها الأمطار بعد قحط،

وكما يتعافى البحر

حين يعود إلى مدّه بعد انكسار.

فيزهر الحزن وردا

على خارطة صدري

وأحيا من جديد،

كأنّك نفَس الخلق الأولْ.

وجودك…

ليس حضورا فحسبْ،

بل النور الذي تُضاء به لياليَّ،

وأستظلُّ به

من وحشة الزمن الطويل،

فيمر السلام،

ويهدأ الكون…


بقلم ✍️زينب حشان 

               المغرب


تنبيه المخلصين المتّبعين بأنّ أساس الضلالة والغواية هو سوء القصد وسوء الفهم للدين بقلم محمّد أسعد التّميميّ القدس فلسطين.

 تنبيه المخلصين المتّبعين بأنّ أساس الضلالة والغواية هو سوء القصد وسوء الفهم للدين


أبنيّ سوء الفهم أصل ضلالتي* وكذاك سوء القصد أصل غوايتي

ما ضلّ صاحبكم وما هو قد غوى* ظلما وجهلا كان حمل أمانتي

غضب الإله على المسيء لقصده* وعلى المسيء الفهم أقبح ضلّي

أأخيّ بالتعليم يحسُن فهمنا* وبتزكيات النفس تحسن نيّتِي

إخلاصنا لله فيه خلاصنا * وكذا الخلاص هو اتباع السّنّتي

فقصودنا وفهومنا إن يحسنا* هذا من الرحمن خير عطيّتي

من حصّل الأمرين ذلك محسن* تحصيلنا الأمرين أفضل نعمتي

والصبر أعلى التزكيات تعلموا* ويقيننا في العلم أعظم رتبتي

بيقيننا والصبر نيل إمامة* في الدين نهدي تلك خير إمامتي

بهدى ورشد جاء وصف خلافة* أنعم بخير هداية وخلافتي


بقلم محمّد أسعد التّميميّ القدس فلسطين.

أيتها الفاتنة بقلم الأديب د. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 أيتها الفاتنة

عمري يومان...

يوم  إنقضى

ويوم إبتدأ الآن...

فلا تكوني مزاجية الطبع

ولا تكوني كالثعبان.. 

لا أنكر حين أراكِ

تزداد دقات قلبي

وترتجفُ عندي الكفان...

فأنا منذ عرفتكِ

أختلفت عندي كل الأزمان

فالحزن ليس له عندي مكان

ياسيدتي...

كما قال الشاعر يوماً

الهوى سلطان...

الهوى سلطان...

فلا تبخلي عليَّ يوما

بنظرة حب

أو بعطفة قلب

أو رأفت حنان...

ياسيدتي ...

لم يبقى من هذا العمر

عمرا آخر

فالحب الصادق ياسيدتي

إبتدأ الآن

قاسم عبدالعزيز الدوسري



سوق عكاظ بقلم الشاعرة لطيفة_سالم_بوسته

 سوق عكاظ 


سوق عكاظ ما هكذا كانت 

ساحاتها آه مليئة بالذُّباب 

لا نسمع سوى الزَّن والطَّن

زواحف تسعى أسرابا للخراب 

وفحيح أفاعٍ غانياتٍ تتماوج

تتلوّن حتى سال منها اللّعاب 

قرود في عروض بهلوانية 

وخرافٌ ترقص مع الذّئاب 


ما هكذا كانت سوق عكاظ 

غادرت طيورها وشمسها ذابت في السّحاب 

لا هديل الحمام ولا غناء الكناري 

سوى لحن حزين آت من الرّباب 

هيهات لم يعد للمعلّقات وقت 

الكلّ ينثر مفرقعاته في كلّ باب 

حقول ملغومة إن لمستها يا ويلك

طارت في الفضاء هباءات من تراب 

عاصفة هوجاء ها هي تلفّنا جميعا 

وما من ناج منها فالكلّ فيها مصاب 


يا سوق عكاظ ما هكذا كنتِ

كلّ شيء فيك يبحث في السّراب

قوارب الموت تشُقّ بحورا عميقة 

لا نور فيها سفينة تاهت في الضّباب 

قراصنة الحرف والكلم علّقوا مشنقة 

فشُدُّوا حبل الوِصال ما هذا العذاب 

مَنْ آمن بأنَّ للحرف سفينة إبحارٍ

لها مجداف أو برّ أمانٍ آه يا أحباب 


يا سوق عكاظ ما هكذا كنتَ 

تصارع المعنى فدَفْقك دوما في انسياب 

بهلوانيات هنا ومسرح تهريجي هناك 

وصُوَرٌ مُعَلَّقَاتٌ في عكاظ دون حساب 

أضواءٌ ماجنة وقوالبٌ جاهزة 

كقطع السّكّر حين يحطّ عليها الذّباب 

صور جميلة تتراقص على الجُدران 

وقواعد النّحو والصّرف ضاعت في الرِّقاب 

آه يا سوق عكاظ ما هكذا كنتِ

تائهة أنت وتهنا معك في الشِّعاب 


♡لطيفة_سالم_بوسته

♡بنت_الجزيرة_الحالمة

♡تونس_جربة في 22 أكتوبر  2024



الوهم اللذيذ بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 الوهم اللذيذ

دعوني أقدّم أرقّ تحياتي وأعطر أمنياتي لمن منحتني المشاعر في زيفٍ متقن وخداعٍ محكم، لكنها مع ذلك جعلتني أشعر بمذاق العاطفة في أعذب صورة، وكأنها شرابٌ لذيذ أتجرّعه لأول مرة، فيظلّ فمي محتفظًا بهذا الطعم لا يفارقه أبدًا.


تحيةٌ لتلك المرأة التي أدّت دورها في غاية الإبداع، كممثلةٍ نشاهدها فنعيش معها شخصيتها، وننسى أنه مجرد افتعال وأداء كاذب تتقاضى عليه أجرًا.


فلستُ الرجل الوحيد الذي رحّبت به ترحيبًا طيبًا، وأدارت الهاتف على أغنيةٍ كأنها تنشدها لي، مؤكدةً أنها لم ولن تُحبّ غيري، وأنني الرجل الوحيد في حياتها، وأن حياتها بدأت معي وكأنها وُلدت يوم لقائنا الأول، وكأنها لم تعش الحياة قبلي... و... و...


وكنت معها بملء مشاعري، بل كم تضرّعت إلى الله أن تكون لي... لي أنا، وليس لغيري.


ومضت الأيام حتى وعيتُ أمرها، وأيقنتُ أن ما عشته لم يكن إلا وهمًا قدّمته لي في غلافٍ أبهرني شكله وخدعني بريقه. فما رأيته منها معي، رأيته بعينيّ تكرّره مع غيري... بل مع الكثير.


لم يبقَ لي سوى ذلك الوهم، أحتضنه بشدّة كالورد، وأنزع عنه الشوك.


وأرجو المعذرة... فهذه هي المرة الأولى، ولعلها الأخيرة، التي أعيش فيها تجربة العاطفة. تجربة ذُقتُ فيها حلاوة المشاعر رغم مرارة مذاقها.


مع تحياتي

عبد الفتاح حموده


نم يا عربي… نم بقلم الكاتب حسين حطاب

 نم يا عربي… نم


نم يا عربي… نم

فالسفن تاهت في بحار الوجع القديم

تمخر الموج بلا ربان

ولا شراع

ولا أمل يلوح في المدى الحزين.

نم يا ابن الرمال

فالريح ما عادت تناديك من صحراء الثراء

ولا من شواطئ الترف.

أضاعوا المرافئ

باعوا الموانئ في مزاد الخوف

واشتروا صمت التاريخ بالذهب الرديء.

يا أمة الأمجاد

يا حروف الفتوحات التي تلاشت في دخان القصور

هل نام خالد في رمسه؟

هل أطفأوا نار صلاح الدين؟

هل صار الزيتون وقودا للخذلان؟

أحب عروبتي

لكنهم خنقوا العروبة في المهد

ربطوا فم القصيدة بخيط التطبيع

وقالوا: "اصمت فالنوم عبادة في زمن الخنوع!

لسنا قطيعا يساق للمراعي

ولا جسورا تعبر فوقها الأطماع

نحن من حمل التاريخ على كتفيه

نحن من سقى الأرض بدماء أبنائه

فكيف تباع الأرض كأنها قطعة خزف على طاولة الملوك؟

كفى استهتارا بالشعوب

كفى رقصا على جراح الأوطان

فالسماء لا تمطر حرية

والأرض لا تزهر بدموع الصامتين.

الوطن العربي ممزق الخرائط

مغلق الحدود

كل باب عليه تأشيرة وجع

وكل قلب عليه ختم خوف.

يا نوم العرب

نم ما شئت

لكن الحلم قادم كالعاصفة

سيوقظ الوجدان من رماده

وسيعيد النخلة إلى ظلها

والقدس إلى نبضها.

نم يا عربي نم

ربما في حلمك ترى وجه أم تبكي

أو خيلا عادت من معركة بلا راية

وربما تصحو مفزوعا

فتعانق وسادتك

علها تؤنس ما تبقى منك

وما تبقى منا.

حسين حطاب





النّخلة ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 النّخلة ... 

سُبْحَانَ مَنْ خَلقَ النَّباتَ وَنَوَّعَا

وَحَباهُ طَعْــمًا سَائِــغًا مُتَــنَـوِّعَـا

وَقَضَـى لَهُ فِي كُلِّ فَصْل نُضْجَهُ

وَالشَّمْسُ وَاحِدَةٌ كَذَلِكُمُ الوِعـَـا

فَلِــــكُـلِّ ثَـــــمْرٍ لَوْنُـهُ وَمَـــذَاقُــه

بفَـوَائِد تَكْفـي البَـرِيَّةَ أَجْـمـعَا

وَحَبـا بِلاَدي بِالنَّخِـيلِ مُنَـوَّعًا

وَثِمـارُهُ عَسَلٌ أَفَادَ وَ أَشْبَعَـا

...... 

خَضْـرَاءُ وَارِفَةُ الظِّلاَلِ وَطُولُهاَ

بَيـْنَ المَـزَارِعِ قَــدْ عَـلاَ وَتَـرَبَّعَـا

وَتَمَـايَلَتْ تِيهًـا إِذا مَادَغْدَغَتْ

أَعْطافَهَـا رِيحُ الصَّبـاحِ تَرَفُّعَـا

غَنَّتْ لَهـا تِلْكَ الجَداَوِلُ لَحْنَهَـا

فَزَهَتْ وَزَادَتْ فِي الفَضَاءِ تَطَلُّعَا

وَتَـلاَعَبَتْ رِيـحُ الصَّباَ بِجَدَائِلٍ

مِنْ سَعْفهَـا فَغَدتْ جَمَالاً أَرْوَعَـا

لَوْلاَ عَـرَاجِيــنٌ تُثَــقِّلُ عِطْفَـــهَــا

لَغَدَتْ تُرَاقِصُ فِي الرِّيَـاحِ الأَرْبَعَا

رُطَبٌ إِذَا وُضِعَتْ عَلى طَرَفِ اللَّهاَ

ذَابَتْ وَخَلَّفَتِ اللِّسَانَ مُمَـتَّعَـا

يَبْغِـي المَزِيدَ : فَيَا لَطَعْمٍ ساَئِـغٍ

بِشَذًى كَمِسْكٍ كُلَّ ذَوْقٍ قَدْ دَعَـا

فِيـهِ غِذَاءٌ إنْ عَدَدْتـَهُ خِلْـتَـــــهُ

فِي طِيـبِهِ كُلَّ الوَلائِـمِ مَـنْـفَـعَـا

سُبْحانَ مَنْ جَعَلَ الغِلالَ مَوَائِدًا

لِلْـجِسْمِ تُكْـسِبُهُ نَشَـاطًا مُبْدِعَا...

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)



*العفو وفق المعايير الإسلاميّة وفوائده على الصّحّة. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 *العفو وفق المعايير الإسلاميّة وفوائده على الصّحّة.

 الصّفح واحد من الأخلاقيّات التي أوصى بها القرآن الكريم :

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف .

وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) النور.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14° التغابن.

كما ذُكِرَفي القرآن أنّ الصّفح والتّسامح أعلى المواقف الأخلاقيّة: 

وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) الشورى.

كما ورد في القرآن الكريم، 

ولهذا السّبب ، فإن المؤمنين هم الذين يصفحون ويرحمون.

يختلف مفهوم الصّفح عند المؤمنين كثيرًا عن مفهوم الصّفح عند أولئك الذين لا يعيشون حسب أخلاقيّات القرآن الكريم. ورغم أنّ كثيرًا من النّاس يقولون إنّهم يغفرون لمن بادرهم بالإهانة ، غير أنّ فترة طويلة تكون ضروريّة لتحرير أنفسهم من الكراهية والغضب اللذَيْن يملآن قلوبهم.

ويميل سلوكهم إلى خيانة غضبهم. و في المقابل فعفو المؤمنين صادق ، لأنّ المؤمنين يعرفون أنّ البشر مختبرون في هذا العالم ، ويتعلّمون من أخطائهم ، ولذلك فهم يتسامحون ويرأفون. علاوة على ذلك ، فإنّ المؤمنين قادرون على الصّفح حتّى وإن كانوا على حقّ ، والآخرون على خطأ. و المتسامح ، لا يميّز بين الأخطاء الكبيرة والأغلاط الأقلّ أهمية. يمكن أن يتسبّب شخص ما في ضرر كبير عن طريق الخطأ ، ثمّ إنّ المؤمنين يعتقدون أنّ كلّ شيء يحدث وفقًا لمشيئة الله والمصير والمقدّر ، فيتقبلون الأحداث أكثر من أيّ وقت مضى دون ترك مجال للغضب.

وفقا لبحث أجري مؤخرًا ، وجد علماء الولايات المتّحدة أنّ القادرين على الصّفح أصحّ عقليًّا وجسديًّا أكثر من غيرهم. أجرى الدّكتور" فريدريك لوسكان"الذي، يحمل درجة الدكتوراه في الإرشاد ومجلس الصّحّة في جامعة"ستاندفورد" وفريقه دراسة على 259 شخصًا يعيشون في سان فرانسيسكو. ودعا العلماء هؤلاء الأشخاص، لحضور ستة دروس لمدّة ساعة ونصف لكلّ منها ، في مواضيع ،تتعلّق بالحوار حول العفو و التّسامح.

أكّد الأشخاص المشاركون في هذه التّجربة أنهم يشعرون بمعاناة أقلّ أن غفروا لمن كانوا غير عادلين معهم. وقد أظهرت الأبحاث أن الذين تعوّدوا أن يغفروا يشعرون بأنّهم أفضل بكثير، ليس فقط من النّاحية العاطفيّة ولكن أيضًا من النّاحية المادّيّة (البدنيّة. )

فعلى سبيل المثال ، لقد لوحظ ،بعد هذه التّجربة ،أنّ الأعراض النّفسيّة والجسديّة ، مثل آلام الظّهر ، والإجهاد ، والأرق وآلام البطن قد انخفض بشكل كبير لدى هؤلاء الأفراد.

في كتابه ، Forgive for Good اغفر لله ، يصف الدكتور "فريدريك لوسكين" الصّفح كوصفة للصّحّة والسّعادة. ويصف الكتاب كيف يطوّر الصّفح وضعًا ذهنيًّا إيجابيًّا يولّد الأمل والصّبر والثّقة بالنّفس ، والحدّ من الغضب والألم والاكتئاب والضّغوط النّفسيّة. وحسب الدكتور Luskin ، يولّد الغضب آثارًا مادّيّة واضحة على الفرد. ويتابع قوله:

"المشكلة بشأن الغضب المتأصّل في النّفس منذ مدّة طويلة أسبابه التي لم تُحَلَّ بعدُ ، هي ، كما رأينا ،أنّها تعيد الحرارة الدّاخلية إلى الصّفر. فإذا كنت معتادًا على درجة منخفضة من الغضب ،فإنّك لا تستطيع التّمييز بين الحالة الطّبيعيّة وغير الطّبيعيّة. وينتج هذا نوعًا من إفراز الأدرينالين الذي يعتاده النّاس. و يتسبّب هذا في"غليان" جهازالغضب ويجعل وضوح التّفكير صعبًا ، ممّا يزيد الوضع سوءًا.

وبالإضافة إلى ذلك ، صرّح الدكتور Luskin أنّه عندما يطلق الجسم بعض الإنزيمات خلال مرحلة الغضب أو الإجهاد ، فإنّ مستويات الكولسترول و ضغط الدّم ترتفع- وهي وضعيّة غير مناسبة لإبقاء الجسم في حالة جيدة.

نشر مقال بعنوان "الصفح" ، في أيلول / سبتمبر تشرين الأول / أكتوبر 1996 في مجلة التّيّارات ، ذكر فيه أن الغضب ضدّ فرد أو حدث يسبّب ظهور المشاعر السّلبيّة ، ويقوّض العاطفة وحتى الصّحّة البدنيّة أيضًا .و يذكر المقال أيضًا أنّه بعد ذلك بفترة وجيزة ، يدرك الغاضبون أنّ الغضب سيئ، ويريدون جبر حالات اعتدائهم على الآخرين. ولذلك ينهجون نهج الصّفح. ويُقال أيضًا أنّه، ورغم ما يعانيه السّكان ، لا يريدون فقدان لحظات ثمينة من حياتهم في الغضب والقلق ، ويفضّلون أن يغفروا لأنفسهم وللآخرين. "

وفي دراسة أخرى ، تشتمل على1500 موضوع  ، وجدنا أن الاكتئاب والتوتر والمرض العقلي، أقل شيوعا بين الناس المؤمنين. و ربط الدكتور هربرت بنسون ، الذي قاد هذا البحث ، ذلك بالطريقة التي تشجع  الديانات العفو و الصّفح وأعلن ما يلي :

**توجد وظائف للصفح.. إذا كنت لا تغفر، فإنّك مهدّد بالانفجار...**

ويعتقد الباحثون أن الإفراج عن هرمونات الإجهاد يزيد من الطلب على الأوكسجين من قبل خلايا عضلة القلب ويزيد من لزوجة الصفائح الدموية التي تؤدي إلى تشكيل جلطات الدم. هذا التسلسل من الأحداث التي تمخضت عن الغضب يزيد من احتمالات حدوث أزمة قلبيّة. وبالإضافة إلى ذلك ، فخلال أزمات الغضب ، يدق النبض بقوة ، ويسبب زيادة في ضغط الدم ، وبالتالي تزداد احتمالات الإصابة بنوبات قلبية.

ووفقا للباحثين ، فالغضب والعداء قد يؤديان أيضا إلى إنتاج البروتينات المرتبطة بالتهاب في الدم. واقترحت مجلة الطب النفسي أن المشاعر تثير إنتاج البروتينات الملتهبة ، وهذا بدوره يسبب تصلبًا في الشرايين ، وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعد ذلك النوبات القلبية.

 ووفقا للأستاذ المشارك "ادوارد سواريز" من المركز الطبي لجامعة ديوك ، بكارولاينا الشمالية ، فإنّ البروتين interleukin 6 (أو ايل - 6) يتوفّر بتركيز أعلى بين الرجال الغاضبين والمكتئبين. فإن ارتفاع مستويات الدم ايل 6 تسبب تصلب الشرايين ، وظهور رواسب الدهون في جدران الشرايين .و حسب سواريز ، فالحالات النفسية مثل الاكتئاب والغضب والعداء ، كلها عوامل كما التدخين وأمراض القلب ،تسبب ارتفاعا كبيرًا لضغط الدم والسمنة وارتفاع معدل الكوليسترول .

وتبين كل البحوث أن الغضب  حالة ذهنية يمكن أن تلحق ضررا بالغا بصحة الإنسان. وعلاوة على ذلك ، فالصفح ، حتى لو كان بالكاد يكون مقبولا لدى الناس ، فهو شعور لطيف ويعكس ترفع الأخلاق ، من خلال القضاء على جميع الآثار الضارة الناجمة عن الغضب ، ويساعد الفرد على التمتع بحياة صحية من الناحية النفسية وكذلك البدنيّة. والصفح، بالطبع، هو شكل من أشكال السلوك من خلاله يستطيع الناس العيش في صحّة، وفضيلة ينبغي للجميع أن يعتمدها. ومع ذلك، فإن الهدف الحقيقي من الصفح -- كما هو الحال في كل شيء -- هو إرضاء الله. و الحقيقة أنه من خصائص هذا النوع من الأخلاق، والفوائد التي تم تحديدها من قبل العلوم، قد كشف عنها القرآن الكريم، وهي مجرد واحدة من العديد من مصادر الحكمة في القرآن الكريم


حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



لَنْ تَحُولَ المَسَافَةُ مَا بَيْنَنَا بقلم الكاتب: سليمان بن تملّيست

 لَنْ تَحُولَ المَسَافَةُ مَا بَيْنَنَا

تصدير


قصيدة "لَنْ تَحُولَ المَسَافَةُ مَا بَيْنَنَا" لوحةٌ شعريّةٌ عاطفيّةٌ مكثَّفة، تستخدم لغةً طبيعيّةً مجازيّةً متنوّعةً وإيقاعًا داخليًّا مؤثّرًا، لتؤكّد على فكرةٍ مركزيّة : قوّة حبّ الأمّ الذي يتجاوز كلّ الحواجز المادّيّة، ويجعل الابن حاضرًا دائمًا في روحها ووجدانها، بل ويجعله مصدرًا لحياتها.

إنّها احتفاءٌ بالروابط الأسريّة العميقة وتصويرٌ لقدرة المشاعر الإنسانيّة الأصيلة على خلق عوالم تتحدّى قيود المكان.

---

الإهْدَاء :

إِلَى امْرَأَةٍ لَمْ تَكْتُمْ بَوْحَ المَاءِ بِدَاخِلِهَا،

إِلَى أُمٍّ هَزَّتْ أَوْتَارِي،

إِلَى طِفْلٍ لَمْ أَعْرِفْهُ وَلَكِنْ أَسْكَنْتُهُ حُبًّا أَشْعَارِي...

---


لَنْ تَحُولَ المَسَافَةُ مَا بَيْنَنَا ... يَا بُنَيْ ... لَنْ تَحُولْ ...

هَوَاكَ الغَمَامَه ... وَرُوحِي الهُطُولْ ...

سَيَأْتِيكَ حُبِّي ... بِأَمْطَارِ قَلْبِي ...

لِتَخْضَرَّ فِي رَاحَتَيْكَ الحُقُولْ ...

بَعِيدًا أَرَاكْ ... وَلَكِنَّ بُعْدَ المَسَافَةِ ضَاقْ ...

فَحَيْثُ اتَّجَهْتُ أَرَاكَ حَبِيبِي،

وَحَيْثُ اتَّجَهْتُ أَرَاكَ المَلَاكْ ...

تُنَادِينِي: "مَامَا" ... فَيَهْتَزُّ كُلِّي،

وَتَصْحُو عَلَى مُقْلَتَيَّ ابْتِسَامَه،

فَأَهْفُو إِلَيْكْ ... أَكَادُ أَطِيرْ،

بِحُضْنِي أَضُمُّكْ... بِقَلْبِي، بِرُوحِي، بِنُورِ العُيُونْ،

فَيَخْضَرُّ غُصْنِي، وَيُثْمِرُ فِيَّ اللِّقَاءُ الحَنُونْ ...

فَهَيَّا تَعَالَ وَخَفِّفْ عَنَائِي،

تَمَلَّكْ جُمُوحِي وَأَطْلِقْ جَنَاحِي،

لِيَأْتِيَكَ صَوْتِي المُعَنَّى يَقُولْ :

سَتَبْقَى حَبِيبِي، وَلَوْ شَرَّدَتْنَا الدُّرُوبُ سَتَبْقَى،

سَتَبْقَى قَصِيدِي، سَتَبْقَى نَشِيدِي،

سَتَبْقَى الدِّمَاءَ الَّتِي فِي وَرِيدِي ...

فَيَا قِبْلَةَ الوَرْدِ وَاليَاسَمِينْ،

وَيَا مَلْجَأَ الطَّيْرِ وَالحَالِمِينْ،

وَيَا مَوْطِنَ العِشْقِ وَالعَاشِقِينْ،

أَيُّهَذا المَلَاكْ، أَيُّهَذا الأَمِيرْ، أَيُّهَذا الحَبِيبُ تَعَالْ،

فَأَنْتَ الضِّيَاءُ، وَأَنْتَ الشُّمُوسُ التِي لَنْ تَغِيبْ،

وَأَنْتَ البُحُورُ، وَأَنْتَ تَبَاشِيرُ فَجْرٍ جَدِيدْ،

وَأَنْتَ البَعِيدُ القَرِيبُ القَرِيبْ...

إِذَا مَا احْتَوَانِي هَوَاكْ،

تَحَدَّيْتُ كُلَّ الصِّعَابْ،

وَأَلْفَيْتُنِي جَنَّةً فِي مَدَاكْ،

فَلَوْلَاكَ مَا كُنْتُ، مَا كَانَ لِي أَنْ أُحِبَّ سِوَاكْ،

وَلَوْلَاكَ مَا كُنْتُ، مَا كَانَ لِي أَنْ أُحِبَّ الحَيَاةْ،

وَلَوْلَاكَ مَا كُنْتُ، مَا كَانَ لِي أَنْ أَفُكَّ القُيُودْ،

أَنْ أَدُكَّ الحُدُودْ،

أَنْ أَسِيرَ عَلَى الجَمْرِ،

وَلَنْ يُوقِفَ السَّيْرَ خَوْفُ الهَلَاكْ...

فَيَا رَاغِبَ القَلْبِ، حُبِّي غَلَبْ،

وَحُبُّكَ عِطْرٌ بِرُوحِي انْسَكَبْ،

أَرَاهُ اصْطَفَى وَرْدَةً فِي كِيَانِي،

وَأَذْكَى شَذَاهُ الهَوَى المُسْتَحَبْ،

فَأَنْتَ لِعُمْرِي مَوَاوِيلُ عُمْرِي،

وَأَنْتَ لِجِيدِي سِوَارُ الذَّهَبْ،

وَأَنْتَ اخْضِرَارُ الرُّؤَى فِي خَيَالِي،

وَأَنْتَ الغَدُ المُشْرِقُ المُرْتَقَبْ ...


بقلم  : سليمان بن تملّيست 

2015 / 3 / 8 جربة في



خاطرة نثرية بعنوان "أنا و اليأس" بقلم الكاتب : مصطفى خالد بن عمارة . تيارت / الجزائر .

 خاطرة نثرية بعنوان "أنا و اليأس"


كلما وضعت يدي على صدري أحسست بغليان أحزان الذكريات البعيدة التي تتشبث بالذاكرة و ترفض الرحيل , حتى ظننت أن طيني قد عجن بماء الحزن , أشتهي الوقوف بمحراب الفرحة و لا أجسر , أرفض الخنوع و الرضوخ ليأس كان هناك , يأس كأنه كلب شرس يأتيني كلما استدعته ذاكرتي وفيا مطيعا , يأس كخيوط الصوف المتشابكة لا يمكن فصلها إن حاولت أن تبحث لها عن بداية , إني ألفت حوافره الساخنة و هي تدوس أرض صدري الأخضر الندي , أنا الذي نحت نفسي  كالصخر رغم أشواك الدروب و دم الندوب , أنا الذي بنيت نفسي بالسقطات و العثرات و رصصت كل لبنة مني بالدمع و الحزن , إن وقوفي اليوم في وجه الريح شامخا كهرم دام قرون، صيرني أقوى و أصلب ,إني دوما أصرخ في وجه اليأس بملء فيهي : ابتعد يا هذا فإني لا أهزم في كل الأحوال و لا تثنيني عن بغيتي كل الأهوال , وحده الموت يهدني .


بقلم الكاتب : مصطفى خالد بن عمارة .  تيارت / الجزائر .