الاثنين، 15 مايو 2023

صحف مدنسة ــــــــــــ توفيق حجلاوي


 ____ صحف مدنسة ____

من خارج دائرة الضوء في مكان ما..... في ركن سحيق ....
حيث السكون النسبي...
حينها تستفرد نفسي بنفسي ادنس ما راق من الطهر
ألامس بعض من خفايا التجاويف و ما تحمل أشكال التضاريس من أسرار
من معاجم الكيد و الكمد والسخط .....
أخط على صفحاتي بعض من التعاويذ الحارقة للشوائب
في ظل العذرية اللامتناهية
ومداد قطرات النبيذ
من شفاه المشارب ....
اخذني إمامي للانصهار خارج الذات و الانسياق وراء الأقنعة المخضبة
لعلي أجد ظالتي....
وأعلن انفصالي ....
لعلي اتحسس و اتلذذ الرضا و ان كان مفتعل .....
متلحفا برداء الزيف ...
مستلقيا بين أحضان الأنوار الكاذبة
مبحرا في الصحاري القاحلة
بسخط القدر افردني بسحابة صيف حبلى
طوّق الصب محراب الاماني
القارب مشروخ....
تحسست الغرق ادركت مشارف النهاية
.....
نثرت ما بجرابي.... للزمان الآتي
و ان تلبد ....
وتلاعبت به العواصف ...
حما تتلقفة المارة و الرعاة
أثناء تسامرهم سيذكرونني يوما ولو بقصيد رثاء
__بقلم __توفيق حجلاوي
2023 / 05 /13

ذِكرَىٰ النّكبَة بقلم الشاعر محمود بشير

ذِكرَىٰ النّكبَة
15 أيار 1948

ذِكرَىٰ تَحِلُّ وفي القلوبِ سَقامُ
           وطنٌ يُضامُ وتُجهَضُ الأحلامُ

سطْوٌ ونهْبٌ والعدالةُ تُرْتَجَىٰ
              والعدْلُ لا يرضَىٰ بهِ الظُّلاَّمُ

جُرْمُ القويِّ مُنَزَّهٌ وتُحِيطُهُ
                        آلاتُ تبْريرٍ لها أنغامُ

مَنْ ظلَّ يستجدِي السَّلامةَ  مَهْرَباً
               يُلهيهِ عن صَدِّ العَدُوِّ منامُ

يُمسِي ويُصْبِحْ للعدوِّ مَطِيَّةً
                 في كلِّ يومٍ يعظُمُ الإيلامُ

هلْ يستوِي عيشُ الحياةِ بِذِلَّةٍ
        هل تخْتَفِي من أرضِنَا الأعلامُ ؟

لا  لا فنحنُ بأرضِنَا حُرّاسُهَا
                  نفَنَىٰ ولا ترعَىٰ بها أغنامُ

قُمْ يا أخي فالنّهْبُ شَرٌّ ماحِقٌ
            باغٍ ولَجْمُ المُعْتَدِي الإقدامُ

نختطُّ مِنْ نَهْجِ الفِدَىٰ إقدامَنَا
                ليَزولَ من أرجائِنَا الإجرامُ

ونُعيدَ للأرضِ السَّليبَةِ عِزَّهَا
      ويحِلَّ في مسْرَىٰ الرسولِ سلامُ

محمود بشير
2023/5/14

السبت، 13 مايو 2023

جيوشُ الاحتلال تهدم البيوتَ على أصحابها في غزة والضّفّة وتُصرّ على الاغتيالات بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 جيوشُ الاحتلال تهدم البيوتَ على أصحابها في غزة والضّفّة وتُصرّ على
الاغتيالات ،والدّولُ الكُبرى تُبرّرُها وتتّهمُ  صواريخَ الرَّدِّ عليها بالإرهاب والمجاهدينَ بالإرهابييّن قاتلَهم الله!

رُحماكَ غزّةَ يا إلهِي فَكُنْ لَها
رَبّي وكيلاً، ناصِراً ………..وَمُعينا!

شعبٌ مُجاهِدُ، مؤمِنٌ  فتَوَلَّهُ
رَبّي أعِنْهُ  مُناضلاً………….مَيْمونا

شعبٌ يُقاتِلُ وحدَه ُ فتَوَلَّهُ
عُرباهُ ، إسلاماهُ  لا………..يَدرونا !

صُهيونُ فجَّرَ  في الأهالي حِقدَهُ
هدَمَ البيوتَ ،وَساكِنوهَا. ... قَطينا!

صُهيونُ  يضربُ والكِبارُ  تُقِرُّهُ
وإذا  ردَدْنَا ، مَجازِراً ………وسُجونا!

إرهابِي يوصَفُ فيهِ كلُّ مُجاهِدٍ
أمريكَا تقضِي بِحربِهِ ……..مَلعونا

مَنعتْ بِنشْرِ  إدانةٍ  لِرَبيبَةٍ
سَمَحتْ بقتلِهِ ؛ كيْ تقَرَّ …..عُيونا!

خَسِئَ الجميعُ وعاشَ كلُّ مُجاهِدٍ. صاروخُهُ يطوِي القِفارَ …… ،جُنونا

لا عاشَ مَنْ يرفَعْ (بأقصى) رايةً
علَماً ،لِغيْرِ عُروبتي ………مدْفونا

لا عاشَ مَن يضربْ أهالِيَ غزّةٍ
 معَها جنينُ وقدسُنا ………ويَامونا  

  إضرِبْ  مُجاهِدُ لا تَني؛  ثأراً لهم
إضرِبْ  وَحَرِّقْ واقْتَلِعْ……صُهيونا

إثْأَرْ  بِنارٍ تصْلِي في أربابِهِ
لِتُحيكَ نصْراً، تزْدَهيهِ……حَصينا !

إضرِبْ وقُلْ للعالَمينَ : ألاَ اعْدِلوا
ما عاشَ ظُلمٌ في الورى …..مَليونا

فاللهُ معْكُمْ مهمَا طالَ حِصارُكم
نَصرُ إلإلهِ مُجاهِدينَ ………مُبينا!

عزيزة بشير






 

الجمعة، 12 مايو 2023

سأتوقف عن التشبث بقلوب العابرين بقلم د. زهيرة بن عيشاوية

 سأتوقف عن التشبث بقلوب العابرين
سأتوقف عن تسلق أحلامي المعلقة بأطياف المارة
سأتوقف عن انتظار المصرّين على الرحيل والسائرين بلهفة نحو اكتشاف أراضٍ جديدة
سأرفع رايتي وأعلن انفصالي  عن خوض كل الحروب التي تؤدي إلى الانتصار  
ذلك الجدار القريب يدفعني إلى الجلوس في ظله والإستناد لظهره
سأنام بين أحجاره
يغطيني ترابه
و تحضنني  شقوقه
أستمع لصمته
وأتعلم من صبره
كرهت المشي تحت شعاع الأمل الكاذب
وتعبت من انتظار الشمس المختفية وراء ظلام المجهول
لن أنتظر أحدا
ولن أنتظر شيئا
ولن أسعى في طريق نصفه شوك و نصفه مقطوع
كل الأحلام أوهام
وكل البسمات كذب ملون بأحمر الورود الميتة
و برماد الذكريات
لا أريد أن أمشي نحو خط الوصول
لا أريد أن أمشي
فقدماي مكبلتان بالعجز و الإثم الكبير
لا أريد أن أمشي
سأحتضن جرحي و أبكي
قلبي يستلقي على بطنه
يتلوى من كثرة الوعود الزائفة
و ملح الدموع النازفة
و نقص فادح في إبر الوفاء و خيوط الإلتقاء
و حبوب السعادة المسيلة للفرح ..

   زهيرة بن عيشاوية
                                        Zouhaira Ben Aichaouia

 


"أنامل مبدعة “ بقلم د. أمال بوحرب

 “أنامل مبدعة “
—————————-
يُعد الابداع  من أبرز المزايا التي يتمتع بها العقل لدى الإنسان وساهمت تلك الميزة في تقديم بعض الحلول المبتكرة لكل المشكلات والسلبيات التي قد تواجه المجتمع ولكن بالتأكيد تنوعت وتعددت الطرق الإبداعية عند الأفراد فهناك الإبداع الفردي والإبداع الجماعي وهناك إبداعات أخرى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة الأشخاص.
"انامل مبدعة " هو عنوان   مهرجان الفنون التشكيلية الذي  اقيم بفندق الحدادين بصفاقس  من الجمهورية التونسية  اليوم بتاريخ 12/5/2023
هو معرض لاحتواء الابداعات  المتميزة للطلاب مدينة صفاقس في الفنون التشكيلية  ولقد أشرف على انجاح هذا المعرض مجموعة من الاساتذة والقيمين
والمشرفين  وعلى رأسهم السيد  المتفقد  لمادة التربية التشكيلية  صفاقس 2وبهذا  يكون  المعرض بادرة  لاعطاء  و منح الفرص لمستحقيها من الأنامل  المبدعة والتي تحتاج دائما من يرعاها ونحن بدورنا نساهم في التعريف بمثل هذه الانشطة الثقافية التي نتمنى ان تنتشر في كل الدول العربية لكي يعبر الطالب عما يريد أن يقوله  باللون والفرشاة ونتمنى دائما النجاح والتقدم لكل الناشئة
د/آمال بوحرب
الامارات العربية المتحدة

 


لا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ومنظرين..ينتقدون الباطل ويدافعون عن الحق..بمناى عن شهوات ونزوات السلطة. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ومنظرين..ينتقدون الباطل ويدافعون عن الحق..بمناى عن شهوات ونزوات السلطة.
 

"المثقفون يبدون محاربين أكثر ممن هم مفكرين يتأملون بهدوء وراء طاولات عملهم." (داريوش شايغان (2 فبراير 1935 -22 مارس 2018 ) مفكر إيراني معاصر بارز و منظر اجتماعي مختص في الفلسفة المقارنة..)

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ التجارب التاريخية في الوطن العربي تشير إلى مرض الاغتراب والتهميش والإقصاء الذي عانى وما زال يعاني منها المثقف العربي عبر الأجيال والعصور، ففقدان الحرية والديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان كلها عوامل أدّت إلى اغتراب المثقف العربي وتهميشه سواء داخل وطنه حيث أصبح من الغرباء فيه لا يتعرف عليه ولا يتفاعل معه كما ينبغي لأنه إذا فعل ذلك مصيره يكون مجهولا،أو أننا نجده يلجأ إلى الهجرة طلبا للحرية ولمتنفس يجد فيه مجالا للتفكير والإبداع،لكن تبقى الغربة والعيش خارج المحيط الطبيعي للمثقف بمثابة الموت البطيء.
والمثقف مهما كانت الصعاب والمشكلات والعراقيل يبقى دائما مسؤولا إزاء مجتمعه لتحقيق الأهداف النبيلة التي يناضل من أجلها وهي العدالة والمساواة والحرية والقيم الإنسانية النبيلة ومن أهمها توفير الظروف المناسبة للفكر والإبداع.
في هذا السياق سألت الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي المعتنق بشرف وإعتزاز للقضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية قائلا : من هو المثقف؟
وهو سؤال يُطرح ليتمّ تعريف وتحديد الصورة الحقيقية،بعيدًا عن الخلط والغوغاء وسط كل التحولات الإقليمية التي تشهدها المنطقة العربية.
فأجابني بتواضعه المعهود :"المثقفون كتلة الوعي الفاعل في المجتمع وأحد أهمّ مصادر قوته وتأثيره وتدبيره،فهم يشكلون الجمال والمعرفة مُحطمين القبح والجهل..
مع المثقف نحن إزاء فكر نابض بالحيوية والتحدي وتخطي الرموز والأفكار الراكدة،ليصبح منهجًا ووجهة نظر وأسلوب تصوّر تُغذيها الخبرة والتفرد،لكن يظلّ في المفهوم الاصطلاحي هو الناقد الاجتماعي،مهمته أن يحدّد ويحلّل ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل.وفي تعريف المُثقّف ككلّ صورة للمفهوم العام في الثقافة العربية الحديثة."
ثم استشهد بمقولة لداريوش شايغان (2 فبراير 1935 -22 مارس 2018 ) مفكر إيراني معاصر بارز و منظر اجتماعي مختص في الفلسفة المقارنة اشتهر بكتاباته عن الحضارات الشرقية و علاقتها بالحضارة الحديثة و طريقة تمثلها للحداثة الذذهنية و قيمها و الاختلافات الكبيرة في بنية هذه الحضارات لدرجة التناقض،هو أول من استخدم مصطلح حوار الحضارات و ذلك في مؤتمر عقد في طهران 1977 حظي بمتابعة وثناء دولي كبيرين "المثقفون يبدون محاربين أكثر ممن هم مفكرين يتأملون بهدوء وراء طاولات عملهم."
لكن ما نلاحظه في الحقبة الأخيرة يُظهر جليًّا تلك العلاقة المُعتلّة بين المثقف مع مجتمعه،وعدم نجاعته في إحداث تلك الخطوة الفارقة لإيصال صوته ووضع بصمته في ركب الحياة ككل، فنحن نرصد عزلته وكذلك العجز عن إدراك التحديات والتحولات التي تمرّ بها الأمة العربية، وأحيانًا يصبح مجرّد عابر يتبع الصفوف في آخر الركب،وهذا الأمر جعل فئة من المحللين تٌحمله مسؤولية كل الازمات.
ورغم مشاهد التواجد لمثقفين وكتاب عرب في منصات تلقي الضوء عليهم وعلى نتاجهم الفكري والثقافي الغزيز (روايات،قصص،مسرحيات،شعر،نقد،مقالات،حوارات... إلخ) لكنها لا تبرز كل الحقيقة،بل تكاد لا تخلو من الاستفزاز الذي يُروّج لأهداف ما تظل نمطية ولا تتجاوز تلك التحديّات المناطة بعهدته،ومن جهة أخرى وجد المثقف العربي نفسه مُكّبلًا بأنظمة تعيق تأثيره الملموس في سائر الحركة الثقافية أو بالأحرى التوعوية.
لكن حسب آراء بعض الباحثين،فهو مطالب بحراك مع منظومة كاملة للفكر المعاصر لصقل التقارب والتحاور مع الآخر في ظل تمازج مع الزمان والمكان."
أما الشاعر التونسي القدير جلال باباي الذي عرفته الساحات الثقافية والإبداعية بتميزه في تطريز قصائد مذهلة تداعب بلطف الذائقة الفنية للمتلقي،فيعزو عجز المثقف عن التأثير في محيطه وتطوير ثقافة مجتمعه،إلى طبيعة الحلول التي يقدمها والتي لا تتوافق مع طبيعة المشكلات التي تمرّ بها الشعوب العربية في الوقت الراهن.
في ذات السياق تقول الأديبة والشاعرة التونسية فائزة بنمسعود :"ربما لم تعش مجتمعات النخبة العربية "الانتلجنسيا" حالة انكشاف وتعر أخلاقي قيمي،كما هو حالها اليوم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة العربية،خاصة أن تأتي هذه المرحلة عقب واحدة من أعظم ثورات العرب إبهارا للعالم بسلميتها ومدنيتها ووضوح أهدافها المطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية..
حالة الانكشاف العربي الراهنة واضحة،لكنها لم تتجل بكامل صورتها كتجليها في حالة المثقف العربي الذي ربما لم يكن يتوقع مطلقا ما حدث ويحدث من حوله وأمامه من مشاهد وأحداث دراماتيكية لم تكن في حسبانه وبالتالي لم تستطع نرجسيته تقبلها،باعتبارها خارج نطاق توقعاته المؤدلجة أو الذاتية.."
وأنا أقول :
بيد أنه ليس من المنطق وضع حالة كهذه في إطار تعميمي شامل،فبالتأكيد ما زال هناك مثقفون عرب جسدوا حالة نضالية فارقه،قابضين على جمرة نار "برومثيوس" كمثقفين طليعيين، بهرتهم عبقرية هذا الجيل الذي حول عالمه الافتراضي إلى واقع،فيما ظلوا هم حبيسي جدران اليوتوبيا الافتراضية عقودا.
وإذن؟
إذًا،فالتفاعل الفكري المُنعش للثقافة مرتبط أساسًا بالتقارب والتواصل،ومرهون بالمعترك الفعلي للثقافة والفنون بالساحة الفكرية وبالمثقف،بما يدور فيها من فكر،وللمجلات الثقافية الدور الأكبر في الإنعاش الفكري كما تطرق إلى ذلك شاعرنا التونسي الكبير د-طاهر مشي إنه حين يتم الإعلان عن ولادة مجلة ثقافية فهي ولادة حقيقية لحياة يتنفس من خلالها المثقف،ويطلق حمامات فكره في فضاء يشعّ بالتجديد،مخاطبًا العقول ومشركًا طيوف الأرض لتدور في فلك التكوين الجديد للخطاب المتسامي مع النور والتنوير."
تجليات أزمة المثقف :
تجليات أزمة المثقف العربي اليوم تتمثل بحالة الانكشاف القيمي الكبير،التي سقط من خلالها كثير من أدعياء الثقافة ورموزها الذين كشفت الأزمة عن تناقضاتهم مع أبسط المسلمات الأبستمولوجية ورطاناتهم الأيديولوجية.
فبعد نضال البعض منهم طويلا،تحت لافتة تعزيز قيم العصر الثقافية كالديمقراطية وحقوق الإنسان،إذ به يسقط في أول اختبار واقعي بمدى إيمانه بتنظيرات نضالاته تلك،كالديمقراطية التي ناضل من أجلها طويلا،ها هو اليوم يقف ضدا منها ما دامت لم تأت به وبفريقه للسلطة.
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع :
أين نحن إذا من تحديات الألفية الثالثة ومن القضايا المصيرية التي تواجه وطننا العربي وحالة المثقفين في هذا الوطن الكبير على ما هي عليه من اقصاء وتهميش واستئجار،سواء تعلق الأمر بالمثقف المهاجر او المغترب،أو المستأجر أو المهمش أو الذي اقصته القوى الخفية ومسحته من خريطة المجتمع (كاتب هذه السطور نموذجا)؟!
حالة لا تستطيع ان تؤهل المثقف مهما كانت فصيلته من القيام بذلك الدور الريادي في المجتمع،ذلك الدور الذي حدده «نعوم تشومسكي» في اشهار الحق في وجه السلطة،والذي حدده الفيلسوف الايطالي «غرامشي» في دور المثقف العضوي الذي يحمل هموم المحرومين والمهمشين والذي ينظر وينشر الوعي والفكر من اجل انتصار الغالبية العظمى في المجتمع على القلة القليلة التي تتلاعب بثرواته وخيراته.
مسؤولية المثقف العربي تزداد يوما بعد يوم في عصر لا يرحم وفي عصر زالت فيه الحدود بين الدول وزالت فيه الطرق البوليسية والمخابراتية في الرقابة والاستعباد والاستئجار،فعصر المعلومات فرض ويفرض نوع جريء من المثقفين يتمتع بالتفتح والحوار وبالنقد والنقد الذاتي وبالموضوعية والأمانة العلمية وبالجرأة في الطرح والتحليل والنقاش بعيدا عن المصالح الذاتية والحسابات الضيقة.
فمن حق الشعب العربي ان ينعم بمثقف يكون في مستوى الطموحات والتحديات ويكون عند حسن ظن هذه الجماهير التي لا تنتظر سوى اتاحة الفرصة لمنافسة الشعوب المتطورة والمتقدمة واللحاق بعجلة التطور والتقدم والازدهار.
فلا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ومنظرين ينتقدون الباطل ويدافعون عن الحق ويحملون هموم المحرومين والمهمشين بعيدا عن شهوات ونزوات السلطة.

محمد المحسن

 





موجز الأنباء ــــــــــــ منى أحمد البريكي


 "موجز الأنباء"

الفتاة الواقفة
حول سرّتها العارية زغب خفيف
فوق حاحبيها وحمة
بين يديها ورقة فرض حضوريّ
محفظة جلديّة مهترئة على كرسيّ
عينان جريئتان تحدّقان بسرّة عارية
شابّ يحتضن صديقة
ترتعش بين يديه
رفاق مشاكسون يتحلّقون حولهما
عجوز متبرّمة
تحكي طرائف يومها
واخرى تعرّج على خبر كاذب
رجلان
يتناقشان حول حجب الأعداد
متسوّل
متنكّر في هيئة بائع شوينغوم
يستحضر أدعية الحصن الحصين
ضحكات، غمزات
ودرجة حرارة مرتفعة
وجوه متعبة تكنس ابتسامات صفراء
عرق بارد متصبّب
قطرات مطر تدخل عبر زجاج نافذة مكسورة
على رصيف محطّة الميترو
معلّقة إشهاريّة ضخمة:
" تونس الحنينة ، تن وسردينة"
منى أحمد البريكي

علامات الرحيل بدأت ــــــــــــــ علي مباركي


 علامات الرحيل بدأت *** بقلم علي مباركي

قتل البعاد شعورنا المترممل
وحدا بربعه شاكرا متبتتلا
فسمت به صحوات ليلة غافل
بوميضها المتجههم المتذللا
وكفى الحياة نعيمها المتهززل
فإلى الممات نسابق المترججلا
وطغى الأنين بزفرة المتعتتل
وكبت بروحه نبرة المتعججلا
فتسللت بتبرزخ متكامل
شغفا به ولحسن ضييه ماثلا
وعسى فطام لقائنا المتضلل
غمرته فسحة موتنا المتثاقلا
علي مباركي
تونس في 12 ماي 2023

مشروع توعية .... الشاعر والاديب غنيات سمير


 

🌾🌹🌾مشروع توعية .... 👉
رأيت اغلب الناس تسارع حبا وراء مكتسحات الحياة ، تحلوا لهم غرورا وترمي بهم إلى عمق الفساد ، وهم لايدركون أن في غفلتهم لها نائمون على حلة الجهل ، يصارعون خطاهم بجحيم لايحتمل عقباه ، لو انهم يدركون ما ينتظرهم من متاعب الدنيا التي ستقصي أحلامهم على خطى أثر يشيد بأسمى العار ، وستبقى ذكراهم على منابر التاريخ يسجل بأسمائهم ، فحب الدنيا ومتاعها ليس من قمم وأخلاق النبيل الذي يتصف بجمال الشهامة التي تزيد فيه بأكابر الشخصية التي لاتتصنع بألبسة القناع ..
بل جذورها نمت في أرض قاحلة لاترحم فقير العقل وليس فقير المال كما يفهم عند اصحاب التكبر الذين لايحسنون الى الفقير او المحتاج، وقد ازهرت بأصول لاتهدى ولاتباع بل رزق من الله سبحانه تنبع من الروح بضمير منتصر وقلب صادق يعرف معنى الصدق والنقاء ، كما نجد أن له روح إنسانية لاتغيب عن وقت الحاجة بالعطاء والخير الذي هو نبع واهل لها حتى تكون بلا عيوب في كل اعمالها الخيرية ونصيحتها بالحكمة القيمة التي تهدي وتزيد في النفس بخشوع وايمان لايقتصر من هيبة الشخصية المثالية والتي يعطي بها المثل
وهنا نستطيع ان نستغني على كل غرور ومحرمات التي يسعى من أجلها الكثير ولايقدرون ثمن القناعة التي تدخرها بعض العقول التي شابت فيها معزة النفس بإيمان وحب الله في كل قضائه وقدره ورضاهم بما اتى لهم من قسم ونصيب .
بقلم : الشاعر والاديب غنيات سمير ..الجزائر ..❤🎩🌹👉

رايتني ــــــــــ إشراف رمضاني


 رايتني

أمد كفي للسماء
أمرره على خدها
تلك السمراء
في ليلة شتاء
اسدلت أهدابها فوق القمر
توارى في خجل
تعرقتْ من حياء
حتى تبلل خمارها
رأيتني
اتشبث بخيوط المطر
حتى لا يفلتني الزمن
أهطل مع حباتها
على عتبة الأحلام
في هيأة
فتاة ربيعية القلب
سماوية العيون
تتهادى
في فستان زهري
وجدائل الشباب
منسابة على أكتاف الخاطرة
عطر أمنياتيها لا يقاوم
رأيته
الربيع يفتح لها صدره
تدخله كعروس بكر
تزف إلى عروسها
تبني على أضلعه
عشها
هي تلك الحمامة
التي تطوف
ببيت الهيام
تطلي جدرانه ببياضها
إشراف رمضاني
تونس

برئَّتُ نفسي ــــــــــ كمال الدين حسين القاضي


 برئَّتُ نفسي بعدُ كلَّ نصيحةٍ

ووعظتُ كلَّ مكابرٍ محتالِ
ورفعت كفي عن شوؤن معاندٍ
وبذلت عين رواشد الأقوالِ
والله يشهد عند نصحي دائما
ماذا أريد بسائر الأفعالِ
حاولتُ انشلُ كلَّ فردٍ غارقٍ
مابينَ كلِّ عواصفِ الأهوالِ
تاه الجميع في عتامة ليلة
من سوء تقدير وعين ضلال
سكن الرجيم برأس كل سفاهة
في كلِّ ثانيةٍ منَ الأحوالِ
إني خشيت على الزهور مكارهاً
في يوم حسم دون أي جدال
والحر أصعب من لهيب حرائق
في يوم جد بالغ الأثقال
والعذر فيه بغير أي تقبل
من أي عبد غافل مكسال
رغب الحياة بشهوة وتمتع
وسراب زبف من يد الآمال
ما كان يدري للحياة نهاية
والله قدر نوابض الآجال
.كم هام في دنيا البلاء وخسة
والقلب مرصوف بكل علال
بقلم كمال الدين حسين القاضي

محال ـــــــــ عزاوي مصطفى


 ---محال---

سلام من حروف ترسم الأحلام
ومن يراع لا يهتم للقيل والقال
ومن حبر برحابة الصدر
يزرع الكلام سنبلا وحطام
ويأمل الحصاد وقد بتر الجدر
أي أرقام تشير بما يرام
وأي صمت يوزن بأطنان
كصائح يوم الوغى
أوكحامل الأعلام
أي قوام تحت الردام
والهادم يمشي مشي الكرام
ثمة الخلل أنهكته العلل
أساس البيت هار يختال
عند السؤال ترتبك الأختام
وتغيب حروف المقال...في الأدغال
عزاوي مصطفى

قيثارة الأغاني ـــــــــــ حسين السياب

 


قيثارة الأغاني..

______________ / حسين السياب
لأني ولدتُ من ذاكرةِ الصمتِ
أحاولُ تعلمَ طرقٍ جديدةٍ للحديث
تركتُ جميعَ أحلامي مفتوحةً لعلكِ تأتين..
كلُّ الأماني صُلبتْ على لوحِ الغدِ البعيد...
وذاك الصدى القادمُ من سلالةٍ خرساء ما زالَ يعضُّ على قلبي
كالبحرِ تُحركُ الأمطارُ حزني..
كيفَ نواجهُ هذا العالمَ المزدحمَ بالضوضاء؟
دائماً كان الطريقُ إليكِ يتسعُ لحزننا..
وأنا لم أزَلْ تحتَ ظِلالِ الشعر
لساني بليغٌ وخطوتي تتعثرُ..
على شفةِ الغروبِ أختصرُ الراحلينَ
كالخارجِ من تأويلِ القصيدةِ
أفسرُ الماءَ بالماءِ ولا أُزررُ قميصَ الليل..
أيتها العازفةُ على قيثارةِ الوقتِ
تعالي..
تعالي واحفري في أعماقِ الشعرِ قصائدَ مسافرةً
تليقُ بموتِ الأغاني..

غناء النائمين ــــــــــــ رجاء بوستة


 غناء النائمين

يا حر قلبي أين منك شفاء
و البعض مني و الهباء سواء
فولّ وجهك حيث شئت تؤرّق
و يسوءك الإحباط و الإعياء
من فرط وجع في الكيان الطاهر
وأد و جوع و شدّة و بلاء
والجسم ينعم بالشخير كأنه
فقد الشعور و دبّ فيه وباء
العضو تلو العضو يسهر شاكيا
و الصمت في جسد الفناء رداء
أين العروبة و الشهامة و الشرف
أين بك الإحساس يا شمّاء
يا أمّة يرفعها الله فتسأم
تأبى العلى، فعليها حطّ غباء
لذاتها تستنكر ، تهوى الدجى
و هي الضياء ، فمنها فرّ سناء
صمت رهيب على الديار تملّك
و علا دويّ الشرّ يا بؤساء
و أرى الرقود بجهلهم لن يدركوا
أن الشياه مع النبيذ عشاء
يا ليت عمري أين مني سلوّ
و على القبور تهاطلت أشلاء
يا ليت شعري هل يجوز غناء
و مقام عزّنا غصّة و بكاء
(رجاء بوستة)

ولكن ـــــــــــ فطومة الورغي حرم الجوادي


 ولكن....

‏إذا لسعتك نسمات باردة
اعلم أنّني غادرتُ
فالمسارح تقفل
بعد انتهاء العروض..
منحتك ما يمنعك عن التخلي،
نور يضيء من داخلي،
لكنه انطفأ وذبل ورد الربيع
قبل أوانه...
كان كافيا أن أشعر
بأن قلبك يحتضنني
رغم كل هذه المسافات بيننا.......
‏‎ليت طيفك زارني
ليرى كيف قلبي
صان ذكراه،
كيف ذابت شمعته
من حرق الانتظار....
ولكنني ،
انا من باعت
العمر في سبيل لقاء...
فطومة الورغي حرم الجوادي

أدب النقد ــــــــــ عبد الكريم احمد الزيدي


 أدب النقد

..................
تتعدى الفنون والآداب مفهومها الإنساني لتصبح حاجة روحية لابد منها في عجلة الحياة اليومية ولغة للترويح عن النفس واداة للتعبير والاجتهاد ورسالة إنسانية شفافة ترتقي للقصد والغاية.
ولتكون هذه الفنون والآداب في مسارها الصحيح ، فانه لابد من التقويم والتصحيح كما هي الحال وباقي الرسالات الإنسانية ولتتوجه إلى هدفها المكفول بالدراية والتمكن وروح الشفافية وسمو المكاشفة وحسن أدبها.
فالنقد هنا بمعناه فن التصحيح والتقويم لكل ما هو مقروء او مسموع او مرئي له ضوابطه وشروطه وآلياته وأدبه في التعامل مع العمل واستقبال متلقيه .
ولابد للناقد اياً كانت صفته او عنوانه ان يفهم دوره بإتقان وان يلم بكل أدوات النقد ومفرداته، ولعلنا نلحظ في الكثير من نقادنا بمختلف مستوياتهم وتأهيلهم سواء الأكاديمي كان او العملي والخبرة المتراكمة لديه لا يذهب إلى محتوى العمل والأسس المكملة لإخراجه وفلسفة انتقاءه ومحاور سلالم ارتقائه ولربما حتى خصوصية اختياره ، اقول لا يذهب إلى كل هذه المناحي ولكنه يأخذ ببنية العمل ونظام وضعه وبذلك يطمس حق العمل ومحتواه.
وهذا لا نعيب فيه فالبناء والنظم والمحاكاة جانب هام في العمل ولابد من تقويمه لانه الأساس والقاعدة، ولكني هنا أشير إلى المحتوى والحس وإخراج العمل وروحية مبتغاه وغاية مقصوده.
فالناقد هنا لابد ان يبتدي بالميزة والتحديث والانتقاء وجوانب الحدث وتصويره وترتيب انتقالاته وصور الوصف وجديد الإشارة والتشبيه وبيان معاني القصد والإثارة وكل اشادات التحديث واللغة ومهارة التوصيف وحنكة الرؤيا والاداء.
ليميز بكل هذا عن الهفوات في النظم والبناء وركيزة الإسناد وجفوة الرص في المفهوم والقدرة والتقدير، لان مفهوم النقد كما نفهمه دراسة فنية متكاملة وتحليل شفاف لكل تفاصيل العمل وحيثياته، وليس واجهة لإيجاد مثالب وجنوح العمل عن نصابه او حالات الرتم وترقيم هفواته
او خروجه عن مألوف السياق والأصل ، وان كان هذا ضروريا ولكن على الناقد الأديب ان ينأى ما استطاع عن لغة الهجوم والعرض واحتقار العمل وتصغير أهميته وعنوانه والمبالغة في تغليب قواعد الأصل وقوالب البناء والنظم.
وليكون الناقد روح العمل وكاتبه وحسه وتوقيع عنوانه ومحتواه وإمضاء لخاتمة إخراجه .
..................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد

رخامُ الملائكة ـــــــــــ كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي


 رخامُ الملائكة

موتٌ يتكررُ في مقبرةِ الصمت
علىٰ شواهدها
يُكتب تاريخُ الريح
برمادِ العابرين
سمفونيةٌ صامتةٌ
ترسلُ إشاراتها الغامضة
تستحضرُ ترنيمةَ الشمس
فلا تصل الفكرة إلاَّ عبر آلافِ المَحَطّات
فتتفاقم تجاعيد الظلام
تستحيل طلاسم
تتهجّى خرائطَ الغيوم
تغدُو كعرشٍ من دخان
يثيرُ تناصّاتِ ذاكرةِ الوَجَع
نزفُ جراح
تصطادُ النجومَ بطيفها
تصيخُ السمعَ لهمسِ الشفاه
ولا تكترث لجعجعةٍ
تنبو علىٰ ذوقِ الفراشات
تخدشُ حياءَ القمر
وتصلبُ دمعَ الندى علىٰ خدودِ الورد
سأرسمُ ظلّاً لطقوس مرئيّة
تردمُ بحيراتِ العمر
بأرتال من الملح
تشنقُ عقاربَ أوقاته
علىٰ جدارِ الزمن
وتنقشهُ زغائبَ أجنحةٍ
علىٰ رخامِ الملائكة .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

الانباء ــــــــــــ سعاد محمودي


 الانباء..

لا شيء هذا المساء..
سوى صور....عروبتنا
على اشرطة الإخبار و الانباء..
و اصوات نحيب..
بقايا تشظٌي..
في عتمة الاستنكار
والشجّب المهادن..
والإرتهان والإنتفاء..
فلا شيء يوحي بالحياة..
إلاّ نغيق غراب..
على مدافن المواقف..
تصدية و مكاء..
وانتشاء باغاني..
جاءت على عجل..
من رحم المأساة..
فننسى جوع الرّضيع..
و نتراقص امامه..
لنلهيه عن غضب الأمعاء..
لا شيء هذا المساء...
وما جديد أمّة ٱنصهرت..
في مضاجعة الذلّ حدّ الإنتشاء..
و راحت تتوارى..
وراء ظهر الدُّرّة..
و هو يهشّ بيده
و ينادي صلاح الدّين..
فيمتثل شاهرا سيف الأشمّاء..
فيدعوهم الى نصره..
و ينادي!!! ينادي!!!ينادي..
و هل يسمع الاموات..
صوت النّداء..
لا شيء في هذا السّديم..
إلاّ " عروس عروبتنا"...
من داخل غرفتها المعزولة..
تتأوّه على مرمى حجر..
من خحل فينا يقيم..
على قيد أنملة من شرف..
أمّة تعالج قضايا الطّهر..
و الصراط المستقيم..
تتخبّط عروسنا..
و قد ضربت علينا..
الذّلّة و المسكنة....
و الأستكانة و السّكون..
والسّكوت و...شجب عقيم..
لاشيء...لاشيء ..
غير دماء تراق..
دماء تباع..
دماء تصرخ على قارعة...
نشرات اخبارنا..
"دمتم..دعاة السٌلام ..
و المحبٌة و الإيخاء"..
آثرنا القعود...
نحن الخوالف الاشقياء..
و اقتسمنا عطايا..
ثمن الخنوع والإرتخاء..
فلا شيء في اماسينا..
غير تباكي سافر..
أين حمرة الخجل!!!
وقد عهدناها مسرحية البؤساء..
وحتى الصبٌاح لا شيّة فيه..
إلا مواجيز...تكرٌر المأساة..
على رأس السٌاعة ..
يوقفون التهريج..
و يمررون جرح عروبنا النٌازف..
في ثواني بلا رجاء..
ليعودوا الى مجون..
و صخب و غناء...
نلوك اوجاعنا بالشعر..
وفي عكاظ نبيع..
الكلام بضاعة مزجاة..
سعاد محمودي