الخميس، 16 ديسمبر 2021

أوهام الشوق /الشاعر خالد الساسي/جريدة الوجدان الثقافية


 أوهام الشوق

من بحر الكامل التام
بقلم الشاعر خالد الساسي ..تونس
هاج الحنين على الفؤاد المُجبر
بتحمّل الهجر البغيض لأشهر
ألهيت فكري في الطبيعة هاربا
من ذكريات لم تزل في مضمري
شيّعت عيني للسّماء لأجتني
بعض الحبور من الوجود المبهر
قد كان ليلا ساجيا إذ أشرقت
فتوجّهت أنظارنا للمصدر
وكأنّ من كانوا معي قد شاهدوا
أوهام شوق لعلعت في خاطري
فتراقصت أطيافها في بهجة
إذ اخفتت بالكيف نور المشتري
غار الظلام كحاسد من شعرها
وسواد لحظ لامع في المحجر
أما الخدود مع الجبين وجيدها
جمّار نخل فوق صدر مرمر
والراعف المصقول يرنو شامخا
يعلو شفاها كالنبيذ الأحمر
طلّت بحسن ما وصلت لوصفه
بالكاد أجزى البعض منه البحتري
خلت المجرّة أنجبتها كوكبا
تتصدّر الآفاق بين الأقمر
غابت فعدت لكي أواجه واقعي
وأحسّ أنّي قد نسيت مسامري
فألوذ بالأحبار أكتب رؤيتي
لتصير أشعارا تنام بدفتري
شبّهت من سكن الغرام فؤاده
مثل الفراش يحوم حول المجمر
يزهو بنور النار مبهورا بها
ومسلّما لوقوعه في الأخطر
بقلمي الشاعر خالد الساسي

حلم /حنان لخضر /جريدة الوجدان الثقافية


 **حلم **

نادته من خلف أميال
المسافات
وأشواك حدود الأوطان
قائلة :
سأكتفي بك حلما رواد
خيالي
سأكتفي بك أملا أنار
يوما عتمة الليال
سأكتفي بك ظلا
وقاني قيظ أيامي
سأكتفي بك حلما
أفعم روحي سعادة
ولو لسويعات قصار
ليس لي الحق في
امتلاكه على أرض
واقعي ...
سأتخلى عن فكرة أن
تكون بجانبي إشراقة
نهاري همس صباحي
سأكتفي بك حلما رواد
ليالي الطوال
وبين الحقيقه والخيال
سلب البساط مني
اكتسى البياض
الخصلات
نالت التجاعيد من
إشراقة البسمات
ضاع زهر الشباب
الغالي
في انتظار المحال...!
لكن اعلم أني أحببتك
بكل مشاعر
العشق والهيام ومهما
حكمت علي أقداري
ستظل سيد عمري
.....الغاااالي....
حنان لخضر 🇲🇦

حوريةٌ في خدرها /حكمت نايف خولي/جريدة الوجدان الثقافية


 حوريةٌ في خدرها

حوريةٌ في خدرِها تتضوعُ
كإلهةٍ في عرشها تتربعُ
أهفو إليها والهاً متعبداً
ولغيرِ سحرِ جمالها لا أخشعُ
وأسيحُ في أفقِ الخيالِ مؤمَّلاً
منها الوصالَ بقربها أتمتعُ
أرنو الى الطيفِ الحبيبِ المشتهى
يغفو على زندي كطفلٍ يقبعُ
أحنو عليه لاثماً وجناته
فأعبُّ من خمرِ الشفاهِ وأرضعُ
خمرٌ مقدسةٌ تحيلُ مشاعري
مثل الصلاةِ لعابدٍ يتخشعُ
الله ما أشهى الحبيبِ بضمه
نسهو ونذهلُ بالسعادة نمرعُ
للهِ دركَ يا خيالُ على الوفا
تسخو تمني المغرمين ليرتعوا
حكمت نايف خولي

رحلة بحث../ قصة لـــــ ليلى المرّاني /جريدة الوجدان الثقافية


 رحلة بحث../ قصة قصيرة

ليلى المرّاني
هاجسٌ غريب دفعها أن تفتّش عنه بعد عقودٍ من النسيان. هي تزوّجت وأنجبت، وهو سافر ولم تعد تسمع عنه شيئاً بعد أن رفضه أهلها، وبعد معاناةٍ مع النسيان كادت تفقدها ذاكرتها، تقول، “ وبغفلةٍ من الزمن قفز اسمه من بين دهاليز ذاكرتي المعتمة. “.
آلامٌ قاسية، ورحلة شقاء مع النسيان، ورغبةُ أهلٍ جامحة في تزويجها كي تكون نهايةً لأحلامها في أن تلتقيه يوماً. نظرت إلى وجهها في المرآة، “ ما زلتُ جميلةً، وما زالت عيناي تشعّان بريقاً أنثويّاً، ودمعةٌ حائرة تطوف بهما، صفةٌ تفرّدتُ بها بين طالبات الكليّة، ولكن أين هو، هل حبسني طيفاً في ذاكرته، وأخرى يعيش معها، وأنجب منها الطفل الذي حلمنا به معاً؟ ألا يزالُ وسيماً، كما عرفته، أم فعلت فعلها السنين ؟ "
إعتدلت في جلستها، شريطُ ذكرياتها معه عاد إلى الوراء. لقاءاتٌ معدودة اختطفاها من عمر الزمن، ذلك الشاب الوسيم، القادم من أرضِ الموت والتهجير، لم تره يوماً برفقةِ أحد، وحيداً يدخل نادي الكلية، إلى منضدةٍ منزوية يجلس، نظراته لا تفارقُ الكتاب الذي يرافقه بانتظام، فقط حين يذهب لشراء كوبٍ من الشاي أو القهوة، يرفع رأسه دون الإلتفات إلى أحد، ورهانٌ كان بينها وبين صديقاتها أن تدير رأسه !
منضدةٌ طويلة وسط إحدى قاعات النادي المخصصة للدراسة، كانت وصديقاتها يتحلّقن حولها، حين ظهر فجأةً . تلفّت حوله، كانت منضدته المنزوية قد شغلها غيره، وركن المطالعة مكتظّ بالطلبة . كرسيّ واحد شاغر في الطرف القصيّ للمنضدة التي تحتلها وصديقاتها. بهدوئه المعتاد جلس، لم يرفع رأسه عن كتابه، همست بإذن صديقتها.. “ سترين “ ! وبهدوءٍ اقتربت منه، حاملةً كتابها، همست.. “ هل تسمح؟ “، رفع رأسه، والتقت عيناه الخضراوان بعينيها الدامعتين أبداً، وابتسامةٌ خفيفة، أودعتها كلّ أنوثتها، أشارت إلى صفحةٍ ،عشوائيّاً فتحتها .. “ ممكن تشرح لي هذه الجملة، لو سمحت ؟ “
تلعثم، ثم تمالك نفسه ، وهو الطالب المتفوّق في قسمه، والذي تطارده عيون زميلاته ، فلا تجد صدىً.
وكان لقاء ثانٍ، وفِي المكان نفسه، ولقاء ثالث، وآخر، همس في أذنها فجأةً، وبلهجته التي تعشقها ..” بحبّك، بموت فيكِ “. دارت الأرض بها نشوى، وهي التي راهنت أن تلفت انتباهه، غارقةً في حبّه وجدت نفسها، والسنة الدراسية شارفت على الإنتهاء، وإلى بلده سيعود بعد أن أنهى بتفوّق أربعة أعوامٍ في منحةٍ دراسية، هبةً من الحكومة العراقية ، وهي ما تزال في السنة الأولى.
تلاحقت الصور أمامها، وكأنها حدثت بالأمس حين تحطّم جدار النسيان. بكت حين سافر، رافضةً مشهد الوداع في المطار . “ سأكمل دراستي في أمريكا “، كتب في رسالته الأولى، “ وأعود لأختطفكِ زوجةً ترافقني إلى بلدي. “
غزيرة انهمرت دموعها وهي تسترجع أياماً وليالٍ عاشتها مترقّبةً رسائله. كتب في إحداها، وبعد سنتين من سفره..” سأعود لأتقدّم إلى أهلكِ، وتأتين معي. “.
ثورةُ عارمة اكتسحت كلّ دفاعاتها كانت حين أبلغتهم بذلك. إنتفض الأب، يسابقه الأخ الأكبر في تقديمها قرباناً للشرف المهدور !
عادت تعبث على شاشة الكومپيوتر، تضع اسمه الثلاثي، وتبدأ من جديد رحلة البحث عن حبيبٍ أطلق ساقيه للريح، ما أن سمع ضجيج المعارك.
إنهارت، ومحاولة انتحارٍ فاشلة، محت كلٰ ذاكرتها وما يتعلّق به، وعلى الزواج أعلنت حرباً. تقول صاحبتي، أنها طوت كلّ أحلامها وذكرياتها معه، كلّ لحظات حبٍّ أو ألم، وفي بئرٍ عميق رمتها، وأهالت عليها تراباً، ثمّ صخوراً لتأكيد موته، وصوب الحياة أدارت وجهها .
فجأةً، ودون استئذانٍ من حاضرها، أو احترامٍ لعقودٍ طويلة من النسيان، انبثق برعمٌ صغير من بين الركام . بعد أكثر من أربعين عاماً، عجباً! هل هو الإحباط الذي تعيشه، أم الفراغ الذي يبتلع أيامها وسنين عمرها، بعد أن تزوّج الأولاد، والزوج رحل ؟
سأحاول للمرّة الأخيرة، قالت لنفسها، وضعت اسمه على الشاشة، صدمت، عشرات الأسماء المشابهة تتوالى أمام عينيها. تركت البحث بعد أن أعياها التعب، مجرّد فكرةٍ طارئة، قالت، أو حبّ استطلاعٍ تحوّل فجأةً إلى تحدٍّ وإثبات شيء، أي شيء؟ لا تدري!
عنوانٌ في بلدٍ مجاور قفز إلى ذهنها، كان مقرّراً أن يستقرّا هناك حين عودته، ويعيشان معاً. إلى البحث عادت من جديد وقد أمسكت الخيط من رأسه، كما تقول . الإسم والعنوان . سكتت، وكأنها دخلت في غيبوبة، أو ربما أضاعت الخيط والعصفور وهي تبحث في عالم خيالها. إحترمتُ صمتها، وأحدتُ نظري عنها . فجأةً، وبصوت ناسكٍ بوذيٍّ يتعبُد، جاء صوتها عميقاً، منتحباً ..” أتعلمين، وجدته، إسمه الثلاثيّ الذي ما زلت أذكره، كان مسبوقاً بكلمة _ المرحوم _ ….

تَبَسُّمُك فِي وَجْهِ أَخِيك/ تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن/جريدة الوجدان الثقافية


 بسم الله الرحمن الرحيم

من هدي النبوة "تَبَسُّمُك فِي وَجْهِ أَخِيك "
منظومة سلوك نبوية :-
ابتسامة مشرقة عذبة ترسمها من على شفتيك من أجل إطلالة تلاقي بها أخيك ليطمئن اليك،
ما أحلى هذا التفاؤل والدعوة والعنوان واظهار مكنونات نفس الإنسان،
فالابتسامة تضفي على الوجه إضاءة وهدوء وحنان وسكون ينعكس على نفسية الإنسان الآخر...
وما رؤي عنه صلى الله عليه وسلم إلا بساما ووجهه متهلِّلا في بَشَاشَة، وبِشْر وتبسُّم وطلاقة أنوار قلبه ووجهه معا " وتقلبك في الساجدين"
وقد وصف القرآن الوجوه الباسمة الضاحكة المنيرة بأحسن الصفات
قال الله تعالى :-
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ، ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ"
لا أعتقد أن لهذه العبارة مثيل إلا في القرآن الكريم....
فالابتسامة دعوة مستجابة
وعبادة ربانية
ومحبة إنسانية
وأخلاق نبوية
وصدقة مجانية
وإِظْهَارُك بمظهر الْبَشَاشَةَ وَالْبِشْرَ إِذَا لَقِيت بها أخيك تُؤْجَرُ عَلَيها كَمَا تُؤْجَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ تبذلها،
ما شاء الله أي دين هذا ؟يحث أتباعه على البشاشة الحلوة لا التجهم والتكدر...
فالابتسامة هي صدقة منك لا تخطر على بال إنسان إلا ما علمنا به رسول الإحسان صلى الله عليه وسلم من أجل توثيق العلاقات الاجتماعية والروابط الأخوية ،
تصور يا رعاك الله :-
إنسان يصَعِّر خدَّه كبرا وبطرا
ويعبِّس وجهه ويقطِّب جبينه لو نظر لهيئته في المرآة، ماذا تكون ردة فعله يا ترى؟
فهذا ينعكس على نفسه ونفسية الآخرين.
ليتذكر هذا قول الرحمن "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ" كل الناس، ولا تمل وتلوي صفحة وجهك ولا تتعالى على خلق الله كما يفعل المتكبرون،
لا بل كن هينا لينا مطواعا متواضعا بساما، كما هو شأن العقلاء النبلاء،
نصيحة لكل عابس أطلق أسارير وجهك ولا تكن
"عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا"
لا تكن مقطبا ما بين حاجبيك وجبينك وعينيك مغاضبا،
بالله عليك أفْرَدَها وتوكل على الله ،
كن مبتسما ضاحكا لأسرتك لأهلك لأصدقائك ومحبيك وأنتظر ردة فعل منهم جميلة وبسمة ومقابلة حلوة،
هل تعلم أيها الإنسان أن في وجهك ثمانين عضلة إذا عبست وتجهمت انقبضت كلها ماذا يحصل لك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تصور كم تخسر ماديا ومعنويا ويكلفك هذا الانقباض طاقة وحالة نفسية تنعكس عليك وعلى البشرية،
بينما في حالة السرور وطلاقة الوجه لا تنقبض اية عضلة بكل أريحية تامة ونفسية مطمئنة تعبر عن مكنونات ومخزونات نفسك التي بين جنبيك
وهل تعلم أن أول من دعاك لهذه الطيبة والاريحية والراحة والمعالجة النفسية هو رسولك الكريم من أجل أن تطيب نفسك بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم كل ذلك رأفة عليك وحنانا ،
وهل تعلم أنه الآن في العصر الحديث قد قامت منتديات بالتخصص والدراسات والاختبارات لكي تعلمك كيف ترسم إبتسامة مصطنعة عريضة على شفتيك وتحرك وجنتيك ويحمر خديك ،وترسم على قسمات وجهك بمواصفات عالية من الحنان جذابة وليست كذابة في حسن معاملة الآخرين،كي تستريح ويستريحوا .طريقة دراسية نصية قد ينجح المتسابق أو يرسب فبدل أن يبتسم يتجهم ...........
أما رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم نصح المسلمين وقال "ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
كن مبتسما هذا لا يكلفك شيئا إلا أن مردوده كثير لك وعليك وعلى الآخرين، وقد أطعت رسولك الكريم ، وهي في ديننا لك صدقة وليس مجاملة تمويه.
أي أدب تعلمناه منك يا رسول الله جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته،
وقد قيل أن الشخص الذى لا يبتسم لا ينبغي له أن يكون تاجرا ولا يصلح لشيء،لا بل يكون منطويا لا يصلح لحاجة أو معاشرة أحد،ولا يصلح لأي معاملة مع البشر،
ليكن أدب الرسول صلى الله عليه وسلم هو في الوصول بك أن تلقى أخاك بوجه طلق،
لنسمع ماذا يقول جرير بن عبدالله رضى الله عنه
"...ولا رآني صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي" إذن ابتسم أنت كذلك،
خلق رفيع من الرسول مع أصحابه ممزوجة بالابتسامة الرضية لإدخال السرور والفرحة على قلوب محبيه وهي دعوة للألفة الاجتماعية،
قال الله تعالى"ولو كنت فظا غليظ القلب لنفظوا من حولك..."
فالمال وحده لا يكفي لإدخال السرور وتأليف القلوب وجمعها على المطلوب هنالك وشائج مجانية :- كبسط الوجه ،وحسن الخلق، والكلمة الطيبة التي تسر البال...
قال الله تعالى :-
" لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"
وقال صلى الله عليه وسلم:-
" أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم
فليسعهم منكم بسط الوجه
وحسن الخلق"
أبذل صدقة مجانية بإبتسامة واحدة وهي أفضل الصدقات ملئها الحب والصدق قلبا وقالبا للبشر كافة دون تحيز أو تميز....
ولتكن صدقاتك بسماتك وهي خلق وعلامة مميزة،
وتصور حتى آيات الكون تستبشر خيرا في أوقات أنتشارها وطلوعها وإشراقها كالبسمات على محيا الإنسان البشوش...
قال الله تعالى :-
"وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ "
أتضح جمال وجهه حسنا وبيانا ،وأزاح ربنا عن وجهه بقطرات الندى ظلمة الليل البهيم ...
قال تعالى:-
" وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ"
تنفس أريج العطر الفواح ونسمات كالبسمات مع إطلالة الصباح في نسيم عليل فجُعل ذلك راحة واطمئنان لكل ما كان يحويه من مخلوقات كأنه كان مكتوم النفس فنفرجت أساريره .
قال الله تعالى:-
" فَالِقُ الإِصْبَاحِ"
كناية عن تفتح أسرار الكون وإشراقاته ببسمات وينتقل من مرحلة السكون والسبات الليلي إلى حركة الحياة التي يكللها الجمال الرباني فالحياة حركة ،
ويناديك ويذكرك أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد بإطلالة جميلة.
ومن أجمل ما جاد به البحتري شعرا قوله :-
أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً *** منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا
هدية لك وجه بشوش منفرد رسم عليه إبتسامة عريضة صادقة
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

كما الشعر أنت / قاسم الخالدي / العراق/جريدة الوجدان الثقافية


 ▪︎ كما الشعر أنت ▪︎

▪︎أجيء اليك متكئا
على فرح الكلمات للنص
وأنت تفتحين
الأزرار من قميصك
لعطر الزهيرات
كما أنا بلون الجوريات
لخديك أكتب
- تمايلي رقصا
لفرحي وغني بما شئت
لقميصك
فلا يقده من دبر أو قبل
غير قلمي
العالق به على المفردات
- عليك أنت لغتي سهلة
لا غموضا بها عكس روحك
التي كانت لروحي غامضة
- وأنت لي عذبة
كعذوبة الشعر الذي لا يمنح
معناه إلا بعد المماطلة
قاسم الخالدي / العراق

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

احتفال ما هنا بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 احتفال ما هنا

ان فاتك اللقاء الاول
تطهر للقاء الاخير بنسكك
شمعي الحراق يذوب بحنية
انا دمع متجمد بمحيط عيونك
ايها الباكي حزنك على دروب استهتار
كنت من املاك قلبك والطوبى كانت كلها لك
اودعت انت فواصل هجران للطلاق بقطيعة استملاك
حتى دنوت بترهل السكون باحضان معاصيك كاعمى
ذبحتك زفرات الانزعاج حين مكث بوادي النواح ركن
هناك مآتم عزاء تصدح بالنواح عليك بلا اسف خساره
على ذوابل لشعر اشقر صنعت تخت نومك بلا اجفال
وكل الاطياف جعلتها تحرسك بايام طوال لكنك خنت
سافرت لبحور القطيعة اعور العيون تحتسب انفاسك
ما همني غدرك اللعين لكن وساخة لوصف للعشرة الم
صاغتها يداك بحبر الدم علي يوم اوفيت نذور الهجر
الم تذكر اني كنت طفلة حجرك القاسي يوم تراقصت
بي على جدائل الانفلات لكل قوانين السماوات تعمد
ماذا عساني ان افعل الان وانا مكسورة الجوانح ندم
باي مرضاة ساداوي نزاعات فواصل مدامعي لتبكيك
هذا البوح الغرود لك هدية الايام الخوالي لعمر ضاع
الان دوري لاسرج فرس الرحيل غير ماسوفة لماضيك
ساعاقر مع ريح تذكار كؤوس خمرة هزميتك منتشية
بعدها ساقول للتاريخ سجل لي هذا الارث من انتصار
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة رحلة العمر
Peut être une image de 1 personne

بين عامين بقلم د.أسامه مصاروه

 بين عامين

كنتُ قبلَ العامِ إنسانًا خلِيّا
قانعًا بالعيشِ حرًا ورضيّا
كنتُ عن أحزانِ دنيانا قصيّا
لا أبالي باشتياقٍ بل هنيّا
قبلَ عامٍ كنتُ إنسانًا سويّا
بهدوءِ البالِ والقلبِ غنيّا
كانَ ذهني صافيًا حتى جليّا
وصباحي كانَ خيرًا ونديّا
ثمَّ جاءَ العامُ جدًا مبتَليّا
فهديلُ الحبِّ أمساني شقيّا
يا ترى كنتُ بلا عقلٍ غبيّا
حينما خلْتُ الهوى حُلْوًا شهيّا
ليتَ شِعري لم أَكُنْ غِرًا فتيّا
لمْ أكُنْ إلّا عزيزًا وأبيّا
غيرَ أنَّ السحرَ قدْ كانَ قويّا
وسرى في القلبِ والروحِ خفيّا
بيْدَ أنَّ الحُبَّ لمْ يحنُ عليّا
منذُ أنْ جاءَ منَ الغيبِ إليّا
رغمَ أنّي كنتُ معطاءً سخيّا
وضميري لمْ يزلْ مسكًا نقيّا
بلغَ العامُ منَ العمرِ عِتيّا
فانتَهِ الآنَ لمَ التأجيلُ هيّا
علّني ألقى غدًا عامًا بهيّا
علّني أحيا ولا أبقى شجيّا
د.أسامه مصاروه


رواية : ( ملحُ السَّرابِ ) الحلقة الثانية للكاتب مصطفى الحاج حسين

 /// مصطفى الحاج حسين .

رواية : ( ملحُ السَّرابِ )
الحلقة الثانية :
استيقظت على ركلة قوية ، وقبل أن أفتح عينيّ الناعستين ، انهمرت دموع الوجع منهما ، أحسست أنّ خاصرتي قد انشقت ، وقد هالني أن أبصر أبي ، فوق رأسي وعيناه تقدحان شررا ، نهضت مسرعا ، يسبقني صراخي وعويلي ، فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذه الطريقة ؟!.
ـ ساعة .. وأنا أناديك .. فلا ترد ياابن الكلب !!!.
أنا أعرف أبي ، إنه قاس ، بل هو أشدّ قسوة وفظاعة من الشيخ ” حمزة ” نفسه ، ومن مدير المدرسة ” الأعور ” ، فكثيرا ما كان يضربني وشقيقتي ” مريم ” ، لأتفه الأسباب ، حتى أمي ، لم تكن تسلم من ضربه وشتائمه .
ـ إلى متى ستبقى ” فلتانا ” مثل الحمار ، لا عمل .. ولا صنعة ؟!.
شهقت بعمق ، تنشقت مخاطي ، بينما راحت عينايّ تستوضحان وجه أمي ، المنهمكة باحضار الفطور ، عن معنى مايقوله ابي ، قرأت أمي تساؤلاتي .. فاقتربت مني :
ـ ستذهب .. لتشتغل مع أبيك .. صار عمرك عشر سنوات .
وكدت أصرخ :
ـ أنا لا أقدر على حمل الحجارة ، ولا أحب صنعة العمارة .
غير أنّ نظرات أبي الحادة ، أرغمتني على الصمت ، فبقيت مطرق الرأس ، أشهق بين اللحظة والأخرى .
قال أبي بقسوة :
ـ تحرك .. اغسل يديك ووجهك .. وتعال تناول لقمة قبل أن نذهب .
خرجت من الغرفة ساخطا ، شعرت بكره نحو أبي ، وصنعة البناء ، فهي متعبة ، تعرفت عليها ، عندما كنت أذهب إليه أحيانا ، فأرى ما يعانيه ، الذين يشتغلون بهذه المهنة .. من تعب .
تبعتني أمي إلى المطبخ ، وما كدت أسمع وقع خطاها ، حتى التفتّ نحوها صارخا :
ـ أنا لا أريد الشغل .. في العمارة .
فردت بصوت يكاد يكون همسا ، بينما كانت تضع اصبعها على فمها :
ـ لو لايّ .. لأخذك من سنتين معه إلى الشغل .. الآن لم يعد يسمع كلامي .
ـ لكنني لا أقدر على حمل الأحجار ، وأسطلة الطين .
قلت بحنق شديد . قالت أمي :
ـ وماذا أفعل ؟.. أنت تعرف أباك .. لا يتناقش .
وقبل أن أرد ، على أمي .. انبعث صوت أبي صارخا ، من الغرفة :
ـ ألم تنته من التغسيل يا أفندي ؟!.. تأخرنا .. صار الظهر .
أسرعت إليه .. متظاهرا بتجفيف وجهي .. وخلال دقائق ، ازدردت عدة لقيمات .
ونهضت خلفه ، حزينا .. يائسا .. بي رغبة للبكاء ، سرت خلفه ، أراقب حركات ” شرواله” المهتريء ، وسترته ” الكاكية ” الممزقة ، تأملت ” جمدانته ” السوداء العتيقة .. تمنيت في تلك اللحظة ، ألاّ يكون هذا الرجل أبي ، كل شيء فيه كريه ، حتى شكله ، عمي ” قدور ” أجمل من والدي ، والأهم من هذا كله ، أنه لا يرتدي ” شروالا ” ، ولا يرغم ابنه ” سامح ” ، الذي يكبرني بسنة ونصف ، على عمل لا يحبه ، لقد أدخله و ” سميرة ” المدرسة ، وهو يشتري لهما الألعاب ، ويعاملهما بمحبة ودلال .
كنت أحدث نفسي طوال النهار ، وأتمنى التملص من أبي ، وكلما ازداد تعبي ، أزددت حنقا عليه ، الشمس حارقة ، والأحجار ثقيلة ، وسطول الإسمنت قطعت أصابعي ،الغبار يخنقني ، والعرق الدّبق يغسّلني ، وأبي لا يتوقف عن العمل ، ولا يسمح لعماله بقسط من الراحة ، في الظل .
أفكر في ” سامح ” ، وكيف سيضحك عليّ ، إذا علم بقصة عملي ، إنه الآن في المدرسة ، بعد قليل ينصرف ، ينطلق باحثا عني ، لكنه لن يجدني ، سيجوب الأزقة .. يسأل أمي وأخوتي .. وسيفرحه الخبر ، فأنا الآن عامل بناء ، في ثياب وسخة ، بالتأكيد سيفتش عن أصدقاء غيري ، يشاركونه اللعب .
لن ننصرف قبل أن تغيب الشمس ، ما أطول النهار ، وما أبعد المغيب !!!.. لن يتسنّى لي أن أرتاح ، وألعب قليلا مع ” سامح ” .
اللعنة على الإسمنت والحجارة ، اللعنة على الفبار الذي أمقته ، أكاد أختنق ، رأسي انصهر من شدة الحر ، والعرق يتصبب مني بغزارة ، عليّ أن أستحمّ فور عودتي .
هذا اليوم أقسى أيام حياتي ، لم يكد أن يأذن العصر ، حتى شعرت أن قواي خارت تماما ، وجهي تحول إلى كرة ملتهبة ، محمرّة ، رأسي أشتد به صداع حاد ، يدايّ ، قدمايّ ، ظهري ، رقبتي ، أكتافي ، عينايّ ، كلّ خلية في جسدي الهزيل ، تؤلمني ، وتوجعني ، وتصرخ ، وتبكي ، وتمنيت أن أموت في تلك اللحظة ، أو أتحول إلى كلب ، أو قطة ، تذهب حيث تشاء ، تستلقي في الظلّ .. وتغفو .
وتساءلت :
ـ يا إلهي .. ألا يتعب أبي ؟!؟!؟!.. هل هو من حجر ، أم من حديد ؟!؟!؟!.. إذاَ لماذا لا يستريح ؟!.. ولو خمس دقائق فقط ، خمس دقائق يا أبي لن تخرب الدنيا .
شعرت نحوه ببعض الإشفاق ، وبشيء كبير من الغضب والحقد .
ـ إن كنت لا تهتم بنفسك ، أو بعمالك ، فأنا تعبت ، ولم أعد قادرا على تسلق السّلّم ، ولن أقوى على حمل سطل الإسمنت ، أنا منهار أيها الأب القاسي ، هل تسمعني ؟!.. ألا تفهم !!!.. اعلم إذاَ بأنني سوف أهرب .. وأتركك مع عمالك الأغبياء ، هل باعوك أنفسهم ، من أجل بضع ليرات ؟!.
ونمت فكرة الهرب ، في رأسي ، صارت تتغلغل إلى خلايا جسدي ، المنهكة .. فتنعشها ، لكنني سرعان ما جفلت .. من فكرتي هذه ، وصرت أرتجف. غير أن الفكرة الرائعة ، كانت قد سيطرت عليّ تماما ، سأهرب .. وهناك في البيت ، سوف تتشفع لي أمي .. سأهرب .. وسأرجو والدي أن يعتقني من هذه الصنعة ، وكبرت الفكرة في ذهني ، سألجأ إلى عمي ” قدور ” ، أتوسّل إليه أن يساعدني ، في إقناع أبي ، بالعدول عن قراره ، بالعمل معه ، سأعمل في أيّ مهنة يشاء ، فقط لو يتركني أنجو من هذه الصنعة ، وعزمت أن أنفذ الفكرة .. وتمكنت من الفرار ، دون أن يلحظني أحد ، فقد تظاهرت بأنني أريد التبول ، ولمّا أدركت ، أنني ابتعدت عن أنظار والدي وعماله ، أطلقت العنان لقدميّ المتعبتين .
لم أكن أدري ، أن أبي سيترك عمله ، ويتبعني إلى البيت ، فور اكتشافه أمر هروبي ، فما كدت أطلب من أمي ، أن تعد لي لقمة ، ريثما أغتسل وأغير ثيابي ، حتى اقتحم أبي الدار ، والغضب يتطاير من وجهه المغبر ، هجم عليّ ، وفي يده خرطوم ، صارخا في هياج :
ـ هربت يا ابن الكلبة !.
يبست الكلمة في فمي ، تراجعت ، انبعث صوتي ضعيفا باكيا :
ـ تعبت يا أبي .. لم تعد لي قدرة على الشغل .
انهمرت على جسدي العاري ، سياط الخرطوم ، عنيفة ، قوية ، ملتهبة ، ودون أدنى شفقة ، أو رحمة ، وانتشرت صرخاتي في كل الإتجاهات ، حادة عالية :
ـ دخيلك يا ” يوب ” ، أبوس رجلك .. أبوس “صرمايتك ” .
وأسرعت أمي نحوي ، ارتمت على أبي بضخامتها ، وقفت حائلا بيننا ، فما كان منه ، إلاّ أن صفعها بكل قوة :
ـ ابتعدي .. من أمامي يا بقرة .
تلقت لسعات الخرطوم ، صارخة :
ـ خير !!!.. يا ” أبو رضوان ” .. ماذا فعل الولد ؟؟؟.
ـ ابن الكلب …هرب من الشغل .
تابع ضربي ، ولم تنج أمي من ضرباته أيضا ، فكانت سياطه تقع على جسدها الضخم ، المترهل ، بينما وقفت أختي [ مريم ] في أقصى الزاوية ، جزعة ، مرعوبة ، تبكي بصمت ، وترتجف ، تدفق الدم من فمي بغزارة ، فارتمت أمي على قدميه ، ترجوه ، تتضرع له ، تتوسل ، تتذلل ، تبكي بجنون ، وبحرقة ، وألم :
ـ أبوس ” قندرتك ” توقف ، عن ضربه ، الولد انتهى .
هجم عليّ من جديد ، رفع يده عاليا ، وهوى بها على رأسي ، فطار الشرر من عينيّ ، وصرخت صرخة ارتجت لقوتها أرجاء الغرفة ، صاحت ” مريم ” بذعر شديد ، وبينما كنت أتدحرج ، ممرغا بدمائي ، شقت أمي ثوبها ، اندلق على الفور نهداها الهائلان ، تناهى إلى أسماعنا ، صوت خبطات قوية على الباب .. رمى أبي الخرطوم ، وخرج ليفتح .
انحنت أمي تغسلني بدموعها ، ضمتني إلى صدرها العاري ، وبكت بحرقة ، وهي تدمدم :
ـ أسفي عليك يا ” رضوان ” … أسفي عليك يا ولدي .
دخل عمي ” قدور ” ، فأسرعت أمي إليه باكية :
ـ دخيلك .. الولد راح من يدي .
زعق أبي .. متهدج الصوت .. وكان الندم قد تسلل إلى صوته :
ـ ادخلي .. غرفتك يا مقروفة الرقبة .. واستري صدرك .
لكنها لم تأبه بكلامه :
ـ الولد بحاجة إلى دكتور .. يا ” قدور ” .
مصطفى الحاج حسين .
حلب
Peut être une image de une personne ou plus et texte