الأحد، 22 يناير 2023

قراءة في مجموعة شعرية للشاعر : سعيد الشابي/بقلم فوزية الشايب/مؤسسة الوجدان الثقافية

 


قراءة في مجموعة شعرية للشاعر : سعيد الشابي

بقلم السيدة الأستاذة : فوزية الشايب
من يتلمس الغلاف يشعر بشيء من الرّقّة التي تتناغم وصورة المرأة على الغلاف في عالم مليء بالضوء والانارةهي الحياة وهي الولادة والكتابة عن الحلم والأمل والحياة .
أمّا عن الضمائر فهي لقاء يبعد ويقترب بين الأنا والأنت .
الأنا : الانسان والرجل والمثقف والمربي والذات وهو الضمير المتقلّب المتحول بين الماضي والحاضر ...
أنت : ضمير الآخر ، البعيد القريب ، الظاهر الباطن ، الخفي المتخفّي ، الدّافع الى الانطواء حينا والى المجاهرة أحيانا . هو المسكون والساكن في ذات الأنا والمعانق له وللأرض والوطن والمكان والزمان . ..
يلتقي بالأنا ليبتعد مخلّفا ألما وأملا وهذه هي المعاناة ، معاناة المثقف .
فلهذا الديوان قراءات : وكلما أقرؤه أختبئ مع الشاعر في ثتايا الكلمة الدافئة مرة والثائرة بتحفظ أخرى هي الكلمات ترحل من ماض سحيق خفي متخف ، الى حاضر متقلب متوتر رافض ومرفوض بحثا عن مستقبل لا يبدو للشاعر واضحا ، بل هو تحليق بين أزمنة تتوارى وتظهر كأنها لا تريد أن تظهر لسبب أو لآخر . ربما هو البحث عن الانعتاق والخلاص الذي لا يبدو موجودا ، بل هو ارتقاء الى عوالم أخرى أو هو الحب الذي لا يمكن الامساك به .
هذا الحب الذي تختلط فيه الصوفية بالانسانية وبالذاتية المتفردة والمغتربة عن واقعها . فكأني بالشاعر يبحث عن أحضان ودفء وراحة قد تكون هي أحضان الأم أو الوطن أو الأرض ، فتتماهى صور بأخرى تضيء مرة وتذوب أخرى .
هذا التذبذب في الكلمة والمواراة والتخفي وراء الصوفية ليس هو الا رحلة مستمرة داخلية لا تنتهي ..
هي رحلة الانسان العاشق والمتألم والمنكسر . لذلك : فالمعجم اللغوي المستعمل في الديوان تغلب عليه موسيقى الأحاسيس الحزينة التي لا تكاد تشعرني بغنائية حياتية بل هي قريبة من الشطحات الصوفية التي تعبر عن صدى الدين والعادات والتقاليد فيها ...
فالشاعر وجد في الهروب من الواقع الى واقع خر أرحب واوسع وأفضل يتعارض مع الواقع المادي الموجود طريقا الى الذات التي يريدها والتي حرس على تشكيلها يالتمرد المحتشم والخروج عن المألوف بتحفظ .
فهده القصائد هي الحيرة التي انتابت الشاعر وحاول تفسيرها فلم يجد جوابا عنها الا في ذات منغلقة مقيدة تروم التجرد والتحرر والتمتع ولا تستطيع فكانت القصائد ادن مكبلة كما هو الشاعر وهي صدى للشاعر والمثقف العربي المتخبط في واقع آسن متعفن سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا ...
كم هي مؤلمة معاناة الشاعر التي تبدو في كل المفردات والفصائد ... اذ هي صدى لروح تهفو الى الحرية والحب المجهول والمدفون والذي ينتظره يأتي ولا يأتي ...
لكن يبقى الوطن والأم والأب والأبناء ضالة الشاعر في الاستقرار والرضاء بالموجود ووسيلة في مواجهة الموت والمصير الذي يبدو أنه يخافه خوف الانسان دائما . وهذه هي مأساتنا جميعا .
-( أرجو للشاعر التوفيق )-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق