الأربعاء، 4 يناير 2023

رحمــك الله يا أبي/سعيد الشابي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 رحمــك الله يا أبي

.......كــــدت لا أصـــــدق
أن الموت ، يأتي عليك يوما
أو ، ....منك يقـــــترب
وأنت الذي ، تحـــــديته
مـــرات ،....ومــــرات
وآلاف أيــــامك ، فقــــهرته
كم أسقـــط الجبل ، حجـــرا
وتــــرابا ، من فـــوق رأسك
كم لعلع الرصاص من حولك
وهـزّ ، من قشــــرة رأسك
واختــــرق ، المعطف والكتف
ولم ، ينل من حــــــــــياتك
وتـــــــــــراجع القهقــــــــرى
ولـــــــــم تمت
كم صـوّبت البنادق الى رأسك
ولـــم تخـــرج رصـــــاصها
وكم صالت مؤخــــــــــــــراتها
على جسدك
وكسر العظم منك ، ولم تنحن
كم صــــــارعت الموت
تحت الجبل ، وظـلامه الدامس
وأنت ، تنتزع من ترابه عيشا
كي نحــــــــيا ، ونقـــــــتات به
كي نعيش بـــأمن ، وكــــرامة
كـــي لا نمــــد اليـــد
الى غيــــر ، ما نرضـــى به
...وأراك بيــــــننا اليوم
على فراشك ممـــــــــــددا
والموت ، يصــــــــــرعك
ولا من منــــقذ ، حـــتى أنا
وتمسّكي الملح بك ، يا أبي
أنظــــراليك مكتـــوف اليد
بعينــين دامعتـين ، أرمقـــــك
والقـــــلب ، ينفــــــطر
وخيّم اليتم علي ، قبل أوانه
ولم أستطع ، غير رفع يـدي
الى الله ، متضرعا ، أتوسل
......أن يغـــــفر لي ، ولك
وللمسلــــــــــــمين جمــــعاء
ويسكنـك فراديس جــــنانه
ويمنحــــني ، صبرا وسلوانا
وأنــــا مـــؤمن ، بأنك سابق
وبك بعد ، أنـــــا لا حق
وستـبقى ذكراك ، في عروقي
وفي دمي ســـــــــــــارية
ما دامت الحــــــــــــــــياة معي
سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق