شهقت لجمالك والأرجاء...
أطراف جنّة خالقها يزين
يسبي اللّب أفقك الوضّاء...
كفلق بدّد غسقًا نورُه المبين
أمّا الحاجب فذربه مضّاء...
زاد من سحر ذاك الجبين
زلال عيونك كلجّ الصّفاء...
كزرقة بحر ما عرف مرين
جورية سمت عن الهجاء...
الوجنة خلال الياسمين
رطب الثغر ترياق وشفاء
إذا افترّ بلجّه كنز ثمين
دروبها فجاج وقمم شمّاء...
طلعها منشٍ والأصل مكين
قافيتي بها القصيد فاء...
والإسم حبّ فيّ دفين
حبّك للوجدان خير الرّجاء...
وقد أمسى فيّ علم اليقين
بأحضانك أنا من رمت البقاء...
حيث الرَّوح وريح الرياحين
يأتيك شوقي صباحا وبالمساء...
بتوق الولِهِ الدّلهِ والجنون قرين
بتّ وما لي من الوجد وجاء...
والوجد لليل العاشق أخٌ هجين
تهفو إليك مهجتي بطبع الوفاء...
والجوارح خير هدايا العاشقين
يا لائمي في هواها لومك هراء...
انا في غرامها الهزبر وهي العرين
أتيتك في الغزل بحروف الهجاء....
وقد خصصتك بأعذب الموازين
نقيّــة الروح أنت يا هبة السّماء...
حبّك الترياق الذي يبرئني ويشفين
ميلاد محمود ميلاد (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق