الأحد، 15 يناير 2023

الشاعر الأردني جميل أبو صبيح يطالب بثورة ثقافية ويؤكد : السرديات مستقبل القصيدة

 الشاعر الأردني جميل أبو صبيح يطالب بثورة ثقافية ويؤكد : السرديات مستقبل القصيدة

(الشاعر جميل أبو صبيح يقدم لقرائه أدب السرديات حيث يتداخل القص والسرد والصورة الشعرية في القصيدة)
يرى الشاعر جميل أبو صبيح أنه يرفع راية التجديد في القصيدة العربية وأن رؤيته أو أسلوبه في تبني "السرديات الشعرية" سيكون السائد في القريب العاجل رغم تفاوت وجهات نظر القراء والنقاد.
وينظر أبو صبيح للجنس الأدبي الذي يتبناه في الأردن باعتباره تطورا ملحوظا ومنقذا من حالة أسماها "السكون" في القصيدة العربية، ويؤكد بثقة أن المستقبل للسرديات الشعرية،وينصح من يريدون الصعود نحو القمة ووضع بصمتهم في المشهد الشعري بالجنس الشعري الذي يعتمد السردية الحكائية بناء ومضمونا في القصيدة.
وحسب رأيه فإن القصيدة العربية لم تعد قادرة على تطوير لغتها، ولهذا لا بد من التغيير إلى أدب "السرديات الشعرية" التي تعتمد لغة بصرية ولهذا على من يريدون للقصيدة أن تستعيد مكانتها كمؤثر ومحفز للمواقف والعواطف واستنهاض الهمم اختيار هذا النهج الشعري الجديد، معتبرا أن "من لم يجدد لغته فالقطار لا ينتظر أحدا".
ويرى الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى أن "سرديات أبو صبيح" لم تنل مشروعيتها، واصفا إياها باجتهادات جائزة وضرورية ومغامرة شجاعة ومتفردة ولكن لا يراهن أن تنال اعترافا في الأجل القريب. فيما يرى الناقد محمد المشايخ أن "السرديات" أضافت قدرة سحرية على التأليف بين الرموز والمجازات ولها أثر على فن الشعر وليس على المشهد الشعري.
ويقول أبو صبيح إنه اختار قصيدة النثر إلى جانب كتابة قصيدة الشعر الحر والبيتية "فالنثر لغة مغايرة وبالتالي لها مساحة وأسلوب يعطيان طرقا جديدة للتعبير ومخيلة تتواءم مع اللغة الشعرية الجديدة "السرديات"،لذلك كوّنت عالما شعريا لم يكن مطروقا من قبل أكثر جمالية ويمتلك قدرة على ارتياد جغرافيا جديدة لفن اللغة الشعرية".
ويرى صبيح أن هذا النوع من الكتابة الشعرية "السرديات" نوع ثالث جديد لم تكن لغته موجودة من قبل،لأنه يعتمد على البصريات التي تتوالد من الصورة التي قبلها فيما نسميه "المشهدية" بحيث تتكون من توالي الصور وتناسلها كبديل عن قصيدة النثر أو ما يسمونه "المجانية".
ويعتبر أن "السرديات" قصيدة غير منبرية ولا يمكن قراءتها منبريا إلا أنها تقرأ بالعيون فقط وبالتالي تخلصت بهذه اللغة الصورية من معظم ما كانت تعاني منه قصيدة النثر العربية،هذه المعاناة التي جعلتها غير قادرة على التطور،وهي مرحلة رمادية ما بين النثر والشعر ومن أصعب أنواع الكتابة الشعرية لاحتوائها على كثير من المنزلقات "يستسهلها البعض لكنهم لا يعرفون أسرارها؛ فهي قصائد تعتمد الصورة والإيجاز".
سرديات عميقة المعنى
من جهته، يعتبر الناقد محمد المشايخ أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين أن الشاعر جميل أبو صبيح من رواد قصيدة النثر في الوطن العربي ومن أوائل الذين كتبوا السرديات الشعرية، ليعبروا فيها بصدق وجمال عن وقع الوجود على وجدانهم.
ويضيف أن لدى أبو صبيح قدرة سحرية على التأليف بين الرموز والاستعارات والكنايات والتشبيهات والمجازات التي يخاطب من خلالها نخبة النقاد والقراء العرب الذين سرعان ما يكتشفون دلالاتها.
ويكمل المشايخ "أستطيع القول إن "السرديات" توازي في جمالياتها السرد النثري الذي يتجلى في القصة والرواية ولكن السرد عنده محفوف بالصور النابعة من خياله المحلق والموسيقى التي يأتلف فيها النبر والنغم والمعجم اللغوي المستمدة ألفاظه من أحدث المفردات التي اعتمدتها معاجم اللغة العربية من اللغات العالمية".
ويرى المشايخ أن للسرديات الشعرية أثرًا على فن الشعر وليس على المشهد الشعري بعامة لقلة الذين يبدعون في مجاله، ولأنها ما زالت غريبة عن واقعنا الثقافي والذين يبدعون في مجالها يغوصون في الطلاسم أكثر مما يغوصون في الواقع، كما أن السرديات الشعرية بحاجة إلى سنوات وشعراء جدد أقرب إلى الواقع وقاعدة شعبية حتى يتم تكريسها.
متابعة محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق