جرح زائد جرح
يرمي الليل بظلاله على شبه الجزيرة التي بداخلي تزداد تلك الزاوية المظلمة عتمة و كأن نور الحياة قد قطع وصله لشريان قلبي ساعات معدودة، أحبس أنفاسي من ثم أتنفس بصعوبة لتخرج تنهيدة مسترسلة هي خلاصة دروس و عبر و مع ذلك أغمض عينايا ظنا أنني سأستطيع حبس دموعي بهذه الطريقة لكن همس الذكريات المصاحب لسكون الليل دغدغ وتين قلبي و هيج الأحزان بداخلي لتنسكب دموعي غصبا عني و تحرق وجنتايا بعد أن أحرقت كل شيئا جميلا بداخلي و كأن قدري أن يكون دفتر مذاكراتي مليئا بالجروح و كأن الحياة قد منحتني علامة جرح زائد جرح في كل إختبار أجتازه و كأن كل من حولي إتفقوا على جعل قلبي شبه جزيرة خالية من السكان تحرسها الذكريات و تؤثثها المواقف التي فضحت خبث نواياهم .
جرح زائد جرح و من كان بالأمس صديق أصبح اليوم غريب بعد إنتهاء فترة صلاحيتي في حياته ، جرح زائد جرح و الجرح دائم النزف حتى أصبحت روحي هشة لا تحتمل أكثر خدوش و من المسؤول ؟ و ما جدوى العتاب بعد أن أحرقنا إهمالهم لمشاعرنا؟ و هل يحق لنا أن نسأل الخائن لما خان ؟ أو أن نطلب الإهتمام من أناس لا توجد أسماؤنا في قائمة إهتماماتهم؟ بالتأكيد لا ، لن نجعل من جراحنا طعما دسما لمن يصطاد في الماء العكر بل سنعانق نسمات الليل حتى طلوع الفجر و نشكي لها بثنا و وجعنا في سرية تامة و مع شروق شمس النهار سنقف في وجه الواقع بكل ثبات و سنبتسم و نواصل المشوار و سنشطب علامة جرح زائد جرح و نضع مكانها عمل زائد أمل لعل البدايات تكون مغايرة و لعل القدر يلامس آمالنا و لعل الخير آت لا محالة رغم كيد الأعداء.
زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق