الاثنين، 14 نوفمبر 2022

على هامش القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة الحالمة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة الحالمة :

أليست الفرنكوفونية اليوم إطارا ملائما لإثراء الموروث الثقافي والحضاري لبلادنا ؟
إن تونس المتجذرة في هويتها المتعددة: المغاربية،والعربية الإسلامية،والإفريقية،والمتوسطية والأممية ظلت على مدى القرون بلدا منفتحا،متسامحا،باحثا عن فضاءات جديدة للتعاون،مقيما علاقاته مع سائر البلدان على أساس من التعاون والشراكة بما يخدم مصالح الشعب التونسي ويعود بالخير على الإنسانية جمعاء.
ولما كانت تونس بلدا مؤسسا للفرنكوفونية،مع السينغال،والنيجر،وكمبوديا،وعضوا ناشطا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية،فإنها أولت على الدوام بناء المشروع الفرنكوفوني اهتماما موصولا ، باعتباره أداة لتمتين روابط الصداقة،والتضامن،والتعاون بين أعضائه.
وهو اهتمام أملاه الوعي بضرورة التوصل جماعيا وفي توافق إلى رفع التحديات وفتح آفاق جديدة في بناء علاقاتنا الإقليمية والدولية على السواء،في كنف التضامن والترابط الذين يميزان الفضاء الفرنكوفوني منذ نشأته،في وقت يشهد فيه النظام المتعدد الأطراف عددا من الصعوبات والعراقيل.
وتمثل الفرنكوفونية اليوم إطارا ملائما لإثراء الموروث الثقافي والحضاري لبلادنا وأداة ناجعة لتعميق علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع مختلف دول العالم وتوسيعها. إن تونس التي تتمتع بموروث غزير متعدد الثقافات، وبتاريخ يعود إلى ثلاثة آلاف عام، حرصت منذ البداية على الاضطلاع بدورها كاملا في إطار الفضاء الفرنكوفوني. وفي هذا الصدد، من المهم أن نذكّر بأن الروابط بين تونس والعالم الفرنكوفوني تعود إلى فترة متقدمة في التاريخ، في عهد حكم البايات، وذلك قبل أن تدخل البلاد تحت الحماية الفرنسية سنة 1881 بزمن طويل.
ونتيجة لهذه الأسباب وغيرها، حظيت تونس بتشريف نظيراتها من البلدان الفرنكوفونية،إبّان القمة الفرنكوفونية السادسة عشرة التي عُقدت بأنتاناناريفو في شهر نوفمبر 2016،بشرف احتضان القمةَ الفرنكوفونية الثامنة عشرة ،يومي 19 و20 نوفمبر 2022 بجزيرة جربة ، والاحتفالَ بالمناسبة ذاتها بالذكرى الخمسين لإنشاء الفرنكوفونية المؤسسية.
وفي هذا السياق يجدر بنا أن نؤكد حرص تونس والتزامها بتوفير كافة أسباب النجاح لهذه القمة على صعيدي التنظيم والمحتوى.
وتسعى تونس إلى أن تكون هذه القمة التي تنعقد لأول مرة خارج عاصمتها منعطفا في تاريخ الفرنكوفونية وقفزة نوعية في المشروع الفرنكوفوني،لما ستتناوله على جدول أعمالها من مواضيع تستجيب لمتطلبات شعوبنا ولتطلعاتها إلى التنمية والتشغيل والرخاء.
لقد أولت تونس في مختلف مراحل تاريخها أهمية بالغة للتعاون مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية.وهي أهمية تتجلى في الاتصالات واللقاءات المتعددة في مستويات مختلفة مع مسؤوليها وخصوصا مع السيدة لويز موشيكيوابو، الأمينة العامة الجديدة للمنظمة الفرنكوفونية، التي أدت زيارات إلى تونس في مناسبات كثيرة حظيت خلالها بلقاء سيادة رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد.
وفي الآونة الأخيرة،التقى الرئيس قيس سعيد السيدة لويز موشيكيوابو يوم 17 فيفري 2022. وتركز اللقاء خاصة على الاستعدادات للقمة الفرنكوفونية الثامنة عشرة التي ستنعقد بجربة وأهمية التنسيق بين تونس والمنظمة الدولية للفرنكوفونية لضمان ظروف النجاح لهذا الحدث المهمّ.
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق