الثلاثاء، 11 يناير 2022

فوجدته/عبدالحليم التميمي/جريدة الوجدان الثقافية


 (فوجدته)

•••••••••
فتّشتُ في حرم الجمال بلهفة
قالوا الحسان وهنّ كالأعواد
فخبرْتهنّ بكل قلب صادق
وإذا الحسان روائح وغوادى
قالوا الرسوم بريشة بصريّة
يختصّها الرسّام بالأعياد
فتشابهتْ كل الرسوم ولم أجد
رسما مثيرا فيه كل مرادى
وبحثت ثم بحثت في كل الثرى
حتى يئست وملّ كل فؤادى
وتسرّبت بعض الدموع مع الأسى
خرجتْ وأوّل عهدها بحداد
لي صاحب في الريف يسكن وحده
أصلا من الأتراك في بغداد
شاهدته في السوق ينحت منجلا
ألقى السلام بهمّة ووداد
بعد التحيّة قال كيفك يا ترى
(عبدالحليم) فأنت فخر بلادي
فتلعْثمت كل الحروف بخاطري
وتشابكتْ في الحلق كالأصفاد
اليوم جئتك باحثا ومنقبا
أترى الجمال بلذّة وسهاد
ردّ الصديق وقال بحثك خاطئ
هيا بنا.. بالريف كل مرادى
فذهبت كالملهوف ينظر حظه
إذ ما يجيء براحة وسداد
قال الطيور وذى الغصون وما ترى
بالشطّ بالأفياء بالأوراد
تلك الفراش على الزهور كأنّها
عبدٌ تضرّع للأله الهادى
هذي الطبيعة لوحة في عالم
هجر الجمال وراح للأنكاد
أفلا ترى تلك الحمائم خلفنا
بهديلها قد رمت للأنشاد
أفلا ترى بلّ الندى في برعم
شقّ الثرى بسعادة وعناد
هذا الجمال وأنه من خالق
وهب العباد وزاد بالأرفاد
فوقفت مذهولا وكنت بمعزل
عمّا يقول وما أصاب فؤادى.
~~~~~~~~~~~~~~~
عبدالحليم التميمي
الثلاثاء 11/كانون الثاني/2022
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق