الجمعة، 7 يناير 2022

هواي/الشاعر حامد الشاعر/جريدة الوجدان الثقافية


 هواي

فلسطيني
قصيدة عمودية موزونة على البحر الطويل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
هواي فلسطيني و إن مت يحييني ــــــــــ و أحيا فلا أفنى و ما الحب يفنيني
فلسطين في قلبي أحب عيونها ــــــــــ و يسعدني حب الحبيب و يشقيني
أحب حبيبا في فلسطين وجهه ــــــــــ و أضحكه هذا الزمان و يبكيني
أتاني زماني منشدا شعره لها ــــــــــ و تؤخذ وردا و الشذا منه تعطيني
تبوس جبين الشمس في موطن العلا ـــــــــ بأحضانها الخضراء كالطفل ترميني
،،،،،،،،،،
تغني لوجه البدر أنشودة الهوى ـــــــــ كمثل السنا في مقلة الليل تبقيني
أرى زهرة الدنيا تميل أمامها ـــــــــ لهذا أنا فيها هواي فلسطيني
من المغرب الأقصى تراءى الضياء لي ــــــــ و صار حياء الوجه بالنور يحيني
و أحمي هواها من عيوني و مثلما ــــــــــ أنا في الحمى أحميه تالله يحميني
ملاكي بها يشدو بكأس محبة ــــــــــ تفيض سلاما من يد الله تسقيني
،،،،،،،،،
هواها الأحادي من بعيد و كلما ــــــــــ أراها بلادي بالعيون يناديني
فلسطين بالأعداء صارت محاطة ــــــــــ و بالسهد قد صار المنام يجافيني
أنال بها في أكمل الوجه بردة ــــــــــ و صرت لها أهدي بلادي دواويني
لدرب الهدى بعد الضلالة أهتدي ــــــــــ ربيعا بديعا باليدين لتهديني
أخوض غمار الحرب بالشعر و العدى ــــــــــ أرى حولها بالنار أرمي شياطيني
،،،،،،،،،
و نورا و نارا قد غدا الشعر في يدي ــــــــــ أجافي عدوا و الحبيب يصافي
و باليد تهديني سلاما و كلما ــــــــــ أضل إلى درب المحبة تهديني
و قلبي فلا يهوى سواها و ما أنا ــــــــــ هواها إلى يوم القيامة يكفيني
هواي فلسطيني جرى في دمي و في ــــــــ فمي و يقويها الهوى و يقويني
و لي مثلها طول الزمان قضية ــــــــــ و يجري هواها في جميع شراييني
،،،،،،،،،
أنادي على الأقصى و بالشعر أحتفي ــــــــــ إلى القدس أهدي و البلاد رياحيني
بها أتغنى و الربيع يزور ك ــــــــــ لما الدهر أبدي لي يديه بساتيني
مناي المنايا أن أذوق بأرضها ـــــــــ شهيدا و تمثال العلا في مياديني
و أحمل إنجيلي و توراة حبها ــــــــــ بلادي و بالقرآن إن مت ترقيني
على كفها بالعين بدر الدجى أرى ــــــــــ و إن مت فالدنيا من الشمس تدنيني
،،،،،،،،،
أراها هي العليا و إني بحبها ــــــــــ أُدين هي الدنيا بلادي و لي ديني
أموت و أشقى في الأماكن دونها ــــــــــ أضيف شذاها كي أعيش إلى طيني
عليها أنادي من إليها بغمرة ــــــــــ أعود كطفل لو أحن و في حيني
و بالروح أفديها أضحي لأجلها ــــــــــ و بالروح من أفديه لابد يفديني
أصير فراشا أرتجي نار حبها ــــــــــ أهيم و بالأضواء و النور تغويني
،،،،،،،،،
و عن حبها مهما جرى لي أنا فلن ــــــــــ أحيد و يغنيها هواي و يغنيني
أجود سخاء بالدماء لأجلها ــــــــــ و ما كان يدميها فقد صار يدميني
على أرضها نال الشهادة قلبها ــــــــــ و قد صار ما فيها و ما فيَّ يغويني
و تبدي الذي تخفي تقول أنا التي ــــــــــ أسن كما أهوى و أبغي قوانيني
تقول و قد دار الزمان بفعلها ــــــــــ فقبل رحى الدنيا تدور طواحيني
،،،،،،،،،،
تنوح إذا أخشى الحِمام حمامتي ــــــــــ فهذي سيوفي في الوغى و سكاكيني
تقول بلادي في التباهي لربها ــــــــــ فأين ملوكي في الهوى و سلاطيني
و ألغي إذا جار الزمان حروفه ــــــــــ و ما منطق الأعداء و الداء يلغيني
و نادى على عيني المسيح بنوره ــــــــــ و أعمى إذا الظلماء بالظلم تضنيني
إذا أضحك الدنيا تجود بروحها ــــــــــ مكاني إذا أبكي زماني يواسيني
،،،،،،،،،
معي كلها تلك الشعوب و ربها ــــــــــ و تهوى فنوني في جنوني أفانيني
و أقدس أرض في الوجود أنا تقو ـــــــــــ ل ما قد غدا فيه زماني يسليني
تقول أمامي الشمس تشدو لبدرها ــــــــــ و لي ترقص الدنيا و خلفي ملاييني
فلسطين في ذاتي أراها و كلما ــــــــــ أراها تراني ما أرى صار يعنيني
تفيض كبحر ماج شوقا مدامعي ـــــــــ على الأرض ترويها دمائي و ترويني
،،،،،،،،،
و حالي أرى من حالها ما أراه لا ــــــــــ يسر و أرثيها بشعري و ترثيني
و يذكرها شعري المقفى أريد أن ــــــــــ أراها هواها ما أعانيه ينسيني
و أحلم أن تلقى النعيم و ريحه ــــــــــ و تختل في هذا الجحيم موازيني
أغني و ما نيل التمني أخاله ــــــــــ محالا و هذي في الأماني تلاحيني
أمامي تُرى خلف السراب حقيقتي ــــــــــ و تزدان في رسم المعاني تلاويني
،،،،،،،،،،
هواي فلسطيني و ألقاه كله ــــــــــ و في جنة الفردوس لو شاء يلقيني
أناجي إلهي و المناجاة دائما ــــــــــ تصير ضياء سوق ألقي قرابيني
أحب بلادا يرسل الله جنده ــــــــــ إليها و لي تبدو بكل مضاميني
و كانت فلسطينا تسمى و ما تزا ـــــــــ ل هذي بلادي في كتابي عناويني
و تحيا بقلبي كالعروس و تحفتي ــــــــــ على حبها أغدو مقيما براهيني
،،،،،،،،،
الوطن غال جدا و العالم كله وطني و فيه نستحق العيش جميعا بصفة عامة و لي وطن على وجه الخصوص وطني العربي و الإسلامي و وطني الأول فيه فلسطين و أريد رجوعه و عودة الأراضي المقدسة كلها و أولها القدس الشريف
و الوطن الثاني الغالي المغرب الأقصى و الذي ولدت فيه و أنا من أشد المدافعين عنه و عن مقدساته و ثوابته و أحمل جنسيته و أعشق ترابه و علمه و نشيده الوطني مع النظام الملكي قلبا و قالبا و مع ضمان سيادته على كافة أراضيه و قضيتي من قضيته و أقول ما يقول و أن الصحراء مغربية و سبتة و مليلية و كل الجزر المتواجدة قبالة سواحلنا أيضا و لا أدين فيه إلا بدين الأجداد و الأسلاف الإسلام
و امتداده الجغرافي بلدي لابد أن يراعي امتداده التاريخي
و الوطن الثالث الغالي عندي الذي أعيش فيه خميس الساحل أنادي بوضع اليد على كل مقدراته و ثرواته و أراضيه السلالية والجماعية و أن يستفيد ذوي الحقوق و أهل البلد منه و من مجاله الحيوي
في هذا الوطن الساحلي قريتي نتعرض لنفس المأساة الفلسطينية و نفس التغريبة نضطهد و نسجن ونقتل و تضيع أراضينا و نهب و تسلب مقدراتنا
و نتعرض للتهجير و التطهير العرقي و يترامى الغير على أرضنا و نحن في صمت رهيب و صار يحكمنا المرتزقة و اللقطاء و أبناء العبيد و اللئام و اللصوص
و هذا الثالوث الذي يشكل مفهوم الوطن الحقيقي عندي هو الذي أهواه
مغربي و أفتخر و هواي فلسطيني و ساحلي من قبيلة الساحل عربي الأصل و علوي النسب و انتمائي لهويتي و تراثي الأمازيغي لا يتجزأ عني
متجانس مع ذاتي المتنوعة في كل شيء و الوطن سكن لي و لا أؤمن بمفهوم الحدود المصطنعة
و إن كنت أعشق تراب المغرب إلا أنني أجد نفسي منتميا لفلسطين لشاعرها محمود درويش و سامح القاسم و غيرها من الشعراء و منتميا لهذه القضية و أجد نفسي مواليا لها و لشعبها و يسبق انتمائي الديني على انتمائي الوطني و انتمائي العربي على انتمائي لمغربيتي و كله متداخل مع بعض و لا يمكن فصله عن بعضه البعض
بأوطاني الثلاثة أقول خميس الساحل وطني الصغير و المغرب وطني الكبير و فلسطين درة تاج وطني الأكبر لا للتطبيع و الخيانة و لا للهدنة حتى و أقول ما ضاع حق وراءه طالب و لا أقبل بالتطبيع السياسي والاقتصادي و إن كنت أقبل بتحفظ التطبيع الثقافي
و لا خلاص لها و لنا إلا برجوع المسيح المخلص و الفادي
أحب بلاد الشام كلها و ما فيها و لو قيل لي بعد وطنك المغرب ما الوطن الذي تحب أن تكون منتميا إليه لقلت فلسطين و سوريا و بعد المرأة المغربية ذات الأصول العربية والأندلسية لوددت أن أرتبط بالشامية و المقدسية
أنا أهوى فلسطين و أكره الاحتلال الصهيوني الدموي لها و اغتصاب الأرض و العرض
و أقولها بصوت لا لبس فيه الأرض لنا جميعا نحن ذرية آدم و هذه الأرض لكافة الناس و لكافة الأديان و المذاهب و لكل الأعراق و الأجناس و الألوان
و أرفض أن يصير الوطن الذي أهواه يهوديا بلون واحد و لابد من تعدد الألوان مع سيادة الأبيض على الأسود
الصلاة لا تطيب إلا في المسجد الأقصى و في كنيسة القيامة و البكاء على حائط البراق و المبكى و الضحك من باب المغاربة سيبدأ
أنا لست ضد اليهودية كدين يؤمن به عرق واحد و لست ضد أي فكر حتى أنا ضد دولة شكلها القتلة و أحب اليهود كما أحب كافة الناس و كلنا إخوة في الإنسانية و أحب اليهود المغاربة و أقول لهم المغرب أولى بكم من غيره هو الأغلى و بكم هو الأحلى
و المغرب الذي حمى اليهود عبر العصور من الاضطهاد و ساهم في مرحلة تاريخية حاسمة أبناؤه مع جيش صلاح الدين الأيوبي في استرجاع الأرض المباركة والأقصى قادر بكل قوة أن يجد حلا للمشكل القائم ببساطة لأنه يحظى بثقة كافة الأطراف المتنازعة و يحترم من الجميع و معروفة عندنا الحكامة الجيدة
و الحق أقول اليهود بعدما اضطهدوا المسيح و لم يتبعوا شريعة موسى و أنكروا بعثة محمد و هم في شتات و تيه و ضياع و هذه الحرب خاسرة و الحق يعلو ولا يعلى عليه و لا طائل منها
فلسطين ستعود كما عادت من قبل و ليس لهم سوى العار عار الهزيمة والفضيحة على رؤوس الأشهاد
نحن نقاوم و لا نساوم
فلسطين وطن للجميع للهلال و الصليب و نجمة داوود هي الآن تضطهد كما اضطهد المسيح و على خشبة الصليب و لن تصلب و ستجري قيامة مجدها من جديد و عودة فلسطين مرهون بعودة المسيح إلينا فرجوع الأرض مرتبط برجوع سيد العالم و كلمة الله و روحه
الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق