الثلاثاء، 11 يناير 2022

خريفٌ في ربيعِ الحلمِ /سكينة خليل الرفوع/جريدة الوجدان الثقافية


 خريفٌ في ربيعِ الحلمِ"

على رحيقِ العُمرِ تنبتُ بتلاتُ أحلامنا ، نرتشفُها ببطءٍ تحتَ وَطأةِ الانتظارِ الذي يمارسُ غيّهِ على أنقاضِ ما تبقّى من شغفٍ يخبُو كُلّما جرّنا الزّمنُ نحوه ، نظلُّ نُرتّقُ قُوانا ونستنهضها على أملٍ رخوٍ بعدَ أنْ يتملّصُ مِنَ الرّكودِ الّذي يمتدُّ بَغْيَهِ، ليصلَ زفيره إلى الأعماقِ.
الآهةُ المٌترنّحةُ تنكأُ الجراحَ ، تبسطُ صَوْلتها ، و يُقيمُ فيها القلقُ مواسمَ نفوذِهِ ، فنتوهُ في خريفٍ يتمرّدُ على نفسِهِ ، يتوقُ للخٌضرةِ ويَرنُو للتّحرر ِمن رَبَقةِ دوره ، تشفعُ لتوسّله طبيعةٌ رَؤُوم ، تبثُّ فيه الحياةُ من جديد ....
" ويكأنّ الشّجنَ يُورقُ ، فتثمرُ أشجارُه الفرح "!!!
خريفٌ يتواطأ مع خيالِنا ، نرسمهُ وِفقَ أهوائِنا ، ينصاعُ لريشةٍ تَقلبُ موازينَ الطبيعةِ ، فتنمو الأحلامُ ، وتخضرُّ في ربيعِ العُمر ، لكننا نترقّبُ مَصائرَ نهايتُها بعيونٍ ترتجي دموع َالفرح .
في خِضمِّ هذا الزِّحام تُراودنا اللهفةُ،،،،
أيّ سرٍّ يسكنُ أحلامُنا يدفعُنا نحوها ؟ !!!! فنظلُّ نرفعُ الدّعواتَ ونرجو الإلهَ ، وننتظرُ أن تبكيَ السّماءُ ، علَّ بارقُ التّوسُّلِ يُشفِقُ على رجائِنا ، فتُمطِرُ سحائِبُ الانتظار ِ، وخوفُ الهواجسِ يحدُو بنا " فما كلُّ بارقةٍ تجودُ بمائِها " .
نمضي متأهِّبينَ للحظةِ الغسقِ ، فتُعَانِقُ أرواحُنا النّورَ الذي نلهثُ خلفَه ، نختلسُ فيه لحظاتَ الأملِ ؛ لنشحذَ به آمالنا لِنظفرَ بترقُبِ بزوغِ نُورِها ، وحينَ تُزهرُ مختالةً بالألقِ ، ننقشُ وشمَ فخرٍ على مَرمرِ الزّمنِ!!
سكينة خليل الرفوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق