الاثنين، 17 يناير 2022

وعد /فاطمه محمد ابراهيم/جريدة الوجدان الثقافية


 "أكنتُ أنا المخطئ"

أكُنتُ أنا المُخطِئْ يا عزيزتي عندما فضلتُكِ عن العالمين؟ فأنتِ كُنتِ عالمي الذي أُفضلهُ، فَفُراقكِ عني لم يكُن عليه بالشيء الهين، طالما أنكِ كُنتِ تنوي الرحيل فلماذا إقتربتي مني مُنذ البداية، لماذا جئتي إليّ وأخرجتيني من عالمي المُظلمُ؟ وزينتي لي حياتي، أبهرتيني بإختلافكِ عن الأخرين وأنتِ سترحلين! أتتذكرين وعودكِ لي؟ عندما قُلتي بأنكِ لن ترحلي أبدًا عني، وأني نعمة من الرحمٰن لكي، فلماذا فعلتي بي هكذا، لماذا غدرتي بي ورحلتي بعيدًا عني؟ فأنا مازِلتُ أشتاقُ إليكِ، لنظرة عيناكِ الجميلة عندما تبتسمي، أشتاقُ كثيرًا لحديثنا الذي لم يكُن ينتهي بعد، مُشاجرتنا الَّتِي لم يخلوا يومًا بدونها، وفي ذاك اللحظة كُنا نضحك كثيرًا، فأنتي كُنتِ طفلتي المُدلله الَّتِي أعشقُها كثيرًا، فأنا أُريدُ سماع صوتكِ، رُأيتكِ، أن نفعلُ كُل شيء كُنا نفعلهُ مُسبقًا، لكن تبًا لهذه الحياة التي تأخُذُ كُل شيء جميل؛ فَفُراقك عني لم يكُن عليه هين، بل كان موتًا مُحتمًا علىٰ قلبي الذي أصبح لا يُصلح لشيء، فإشتياقِ لكِ كاشتياق الأرض الجرفاء للماء، الآن كُل خلية داخل جسدي تصرخُ ألمًا؛ بسبب بُعدكِ عني، فلماذا فعلتي بي هكذا، ماذا أرتكبتُ في حقك لكي تفعلين بي هكذا، لماذا أخبريني؟ ألم أكُن أنا الشخص المثالي لكِ، لكن مهلًا فأنتِ لم تُحبينِ مثلما قُلتي؛ لأنكِ فضلتِ غيري ورحلتي عني، أظُنُ أنكِ كُنتِ مخططة لذَلِكَ من قبل، فَاهتمامك بي في الفترات الأخيرة كان يقلُ كُل يوم، لكنِ أنا المُخطِئْ لأني لم أُلاحظ ذَلِكَ عليكِ، بأنكِ كُنتِ تُمهلين للرحيل؛ فأنا أسف، أسف لأني كُنتُ المُخطِئْ عِندما وثقتُ بكِ بأنكِ تختلفين عنهم، ولكن الآن أُودُ إخباركِ بأنكِ قد ربحتي في كسر قلبي وطعنتي.
فاطمه محمد ابراهيم "وعد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق