الخميس، 13 يناير 2022

عتاب ممنوع من الصرف/ يونس عيسىٰ منصور


 عتاب ممنوع من الصرف ...

مهداة إلىٰ الشاعر الكبير الأستاذ أحمد عراق ..
يُعاتبُني عراقيُّ الصحارىٰ
علىٰ النخلِ الذي يهبُ الثمارا !
فقلتُ لهُ : اعْتباراً كانَ دهريْ
لمن يبغي بدنياهُ اعْتبارا
وهل بقيتْ بأرضي باسقاتٌ ؟
وهل أمستْ بساتيني اخْضرارا ؟
غزاها المَحْلُ فانْدثرتْ تباعاً
وكانتْ مطعماتٍ للأُسارىٰ
مضىٰ زمنُ الخصيبِ وَحَلَّ جَدْبٌ
بهِ انْدثرتْ مرابعُنا انْدثارا ...
فعِشْ في واقعٍ واتْركْ خيالاً
ولاترفعْ خيالاتٍ شِعارا ...
ظلامٌ راتعٌ من ألفِ عامٍ
فهل أبصرتَ في جيلٍ نهارا ؟
شعر : يونس عيسىٰ منصور ...
ملحوظة : حدثني والدي ( رحمه الله ) المولود عام ١٩١٢ والمتوفّىٰ عام ٢٠٠٦ بأنه إبّان الحرب العالمية الثانية جلب الإنگليز أسرىٰ ألمان إلى مدينة البصرة وكانوا طوالاً ضخاماً وأوقفوهم بقرب بساتيننا العامرة بالنخيل وكانوا جياعاً والظرف الإقتصادي كارثي آنذاك ، فعمدنا إلىٰ النخل وبدأنا بقطع عذوقها وإلقائها إلىٰ الأسرىٰ الألمان أمام مرأىٰ الإنگليز ولم يعترضوا علىٰ ذلك .. ولمّا لم يكن الثمر قد نضج جيداً فقد قمنا بطبخه في قدور كبيرة لكي يسهل أكله فالتهموه التهاماً ...
رحم الله النخيل الراكساتِ في الْوَحْل .. المطعماتِ في الْمَحْل ...
يونس عيسىٰ منصور ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق