الاثنين، 17 يناير 2022

بداية / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر /جريدة الوجدان الثقافية


 بداية /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
------------------------------
( وضاعت الهيبة في المجتمع ٠٠ !! )
رب الأسرة مشغول و المدرسة غياب و خُطبة الجمعة خارج المسار و الإعلام في وادي والشارع في فوضى و الأخلاق تترنح وسط غياب التربية ٠٠
كان زمان تطبيق لمعيار الأخلاق و القيم و السلوك و إعلاء الفضيلة و الأمانة و الاحترام المتبادل سلوك مغروس بالفطرة و التربية في توازن طبيعي إيمانا بكل هذه الآداب عن قناعة و يقين ٠٠
بعيدا عن التكلف و المظاهر لا خوف و لا طمع بداية من دور الكبير في المجتمع عطاء بلا حدود من أجل المنفعة العامة
واحترام من الصغير إيمانا بما يشعر به وهكذا ظل الجميع في توأمة وشراكة ٠
بالأمس كنا نرضى بالواقع لا نهرب من الفقر و نعيش في بساطة ورضا وحب و إقبال على الحياة اليومية في تلقائية ٠٠
نحترم المعلم و نعشق التعليم و نعمل الواجب ونتقاسم اللقمة لا درس خصوصي تحصيل حقيقي ٠٠
و الطبيب له رسالة في المشافي قلما تدخل في حقل تجارب باهظة فحوص و تجارة تحاليل و إشاعة و مخزن أدوية و رسم قلب ٠٠ الخ ٠
واحترامي للشرطي تحية إجلال لدوره في حفظ الأمن ٠٠
و كنا لا نمتلك اي تقنيات ترفهية لا محمول و لا سيارة و لا ركوب تاكسي و توك توك و طعام شبسي وكنز واندومي ٠٠
الشارع أمان حتى غياهب الطرقات احترام بين البنات والاولاد ٠٠
و المذياع و التلفاز برامج هادفة تثقفية وترفيهية ٠٠
و الدين إيمان وحالة تهذيب حقيقي ٠٠
و النشيد الوطني و الأغاني الوطنية و الانتماء الصادق نابع من الداخل في واقعية ٠٠
و علاقات الجيران و المساعدات بين الناس في الحقول ٠٠
الخير يملأ النفوس لا صراع و لا يحزنون ٠٠
اليوم تم إهانة الرموز و النيل من ثوابتنا و التشكيك في كل شيء ٠٠ !٠
لقد ضاعت الهيبة في كل مجال و تطاول الأقزام و استخدام لغة ساقطة و تعبيرات ماجنة ٠٠
وخطف وتحرش وسرقة وترويع وابتزاز وتجارة أعضاء ولم يسلم من الأذى براءة الأطفال
حتى الملابس و الحلاقة و التدخين ٠٠٠
و المخدرات تطفو على الساحة بورصة في كل مكان و ليل نهار على مرايء ومسمع من الجميع حتى أمام الجهات الحكومية ٠٠
لا احترام للمباديء و لا نظام و قانون و تفشي الاحتكار و الغش و صرع رجال الأعمال و النصب و الفساد في كافة الجهات انعدمت الثقة في كل المراحل و الفئات ٠٠
فقدنا الدور الأبوي و المعلم و القدوة و المثل الأعلى لا رمز نقلده و لا تجربة رائدة انفلات و تسابق و توافق على الانحراف و لا سيما الحرب الإلكترونية ٠٠
الكل بات يترنح لا يعرف و لا يعترف بالآخر و تقطعت أواصر العمل بين الرئيس و المرؤس في المؤسسات ٠٠
لم يعد هيبة للبيت و للأسرة و المدرسة و المسجد و الإعلام و الشارع بمثابة غابة مستوحشة ٠٠
لا دور لأهل الحل و العقد ٠٠٠
القوي يأكل الضعيف و الشريف مهمش و البلطجي يعيش و أمام المارة يشرب الحشيش ٠٠
آه لقد شيعنا عن قصد وتربص وترصد المدعوة ( الهيبة ) وحلت علينا الخيبة ٠٠
الأجيال تم تدميرها أمامنا ونحن ننظر في تأسف وخجل و نسترجع عصر الهيبة ٠٠
و أيام الزمن الجميل نسرح مع أحلام القيظة ٠٠
غربة في كل حركة نشاهدها بأم أعيننا ونعض الأنامل ونتحسر لاجديد في المعادلة السلبية خنوع وسكون و النار تأكل الأخضر و اليابس في صفاقة ٠٠
الكل يكف يديه ويتوارى من المشهد الغريب العجيب و يغض الطرف عن كل تنمر يصيب الإنسان المسالم الذي أصبح لا عهد له بين هذا العالم الافتراضي ٠٠
اهتزاز و تغير سريع ينذر بكارثة تكبر مثل النار في الهشيم ٠٠
فإذا أردنا العودة لابد من ترميم مصطلح ( الهيبة ) في نصابه وتربية تنشأ سليمة قبل المشروعات المادية والمدنية ٠٠
فالشباب درع ومستقبل الأمة ٠٠
نريد نربي رجالا على قدر المسؤولية لا شعارات ٠٠
فقيمة كل امريء فيما يحسنه من عمل تجاه الأفراد و المجتمع بعيدا عن الأنانية و تكوين الصراع في كسب الأموال والمصالح التي لا تأتى في ظل كل هذا الزخم بالسلبية التي تعرقل إطار البناء الحقيقي ٠٠
و اخيراً عليكم بالهيبة و القناعة و تأدية كل دور لصاحبه في مسلسل الحياة فيا سادة الهيبة نجاة ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق