الخميس، 13 يناير 2022

أحبها / هالة بن عامر تونس /جريدة الوجدان الثقافية


 أحبها ...

ربما وقعتُ في سراديب عشقها ...
أرتمي في حضنها باردا كان أو دافئا
ليس لدي بديل عنها
تصغي لجميع ترهاتي
تتحمل جنوني وهدوئي
تحتويني وثورتي
تتحمل جبالا من الحديث المطول
تختزن أنهارا من الدموع
تتزين بكمٍّ من السعادة
يجود بها عليها قلبي الصغير
هي لا ترد...
لكنها تحتوي كل غضبي وفرحي
جميع الأسئلة...
تنتاب الساكن من حولي
و تلتطم بها ...
تنحدر الأجوبة سيولا
من على جوانبها
تحدث القاتم من الألوان
وتبعث ببصيص النور من العدم ...
أعيش التيه ...
أغوص في أعماق الذاكرة
بين الحاضر والماضي
أتطلع الي المستقبل بمرارة الرجاء
وطيف أمنية ...
و قطرة حلم قابعة في قعر فنجان
القهوة مرة المذاق
أحيانا اترشفها هائمة
وأحينا اخرى ...
اتذوق نكهتها بغير مذاقها المعتاد
أحمل فنجاني وأهرع إليها مهرولة
بتوق ...
ابتسامات شفاه مشققة
تسرق من رتابة الحياة
بعض الحكاوي المشوقة
قد أحدثها ...
عما يجول بخاطر صباحي
رغم اختلافه ..
عن صباح الغد والأمس
تعاندني ... شمسي
تختزل يومي المرهق
تطل...من بين السحاب
تشعرني بالدفء والحنان
الوحدة والجدران
وسريري المثقل بمرارة الذكريات
وتلك الأحداث ويومي التعيس
حتى شمس صباحي المشاكسة
من استكين اليهم ...
بكل مافيً من ألم
وقروح من فعل الزمن
من خصوصيات واسرار
وكل لحظات عشتها
وتقاسمناها معا
حتى فصول الحياة القاسية
ارتوينا من نفس الكأس
ثملنا من شدة قسوة البشر
تربعنا على عرش الحكايا
فكنت الضحية وبطلة الرواية
حتى يحين وقت طلوع الفجر
ليعلن على انبلاج صباح جديد
شردنا ...
بكينا ...
توعدنا ...
أقسمنا ...
ثم ....غصنا معا في سبات عميق
أحبها ..
ربما وقعتُ في سراديب عشقها ...
غرفتي ... جدرانها ...
وكل قطعة اثاث فيها ...
الحضن و الملاذ
وسادتي وحديثنا
وكل الهمس واللمس
و كذا الحلم تقاسمنا
..... والكوابيس
تعطلت عقارب الزمن
الفصول هرمت
شاخ اللّحاف
واهترأت الستائر
والجدران تشققت
والمرايا اعتزلت الجمال
مازال على أعتاب نافذتي
عشّ قيد اللإنتظار
و غصن يتدلى ذبلان
و زهرة يتيمة
بعطر البيلسان
بقلم ✍️ هالة بن عامر تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق