الجمعة، 21 يناير 2022

زائرة الليل بقلم الشاعر * صادق الهمامي /تونس *

 زائرة الليل

********
هلمّي ...
هلمّي أدخلي...
من أيّ باب شئت
أبواب القلب
كلّها مشرعة
مدن حبّ
مضيئة أسوارها
واحات نخيل
يتساقط رتبها
بساتين كروم
مثقلة عناقيدها
ينابيع حبّ لا نتهي
كلّها للعاشقين
الحالمين الحاملين
أنوار الأفراح
بين طيّات الصّبر للأرواح
و شذا الأزهار
للسجّد بمحراب العشق
و ظلال الأشجار
للقادمين من رمضاء الزّمن
فأدخلي سيّدتي
دون تكلّف ...
أو تصنّع...
دبّي رويدا في أحضانها
كوني انسيابيّة
كوني عفويّة
كوني طبيعيّة
لا تخفي ما عليك
من أثر الإشتياق
و امضي قدما إلى جنّتي
أنا طول عمري...
أتبرّك بما تحمله الأقدار ...
يا امرأة !!!
طالما أنشدتها في الغياب
أدمنتها في الحلم
حتّى تتحقّقت نبوءتي
هذا قلبي العطوف
مشعّ بنبضاته
على طول المدى
للآتين من كبت الرغبة
فوق أمواج الشوق
إلى شواطئ اللهفة
فتكسّري على جسدي
كموجة ثائرة
مدّدي قوامك
إلى ما لا نهاية
اقطفي نجوم السماء
من جفون اللّيل
تمرّدي... تمرّدي...
على الكواكب المارقة
امنحيني حريّتهم
أعتقيني من وحدتي
بدّدي أحزاني
بلّلي أطرافي بزبد اللّقاء
اسكبي نبيذ آهات
بين لهيب الشّفاه
و اتركي مساحة للأقحوان
ليلوّن بسمة الثّغر
مدّى يداك إليّ
ذوّبي جليد الوحدة
دلّيني أيّ زاوية
أشعل فيها شمعة
فخجلي تبرّأ منّي
رحل دون رجعة
اطلقي عنان الشهوة
املئي أغوار النّفس
هيّا !.. هيّا !..
اهدلي من نافذة القلب
كحمامة بالحريّة
ألقي بجسدك للأنسام
فكّي كلّ أغلالك
اطلقي سراح المساجين
هذا اللّيل سلطان حسنك
قرّر أسري وحيدا
فلا تهتمّي بأمري
خطوط الطول أعرفها
خطوط العرض أعرفها
و أعرف خطّ الوصول
فعذرا سيّدتي
معالم جمالك
لا تحتاج دليلا
لا تحتاج خارطة
لا تحتاج بوصلة
أمواجي مزمجرة
ستغزو رمالك قائظة
و أنواري الساطعة
ستلهب بريقك الضئيل
اطمئنّي زائرتي..
اطمئنّي ...
استرخي على صدري
كفرس جموح
أتعبه الرّكض في الفلاة
أكرعي من نبعي
و حاذري أن تغوصي
فالعمق خارج سلطاني
يا إمرأة !!!
تزيّنها حداثة الغرب
و روعة التضاريس
تجمّلها أصالة الشّرق
و دفء المناخ
زائرة اللّيل هلمّي...
شغاف القلب ضمّي
اجمعي سنابل الحقول
ضمّدي جرحا نازفا
بين ردهات الفصول
ظلّ موغلا في الصّبر
و أقيمي صلاة العشق
من أوّل اللّيل
إلى تباشير الفجر ...
* صادق الهمامي /تونس *
Peut être une image de 1 personne, jouer d’un instrument de musique, guitare et intérieur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق