الأربعاء، 12 يناير 2022

لنَغتَنِمَ الحياة /طه دخل الله عبد الرحمن /جريدة الوجدان الثقافية


 لنَغتَنِمَ الحياة

كلنا نعلم أننا خلقنا ذكراً وأنثى وولدنا من أرحام أمهاتنا، وبدأ مشوار الحياة والقسمة والنصيب تجمع بينهما للعيش بعش الزوجية الهادئة الهانئة في مشوار حياة طويل يتقاسمان به حلوه ومره، سعادته وألمه، فرحه وحزنه، خيباته وحرمانه، وتستمر الحياة الى أن يأتي يوم الفراق الأزلي ويرحل أحدهما الى جوار ربه ولا أحد يدري اين نصيبه من الحياة الآخرة ونقول بشرى للذي يحمل كتابه بيمينه.
ويبقى الآخر مكملا مشوار حياته لوحده متأملا بدنياه متذكراً أيامه الخوالي مع من فارقه بحلوها ومرها وبكل ما مر به مع رفيقه المفارق، هنا تأتي لحظة التأمل بشريط الحياة وما مر به، تبدأ الآهة والحسرة على ما لم يُستَغلُ من الحياة للنعيم بها لتعصر الآهة الحنظل وتشرب كأس المعاناة من كل لحظة لم تُستَغَل للعيش برغد وصفاء والتمني بعودة الزمان لو قيد أُنملة للوراء ولكن هيهات ثم هيهات ذهبت اللحظات وذهب معها كل حلو وجميل ، فإيانا أن نبخل على أنفسنا بلحظة حلوة بهية واستغلالها لان الحسرة لا تفيد ولا ترجع الزمن للوراء .
أيها الذكر والأنثى، أيها الزوج والزوجة كونا يداً بيد في حياتكما استغلوا اللحظة تلو اللحظة فهي تنعش النفس والروح وتأتي بما هو أجمل وتبعد عنكما الآهة والحسرة بعد الفراق ولا تدعوا لحظة من السعادة والفرح إلا واغتنموها لتجددوا العزيمة وتقوا الالتحام فكونوا السند والعون لبعضكما شأنكم كشأن كل البشر كافحوا وذللوا الصعوبات للفرح والسعادة وابعاد الآهة والحسرة بعد الفراق. وكأن لسان الحال يقول إذا لم تجمعنا الأيام جمعتنا الذكريات، وإذا القلب لم يراك فالعين لن تنساك.
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل == فلسطين
12/01/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق