الأحد، 9 يناير 2022

سارق القلوب / الأديبة عطر محمد لطفي/جريدة الوجدان الثقافية


 سارق القلوب

في كثير من الأحيان نجد أنفسنا أمام ماهو فوق طاقتنا لكن نتفادى أن نواجهه مخافة أن نخسر عزيزا علينا بتسرعنا، فتجدنا نتحمل ذلك العيب في طبعه و نحاول تحمل تغيراته النفسية والسلوكية ونجد له ألف عذر لتستمر الحياة معه مادام يحترم شخصنا ويقدر وجودنا فلا ضير من الصبر ليجتاز هذه المرحلة.
لكن حينما يكون الأمر يدخل في إهانة كرامتنا وكسر خواطرنا والالحاح في اذلالنا وتشويه صمعتنا لأجل تسلية و ترفيه غيره ولكي يظهر للكل أنه على حق فلا يمكننا التغاضي عن ذلك، ولنا الحق في فهم ما به وتفسير مقنع لهذه التصرفات، فالصمت ضعف في هذه المواقف.
ستقول لي أن اسامح واعفو عنه أقول لك سامحت ألف مرة لكن تكررت وتكررت عدة مرات وأتراجع لأسامحه لكن لكل شيء نهاية إما تفاهم وإتفاق أو تسريح بإحسان، لأن تكرار الإهانة واللامبالاة تبين أنه لا يريدك ويبعث لك بتلك التصرفات رسالة مفادها: لم تعد تؤثر على حياتي؛ ارحل لو تبقى لك شيء من الكرامة.
كثيرون من الأنقياء يتمسكون بأحلام رقيقة جميلة وحساسة ويضنون أن ذلك الشخص الذي عقدوا العزم أن يكملوا معه حياتهم يستحق تضحياهم لكن في الأخير يتكسر باب الحب والاهتمام والاحترام والتقدير ليجدوا أنفسهم قد ذبلوا من كثرة الإهانات والتنازلات واستسلموا لما يسمى روتين الحياة ليستفيقوا على تقدمهم بالعمر وقد سرق منهم أجمل أيامهم من طرف سارق القلوب الطيبة والصادقة.
سؤالي لك يا متصلب القلب يا من تدعي الحب وليس لك أدنى فكرة عنه، هل أنت راض عن نفسك قبل أن تجيب راقب ذلك الشخص الذي خسر حياته ليسعد حياتك ماذا فعلت به حتى صار وردة ذابلة تنتظر الرحيل من هذه الحياة؟!!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق