الثلاثاء، 11 يناير 2022

بداخلي ذئب يعوي/ عبدالستار الخديمي/جريدة الوجدان الثقافية


 بداخلي ذئب يعوي**

تجتاحني رغبة خرساء

قضاء ليلة شتوية مع ذئب يعوي كل مساء

طلبتُ لقاءه –دون تردّد- وبكلّ غباء

حضر تاركا أنيابه في الفناء

عربون محبّة خالصة

أليس سليل النبلاء؟ 

قلت له في تودّد:

اخفض صوت عوائك

لتخفّض من نبرة التطيّر لدى التّعساء

ابحث عن علامة أخرى للحبّ غير العواء

حضنني باكيا

ألم تقولوا بـ"أنّ داخل كل إنسان ذئبا يعوي"

ما هذا الجفاء؟

اصعد على ظهري.. أنا الآن ابن السماء

لا حواجز بينك وبين حبيبتك سوى خرقة رداء

قل لها: إنّي أحبّك دون رياء

إنني لا أملك غير رجاء البسطاء

فككتُ عقدة لساني وقلتُ لها وقد هدأ توجّسي:

أريد أن آخذك في رحلة تحت المطر

وأدعي سهوا أنني نسيت المطريّة

أنا أهوى التسكّع تحت المطر 

ورثت بعضا من طباع الغجر

خيوط المطر حبال تشدّكِ إلى الأعلى

تجرّدكِ من كبريائكِ الأنثويّ

أيّ الحضنين أشهى؟

حضني الجليديّ أم حضن المطر؟ 

سمعتْ عواء الذئب في نبضات قلبي وقالت:

عرّتني حبات المطر

عرّتْ أنوثتي وجرفت أسواري

أنا عاشقة حتى الثمالة

وأعرف أنني سأهلك لا محالة

زيف تمنّعي دلالة على انشطاري

أنا أيضا أريد احتضان الذئب لأدفن انكساري

هيّا بنا والذئب.. نحمل زخات المطر

فحقولنا قحط .. تنشد الارتواء

بقلمي: عبدالستار الخديمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق