الأحد، 9 يناير 2022

من التّراث العربيّ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 قرأت لكم

من التّراث العربيّ
أشهر قصص حبّ بالتّراث العربيّ.. أبطالها شعراء.
جميل وبثينة
وهي قصّة انتهت بالصّدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأمويّ، وأحبّ بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادّة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنّه لم يقتل الحبّ، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلّت في نفسها مع هواها الأوّل والأخير، ويقال إنّهما كانا يتقابلان سرًّا أحياناً ليبُلَّا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويّات. ويشار إلى كلمة “الحبّ العذريّ” جاءت من هذه القبيلة “بني عذرة” وسياق قصّة جميل وبثينة، أي ذلك الحبّ العفيف والطّاهر.
بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثمّ عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشّام، فقرّر أن يهاجر إلى مصر وظلّ هناك إلى أن مات يتذكّر حبّه القديم، وهناك أنشد في أيّامه الأخيرة قبل رحيله:
وما ذكرتك النّفس يا بثن مرّة من الدهر إلّا كادت النّفس تتلف
و إلّا علتني عبرة واستكانة وفاض لها جارٍ من الدّمع يذرف
تعلّقتها والنّفس منّي صحيحة فما زال ينمو حبّ جمل وتضعف
إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفّني وأنكرت من نفسي الذي كنت أعرف.
وقيل إنّ بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أنّ الرّواة قد تفاوتوا في توصيف شخصيّة جميل، فثمّة من رآه عفيفاً ومن قال إنّه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإنّ القصّة أخذت طابعاً أسطوريّاً وجماليّاً أكثر من عمقها الحقيقيّ، مثلها مثل كلّ قصص الحبّ عند العرب.
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.
Peut être une image de une personne ou plus


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق