الأربعاء، 12 يناير 2022

باب السور /د. محفوظ فرج /جريدة الوجدان الثقافية


 باب السور

————
يا ما بَرَّحَني الشوقُ
إلى أسرابِ
عباءاتٍ
تحضنُ أجملَ ما خلقَ الله ُ
تَلتَفُّ على حسنٍ ليسَ تفارقُهُ العِفَّةُ
يمُرقُ من بين ثنايا الحارةِ
يضج الوردُ الجوريُّ بِعَبَقٍ
تَثْملُ منهُ المُنعَطفاتُ
تمازِحُ
إحداهنَّ الأخرى
وعلى وقعِ خطاهنَّ يُهَلّلُ وجهُ
رصيفِ الشواف
إلى أن يبلُغْنَ
رحابَ الاعدادية
وكثيراً ما أجهلُ أنّي
قربَ المَلويّة في مدرستي أمشي
وكأنّي ما زلتُ مكاني
يَسْبقُني الشِّعرُ لوصفِ
البسماتِ المعسولةِ
تصدرُ من حَوَرِ العينِ
ومن زَمِّ الشفتينِ
وتفاحِ الخدّينِ
وَيَلْحَظُ غَمّازاتِ التشخيصِ بهِ
كيفَ اخْتُطِفَتْ أفئِدةُ
العشاقِ وبعثرَها مُنحَدَرٌ حينَ مَرَرْنَ
ببابِ السورِ
آهٍ آهْ
يا بابَ السور
عبرتْ منكَ الحكمةُ والنبلُ
وطيبةُ أهلِ الحيِّ
أنتَ الثَّغرُ الجالبُ للعشاقِ
المَرهونينَ
نسيمَ السدَّةِ
أنتَ شفاءٌ لعليل
أنتَ الراوي لحكايا الأجدادِ
وحكايا الحَطّاباتِ
وأتعابَ المَلّاياتِ
تُسجِّلُ نجواهُنَّ
وألوانَ عذاباتٍ كُنَّ يعانينَ
وَلِمنْ مالتْ فيه الدنيا
كنتَ تقولُ له :
نَمْ في أحضانِ أواويني
عندي كانونٌ
يدْرَءُ عنكَ البردَ القارصَ
تحتَ ظِلالي سأقيكَ
بأنسامٍ من دجلةَ
حرَّ القَيْضْ
د. محفوظ فرج
١٢ / ١ / ٢٠٢٢ م
٩ / جمادي٢ / ١٤٤٣هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق