الحُبّ الصّامِتُ.
ثَقُلَ الكَلاَمُ...
فِي الصَّمْتِ، فِي لُغَةِ العُيُونَ لاَ أَرَاكَ سِوَى إِمَام..
يَا سَيْفِىَ المَسْلُولُ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ..
يَا مِقْبَضَ الأَرْوَاحِ، يَا نَبْضَ الأَنَام،
يَا لَمْعَةَ الأَشْوَاق، يَا طَيْفِي المُعَطَّرِ بالسَّلاَم..
بِالأَمْسِ كُنْتَ لِي شَوْقًا يُرَاوِدُنِي كَحُلْمٍ لاَ يَنَام..
واليَوْمَ صِرْتَ لِي حِصْنًا يَدُكُّ أَسْوَارَ الظَّلام..
ثَقُلَ الكَلاَمُ...
وَفِي وَهْجِ الطَّرِيقِ أَصْدَاءُ أَنْغَامِ الحُرُوف،
كُنْتُ أُلْقِيهَا إِلَيكَ فِي عُتْمَةِ اللّيْلِ البَهِيم وَأَنْتَ تُصْغِي بِلا عُزُوف..
كَبُرَ المِدَادُ بالجُمَلِ الفَرِيدَةِ وَتَعَطَّرَتْ آفَاقُكَ بِمَا غَنِمْتَ مِنَ الرُّفُوف..
لِتَعُدَّ لِلْأَيَّامِ بَأْسًا يَسْرُدُ سِرَّ الفَلاَحِ وَيَقْبِضُ ثَمَنَ الوُصُولِ بِلاَ زَيْفٍ يَطُوف..
ثَقُلَ الكَلاَمُ....
وَأَنْتَ تَنْظُرُ فِي عُيُونِي..
لِتَقُولَ لِي قَوْلاً عَمِيقًا يُطْفِئُ ظَمَأَ شُجُونِي..
مَازِلْتَ فِي الحَرْفِ بَطِيئًا، نَظْمُكَ غِرُّ المُتُونِ..
لَكِنَّ سَهْمَ الوِدِّ مِنْكَ يَخْرُقُ كُلَّ الحُصُونِ..
لِيَيَنَامَ فِي قَلْبِي دَفِيئًا غَانِمًا كُلَّ الفُنُونِ..
يَا قَمَرِي بِنُورِكَ تَزْهُو أَحْلاَمِي وَآمَالِي،
وتخْبُو آلامِي وَأَوْهَامُ ظُنُونِي...
صالح سعيد/ تونس الخضراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق