أطياف الليل
حين يسدل الليل ستائر الظلمة وبين نقوش طرزتها أنامل أمي بدفئها الذي اشتقت إليه،يمر طيف يعيق تلك السكينة، همس من قاع البحار،جنيات الغابة وأجنحتها المضيئة تنير أحلامنا المظلمة ونسائم تداعب أوراق الشجر ،تتسلل بين الصدف والكهوف لتعزف لحن المحبين ،إرتطام الموج الذي يراقص صورة القمر، تحدثني نفسي هل هو حديث العاشقين لظلمة البشر قبل النور ،أم نجوم الليل ترسم أشباح القدر،فيهمس صوت خفي أنا طيف سطور مضت،سألته كيف تكون وقد صرت ماض منسيا،
فيهتف ساخرا أنا الحب الذي على وقعه ولدت ومنذ تلك اللحظة حين قبلت الحياة وجه البراءة لم أفارقك،فقلت إن الحب زرع إن لم يسق يموت،فأخبرني غاضبا أنا الموت المريع ومن جوفي تنتفض الأرواح كل يوم من غفلتها،فقلت الموت ينجلي حين تشرق شمس نهارجديد ،فقال مختالا أنا من يقبع بداخلك وكفاك سؤالا قد نفذ صبري ،ورحل مثلما الدخان حين تذريه الرياح وتركني في فوضى عارمة من الأسئلة ،وهمت بين أشباح الدجى حتى الصباح،وحين رأيتني في مراتي عرفت من كان الذي طرق بابي البارحة واغتال سكينتي...
فقلت في نفسي مجنون أنا وكيف أكون أنا ولم أعرفني.
لكل منا مخزون باطني يكفي ان ننعتق من سجن الظاهر الحسي لندرك تلك الارادة والنور الذي خلق من رحمه الكون
نور الرحموني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق