الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

ملامح الضوء بقلم طاهر مشي

 ملامح الضوء 

ااااااااااااااااا اااااااااا 

في مهبّ الغياب،

حين تنكسرُ الظلالُ على جدار القلب،

يولدُ الضوءُ من رُكامِ الحنين،

لا ليُبهرَ،

بل ليُذكّرَنا أن الظلمةَ ليست قدرًا،

بل عبورًا.

أُصغي إلى الصمتِ،

فأسمعُ فيه وجوهًا لم تكتمل،

وصدى خطواتٍ تمشي في الذاكرة

كأنها تبحثُ عن معنىً للبدء،

أو عن نهايةٍ تُنقذ الحكاية من التكرار.

ملامحُ الضوء ليست في الشروق،

بل في لحظةِ التردّد بين الليلِ والفجر،

حين يختبرُ الكونُ هشاشتَه،

ويعترفُ أن النورَ أيضًا يخافُ من اكتماله.

حيث يحملُ ذاكرةَ ظلمةٍ تجاوزه،

يحملُ وجعَ الطريق،

وصبرَ من لم يفقدْ إيمانه بالعبور.

أنا ابنُ تلك الملامح،

أتلمّسُ وجهي في مراياها،

وأرى نفسي بين ظلٍّ وضوء،

بين ما أُطفئه من خوفي،

وما أُشعله من يقين.

يا ملامحَ الضوء،

علّميني أن أرى في العتمةِ نبوءَةَ فجر،

وأن أفهمَ أن الجمالَ ليس في البريق،

بل في المسافةِ التي يقطعها الحلم

ليصلَ إلى النور.

حيث نعودُ إلى تلك الطِّلال،

حيث يتلطّخُ الحلمُ بالطين،

ولا نجدُ للنورِ مأوًى،

ولا روحًا تُضمِّدُ الجرح.

لكنّ الضوءَ — حتى وهو بعيد —

يبقى في القلبِ جمرةَ يقين،

يختبئُ تحت الرماد،

ينتظرُ نفَسًا من الرجاء،

أو دمعةً تُعيدُ إليه بريقه القديم.

سنمضي،

ولو بأقدامٍ مثقلةٍ بالعتمة،

وسنتركُ على الطريقِ أثرَ مَن آمنوا بالنور،

ولو لم يروه.

فليس الضوءُ ما يُرى،

بل ما يُوجِعُ غيابه،

وليس الفجرُ ما يأتي،

بل ما يوقظُ فينا الشوقَ إليه. 

ااااااااااااااااا اااااااااا 

طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق