[ دراسات إسلامية ]
مع شرف العبودية لله /
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
في البداية عندما نجد أن الله عز وجل خلق الإنسان و كرمه بالعقل عن سائر المخلوقات و كلفه بعبادته الخالصه ، حيث جعلها للجن و الإنسان، و من ثم سخر الكون لخدمة بني آدم منذ الخليقة حتى قيام الساعة هكذا ٠٠
و لذا أوجب حق العبودية لعباده فنحن جميعا عبادا لله و هذا شرف كبير متساوون فيه مع الأفضلية في التقوى و العمل الصالح ، حتى مدح لفظ عباد و عبد ، فلننظر قوله و عباد الرحمن ، و سبحان الذي أسرى بعبده ٠٠٠ الخ ٠
و هذه قيمة أننا عباد لله عز و جل أحرار فيما بيننا دون تمييز و عنصرية و هذا من باب العدل و الحق و المنطق ٠٠
فنحن نترك زخارف الدنيا و النعم الفانية من أجل الفوز الكبير في الآخرة حيث الخلود المقيم في جناته ٠
فالإسلام دين الرحمة القائم على العلم و مدى توفيقه لواجبات الأمانة و التي تتضمن واجبات العبودية لله في الأرض ٠٠
مع الحرص على أتباع شريعة الإسلام الدين القيم الحنيف بداية من الطاعة و العبادات و المعاملات و الآداب و المال و الحكم ، و أثر ذلك في علاقة الأفراد و المجتمع مع الأمم الأُخرى بنظرة شمولية ٠٠
لكي تستقيم الحياة من منطلق دنياهم و أخراهم ٠
و يبقى التكليف مفصلا كما في نصوص القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف الصحيح بفهم يتلاقى و يساعد على تطور الحياة في توازن مادي و معنوي سيان ٠
مع تطبيق مبدأ الرحمة للعالمين شعار الإسلام ، و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ٠
و من هذا المنطلق ننطلق سويا بعيدا عن الانحرافات تمسك بالصراط المستقيم الذي يحمل خلاصة الرسالات السابقة ٠
و من مبدأ المؤمنون أخوة ، فنلاحظ الفئة المخاطبة بإقامة الشعائر هم المؤمنون بدون مزايدة و الايمان مرحلة بعد الدخول في الإسلام ثم مرتبة الإحسان التي تجعل الصفاء و النقاء و التجرد من متاع الحياة في زيادة لا تفيد صاحبها إلا نكداً و هماً فتفسد حياته الكلية بالصراعات الطاغية٠
فربنا عز وجل الخالق هو الذي يأمر و ينهي و يشرع الحلال و يبين الحرام لعلة و حكمة بالغة ٠
فيأمر عباده المؤمنين بواجبات محددة و معلومة حسب القدرة و الاستطاعة مع الأعذار المقبولة ٠٠
فأمر المؤمنون بالركوع و السجود و العبادة و فعل الخير من أجل الفلاح ٠٠
و الوفاء بالعهد و التمسك بالدين ، و حذر من تحريم الطيبات و عدم الاعتداء ، و اجتناب الرجس الضار خمر و ميسر و غير ذلك من عمل الشيطان ٠٠
و نهى عن قتل النفس و القول الفاحش و حسن القيام بواجبات العبودية في شرف حمل هذه الأمانة ٠
و عدم أتباع غير سبيل المؤمنين في منهج الحياة بعيدا عن الفهم الخاطىء و التسلط و نشر وسطية الإسلام في يسر و رفق و عدم المغالاة و التشدد الذي ينفر الناس من سماحة هذا الدين في إطار سُبل السلام ٠
و أخيرا و في النهاية بعد هذا العرض الموجز لواجبات العبودية لله تعالى نستخلص بأن مسؤولية ( العبودية ) تختلف من مؤمن إلى آخر كما تختلف مع العصور و التركيز على دور الراعي و الراعية حاكم و محكوم حسب القدرة و دور العلماء الذين يفيدون الأمة في المستقبل مع حركة تطور الحياة دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق