الخميس، 30 أكتوبر 2025

(ومضة..مترعة بالأسى) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (ومضة..مترعة بالأسى)

مازلنا نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات..لم نعد نعرف أن نكتبها..!

هذه الثورات ليست غضب جياع،بل ثورة ضدّ جشع و تخمة الأصنام،التي سقطت مذ سقطت جمهوريات الخوف،على أيدي الأبناء الشرعيين للغضب العربيّ.أولئك الذين رفع بعضهم صور تشي غيفارا،الرجل الوسيم الذي و هو يرى قاتله يصوّب نحوه رشاشه،على بعد خطوة من حتفه،صاح به "أطلق النار أيها الجبان.إنّك تقتل إنسانا ! ".

كان رهانا خاطئًا على إنسانيّة الوحش البشري،فقد ردّ عليه الوحش بوابل من الرصاص،كما ليثبت له أنّ الرموز أيضاً هي تحت رحمة القتلة.

نسي القاتل،أنّ الرموز يُحيها الموت..و كذلك الشعوب.كما نسي سفاحو تل أبيب أن السفاح بما يريقه من دم يحدد الثمن النهائي لدمه..لهذا سيذهب-الفلسطيني-اليوم،بأحلامه من حافة الموت الى حافة الحياة،حيث سيرى خلف دخان الجنون وجلبة القوة علم فلسطين وشمسها وأشجارها وحقولها وسمائها..وتحت سمائها تتلألأ الرنة السخية لفرح الإنسان..هناك،وعلى التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة سيعثر على فلسطين الحميمة وقد هيأت له مقعدا مريحا ونافذة مفتوحة وسماء صافية وظلا ظليلا..ورغيفا لذيذا..وأنشودة نصر بهية..لينزل ضيفا جليلا على مائدتها...مائدة الشهداء..والشهداء الأحياء: مائدة التاريخ..

ونحن!

نحن الذين نخبيء في عيوننا عتمات الأحزان، نحن من المحيط الى الخليج أمام البحر المتوسط، تنتصب أمامنا حاجبات الوميض،نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات لم نعد نعرف أن نكتبها..!


محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق