على رصيف الانتظار
على رصيفِ الانتظار،
تتدلّى من الوقتِ ظلالٌ باهتة،
وساعةُ المقهى تُلوِّحُ لي
كأنها تعرفُ أنَّ الغائبَ
لن يأتي.
أُمسِكُ بكوبِ قهوتي البارد،
أستنشقُ بخارًا من ذكرى
كانت دافئةً يومًا ما،
ثم ذابت مع أولِ غياب.
يمرُّ القطارُ،
تُصفِّرُ العجلاتُ كحنجرةٍ عجوزٍ
تُنادي اسمًا لم يَعُد يَسكنُ الهواء،
وأنا ألوّحُ لظلٍّ لا يراني،
لرجلٍ كان يشبهك،
ثمّ لم يَعُد.
تتساقطُ في قلبي أوراقُ المواسم،
وأظلُّ على الرصيف،
أجمعُ ما تبقّى من الأمل
كطفلةٍ تُعيدُ ترتيبَ شتاءِ ممزّق.
على رصيفِ الانتظار،
كبرتُ كثيرًا يا أنا،
لكنّ الوقتَ لم يتحرّك خطوةً واحدة
نحو قلبي.
✒️ بقلم: الأديبة هدى حجاجي أحمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق