الثلاثاء، 16 أبريل 2024

تلك الأرض بقلم الشاعرة ليلى عريقات

 تلك الأرض

آهٍ أخي ذكّرْتَني ببلادي

تلكَ البراري استأثرَت بِودادي


أزهارُها من كلِّ لونٍ فتّحَتْ

ونسيمُها عذبٌ بذاكَ الوادي


 ومعي رفيقاتي نروحُ بثلّةٍ

ومعي بناتُ العمِّ مِن أندادي


 وتفتّحَ الحنّونُ كنتُ أُحبُّهُ

 وزنابقٌ كانت على ميعادِ


كم كنتُ بارعةً بنظمِ زهورِها

منها أساورُ أشرقتْ بزنادِ


 وكذاكَ تيجانٌ تَزينُ رؤوسَنا

نلهو نغنّي مثلَ طيرٍ شادِ


*   *    *

 أينَ الزّمانُ مضى الزّمانُ بأهلهِ

 وغدوْتُ نازحةً بغيرِ بِلادي


لكنّ ذكراها تجيشُ بخاطري

  ولَكَمْ همى دمعي يبلُّ وسادي


آهٍ أبوديسُ الحبيبةُ إنّني

ما طابَ لي شُرْبٌ ومُرٌّ زادي


 صِرْتِ السّبيَّةَ والجنودُ تغطْرَسوا

داسوا ثراكِ ودُجِّجوا بِعَتادِ


لكنّ أهلي ما استكانوا مرّةً

فالطفلُ سارَ مسيرةَ الأجدادِ


هم بالحجارةِ قاوموا واستأسدوا

غرزوا المُدى في أسْوَدِ الأكبادِ


أمُّ الشّهيدِ وفيّةً قد زغردتْ

لم تكتئبْ أو تنحني لحِدادِ


قد دوّنوا في صفقةٍ عُدوانَهم

يا ويلَهم تِلْكُم رؤى الأوغادِ


أهلي جبابرةٌ ويُرْدونَ الرّدى

والشّبلُ منهم سيّدُ الأسيادِ


لا لن تمرَّ وثائقٌ ومخطَّطٌ

 هم واهمون وضاعَ كلُّ رشادِ


إذ كيفَ ظنّوا أن تروحَ بلادُنا

 ولنا الهوانُ مجلَّلاً بسوادِ


 هبَّ الشّبابُ قويمةً عزماتُهُم

لن يرتضوا ثاروا كما الآسادِ


لو ظلّ شبلٌ واحدٌ لن نَنحني 

 قد قالها الختيارُ للرّوّادِ


ودِما الشهيدِ أنرتضي نزَفَت سُدىً

اللهُ أكبرُ للجهادِ تُنادي


 الله أكبرُ لن نضَيِّعَ قدسَنا

مسرى الرّسولِ بِهِ يعيثُ العادي


فلتُكْمِلوا .. أولادُ.. دربَ أبيكُمُ

ولْترْفعوا الرّاياتِ يا أحْفادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق