الخميس، 18 أبريل 2024

تَوَهان بقلم الأديبة سامية خليفة

 تَوَهان

سامية خليفة 

العدْوُ خلف الظّلّ فيه الهلاكُ

يا ظلَّ اليومِ والأمسِ والغدِ

متى سندركُ ماهيَّتَكَ

تُموّهُ صورةَ وجودِكَ

لتكونَ الأثرَ الذي نلاحقُهُ

ولا نطالُهُ

نحتالُ في العثورِ عليه

رغم أنه ولد معنا وفينا

هو في الوجودِ اللاوجودُ

نحترقُ في لظى الشروقِ

نتلاشى مع برودة الغروبِ

نظنُّ أنَّنا ما بينَهما

في أحضانِكَ

تغيبُ، نبحثُ عنكَ، لا نكلُّ 

ّيا ظلّا يا شطراً مفقودا في الروح  

يا نصفَ الجسدِ الموؤدِ

كم ستطولُ فترةُ التّوهانِ

كم سنمضي بعدُ منَ العمرِ 

ونحن غرقى

في بحورِ  التَّنقيبِ عنكَ

الظل آه لو أدركوا ما الظلّ

لماتوا

لتمنوا الرَّحيلَ

قبل اقترابِ موعدِ القطار

في المحطة الأخيرة

كلٌّ منا ينتظرُهُ ظلٌّ

ليرافِقَه 

في رحلةِ توهانٍ جديدةٍ

لن نبحثَ حينَها عن ظلٍّ تعشَّقَنا 

فبحثنا عنْهُ خارِجَنا

هو سيبقى على انتظارنا 

في محطات قادمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق